د. إيمان سكين تكتب: بعد تعدي لاعب المنصورة على مدربه… غياب الإعداد النفسي يهدد استقرار الأندية وتجربة الأهلي تكشف المستور
بعد تعدي لاعب المنصورة على مدربه… غياب الإعداد النفسي يهدد استقرار الأندية وتجربة الأهلي تكشف المستور
في مشهد أثار جدلاً واسعًا في الملاعب المصرية، شهدت مباراة المنصورة والمقاولون العرب واقعة غير متوقعة، عندما قام لاعب المنصورة أحمد شاهين بالاعتداء على مدربه علاء نوح اعتراضًا على قرار استبداله أثناء المباراة. هذا التصرف غير المتوقع أظهر حالة من الغضب والانفعال، حيث دفع شاهين مدربه، وهو ما أدى إلى تدخل اللاعبين الآخرين والطاقم الفني لتهدئة الموقف. بعد الواقعة، أعلن شاهين عن قراره المفاجئ بالاعتزال، ليُضيف بذلك أزمة جديدة إلى قائمة الأزمات التي تواجه الأندية المصرية.
هذه الحادثة ليست مجرد تصرف فردي، بل هي بمثابة جرس إنذار يسلط الضوء على غياب الإعداد النفسي للاعبين في الدوري المصري. تحت وطأة الضغوط الجماهيرية والإعلامية والمنافسة الشديدة، يحتاج اللاعبون إلى دعم نفسي يساعدهم على إدارة هذه التحديات. لكن هذا الجانب غالبًا ما يتم إهماله، مما يؤدي إلى تصرفات غير متوقعة قد تؤثر بشكل كبير على مسيرة اللاعبين وعلى استقرار الفرق ككل.
غياب الإعداد النفسي: الأزمة الكامنة وراء الانفجارات النفسية
اقرأ أيضاً
- غيابات الأهلي في رحلة قطر لخوض نصف نهائي كأس الإنتركونتيننتال
- الأهلي يستعد لإزاحة الستار عن ”سيشن” كأس إنتركونتيننتال الرسمي
- جمال علام: طلبنا من شركة ”الفار”تحديث المعدات المستخدمة بالدوري المصري
- التعادل السلبي يحسم مواجهة الأهلي والبنك في الدوري المصري
- حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر يحضر مباراة سيراميكا ومودرن
- رسالة اعتذار من إمام عاشور إلى الأهلي وجمهور
- إعداد النفوس وجبر الكسور: تحديات الإصابات في الدوري المصري 2023/2024
- فرمان جديد من كولر استعدادا لمباراة البنك الأهلي
- مفاجآت كبيرة في تشكيل الأهلي أمام استاد أبيدجان في دوري الأبطال
- قبل لقاء المصري.. الزمالك يحذر من تكرار الأخطاء التحكيمية
- قبل لقاء المصري.. الزمالك يحذر من تكرار الأخطاء التحكيمية
- الأهلي يتعادل مع الاتحاد ويفقد أول نقطتين في الدوري
إن تصرف شاهين يعكس أزمة أعمق في الأندية المصرية، وهي تجاهل دور المعد النفسي. كثيرًا ما يغفل مسؤولو الأندية عن أهمية وجود متخصص في الجانب النفسي للاعبين، رغم أن هذا الدور أصبح جزءًا أساسيًا في الأندية الكبرى حول العالم. وتحت الضغوط التي يتعرض لها اللاعبون، يصبح الإعداد النفسي ضرورة لتوجيههم ومساعدتهم في التعامل مع الضغوط اليومية للمنافسة.
غياب الدعم النفسي يخلق بيئة سلبية داخل الفرق، حيث لا يستطيع اللاعبون السيطرة على مشاعرهم في المواقف الصعبة، وهو ما قد يؤدي إلى انفجارات سلوكية تهدد مستقبلهم داخل الفريق. ما حدث مع شاهين يسلط الضوء على كيف أن تجاهل هذا الدور يمكن أن يؤدي إلى تداعيات كارثية على المستوى الشخصي والمهني للاعبين.
