نص كلمة السفير التركي في حفل تأسيس الجمهورية التركية
د. محمد ثروتأكد السيد صالح موطلو شن سفير الجمهورية التركية بالقاهرة أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا تعود لأكثر من الف عام. جاء ذلك في حفل السفارة التركية بالقاهرة بذكري 101 عام على تأسيس الجمهورية التركية وجاء نص كلمة السفير كالتالي:
أخي السيد خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان
الأمير عباس حلمي،
أخي الأمير محمد علي
السادة السفراء،
السادة المسئولين المصريين، أصدقائي المصريين،
أعزائي الإعلاميين ،
السيدات والسادة،
أيها المواطنون الأعزاء،
أرحب بكم وبتكريمكم في حفل الاستقبال الذي ننظمه بمناسبة الذكرى الـ 101 لإعلان الجمهورية التركية.
الجمهورية التركية الشابة عمرها ألان 101 إلا أنها كشجرة دلب لها تاريخ ضارب بجذورها في الأناضول لما يزيد عن ألف عام.
ومع تقاليد الدولة التي تغذيها هذه الجذور التاريخية العميقة، ندخل المئوية الثانية لجمهوريتنا بآمال بحماس كبيرة، تحت قيادة رئيسنا.
المؤسسن و خاصة الغازي مصطفى كمال أتاتورك، الذي اخذ قرار إعلان الجمهورية وأنشأ الدولة بإعلان الجمهورية الجديدة، رغم الجهد والإرهاق الذي حل بالأمة جراء الحرب العالمية الأولى وحرب الاستقلال،
في الذكرى العاشرة للجمهورية، أي في عام 1933؛ مع إعلان الجمهورية أغلقت دفاتر الماضي وأصبح لدينا إدارة تستهدف التنمية والسلام والتقدم وقال الموؤسسن «لقد خرجنا من كل حرب خلال عشر سنوات بجبهة ناصعة ، ولقد أنشأنا خمسة عشر مليون شاب من جميع الأعمار خلال عشر سنوات؛ "لقد نسجنا الوطن الأم بشباك حديدية من كل مكان".
اليوم، في الذكرى الـ 101 للتأسيس وفي ظل الإرادة الحازمة والصلبة لرئيسنا رجب طيب أردوغان، أصبحت تركيا، التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، بالأرقام من بين الدول العشر الرائدة في العالم في الصناعة والتكنولوجيا والثقافة والصحة والرياضة. والدفاع.
لكن التطورات والمشاكل الإقليمية والعالمية تجعل تركيا، مثل أي دولة أخرى، تواجه تحديات. وبينما نكافح كل هذه التحديات، يظل مبدأنا هو "السلام في الوطن، السلام في العالم" الذي حدده أتاتورك القائد العظيم. إننا نعطي الأولوية للأمن والاستقرار والسلام والتنمية في علاقاتنا الثنائية وسياساتنا على المستوى العالمي.
نحن دائمًا جاهزون وقادرون على الدفاع عن أنفسنا واتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها الشعب والدولة التركية.
وفي هذا السياق، أود التأكيد على أن معركتنا ضد المنظمات الإرهابية مثل منظمة غولن، وحزب العمال الكردستاني، وداعش، ووحدات حماية الشعب، التي تستهدف وحدتنا وسلامتنا ودولتنا، ستستمر بكل عزيمة.
منطقتنا ألان تواجه عدم الاستقرار وكما قال السيد وزير الخارجية هاكان فيدان "نحن لا نريد حرب في منطقتنا" يمكن ان يتحقق الامن والسلام والاستقرار الإقليمي بشكل دائم فقط إذا انتهى احتلال فلسطين وإنهاء الظلم التاريخي.
لقد حان الوقت الآن لكي يحصل إخواننا الفلسطينيون المتضررين والمظلومون على حريتهم ويعيشوا حياة كريمة وآمنة وإنسانية في ظل دولتهم المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.
واليوم تنتهك حقوقهم في الحياة، ناهيك عن كرامتهم وأمنهم وسلامتهم. وللأسف، نشهد اليوم أن أبسط حق من حقوق الإنسان لإخواننا الفلسطينيين، وهو الحق في الحياة، ينتهك كل يوم، وأن العشرات والمئات من إخواننا الفلسطينيين يقتلون على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية كل يوم. .
كم عدد الفلسطينيين الذين يجب أن يموتوا لوضع حد لهذه المأساة؟ 100 ألف ؟ 500 ألف؟ 2 مليون مثلا ؟
لقد تم تدمير جميع أجزاء غزة تقريبًا، فهل ينتظرون الآن أن يموت جميع السكان؟
وكما قال رئيسنا رجب طيب أردوغان، فإن العالم أكبر من 5، ومن الممكن أن يكون هناك عالم أكثر عدالة!
