صباح عاصم تكتب : سور غزة العظيم...ومزاد الركام
وتم وقف إطلاق النار يا غزة الصمود بعد خمسة عشر شهرا... أربعمائة وواحد وسبعون يوما في الحرب عليك يا بلد الخمسين ألف شهيد... وأكثر من مائة ألف مصاب ومليون ونصف نازح تارك خلفه حطام بيت وذكريات عمر ولي... أسر كاملة ربحت البيع ونالت الشهادة... لم يفرق المعتد بين نساء وأطفال رضع وخدج شيوخ وشباب... ليموتوا علي أرضهم في عزة وكبرياء وصمود... ضاربون أعظم المثل في التضحية بالروح والولد... علي يد عدو فاقد لكل معاني الإنسانية والرحمة والأخلاق... عدو كل همه سرقة الأرض وخيراتها وثروات البلاد وما عليها.
لم يأبه لأي قيمه إنسانية ولم يتعلم من شهامة العرب حتى في لحظات الحروب مع أي عدو لدود... مضحون برهائن محتجزين من أبناء شعبهم لتحقيق أغراضهم ومطامعهم الاستعمارية... -ومع الأسف- وبمساعدة ومساندة بعض الدول الكبرى ذوي الأطماع في ثروات البلاد...!!!.
لتطل علينا غزة العزة والكرامة بركام وهدم لكامل الحياة البشرية ولمؤسسات البلد بالكامل...لا تجد سوي الهدم والركام في كل مكان... ولكنه هدم وركام مختلف تماما هدم يختلط فيه دم الشهيد مع رفات وليد... هدم وركام غال علينا يا غزة العزة... وستنهضين وستبنين ما هدم وسيعمر شبابك دروبك مرة أخرى ولكن سيبقي الهدم والركام المخلط بالدم وبكميات كبيرة ليحكي لنا علي مر السنين قصة بلدة تم ابادتها بالكامل حتي النبات والحيوان لم يسلم في حرب بربرية لا منطق فيها ولا عدل...!!!.
ولتبني لك يا غزة العزة والصمود سور عال سور عظيم ببقايا الهدم والركام... بينك وبين المعتدي... مع نفس ما يسمونه خط السياج الأمني الذي شيده العدو... أو علي الحدود من المنطقة العازلة التي يحتلها المعتد علي أرضك الطاهرة... سور غالي رائحته مسك وعنبر... ولتنقشي عليه بكلمات من نور أسمائهم وبطولاتهم... تخليدا لذكراهم العطره ليكون تذكره لأجيال قادمة بتضحيتهم وشاهدا علي ما فعله المعتد في أبناء الوطن... وحتما سنحتاج الحجر -يوما ما-... وما أزكاه من حجر مبارك... واذا صعب التنفيذ ومنعه المعتد.
فلنجعل من الهدم والركام في ميادين كل منطقة نصب هرمي تذكاري بأسماء شهداء المنطقة... ولنعلنه مزادا علنيا عبر الأنترنت بتجميع قطع رمزية من الهدم والركام وبيعها لجميع شعوب العالم... تذكار وأثرغال يتوارثه الأبناء والأحفاد فسنرحل ويبقي الأثر... وبحصيلة المزاد نتشارك جميعنا - سويا - في بناء غزة العزة والصمود... انهضي يا غزة ضمدي جراحك بشبابك وأبنائك انهضي واصبري وكافحي من أجل سلام عادل وحق شعب في حياة آمنة علي أرضة المحررة... حفظ الله عليك أرضك وسماءك وأبناءك... وسلاما عليك وعلي شهدائك الأبرار.