جلسة لشبكة «رائد» ضمن «قمة التصحر» تناقش الترابط بين الأمن المائي والغذائي والطاقة
أميرة السماننظمت الشبكة العربية للبيئة والتنمية « رائد»، بالتعاون مع جامعة الدول العربية، جلسة جانبية حول العلاقة الترابطية بين المياه والطاقة والغذاء والنظم البيئية، بحضور عدد كبير من الخبراء وممثلي منظمات المجتمع المدني من مختلف الدول العربية؟، وذلك في إطار فعاليات مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP 16)، المنعقد بالعاصمة السعودية الرياض في الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر 2024.
أدارت الجلسة المهندسة سعدية حسون، رئيس جمعية «معاً لحماية الإنسان والبيئة»، المنسق الوطني لشبكة «رائد» في الجمهورية العراقية، وتضمنت مداخلات لكل من الدكتور عماد الدين عدلي، المنسق العام لشبكة «رائد» رئيس مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة، والدكتورة هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع ومقرر مناوب لجنة المرأة الريفية بالمجلس القومى للمرأة، والدكتور محمد فتوحي، رئيس النادي المغربي للبيئة والتنمية، المنسق الوطني لشبكة «رائد» بالمملكة المغربية ومساعد المنسق العام لدول المغرب العربي، وهلا مراد، رئيس جمعية «دبين» للتنمية البيئية بالمملكة الأردنية.
استهدف الحدث الجانبي، الذي استضافه جناح جامعة الدول العربية، تسليط الضوء على الترابط العميق بين الأمن الغذائي والأمن المائي وأمن الطاقة، وكيف يؤثر كل منها على الآخر، إضافة إلى مناقشة التحديات والحلول لتعزيز الاستدامة في هذه القطاعات، خصوصاً في المناطق المتأثرة بالتصحر، فضلاً عن استكشاف السياسات والممارسات التي تحقق التوازن بين استهلاك الموارد، وتضمن استدامة توفير الغذاء والمياه والطاقة للأجيال المقبلة.
تضمنت الجلسة عدة محاور، تشمل إدارة الموارد المائية في المناطق الجافة، من خلال استعراض تقنيات الري الحديثة، وإدارة مياه الأمطار، والحلول المبتكرة لمواجهة تحديات ندرة المياه، مثل تحلية المياه، بالإضافة إلى محور الابتكار في الإنتاج الزراعي، من خلال تطوير المحاصيل المقاومة للجفاف، وتحسين أساليب الزراعة في ظل تغير المناخ، والزراعة المائية وبدون تربة كأحد الحلول المستدامة لزيادة الإنتاجية، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاج الزراعي.
وتناول محور استدامة الطاقة في المنطقة العربية مناقشة التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح لتلبية احتياجات الطاقة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في الزراعة والمياه، مثل استخدام الطاقة الشمسية في ضخ المياه، والابتكار في تقنيات تخزين الطاقة لتوفير طاقة مستدامة للمناطق الريفية والزراعية، ودور الابتكار التكنولوجي في تقليل استهلاك الطاقة في الصناعات الزراعية.
كما تضمنت الجلسة مناقشة التصحر وأثره على الأمن الغذائي والمائي والطاقة والنظم البيئية، وآثار التصحر على الأراضي الزراعية وموارد المياه، وتقنيات إعادة تأهيل الأراضي الجافة والزراعة المستدامة، وربط التصحر بأزمات الطاقة، وسبل تقليل استهلاك الطاقة في المناطق المتأثرة بالتصحر، إضافة إلى التحديات الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بالأمن الغذائي والمائي والطاقة، وتأثير تغير المناخ على سبل العيش في المناطق الريفية، ودور السياسات الحكومية في دعم المجتمعات المتأثرة، ودور القطاع الخاص في توفير التمويل للمشروعات البيئية والاستثمار في التقنيات المستدامة.
كشفت المناقشات أن المنطقة العربية تتميز بمحدودية الموارد المائية، حيث تفتقر معظم الدول العربية إلى المياه العذبة الكافية، وتواجه ضغوطاً متزايدة بسبب التغير المناخي، والنمو السكاني المتسارع، كما تعتبر المنطقة من أكثر المناطق اعتماداً على الواردات الغذائية، مما يجعلها عرضة لتقلبات الأسعار والأزمات العالمية، ويزيد من هشاشة الأمن الغذائي، وخلص اللقاء إلى أن إدارة المياه بحكمة وكفاءة تعتبر أساساً لتحقيق الأمن الغذائي، كما أن توفير الطاقة النظيفة والمستدامة يعتمد بشكل أساسي على تقنيات حديثة تساعد في ترشيد استهلاك الموارد، وتدعم الإنتاج الغذائي، وأن التعامل مع هذه التحديات بمنهجية تكاملية، يعتبر ضرورة لضمان استقرار وأمان الأجيال المقبلة.