الاقتصاد الاجتماعي دور التعاونيات في تعزيز التماسك الاجتماعي
بقلم : د . لولوه البورشيد
تعتبر الاقتصاديات الاجتماعية من الفعاليات الاقتصادية ذات القيمة الكبيرة، حيث تسهم بشكل ملحوظ في تعزيز التماسك الاجتماعي والعدالة الاجتماعية. ومن بين أدوات الاقتصاد الاجتماعي، تبرز التعاونيات كأحد النماذج الناجحة التي تساهم في تطوير المجتمعات المحلية وتحفيز الانتماء والتفاعل بين الأفراد.
التعاونيات هي مؤسسات تملكها وتديرها مجموعة من الأفراد، بهدف تلبية احتياجاتهم ورغباتهم الاقتصادية والاجتماعية من خلال التعاون المشترك. تتميز التعاونيات بأنها تركز على المصلحة المشتركة لأعضائها، بدلاً من تحقيق الربح الأقصى، مما يجعلها نموذجاً مثالياً لتعزيز التماسك الاجتماعي.
. توفير فرص العمل: تقوم التعاونيات بتوفير فرص العمل للأفراد، مما يقلل من نسبة البطالة ويعزز الاستقرار الاقتصادي في المجتمعات. من خلال العمل المشترك، يتمكن الأفراد من تحقيق دخل مستدام وتحسين مستوى حياتهم.
. تمكين المجتمع المحلي: تعمل التعاونيات على تمكين الأفراد من المشاركة في القرارات التي تؤثر على حياتهم. من خلال إدماج الأعضاء في عمليات صنع القرار، يشعر الأفراد أنهم جزء من مجموعة، مما يعزز من روح الانتماء والتعاون.
اقرأ أيضاً
- وزير الخارجية: مصر على استعداد لدعم الكونغو في مشروعات التنمية المستدامة
- أحمد بدرة: تفعيل دور ذوي الهمم في التنمية المستدامة ضرورة ملحة
- برلمانية: تمكين المرأة وحمايتها أولوية وطنية لتحقيق التنمية المستدامة
- «الأمن القومي والتنمية المستدامة» أبرزها.. حزب إرادة جيل يعلن عن إطلاق دورات تدريبية متخصصة للشباب
- رئيس جامعة المنصورة يفتتح المؤتمر التوظيفي الأول للأطباء البيطريين
- قرار جمهوري بتعيين طارق سمير عميدا لكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة لمدة 3 سنوات
- الحكومة تعتمد مشروعات طاقة الشمسية والأسمدة جديدة في مصر
- بين الخصخصة والتشاركية ..أسس التنمية المستدامة
- أحمد بدرة: المثلث الذهبي في مصر نقطة تحول نحو التنمية المستدامة
- برلماني: دعم القطاع الصناعي خريطة طريق لتحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030
- وزير الخارجية السعودي يترأس وفد المملكة المشارك بجلسة ”التنمية المستدامة والتحول في مجال الطاقة” في قمة مجموعة العشرين
- «التنمية المحلية» تعلن عن 136 درجة جديدة لدعم قيادات الإدارة المحلية
. تعزيز القيم الاجتماعية: تسهم التعاونيات في نشر القيم الاجتماعية مثل التضامن والتعاون والمشاركة. فالتعاونيات تشجع الأفراد على العمل معاً لتحقيق أهداف مشتركة، مما يعزز من الروابط الاجتماعية ويقلل من الفجوات بين الأفراد.
. تنمية المهارات: توفر التعاونيات برامج تدريب وتعليم لأعضائها، مما يساعد على تطوير مهارات الأفراد وتحسين مستوى كفاءتهم. هذا التحسين في المهارات لا ينعكس فقط على الأعضاء، بل يؤدي أيضاً إلى تحسين جودة الخدمات والمنتجات المقدمة للمجتمع.
. تحقيق التنمية المستدامة: تسعى التعاونيات إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال الاهتمام بالبيئة والمجتمع. فهي غالباً ما تتبنى ممارسات تجارية مسؤولة تسهم في حماية البيئة وتعزيز جودة الحياة.
توجد العديد من النماذج الناجحة للتعاونيات حول العالم. على سبيل المثال، تعتبر التعاونيات الزراعية في دول مثل الهند وكندا مثالاً على كيفية تحسين الظروف الاقتصادية للمزارعين وتحفيز التعاون بينهم. كذلك، تعد التعاونيات السكنية في دول مثل السويد ودول أوروبية أخرى مثالاً على كيفية توفير مساكن بأسعار معقولة وتعزيز الشعور بالانتماء بين السكان.
إن التعاونيات تلعب دوراً أساسياً في تعزيز التماسك الاجتماعي والاقتصادي في المجتمعات. من خلال توفير فرص العمل، وتمكين الأفراد، وتعزيز القيم الاجتماعية، تسهم هذه المؤسسات بشكل فعال في بناء مجتمع أكثر تلاحماً وعدالة. لذا يتوجب على الحكومات والمنظمات دعم وتعزيز التعاونيات كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة وزيادة التماسك الاجتماعي.