إن تحقيق عالم أكثر عدالة يعتمد على حل القضية الفلسطينية.
إنها رغبة المنطقة بأسرها والمجتمع الدولي في أن تعيش إسرائيل وفلسطين جنبًا إلى جنب تحت مظلة دولتين في سلام وأمن وازدهار. العنف يولد العنف.
ولا يمكن تحقيق السلام والأمن من خلال العنف والقسوة. فالسلام يتحقق بالعدالة والإنسانية.
يجب على كل دولة ان تلتزم بميثاق الأمم المتحدة ولكنه من الضروري ان يتم اصلاح مجلس الامن
نحن ملتزمون بعضويتنا في حلف الناتو و المجلس الأوروبي, وطلب عضويتنا في الاتحاد الأوروبي لا يزال قائم وطلب عضوية البريكس ليست بديل لهذا بل هي ضرورة لسياستنا الخارجية الوطنية و مصالحنا وعازمون على تطوير علاقتنا بجامعة الدول العربية.
وخطاب وزير خارجيتنا بمجلس جامعة الدول العربية وكذا استقبال السيد رئيس الجمهورية السيد احمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدولة العربية الذي زار تركيا قريبا دليل على هذا العزم.
ونحن في تضامن كامل مع المجتمع العربي بأكمله والجامعة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية
وينبغي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة في أسرع وقت ممكن، ويجب توصيل المساعدات الإنسانية الكافية.
وتبذل تركيا قصارى جهدها لتقديم المساعدات الإنسانية الكافية ووقف دائم لإطلاق النار.
ونحن نعلم أن مصر بذلت جهودًا كبيرة وقدمت مساهمات كبيرة في وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية، ونحن نقدر ذلك.
وأخيرا، نجد إيجابية دعوة وقف إطلاق النار التي أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
إذا تم الرد على هذا الدعوى، فقد يكون هناك أمل في وقف دائم لإطلاق النار.
إننا ندين بشدة القرار الذي اتخذته إسرائيل في الكنيست، والذي يهدف إلى إنهاء أنشطة الأونروا في الأراضي الفلسطينية.
لا يمكن فصل إخواننا الفلسطينيين عن وطنهم، ولا يمكن أبداً انتزاع حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم.
وفي هذا الصدد، ستواصل تركيا متابعة كافة مبادراتها الدبلوماسية والسياسية جنبًا إلى جنب، مع فلسطين والعالم العربي والإسلامي.
السيدات والسادة،
شهد عام 2024 خطوات تاريخية في علاقاتنا الثنائية. إن زيارة رئيسنا إلى القاهرة في 14 فبراير وزيارة الرئيس المصري السيسي إلى أنقرة في 4 سبتمبر فتحت فترة من التعاون الاستراتيجي في علاقاتنا الثنائية.
من الآن فصاعدا، سنواصل تطوير تعاوننا الثنائي في كل المجالات تقريبا تحت مظلة مجلس التعاون الاستراتيجي الرفيع المستوى، برئاسة رئيسنا رجب طيب أردوغان والرئيس عبد الفتاح السيسي وتحت إشراف وزيرنا. وزير الخارجية السيد هاكان فيدان، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي.
وكما شاهدتم جميعا، تم خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، التوقيع على 17 اتفاقية تعاون تغطي مجموعة واسعة من المجالات.
ومن بين الاتفاقيات الموقعة في أنقرة "اتفاقية التعاون في مجال الصحة والعلوم الطبية".
والحقيقة أن المساهمات والجهود الشخصية التي بذلها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، السيد خالد عبد الغفار، الذي شرفنا بمشاركته هنا، سواء فيما يتعلق بالمساعدات لغزة أو بإعداد اتفاقية التعاون هذه، كانت عظيمة. .
ونحن نعلم أنه من الآن فصاعدا، ستواصل وزارة الصحة المصرية تعاونها في مجال الصحة مع قطاعنا الخاص والقطاعات الأخرى.
نريد رؤيته في تركيا في أقرب وقت ممكن. وأود أن أشكر بشكل خاص خالد عبد الغفارعلى مساهماته ولطفه،
وستتم إضافة اتفاقيات جديدة إلى هذه الاتفاقيات وستستمر مجالات تعاوننا في التزايد.
كما تعلمون جميعًا، في العلاقات التركية المصرية، تشكل القضايا التجارية والاقتصادية بشكل خاص العمود الفقري لتعاوننا.
