فصل جديد في الشراكة الصينية -الافريقية
بقلم ليانغ سوو لي
إعلامية صينية
في الفترة من 5 إلى 11 يناير 2025، قام وزير الخارجية الصيني وانغ يي بزيارة كل من ناميبيا وجمهورية الكونغو (برازافيل) وتشاد ونيجيريا بدعوة رسمية.
هذه الزيارة تأتي ضمن تقليد صيني مستمر منذ 35 عاما، حيث يخصص وزراء خارجية الصين أول زيارة رسمية في بداية العام لإفريقيا.
هو تقليد بدأ في عام 1991، ويعكس الاهتمام البالغ الذي توليه الصين لإفريقيا وحرصها على تعزيز الصداقة الصينية-الإفريقية، كما أنه يمثل شهادة حية على عملية تعميق التعاون والتخطيط المشترك للتنمية بين الجانبين.
إن عام 2025 هو العام الافتتاحي الرئيسي لتنفيذ نتائج قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك) لعام 2024. في القمة، تم رفع مستوى العلاقات الثنائية بين الصين وجميع الدول الإفريقية التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الصين إلى مستوى شراكة استراتيجية، ورفع العلاقات الصينية الإفريقية إلى مستوى المجتمع الصيني الإفريقي من أجل مستقبل مشترك في جميع الأحوال في العصر الجديد، وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ فيها مبادرات مثل "العمل سويا على دفع التحديث الذي يتسم بالخصائص الستة" و"تنفيذ خطط العمل الـ10 للشراكة"، مما وفر توجيهات واضحة وحافزا جديدا للتعاون المستقبلي بين الجانبين. جاءت زيارة وانغ إلى إفريقيا في هذا السياق، وتهدف إلى دفع تنفيذ النتائج الأخيرة لقمة فوكاك وتعميق التعاون العملي بين الصين وإفريقيا.
يعتبر التعاون الاقتصادي حجر الزاوية في العلاقات الصينية-الإفريقية. على مدار الـ15 عاما الماضية، كانت الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية 282.1 مليار دولار في عام 2023. ومن أجل تعزيز القدرة التنافسية الدولية للسلع الإفريقية ومساعدة الدول الإفريقية على الحد من الفقر وزيادة الدخل، بدأت الصين منذ ديسمبر الماضي في تنفيذ سياسة إعفاء جمركي بنسبة 100 في المائة على المنتجات القادمة من الدول الأقل نموا، بما في ذلك 33 دولة إفريقية. وستظهر هذه السياسة فوائدها تدريجيا خلال العام الجاري، مما يمنح الاقتصاد الإفريقي دفعة جديدة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تسريع ربط مبادرة "الحزام والطريق" بأجندة الاتحاد الإفريقي 2063 سيدفع بناء البنية التحتية والارتقاء بالسلاسل الصناعية في إفريقيا، مما يوفر المزيد من الفرص لتنمية إفريقيا.
إلى جانب الاقتصاد، تركز الصين وإفريقيا على التعاون في مجالات السلام والأمن أيضا. وأصبح "تنفيذ مبادرة الأمن العالمي في إفريقيا" الذي طرحها الرئيس شي في قمة فوكاك 2024 أحد المحاور الرئيسية للتعاون بين الجانبين. تسعى الصين إلى دعم عملية السلام في إفريقيا من خلال إرسال مبعوثين خاصين وعقد مؤتمرات سلام، وتعزيز قدراتها الأمنية من خلال مساعدات مالية وتقنية.
اقرأ أيضاً
- رئيس شركة مصر للطيران: 109 رحلات أسبوعيا العام 2023 2024
- ترتيب مجموعة منتخب مصر قبل مواجهة الرأس الأخضر
- وزير الرى: مصر تواجه عجزاً بنسبة 50% من احتياجاتها المائية
- منتخبات ضمنت التأهل إلى كأس الأمم الإفريقية 2025 بالمغرب
- استعدادًا للقاء موريتانيا.. زيزو ومصطفي محمد في أحدث ظهور من مران المنتخب
- تشكيل بيراميدز لمواجهة الجيش الرواندي بدور ال 32 بالكونفيدرالية الافريقية
- تشكيل الزمالك لمواجهة الشرطة الكينى بالكونفيدرالية الافريقية
- تصريحات المدير الفني لفريق بيراميدز قبل لقاء الجيش الرواندى بالكونفيدرالية الافريقية
- تفاصيل الاجتماع الفني لمباراة الزمالك والشرطة الكينى بالكونفيدرالية الافريقية
- سفير مصر فى كينيا يحضر تدريب الزمالك قبل مواجهة الشرطة الكينى غدا بالكونفيدرالية الافريقية
- قائمة الزمالك لمواجهة الشرطة الكينى الكونفيدرالية الافريقية
- أول تعليق من حسام حسن بعد فوز منتخب مصر على بتسوانا برباعية
ومع استمرار تنفيذ المبادرة في إفريقيا هذا العام، ستصبح نتائج التعاون في هذا المجال أكثر وضوحا.
وفي الوقت نفسه، أصبحت التنمية الخضراء من النقاط البارزة الجديدة في التعاون الصيني-الإفريقي. وتسهم مشاريع الطاقة النظيفة التي تنفذها الصين والتقنيات البيئية التي نقلتها في تحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا. على سبيل المثال، تجاوزت القدرة الإجمالية لمحطات الطاقة الكهروضوئية التي بنتها الصين في إفريقيا 1.5 جيجاواط، مما وفر الطاقة لعشرات الآلاف من العائلات الإفريقية. كما ساهمت تقنية زراعة عشب جيونتساو في مساعدة عدة دول إفريقية على مواجهة تآكل التربة والتصحر، مما وفر مسارا مستداما لتنمية الزراعة المحلية.
ومن خلال هذه المشاريع العملية، يخلق الجانبان المزيد من الفرص لتحقيق التحديث في إفريقيا.
إن تقليد قيام وزراء خارجية الصين بزيارتهم الأولى في بداية العام لإفريقيا يرسل إشارة واضحة، مفادها أنه
بغض النظر عن تغيرات المشهد الدولي، فإن الصين ستظل دائما الصديق الأكثر موثوقية للأشقاء الأفارقة، والشريك الأكثر اعتمادا لدول إفريقيا في سعيها نحو التنمية والازدهار، والداعم الأقوى لإفريقيا على الساحة الدولية، وستظل إفريقيا دائما في مقدمة أولويات الدبلوماسية الصينية.
يصادف عام 2025 الذكرى الـ25 لتأسيس منتدى التعاون الصيني -الإفريقي، ويشهد التعاون الصيني الإفريقي فرصا جديدة.
في المستقبل، ستسير الصين جنبا إلى جنب مع إفريقيا لكتابة فصل جديد من المجتمع الصيني الإفريقي من أجل مستقبل مشترك في جميع الأحوال في العصر الجديد، مما يسهم بمزيد من الحكمة والقوة في تحقيق السلام والتنمية العالميين.