الثلاثاء 14 يناير 2025 03:17 مـ 14 رجب 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    كيف ينبغي للصينيين والعرب التعامل مع وصفهم ب” الآخر”من الغرب؟

    د.لوينغ بوه

    بروفسيور اللغة العربية في جامعة اللغات والثقافة ببكين

    يُعَدُّ الصينيون والعرب باعتبارهما شعبين تعرضا للاستعمار في القرنين التاسع عشر والعشرين، ممثِّليْن نموذجيّيْن لـ"الآخر" في النظام الثقافي الغربي. اللفظ "الآخر" هو مصطلح شائع في نظرية ما بعد الاستعمار الغربية، وفي نظرية ما بعد الاستعمار، غالبا ما يشار إلى الغربيين بلفظ "الذات" القائم على منطق الاستعمار، ويُشار إلى الشعوب المُسْتَعْمَرة بلفظ "الآخر" بالنسبة الى المُسْتَعْمِر. جاءت "الآخر"(the other) و"الذات" (Self) مفهومين نسبيين، ينظر الغربيون إلى العالم غير الغربي خارج "الذات" باعتباره "الآخر"، ويجعلون الاثنيْن في تناقض حاد.

    إن مفهوم "الآخر" في واقع الأمر يرجع الى أيديولوجية غربية مركزية تتضمن عيوب أو مساوئ الأنانية، وخلاصة القول، إن استخدام تخلف الآخر لإثبات التقدم الذاتي، واستخدام الفوضى والاضطرابات لدى الآخر لإثبات شرعية الوجود الاستعماري، مجرد تقديم هذه المجموعة من المفاهيم في حد ذاتها يكشف عن الفخر والزهوّ بالصفات الذاتية والازدراء بثقافات الآخر.

    وفي ضوء ذلك، يتعين علينا أن نتخلى بشكل فعال عن المعاملة المتحيزة المتمثلة في التفكير الثقافي لمصطلح "الآخر"، وأن نتجنب "الغرور" المتمثل في الأنانية. إن الصينيين لا يمثلوا "الآخر" بالنسبة للشعوب العربية، بل ينتمون الى الشعوب التي يجب أن تتعارفوا مثلما صدقه الله عز وجل جاء "وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ" (القرآن الكريم، سورة: الحجرات، رقم الآية: 13). كما أن العرب لا يمثلوا "الآخر" بالنسبة للصينيين، بل هُمْ أحرى بوصفهم "الأصدقاء البعيدين" الذين ينبغي أن تُطْرَب قلوبنا بقدومهم كما جاء في تعاليم كونفوشيوس. وبناء على هذه الخلفية، كيف نتعامل مع ثقافة بعضنا بعضًا؟ وخاصة في تلك الجوانب التي تختلف اختلافا كبيرا عن تقاليدنا الثقافية.

    أما بالنسبة للأمم المختلفة، تعتبر الثقافة غذاءً روحياً، وهي الراحة الروحية للناس أثناء المُضي في رحلة الحياة الطويلة. ووفقا لطريقة التفكير والمنظور المعرفي لدي الصينيين، فإن الثقافة هي عملية استكشاف الناس لمعنى الحياة بعد تحقيق الظروف المعيشية الأساسية. تعمل الثقافة على تعليم الأجيال القادمة من خلال كل تفاصيل الحياة وموقف الناس منها، وتخبرهم بما هو الصواب وما هو الخطأ، وما هو الممدوح وما هو المذموم.

    وبما أن الثقافة هي غذاء روحي، فلا يوجد على الإطلاق ثقافة متفوقة على الأخرى أو متدنية عنها، فمظاهرها الواضحة هي نفسها مظاهر الغذاء المادي للبشرية، وغالبًا ما تكون مرتبطًة ارتباطًا وثيقًا بالموقع الجغرافي والعادات الاجتماعية. وإذا أخذنا مناطق مختلفة في الصين كمثال، فإن شمال الصين جاف نسبيًا، فينتج كمياتٍ كبيرة من القمح والذرة التي تقاوم الجفاف؛ أما الجنوب فيحتوي على كميات وفيرة من المياه، وبالتالي ينتج كميات كبيرة من الأرز. لذلك، يتناول الناس في الشمال الكثير من الدقيق والطحين، بينما يتناول الناس في الجنوب الكثير من الأرز، وهناك في الصين عادة قديمة تتمثل في "الأرز في الجنوب والقمح في الشمال". ولنضرب مثلا آخر، في مناطق سيتشوان وهونان وهوبي - حيث نسبة الرطوبة عالية - يحب الناس تناول الفلفل الحار لتخفيف الرطوبة. وكانت مناطق جيانغسو وتشجيانغ من الأماكن المزدهرة منذ العصور القديمة، ويعد تناول السكر رمزًا للهويّة والمكانة، لذا فإن هذه المناطق تفضل الأطعمة الحلوة في النظام الغذائي. وبهذه الطريقة، قد تشكلت عادات الغذاء في المناطق المختلفة مع مرور الأزمان وكرور الدهور.