وكما أقول دائما، فإن القرب الجغرافي بين البلدين، وانخفاض تكلفة نقل السفن والحاويات، مدة نقل قصيرة، اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، موقع مصر الاستراتيجي، الأيدي العاملة الماهرة والكبيرة وكثرة الرحلات الجوية، واتفاقيات التجارة الحرة مع الدول العربية وأمريكا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، هي علاقات تجارية مع مصر وتمهد الطريق من أجل مواصلة تطوير علاقاتنا الاقتصادية.
وفي هذا الصدد، نقوم بعمل جيد للغاية في تجارتنا الثنائية هذا العام ونهدف إلى تحطيم رقم قياسي يتجاوز 9 مليارات دولار.
ولا يوجد مانع لعدم الوصول إلى 15 مليار دولار في 5 سنوات، و20 مليار دولار في 10 سنوات، و50 مليار دولار في 50 عاما.
يواصل المستثمرون الأتراك في مصر أعمالهم بنجاح، مما يساهم في دعم الاقتصادين التركي والمصري.
ومن الآن فصاعدا، أود أن أقول إن المستثمرين الأتراك سيظلون مهتمين بمصر في العديد من القطاعات، وخاصة المنسوجات، وما زال هناك العديد من الاستثمارات الجديدة.
وأود أن أشير إلى أن هناك اهتماما كبيرا فى مجال الاستثمار من مصر إلى تركيا في مختلف المجالات.
وبالمثل، أعتقد أننا سندخل فترة من التعاون المكثف في مجال السياحة. يمكننا أن نتوقع زيادة عدد السياح القادمين إلى مصر من تركيا بشكل أكبر في السنوات القادمة.
وسوف نستمر في دعم هذا. وبالمثل، ليس لدينا شك في أن المصريين سيستمرون في الاهتمام بتركيا.
وفى عام 2025 سندرك الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية التركية الحديثة ومصر الحديثة.
أقولها هكذا لانه حتى عام 1914، كانت كل من تركيا ومصر تتكون من مواطنين يحملون هوية الإمبراطورية العثمانية وكانوا تحت سقف دولة واحدة.
بمعنى آخر، تعود العلاقات المشتركة بين الأتراك والمصريين إلى أكثر من 1000 عام. تأسست العلاقات الدبلوماسية الحديثة عام 1925، بعد عودة تركيا إلى مسرح التاريخ كجمهورية ومصر كمملكة مستقلة.
سنحتفل بمرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بأنشطة مختلفة في المجالات الثقافية والفنية والأكاديمية والعلمية.
نحن نخطط لتنظيم العديد من الأنشطة التي من شأنها إحياء ذكرى علاقاتنا الحديثة وتاريخنا المشترك، والتي ستلهمنا لجعل علاقاتنا المستقبلية أقوى وأوثق.
وفي هذا السياق، أستطيع أن أقول بالفعل إن سفارة الجمهورية التركية في القاهرة ستستضيف العديد من الأنشطة الفنية والثقافية والعلمية في عام 2025.
سنكون سعداء جدًا بمشاركتك في هذه الأنشطة. أود أن أذكر هذه الأنشطة لأنني أعتقد أنها قد تهمكم.
وكنت أيضًا مع الممثلين الذين لهم أدوار في مسلسلات تركية، وبعضهم يحظى بشعبية كبيرة في مصر، وجاءوا إلى القاهرة منذ يومين، وتحدثت معهم أيضًا.
نرغب في جلب نجوم هذه المسلسلات التلفزيونية التركية الشهيرة إلى مصر في عام 2025.
لدينا العديد من الأصدقاء المصريين الذين سيشاركوننا في هذه المهمة. وأود أن أشكرهم مقدمًا على تعاونهم ودعمهم.
وقال السفير شن إنه قد تكون هناك زيارات رفيعة المستوى من تركيا إلى مصر قريبًا. قبل حوالي أسبوع، التقى وزير المالية المصري أحمد كوجوك مع مستثمرين أتراك في إسطنبول. وأضاف أن وزير التجارة والاستثمار سيتوجه إلى إسطنبول لحضور اجتماع التعاون الاقتصادي لمنظمة التعاون الإسلامي في بداية نوفمبر وسيلتقي أيضًا بالمستثمرين الأتراك.
وفي ختام كلامي، أود أن أحيي بالرحمة والعرفان ذكرى جميع شهدائنا وقدامى المحاربين الذين أسسوا جمهوريتنا، وخاصة غازي مصطفى كمال أتاتورك، والذين استشهدوا وسفكوا دماءهم في سبيل هذه القضية منهم إخواننا الذين استشهدوا في الهجوم الإرهابي على شركة توساش للصناعات الجوية والدفاعية .
أود أن أشكر وأعرب عن احترامي لكل واحد منكم لمشاركتكم في حفل الاستقبال الذي نظمناه بمناسبة الذكرى الـ 101 لتأسيس جمهوريتنا ولتواجدكم هنا معنا.