رانيا براغيث تكتب : أخيرا وجدت المأوى !
لم تتوقف عندما اكتشفت أن جواربها ثقبت حين كانت تركض للعمل .. اكتفت ببعض الغمغمات الغير مفهومة و إطلاق زفير بصوت عالي و كعادتها ضربت الأرض بقدم واحده .
هكذا تفعل منذ أن كانت طفلة و لكنها الأن إمرأه يانعة لا تعلم مدي تأثير أنوثتها المكتملة علي المحيطين.. تتصرف ببراءة شديدة و تلقائية و أحيانا جديه و عصبية تتنافي مع صفاء عيونها الواسعة و بشرتها الخوخية.
دخلت إلى قاعة الاجتماعات و هي لا تأبه بأحد فقط ساد الصمت فالكل التفت ليري من صاحبة العطر .. دقائق و بدأت المناقشات و جاء دورها .. خطفت الأنظار و لم يخطفها إلا أحد الحضور الذي سجل اعتراضه .. لغته العربية ركيكه جدًا لا تناسب هذا الصوت المميز .. كانت علي وشك الضحك عندما نطق بعض الكلمات بصوت متقطع و لكن لم تجرؤ .. جلسته الواثقة و شعره المائل للإحمرار و ذقنه الحاد لفتت انتباها علي غير العادة .
هي لا تكترث أبدا بأحد دائما حديثها الداخلي مع نفسها و عقلها المتقد يجعلوها في حاله أشبه بالشرود و لكنها في الحقيقة في حاله تحليل و إبداع متواصله ...
لم تقاطعه و عندما انتهي لم تعلق .. بل تركت التعليق للحضور الذين دعموا اعتراضه .
خرجت و هي تنظر لجواربها السودا الشفافه بحنق شديد جدًا و كان الثقب الغير مرئي كان سبب لتشجيع هذا الأصهب علي الاعتراض... اقترب منها بل نفذ إلى أنفها نوع من الإثارة الشديده التي لم تختبرها من سنوات أغمضت عينيها لتستمع و فتحتها علي نقره قوية علي طرف الطاولة التي تجلس عليها ... جاء الاصهب ليتحدث بلغه لم تتعرف عليها أهي روسية ام تركية ربما تكون فارسية ... ما هذه اللغه ؟؟؟ نظرت بعمق قبل أن تسأل عفوا ماذا تقول ؟؟؟ .
أعاد الكلام بالعربية ( هل يمكنني التحدث معك لثلاث دقائق ؟؟؟
ثلاث دقائق ؟؟؟ حدثت نفسها بصوت خفيض من هذا الروبوت نحن في بلدنا نسأل ثلاث ساعات ربما ثلاث أيام المناقشه !!!!! قالت له عن ماذا ؟؟؟ قال يريد ان يوضح اعتراضه لان الوقت لم يكن كاف بالاجتماع !!!!
قالت له بلسان كسول جدًا و به شيء من التعالي .. يمكنك ان تشاركني هذا ببريد إلكتروني أما الأن فأنا أريد الإستماع بسيجارتي و قهوتي !!!!! ابتسم و قال لا باس و أدار ظهره لها و مضي .
ما هذا الصوت المزعج اووووه .. هذه ضربات قلبها .. لازال عطره في أنفها !!! تشعر و كأن حضوره الطاغي قد التهم كتفيها و ظهرها ... لم يلمسها و لم يتجاوز مسافة آكثر من قدمين عندما كان يتحدث !!! و لكن و كان هذا المجهول اللسان كان يضمها بقوه حتي أنها تسألت كيف يكون الإحساس عند ممارسة الحب مع هذا الاصهب ؟؟؟.
وبخت نفسها كثيرا وقالت هل أنتي مجنونة ما هذه الجرئه.... عندما عادت لبيتها كانت تشعر بعطش شديد تناولت كأسا من النبيذ الأحمر و تمددت علي اريكه ناعمه كجلدها و أخذت تتذكر كيف نطق هذا الاصهب حروف اسمها و كأنها تسمع إسمها بهذه العذوبة لأول مره في حياتها .... تذكرت كان مهندما و كان كل ما كان يرتديه هو صنع يدوي صنع له خصيصا ... من هذا الثري ؟.
فالصباح ذهبت لمكتبها تتفحص بريدها الإلكتروني لتجد المفاجاة هو أبن الشريك الأجنبي جاء يمثل أبيه انتدابًا .. غبيه كيف لم تربط الإسم الذي وضعه علي ياقه الجاكت الذي كان يرتديه ... دقائق طويله مضت ثم جاءها اتصال من رقم مجهول الهوية ... يبدو أنه من خارج البلاد .. من هذا المتصل ؟؟؟ ردت فجاءها صوت الاصهب !!! استقل طائره و عاد لوطنه بعد الاجتماع ..سألها عن ردها علي بريده فقالت له كيف لي أراك مره ثانيه ؟؟؟ قال لها أنها مدعوه لفرع الشركه بالخارج و ان تذكرتها علي
بريدها الإلكتروني أيضا.. سافرت و هي تعد الثوان ... رحله طويله .. وصلت أخيرا استقبلها فاتحا ذراعيه ??? ما هذا الأبله هل ستعانقه مثلا ؟؟؟؟ رمت نفسها بين ذراعيه و سكنت لتقول لنفسها أنها اخيرا وجدت المأوي .
متي بدأ حاله عشقهما و كيف ستكون لا هي و لا هو يعرفون فقط يعرفون أن العشق جنون و كأنه العاصفة التي تبدأ بغموض و تنتهي باشعال و قلب موازين كل شيء أترك قلبك مفتوحا و لا تسمح بدخول الغرباء .. فصاحب القلب و مالكه سيدخل بدون اسئذان لانه معه مفتاحه .