أزمة الأهلي مع المعد النفسي تثير التساؤلات
النادي الأهلي، بصفته من أكثر الأندية احترافية في مصر، كان من الأوائل الذين أدركوا أهمية المعد النفسي، حيث حاول إدخال هذا الدور من خلال الاستعانة بخبراء نفسيين لدعم لاعبيه. لكن تجربة النادي الأخيرة مع المعد النفسي الدكتور عماد فاروق كشفت عن التحديات الكبيرة التي يواجهها هذا الدور.
الدكتور فاروق، الذي تمت دعوته لتولي منصب المعد النفسي للأهلي، كشف عن العديد من التحديات التي واجهها أثناء مفاوضاته مع النادي، موضحًا أن المشكلة لم تكن في طبيعة العمل بقدر ما كانت في عدم وضوح الصلاحيات والمسمى الوظيفي. حيث طالب بأن يتم تسميته "أخصائي الاستثمار النفسي" بدلاً من "المعد النفسي"، لتجنب سوء الفهم بينه وبين اللاعبين.
كما أشار إلى خلافات مع الإدارة حول الراتب وطرق تقديمه للفريق، حيث قال: "طلبت العمل بشكل تطوعي، لكنني رفضت الطريقة التي تم تقديمي بها كلاعبين أمام اللاعبين. العمل النفسي يحتاج إلى احترام كامل للصلاحيات والهيكل الإداري".
من الأهلي إلى المنصورة: أين الحل؟
إذا كانت أكبر الأندية المصرية مثل الأهلي تواجه صعوبات في تفعيل دور المعد النفسي، فإن الأندية الصغيرة مثل المنصورة تجد نفسها في موقف أكثر تعقيدًا. حيث يُظهر ما حدث مع أحمد شاهين أن الأندية الصغيرة قد تكون بعيدة تمامًا عن إدراك أهمية هذا الدور، مما يؤدي إلى تصرفات غير مدروسة وتفاقم الأزمات داخل الفرق.
اللاعبون في الدوريات الكبرى يُعتبرون استثمارات ضخمة بالنسبة لأنديتهم، لكن بدون الدعم النفسي اللازم، قد تتحول هذه الاستثمارات إلى أزمات كبيرة تهدد الفريق بأكمله. خسارة لاعب مثل شاهين، الذي أعلن اعتزاله بعد الواقعة، تذكير بأن النجاح في الملاعب لا يعتمد فقط على المهارات البدنية، بل يتطلب دعمًا نفسيًا متكاملًا.
ما الحل؟
لحل هذه الأزمة، يجب على الأندية المصرية اتخاذ خطوات جادة نحو إدخال الإعداد النفسي كجزء أساسي من عملية التحضير للاعبين. ومن الحلول المقترحة:
1. إلزام الأندية بتعيين معد نفسي محترف: يجب على اتحاد الكرة المصري فرض وجود مختصين نفسيين في جميع الأندية لضمان تقديم الدعم اللازم للاعبين.
2. إطلاق برامج تدريبية للاعبين: وضع برامج تدريبية مستمرة تركز على كيفية التعامل مع الضغوط النفسية، وتعزيز القدرة على التحكم في المشاعر.
3. رفع الوعي بأهمية الإعداد النفسي: القيام بحملات توعوية للمسؤولين والجماهير لتغيير نظرتهم حول أهمية هذا الدور في تحسين الأداء العام.
4. الاستفادة من التجارب العالمية: يجب على الأندية المصرية الاستفادة من الخبرات العالمية للأندية الأوروبية التي تخصص فرقًا كاملة لدعم اللاعبين نفسيًا.
رسالة للأندية والمسؤولين
واقعة لاعب المنصورة ليست حادثة فردية، بل هي إنذار لجميع الأندية والمسؤولين بضرورة إيلاء الإعداد النفسي أهمية كبيرة. إذا كانت الأندية المصرية تريد أن تكون في مصاف الأندية العالمية، فلا بد أن تعي أن النجاح في الملاعب لا يعتمد فقط على المهارات البدنية، بل أيضًا على دعم نفسي قوي.
استثمار الأندية في الصحة النفسية للاعبين ليس مجرد خطوة للرفاهية، بل هو جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتراف التي تقود نحو النجاح المستدام. فقد بات من الواضح أن تعزيز الجوانب النفسية يمكن أن يمنع العديد من الأزمات ويضمن استقرار الفرق على المدى الطويل.