الأربعاء 29 يناير 2025 01:19 صـ 28 رجب 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    ”رِحْلَةُ السَّمَاء: مَعْجِزَةُ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ وَسِرُّ التَّجَلِّي”

    لقلم : السيناريست عماد النشار

    كان الليل ساكنًا في مكة، لكن صدر النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يضيق بحمل أثقل من الجبال. عام الحزن ترك فيه جروحًا لا تندمل؛ رحلت خديجة، سنده الأول، وعمّه أبو طالب، الحامي الذي كان جدارًا أمام بطش قريش. وحده الآن، يتحمل عداوة قومه وسخريتهم، بينما الدعوة التي يحملها بين جنبيه تواجه أعظم التحديات.

    ظن النبي أن الطائف ستكون ملاذًا، أن هناك من سيسمع لدعوته ويحتضن رسالته، لكنه لم يجد إلا حجارة أدمت قدميه وسخرية أوجعت قلبه. جلس تحت شجرة، مُثقلًا بالحزن، يناجي ربه بكلمات تختصر ضعف الإنسان أمام جبروت الألم:
    "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس...
    في قلب الظلام، حين بدا أن الأرض تضيق بما رحبت، جاءت الدعوة السماوية. جبريل عليه السلام يطرق باب السماء بالأمل، حاملًا أعظم دعوة للنبي: رحلة الإسراء والمعراج.

    ركب النبي البراق، ذلك المخلوق السماوي الذي يقطع المسافات بسرعة لا تدركها العقول، لينطلق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. كان الوقت ليلًا، لكنه لم يكن كأي ليل؛ لقد كان الليل الذي سيغير وجه الدعوة إلى الأبد.

    هناك، في المسجد الأقصى، اجتمعت الأرواح الطاهرة. رأى النبي أنبياء الله الذين سبقوه: إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم. وقفوا في صفوف متراصة، ونادى الله نبيه ليصلي بهم إمامًا، في مشهد يعلن أن الرسالة واحدة، وأن محمدًا هو خاتم النبيين.

    من الأرض إلى السماوات، بدأ النبي رحلته العجيبة. في السماء الأولى، التقى بآدم، أبي البشر. في الثانية، قابل عيسى ويحيى، ثم يوسف في الثالثة، وإدريس في الرابعة. في السماء الخامسة، كان هارون ، وفي السادسة كليم الله موسى ، وفي السابعة خليل الله إبراهيم، مستندًا إلى البيت المعمور، حيث تطوف الملائكة بلا توقف.

    وفي كل سماء، كان النبي يُكرم ويُحتفى به، في رسالة واضحة: هذا هو أحب عباد الله، وهذا هو النبي الذي سيُتم الله به الرسالات.

    عند سدرة المنتهى، كان اللقاء الأعظم ، توقف كل شيء. وصل النبي إلى مكان لم يصل إليه مخلوق قبله أو بعده. هناك، خاطب الله نبيه وكلمه مباشرة. وفي هذا اللقاء السماوي، فُرضت الصلاة هدية للبشرية، ليكون لكل مسلم معراجه الخاص خمس مرات في اليوم.

    عاد النبي إلى مكة، لكن الأرض لم تعد كما كانت. حمل في صدره نورًا جديدًا، وصبرًا أقوى، وعزيمة لا تنكسر. كانت الإسراء والمعراج نقطة تحول، ليس فقط في حياة النبي، بل في مسار الإنسانية كلها.

    واجه النبي قريش بسرد القصة، فأخذوا يستهزئون ويسخرون. لكن أبو بكر، صديق النبي ورفيق دعوته، قال بثقة لا تهتز:
    "إن كان قالها، فقد صدق."

    "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"
    (سورة الإسراء: 1)

    هذا التصديق كان إعلانًا بأن المعجزة ليست لمن كذبوا، بل لمن صدقوا وآمنوا بالغيب، فكان الإسراء والمعراج درسًا في الإيمان والثبات.

    تخبرنا رحلة الإسراء والمعراج أن النور يولد من الألم ، وأن المحن ليست إلا جسورًا إلى المنح، وأن الظلام مهما اشتدّ، فإن نور السماء أقرب مما نتصور. من تلك الليلة العظيمة، تعلمنا أن الصبر والإيمان هما مفاتيح الفرج، وأن الله لا يترك عباده في ظلام اليأس أبدًا.

    الإسراء والمعراج نور لا يغيب ، وأنها ليست مجرد معجزة، بل هي قصة الإنسان مع خالقه، دراما تحمل بين طياتها الألم، والتحدي، والانتصار. إنها رحلة تقول لكل من يعاني: إن مع العسر يسرًا، وإن الفرج قريب، حين ترفع يديك للسماء بإيمان وثقة.

    إنها ليست حكاية عن الماضي، بل درس يتكرر في كل لحظة حين يتصل قلب المؤمن

    مَعْجِزَةُ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الأربعاء 01:19 صـ
    28 رجب 1446 هـ 29 يناير 2025 م
    مصر
    الفجر 05:18
    الشروق 06:47
    الظهر 12:08
    العصر 15:08
    المغرب 17:29
    العشاء 18:49