كيف نستفيد من الذّكاء الاصطناعي في مجال الدعوة؟
د. أماني محمد هاشمكيف نستفيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الدعوة ؟
أ.د/ أماني محمد هاشم
عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالزقازيق جامعة الأزهر
للدعوة شأن عظيم في صلاح الناس في الدنيا والآخرة, وهذا يستلزم من الدعاة إلى الله تعالى تطوير وسائل الدعوة تبعا لتطور الحياة، والحرص على الإعداد الجيد لها, لأنها جزء من منظومة الأمة عبر الأزمان، وخاصة في ظل تنامي التقنية والتي برز من خلالها مفهوم الذكاء الاصطناعي، الذي احتل مكانة وأهمية في مجالات عديدة، وحقق فيها نتائج مبهرة كالطب، والتعليم، والإدارة، والمجال الإعلامي، وتحرير الصور والفيديو في وقت قياسي.. فهي تسهم في تطوير الأعمال الذهنية التي يقوم بها العقل البشري، وليست بديلًا عنه.
ومن هنا كان لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الدعوة إلى الله ضوابط يجب أن يتبعها الداعي لعدم الوقوع في المحظور، ويجب أن يستخدمها الاستخدام السليم الموافق للشرع مع مراعاة أحوال المدعوين.
وللذكاء الاصطناعي إيجابيات يوجـب توظيفها في الدعوة إلى الله تعالى، وسلبيات يحد من اسـتخدامها.
ومـن هذه الايجابيات: سهولة الحصول على المعلومات, وإمكانية أن يستفيد منها كل الناس؛ لأنها لا تحتاج إلى خبير.
ومن السلبيات : عــدم قــدرة تقنيــات الــذكاء الاصــطناعي علــى القيــام بدور الداعية في الجوانب المعنوية، وعـدم مراعاتها لأحوال الناس في الوسائل والأساليب؛ لذا لا يجوز الاعتماد على تلك التقنيات في إصدار الفتوى؛ ولا تصلح أن تكون مصدرًا للفتوى أو قائمًا بدور المفتي الشرعي؛ لأن تقنيــات الــذكاء الاصطناعي لا يمكنها التعلم من التجارب إلى الأن.
ولكن توجد فرص عديدة متاحة أمام الدعاة والأئمة ومنتجي الخطاب الديني لتطوير أدائهم الدعوي اعتمادًا على تطبيقات الذكاء الاصطناعي بعد مراجعتها وتدقيقها من قبل منتجي الخطاب الدعوي.
كما يمكن الاستفادة من خلال تجميع عشرات الفتاوى المتشابهة مع الحالة التي يتعرض لها المفتي دون أن تكون بديلًا عن المفتي البشري؛ لأنه الأقدر على تكييف الموقف الإفتائي، وترجيح الأدلة المتوفرة عن موضوع الفتوى .
الحرص على تطوير مهارات العاملين في حقل الدعوة فيما يتصل بمجالات تطبيقات الذكاء الاصطناعي وفقا لمستجدات العصر، بإقامة دورات وورش تدريبية، وأعمال البرمجة ونحوها للمساهمة في الارتقاء بالعمل الدعوي.
دعم الدعاة المهتمين بالذكاء الاصطناعي من خلال منح دراسية أو فرص تدريب للاستفادة من قدرات المختصين في هذه المجالات.
تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي الدعاة في إعداد الخطب والمقالات الدعوية المختلفة في وقت قياسي وفقا للأسلوب الملائم للداعية والجمهور المستهدف، وتسمح لمنتجي الخطاب الديني بمراجعتها وتعديلها وتنقيحها.
تكثيف الجهود والتعاون البناء بين الباحثين الدعويين والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي، للاستفادة من الأبحاث والدراسات في مختلف المجالات، مع مراعاة القيم والقيود والأحكام الشرعية والالتزام بالأخلاق الإسلامية، وإقامة جلسات حوارية وندوات لتبادل الخبرات والأفكار بين المتخصصين في مجالات الذكاء الاصطناعي والدعاة .