مرصد الأزهر يحذر من الترويج للشذوذ الجنسي باعتباره جزءًا من التنوع البشري
ياسر خفاجيحذر مرصد الأزهر في مقال له من الترويج للشذوذ الجنسي باعتباره جزء من التنوع البشري الطبيعي، ولكن في الحقيقة يجب إرجاعه إلى الاضطرابات الجنسية والنفسية، فالشذوذ الجنسي يرتبط بعوامل عدة مثل الصدمات النفسية في مرحلة الطفولة، أو التأثيرات البيئية والاجتماعية، أو تجارب التعرّض للاعتداء الجنسي، أو ضعف الهوية الجنسية التي تتشكل بشكل غير سليم خلال مدة النمو.
وأشار المرصد إلى العوامل النفسية والاجتماعية المؤثرة في الشذوذ الجنسي، حيث يتشكل السلوك الجنسي من خلال مزيج معقد من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية، فالعوامل النفسية مثل الصدمات، أو غياب الأبوين، أو التربية غير السليمة قد تسهم في اضطراب الشذوذ الجنسي، إضافة إلى ذلك، هناك تأثيرات اجتماعية وثقافية قوية قد تعزز أو تضعف بعض السلوكيات الجنسية؛ حيث تظهر السلوكيات الجنسية الشاذة في بعض الأحيان نتيجة لخلل في النضج النفسي أو الجنسي للفرد، كما أن بعض الأطفال الذين يتعرضون لمواقف صادمة أو يتلقون تربية غير متوازنة قد يجدون صعوبة في تشكيل هويتهم الجنسية بطريقة سليمة، ما يدفعهم إلى تبني سلوكيات جنسية شاذة.
وحذر المرصد من المنابع التى تغذي الشذوذ الجنسي ومنها التغيرات الثقافية والاجتماعية حيث شهدت المجتمعات في الأونة الأخيرة بعض التغيرات في القيم المتعلقة بالحريات الشخصية والحقوق الفردية، وظهرت حركات تدافع عن الحقوق الجنسية جزءًا من حقوق الإنسان، ما أتاح مساحة أكبر للتعبير عن الهوية الجنسية غير التقليدية، كما أن الترويج الإعلامي والسينمائي من المنابع التى تغذي الشذوذ الجنسي، فبعض المنصات الإعلامية تلعب دورًا كبيرًا في تطبيع الشذوذ الجنسي عبر تقديمه بصورة إيجابية أو عادية في الأفلام، والمسلسلات، كما أن بعض البرامج التلفزيونية تقدم بعض المضامين المتعلقة بالشذوذ الجنسي، مما يسهم في تغيير نظرة المجتمع تجاههم، بل إن هذا الترويج المسموم للشذوذ الجنسي استهدف جميع الفئات في المجتمع بما في ذلك الأطفال من خلال المحتويات المقدمة لهم.
إضافة إلى ذلك فإن منصات التواصل الاجتماعي لعبت دورًا كبيرًا فى نشر الشذوذ الجنسي حيث ازدادت الحملات التي تدافع عن حقوق الشواذ، والتي تحاول تصوير الشذوذ الجنسي على أنه جزء من "التنوع الطبيعي" للبشر، هذه الحملات تستهدف الشباب والمراهقين بشكل خاص، وتروج لفكرة أن الهوية الجنسية يمكن أن تكون مرنة وغير ثابتة، كما أن القوانين والسياسات الداعمة في العديد من الدول الغربية قدمت بيئة خصبة لنشر مثل هذه الانحرافات الجنسية؛ حيث تم إقرار قوانين تعترف بحقوق الشواذ، بما في ذلك الحق في الزواج، وتعد هذه التشريعات انتصارًا قانونيًّا لهم، وتعزز من وجودهم في المجال العام وتسهم في نشر دعواتهم بشكل أوسع.
