الحرب الباردة نسخة القرن الواحد والعشرين
بقلم : د. طارق محمود ناصرأصبح جليا بدون أدني نقاش ان كل الملفات القديمة التي كانت مفتوحة ما بين القوتين العظميين الاتحاد السوفيتي القديم و الولايات المتحدة الأمريكية و لم تغلق بشكل حاسم سيعاد فتحها من جديد.
و دعونا نتأمل هذة الملفات المفتوحة. اى دولة منفصلة عن الاتحاد السوفيتي القديم جورجيا، اوكرانيا، القرم أو ما شابه بإستثناء طبعا من انضمت بالفعل للاتحاد الأوربي تعتبر ملف مفتوح.
منطقة الشرق الأوسط كلها تعتبر ملف مفتوح و الربيع العربي اعطي لروسيا بالفعل المساحة مرة أخري لتضع قدمها من جديد و هذا ما حدث فى سوريا.
كوريا الجنوبية و كوريا الشمالية ملف مفتوح منذ الحرب العالمية الثانية.
كوبا و فنزويلا ملف مفتوح.
أفريقيا كلها بكل دولها لا تزال ملفات مفتوحة بين الطرفين.
الاتحاد السوفيتي السابق بعد انهياره و تفككة لم ينس و لن ينس ان عندة ثأر بايت مع الغرب.
كانت الفرصة الذهبية لغلق كل تلك الملفات المفتوحة عندما حاول بيل كلينتون اقناع بوريس يلتسين بدخول الناتو و كان قاب قوسين او أدني من تحقيق ذلك.
ثم جاء بوتين و من وراؤة ألكسندر دوجين فيلسوف و عراب الإمبراطورية الروسية العظمي و فى نفس الوقت معلم بوتين الأول.
دوجين استطاع اقناع بوتين ان لا سبيل للحفاظ علي الهوية الروسية الا بعودتها كامبراطورية عظمي مرة أخري لانة ببساطة رأى كيف هيمنت الثقافة الأمريكية علي كل دول الاتحاد السوفيتي السابق بلا اى استثناء.
كما أقنعة ان ما يفعلة الغرب هو محاولة حثيثة لطمس الهوية الروسية و بالذات بعد أن تجرأ الغرب و اقترب جدا من حدود روسيا.
فاوكرانيا و جورجيا هما دولتا الجوار المباشر لروسيا بل أكثر من ذلك فصلات المصاهرة و النسب بين روسيا و اوكرانيا بالذات فى إقليم الدونيسك تكاد لا يخلو منها منزل واحد و بالتالي فإن صبغ اوكرانيا بالزى و الثقافة الغربية بانصمامها للناتو خطر فعلي علي الهوية الروسية.
و ما يحدث الان هو بالفعل حرب باردة فى ثوبها الجديد موديل القرن الواحد و العشرين.
و هي حرب تكسير عظام بالمعنى الفعلي. فأمريكا بعد دعوتها لأوكرانيا بدخول الناتو و الاتحاد الأوروبي اعتقدت انها مسألة وقت و تنهي تماما علي الهوية الروسية قضاءا مبرما و انها ستصبغ العالم كلة فى الرداء الثقافي و الرأسمالي الأمريكي و هذا ما فطن الية ألكسندر دوجين.
و ما يحدث الان يشبه تماما اثنين محترفين علي رقعة الشطرنج. الأول يحرك الحصان فيحرك الثاني الطابية. الأول كش ملك و الثاني يحمية بالوزير.
فلنتأمل جانب من الأحداث الحالية لنفهم جيدا ما يجري فى العالم.
أمريكا منعت قرار مجلس الأمن فى إدانة إسرائيل فردت روسيا فيتو علي وقف حرب السودان.
منذ فترة ليست بعيدة نتذكر محاولة أمريكا تركيب المعارضة الفنزويلية علي مادورو فردت روسيا بمساندة مادورو الغير مشروطه.
حاول ترامب ترويض رئيس كوريا الشمالية و بالفعل كاد ان ينجح فردت روسيا بضرب كرسي فى الكلوب و لو نتذكر جيدا فى فترة رئاسة ترامب الاولي بعد مضي اجتماع الزعيمين الأول بنجاح فوجئ العالم بانسحاب رئيس كوريا الشمالية من الاجتماع الثاني بدون اى أسباب معلنة بعد أن تهيأ العالم لمصالحة تاريخية بين أمريكا و كوريا الشمالية كان سيتلوه مصالحة تاريخية أخري بين الكوريتين و لكن وقف الروس بالمرصاد لتمرير هذا الملف.
فتحت أمريكا جبهة عميقة فى سوريا الان بعد أن انهكت روسيا فى حرب اوكرانيا فانتقم الدب الروسي بتحريك فصائل المعارضة فى كوريا الجنوبية و المؤيدة للنظام الشيوعي فى كوريا الشمالية.
ما يحدث كما قلت هى مباراة شطرنج يتم فيها تكسير عظام الطرفين من خلال وكلائهم او لنقل من خلال حلفائهم.
إنة الصراع العالمي بين القوتين العظميين فى رداء القرن الواحد و العشرين إلي ماذا سينتهي......العلم عند الله .... دعوات مليارات البشر علي سطح المعمورة ألا ينقلب إلي صراع مباشر سيفجر الحرب العالمية الثالثة و كما يقولون الثالثة تابتة.