    قد لا يأكل أهل جيانغسو وتشجيانغ الطعام الحار، لكنهم لن يشعروا بعدم الارتياح لأن أهل سيتشوان يأكلون الطعام الحار، ولن يتولد لديهم شعور غريب بالأفضلية لأنهم يحبون الطعام الحلو. وينبغي أن ينطبق المنطق نفسه أيضًا على الغذاء الروحي. وإن العرب الذين جاءوا من قلب الصحراء يدعون إلى الجود والكرم لأنهم يعتبروه صفة تتعلق بالحياة والموت، فإذا بخلتَ على المارة في الصحراء فإنك بذلك كمن يدفعهم إلى الموت. واستناداً إلى الثقافة الزراعية، فإن الشعب الصيني يقدر قيمة الاقتصاد؛ لأن هذه الصفة تحدد ما إذا كانت الأسرة سوف تمتلك ما يكفي من الثروة للحفاظ على استمرارية أبنائها أم لا والتي تعتبر أهم شيء بالنسبة الى العائلة الزراعية الكبيرة وتسمى "نار أمل لا ينطفئ".

    تعتمد الثقافات المختلفة على المناظر الطبيعية المختلفة، وبالتالي فمن المؤكد أن يكون هناك العديد من الاختلافات، ولكنها تحتوي أيضًا على الفهم البشري المشترك للعالم الخارجي، وتظهر أيضًا بعض القواسم المشتركة. ومع ذلك، ما علينا أن ننتبه إليه هو أن السبب ليس لأن المظهر الثقافي للطرف الآخر به أوجه تشابه مع النظام الثقافي الذي نألَفُه، حينها فقط يمكننا أن ندرك عقلانية ثقافة الطرف الآخر، وأن نجد الأساس العاطفي للتعايش الودي بين الطرفيْن.

    وكما أن أطباق سيتشوان تحظى بشعبية كبيرة في مناطق جيانغسو وتشجيانغ، فإن ذلك ليس بسبب العنصر "الحلو" فيه (تفضل أطباق جيانغسو وتشجيانغ الحلو)، ولكن على وجه التحديد بسبب المذاق الحار والمخدر الأصيل لأطباق سيتشوان التي تسمح للناس في جيانغسو وتشجيانغ للشعور بجوهر أطباق سيتشوان. وينطبق المبدأ نفسه على التبادل الثقافي، فحتى لو لم يكن بين نظامين ثقافيّيْن أي قواسم مشتركة، فإنهما كذلك لا يزالان قادريْن على بناء منصة للتعاون بين كلتا الأمتيْن وتمهيد الطرق وبناء الجسور لتحقيق المصالح المشتركة لكلا الطرفيْن.

    إذا نظرنا إلى الأمر من منظور أعلى، متجاهلين – مؤقتًا – الاختلافات بين المجموعات العرقية المختلفة، ومعتبرين أن البشر متماثلون، فإن جوهر الثقافة هو: محاربة الجانب المظلم المتأصل في قلوب الناس من خلال التأكيد على الفضائل مثل معاملة الناس بحسن النية والعدالة والتسامح، مما يسمح للمجتمع البشري بتقديم قدر أعظم من النظام، وتحقيق قدر أعظم من الرخاء الدائم.

    وبناءً على ذلك، فإننا نعتقد أنه خلال عملية التواصل بين الثقافات البشرية، نجد أن الاحترام الحقيقي يعني استخدام نظام القِيَم الخاص بك لقياس تصرفات الطرف الآخر، بل يعني محاولة بذل قصارى جهدك لدمج نفسك في نظام القيم الخاص بالطرف الآخر لمحاولة العثور على العقلانية في سلوك الطرف الآخر، وبالتالي فهمه، ومن ثَمّ تقديره. أما بالنسبة للأماكن والممارسات التي لا نفهمها، فينبغي علينا أن نكون أكثر تسامحًا معها، فمشاعر الناس عادة ما تكون متجهة الى خارج الذات انطلاقا من داخله، فمن السهل علينا أن نشعر بكل نقائص العالم الخارجي والآخرين، ولكن من الصعب علينا أن ندرك العيوب في نظامنا المعرفي. عندما لا نفهم سلوك الآخرين أثناء التواصل بين الثقافات، (ينعكس هذا السلوك في جميع جوانب الحياة، فعلى سبيل المثال العرب لا يفهمون لماذا يسأل الصينيون دائمًا "هل أكلت؟" عندما يلتقون بأحد، ولا يفهم الصينيون لماذا يستمر العرب في تبادل التحيات لفترة طويلة عندما يلتقون) يجب علينا أن نعطي قدراً كافياً من الثقة لحكمة الأمة الأخرى ونتائج آلاف السنين من الحضارة، ونعتقد أنهم بكل تأكيد لديهم أسبابهم، ولكننا لم نكوّنْ بعد الخبرة والتجربة الكافية لفهمها على حقيقتها. إن إعطاء الثقة الكاملة لخيارات الطرف الآخر في حالة عدم فهمها لهو أعلى مستوى من الاحترام والتقدير.

    نظرية الآخر عند الغرب الصينين والعرب

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الثلاثاء 03:17 مـ
    14 رجب 1446 هـ 14 يناير 2025 م
    مصر
    الفجر 05:21
    الشروق 06:52
    الظهر 12:04
    العصر 14:57
    المغرب 17:16
    العشاء 18:38