كما قدم مرصد الأزهر روشتة للوقاية من الشذوذ الجنسي تتطلب اتباع نهج شامل يجمع بين التربية السليمة، والدعم النفسي، والتوعية المجتمعية، فالتربية السليمة تبدأ من المنزل من خلال توجيه الأطفال منذ الصغر نحو تعرّف هويتهم الجنسية الطبيعية، والحوار مع الأبناء حول الثقافة الجنسية، بما يعزز الفطرة الطبيعية، كما يجب أن يغرس الأهل والمربون قيم الأخلاق والعفة، وتعليم الأطفال أهمية الروابط الأسرية الصحيحة والمبنية على الارتباط بين الرجل والمرأة في إطار شرعي.
كما أن تقديم الدعم النفسي والتربوي مهم للحد من هذه الانحرافات ، فالاضطرابات النفسية التي قد يواجهها الفرد في الطفولة أو المراهقة، مثل: الاكتئاب، أو القلق، أو الصدمات، التي قد تؤثر على تطور الهوية الجنسية، والتدخل النفسي المبكر، بما يمكن أن يمنع تطور هذه الاضطرابات وتحولها إلى سلوكيات جنسية غير طبيعية، كما أنه من الضروري أيضًا الإشراف على المحتوى الإعلامي والتقني المقدّم للمجتمع وخاصة النشء والمراهقين بهدف الحد من التعرض للمحتويات الضارة بما في ذلك الأفلام والبرامج التلفزيونية والمواقع الإلكترونية، والتي تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل وعي الشباب حول العلاقات الجنسية، فالإشراف على المحتوى والتوجيه نحو مصادر تثقيفية سليمة يحمي النشء والشباب من التبني غير الواعي للسلوكيات الشاذة، فيجب أن يكون للأهل دور في مراقبة استخدام أبنائهم للإنترنت، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، لمنع التعرض لأي محتوى غير مناسب قد يؤثر على توجهاتهم. كما أن التدخل العلاجي المبكر من خلال العلاج النفسي في حال ظهور علامات على توجهات جنسية غير طبيعية .
ويؤكد المرصد أن الشذوذ لا يرتبط بالفطرة أو الطبيعة أوالتكوين الفطري في الإنسان كما يزعم البعض، بل هو اضطراب نفسي وجنسي يُولد من عمق معاناة أو تشوه في النمو العاطفي والنفسي للفرد، وحين نعود إلى الجذور العلمية والنفسية لهذا السلوك، نجد أن الشذوذ الجنسي لا يصدر إلا عن أشخاص مذبذبين في هويتهم، مضطربين في مشاعرهم، لا يعتنقون إيمانًا صحيحًا، ولا يتبعون فكرًا قويمًا، ويتجهون إلى كل ما هو غريب غير مألوف، بدافع التجريب أو التمرّد على الطبيعة أو إشباع رغبات شيطانية تأباها النفوس السوية وترفضها الشرائع كافة.
اقرأ أيضاً
- مرصد الأزهر: ارتفاع مؤشر الهجمات الإرهابية في باكستان خلال أكتوبر 2024
- مرصد الأزهر يستقبل وفداً من الهيئة الوطنية لمكافحة التطرف بإندونيسيا لبحث التعاون المشترك
- الاتحاد الافريقي بالقاهرة يناقش الترويج لمنطقة التجارة الحرة في القارة
- باحث بمرصد الأزهر: الشذوذ يدفع الإنسان لممارسة العنف ورفض الآخر
- مرصد الأزهر يُحصن طلاب جامعة بني سويف من الأفكار المتطرفة والشاذة
- مرصد الأزهر: تصاعد مؤشر العنصرية داخل المجتمع الفرنسي بعد أحداث السابع من أكتوبر
- مرصد الأزهر يستقبل وفداً من متدربي مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام
- مرصد الأزهر يحذر من ظاهرة التطرف الاستهلاكي
- مرصد الأزهر يحلل استراتيجية التوسع لتنظيم داعش الإرهابي
- تعاون بين هيئة الاستثمار والمتحدة للخدمات الإعلامية للتوعية والترويج للاستثمار في مصر
- الأزهر يندد باستهداف الكيان الصهيوني للمؤسسات التعليمية في غزة.. تدمير 19 جامعة وحرمان 90 ألف طالب من استكمال الدراسة.. و80% من المدارس والجامعات خارج الخدمة
- مرصد الأزهر: الكيان الصهيوني يستهدف المؤسسات التعليمية في غزة بشكل ممنهج ومقصود