الإثنين 27 يناير 2025 02:03 مـ 27 رجب 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    الحديث عن مشاعر عيد الربيع عند الصينين

    د.لو ينغ بوه
    بروفسيور اللغة العربية بجامعة اللغات والثقافة في بكين

    فيما يخص أبناء الشعب الصيني، فإن الحدث الثقافي والعائلي الأكثر أهمية في شهري يناير وفبراير من كل عام هو "مهرجان عيد الربيع"، والذي يمثل أيضًا اليوم الأول من السنة القمرية الصينية الجديدة وتعادل أهميته "عيد الأضحى" و"عيد الفطر" في النظام الثقافي الإسلامي. ويعد الأمر الأكثر اختلافاً بين مهرجان عيد الربيع والمهرجانات الأخرى هو "نكهة العيد"، وهذا أيضًا هو السبب الأكثر أهمية والرغبة الأصلية وراء تطلع الشعب الصيني إلى حلول عيد الربيع كل عام.
    ما هي "نكهة عيد الربيع"؟ إن الفهم الحالي للصينيين يختلف كثيرا عن المعرفة التقليدية التي دامت لآلاف السنين. ففي الماضي، كانت نكهة عيد الربيع تعني أن العائلة الكبيرة تجتمع وتجلس معًا للم شملها، وتستمتع بتناول وجبة لذيذة، ويقوم أطفالها بإطلاق الألعاب النارية والمفرقعات لطرد الشؤم المتراكم في العام القديم، وبدء عام جديد آملين فيه حظًا سعيدًا وثراءً جيدًا. ونظرًا لتطبيق سياسة "تنظيم الأسرة" في الصين في أواخر سبعينيات القرن الماضي، والتي استمرت قرابة أربعين عاماً، فقد تخلى الصينيون في الوقت الحالي عموماً عن هيكل العائلة الكبيرة وبدأوا في تكوين التجمعات الأسرية الصغيرة المعدودة أفرادها بيد واحدة، وأصبحت ألقاب "العم" و"العمة" و"الخال" و"الخالة" هي مفاهيم قد عفا عليها الزمن بالنسبة لأطفال اليوم. وحينما يتذكر جيلنا مهرجان الربيع الذي كنا نحتفل به في طفولتنا، فإننا نشعر دائمًا أن المهرجان الحالي يفتقر إلى بعض "نكهات العيد" و"الحيوية"، بحيث قد اختفت الأسرة الكبيرة التقليدية، ولم تعد مأدبة عشاء ليلة رأس السنة الجديدة تحمل الكثير من المشاعر الجديدة والجاذبية المستحقة، كما يُحظر أيضًا في معظم المدن الصينية إطلاق الألعاب النارية بواسطة الأطفال لأسباب تتعلق بمكافحة التلوث البيئي والوقاية من الحرائق. إن تلاشي شعور الشعب الصيني ب"نكهة عيد الربيع" يعكس أيضاً أن تأثير السياسة التي تتبناها الدولة على المجتمع لا يظهر في كثير من الأحيان إلا بعد عقود من الزمن ببطء، وهذه العملية المتجلّية غالبًا ما تمثل اتجاهًا لا رجعة فيه على المدى القصير، مما يؤدي إلى التغيير الدائم في تصورنا تجاه هذا العالم.
    تُعَد سياسة تنظيم الأسرة في الصين من السياسات الوطنية الأساسية، وقد قيَّدت منذ فترة طويلة سلوك الناس، وأصبحت هذه السياسة لفترة من الوقت "نظرية غريبة" في المجتمع الدولي، وأعرب أغلب الناس من الأمم الأخرى عن عدم فهمهم لها. ولكن يبدو الآن أننا ندرك تدريجياً أن تنظيم الأسرة يشكل إسهامات ضخمة قدمتها الصين للتنمية العالمية، حيث إن تنفيذ هذه السياسة من شأنه أن يساعد على تحسين نوعية وتركيبة السكان وضمان التنمية المستدامة للبلاد والمنطقة. ومنذ تطبيقها في عام ١٩۷٩م، حققت الصين وآسيا تقدمًا كبيرًا في رفاهية المجتمع مع تحسين الهيكل السكاني بشكل مستمر، كما استقر إجمالي عدد السكان تدريجيًا لهذه المنطقة. ولولا هذه السياسة لازداد عدد سكان الصين الحالي بمليار آخر، وازدادت مهمة الصين في التخفيف من حدة الفقر صعوبة، ولما أتي انطلاق الصين الاقتصادي كما كان متوقعاً، ولما تمكنت من العمل كـ "قاطرة" و"مُثبّت" خلال فترة الركود الاقتصادي العالمي. ولكن الثمن الذي دفعه الصينيون نتيجة لهذه السياسة كان باهظا أيضاً، والذي قد تم تقاسم تحمّله بشكل عادل بين أبناء الشعب الصيني جميعا، وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على كل جيل لاحق من الصينيين أن يستكشف ويحاول التكيف مع أساليب الحياة المتغيرة الناجمة عنها ونماذج السعادة الجديدة الناتجة عنها.
    وبالمقارنة مع الصين، قد يكون العالم العربي أكثر حظاً في وراثة ثقافته التقليدية وحمايتها. وعلى الرغم من مرور الزمن، لا تزال الشعوب العربية تعيش وفق نموذج ثقافي مستقر نسبيا بشكل عام، ولديها فهم موحد لتعريف السعادة بين الأجيال، وتستمتع بكل تفاصيل التمازج بين الدين والدنيا، الأمر الذي يكوّن التيار الرئيس للمسعى وراء السعادة في حياتها، كما يمنحها تجربة مستقرة من السعادة.
    وفي الصين، تكون السياسات التي تم تطبيقها تلعب نفس دور يلعبه الدين في العالم العربي لحياة الناس وإدراكهم، وكان لها تأثير مباشر على مفاهيم القيم لدى الناس. وفي ظل هذه الظروف، فإن تبني أي سياسة من السياسات وتطبيقها على نطاق واسع في الصين، مثله كمثل الإصلاح الديني في العالم العربي، لابد وأن يتم بحذر وتريّث، وكما قال لاو تسي الفيلسوف الصيني القديم الذي كان يعيش قبل ألفي سنة وكان يشتهر بحكمته وبعد بصره: "إن حكم دولة كبيرة أشبه بطهي سمكة صغيرة"، لأن أي تغيير صغير من التغايير التي طرأت على مسيرة حكم الدولة سيكون له تأثير لا يمحى إيجابيا أو سلبيا لمشاعر عدد لا يحصى من الناس جيلاً بعد جيل تجاه هذا العالم وتجاربهم السعيدة في الحياة.

    عيد الربيع الصيني

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الإثنين 02:03 مـ
    27 رجب 1446 هـ 27 يناير 2025 م
    مصر
    الفجر 05:18
    الشروق 06:48
    الظهر 12:08
    العصر 15:07
    المغرب 17:27
    العشاء 18:48