دكتور حسام عقل: رواية ”أرض المجمدين” للأديب عماد الدوماني تستحق جائزة كبرى

يعود الكاتب عماد الدوماني إلى الساحة الأدبية المصرية من جديد بروايته المميزة "أرض المجمدين"، التي تنتمي إلى نوعين من الأدب الروائي هما أدب المستقبل وأدب اليوتوبيا السوداء.

الرواية تتطلب قارئًا يقظًا نظرًا لتقنياتها المعقدة والأحداث المثيرة التي تختبر قدرة القاريء على استيعاب التفاصيل، بل قد تجبره أحيانًا على التأكد من هويته الشخصية في بعض المواقف.

الرواية تدور في جزيرة غير محددة في وطننا العربي، وقد استخدم الدوماني أسلوب الراوي غير المعتمد عليه في الكثير من فصول الرواية، مما أضاف طبقة من الغموض والتشويق.

كما اعتمد على أسلوب الألغاز الذي أثار فضول القاريء ورفع من حدة التشويق، مما يجعلها صالحة لتحويلها إلى فيلم سينمائي مثير. تحتوي الرواية على شخصيات متعددة وذات عمق كبير، كما تم تحضيرها علميًا بشكل دقيق، خاصة فيما يتعلق بتقنيات التجميد واستخدام المواد الكيميائية مثل الفورمالين.

البطل في "أرض المجمدين" هو شخصية إشكالية تجمع حولها الجماهير، وهو شخص تعلمته التجارب الحكمة وامتلك فلسفة تحريرية هدفها تمرد المُجمدين ضد الهيئة المستعمرة.

يستخدم البطل التخاطر لشحن طاقات المجمدين استعدادًا للتحرك. وبتنقل الرواية بين العوالم القصصية المختلفة، يبرز الكاتب قضية التآمر التي انتشرت في المجتمعات، وهي جزء من اليوتوبيا السوداء التي يقدمها.

من خلال تلك الرواية، يظهر سعة اطلاع الكاتب وثقافته المتنوعة، حيث يتبع أسلوبًا مغايرًا ومختلفًا عن غيره، ويضع بصمته الخاصة على الساحة الأدبية.

ومن المتوقع أن تنال الرواية جائزة أدبية كبيرة، لأن الكاتب يتقن فن كتابة الأدب الصعب الذي يمزج بين الخيال العميق والمحتوى الفكري.