شخصيات في حياتي
لواء دكتور / سمير فرج

"شخصيات في حياتي" هو اسم كتابي الأخير، وهو السابع في تاريخ اصداراتي، الذي صدر مؤخراً في معرض الكتاب المصري، عن دار نهضة مصر. في هذا الكتاب، عرضت فيه أن في حياة كل إنسان، شخصيات وأحداث تبقى مؤثرة في ذاكرته، وتشكل وعيه، وترسم ملامح مسيرته. وأنا بفضل الله، كنت أحد هؤلاء الذين جمعهم العمر بكثير من الشخصيات المؤثرة، سواء في مجالي العسكري أو السياسي أو الثقافي. وحقيقي في هذا الكتاب، استعدت الكثير من الذكريات مع هؤلاء الأشخاص الذين قابلتهم وتعاملت معهم. ولم تكن هذه الشخصيات مجرد أسماء، فبعضها كان توثيقاً للتاريخ أو شركاء في تسجيل ملامح شخصيتي عندما عملت تحت قيادتهم العظيمة.
ففي غرفة العمليات، على سبيل المثال، في حرب أكتوبر، حيث تعاملت مع الرئيس السادات والمشير أحمد إسماعيل، والفريق سعد الشاذلي، والمشير الجمسي. مع كل منهم قصة وحكاية، كان يجب على أن أرويها للتاريخ. وهناك قصة لقائي مع الرئيس جمال عبد الناصر، وأنا ضابط صغير برتبة ملازم أول، وأتناول معه العشاء في منزله، حين أمر أن يعد لي طبق أومليت بيض، وأن أحكي له ما حدث على خط الجبهة عام 1967، وهو لقاء ظل في طي الكتمان لأكثر من 30 عاماً، ولم أكشف عنه إلا عندما شعرت أن الوقت قد حان لتوثيق ذلك.
كما تحدثت عن العلاقة مع الرئيس مبارك، خاصة أنني كنت قريباً من سيادته، حيث سجلت له مذكراته في 17 حلقة بالصوت والصورة، وأنا مدير الشؤون المعنوية، ولم يكن بالطبع أن أنسى علاقتي بالرئيس عبد الفتاح السيسي، ونحن في كتيبة مشاة لمدة عامين. وأيضا من رجال السياسة والإعلام، كان هناك لقاءات لي مع الأستاذ حسنين هيكل، وليون باناتا، وهو الذي تولى أكبر المناصب في أمريكا، بدءاً من رئيس البيت الأبيض، ثم رئيس المخابرات الأمريكية CIA ، ثم وزير الدفاع الأمريكي، وقصة العشاء معه وحكايات سيادته عن قصة القضاء بن لادن، ثم الرئيس الفرنسي ساركوزي، الذي أمضيت معه عدة ساعات من الخوف، خلال زيارته للأقصر لم أشعر بها في حياتي، حتى وأنا في ست سنوات في حرب الاستنزاف على جبهة قناة السويس.
ثم لقاءاتي مع عظماء قادة القوات المسلحة، بدءاً من المشير طنطاوي وقصة الـ 20 عاماً، منذ كان مدرّساً لي في الكلية الحربية، وأنا معه سبع سنوات مديراً للشؤون المعنوية، حتى فترة الـ 20 شهراً في أحداث 25 يناير 2011 في فترة حكم المجلس العسكري لمصر. ثم اللواء عمر سليمان عندما كنت قائداً وصديقاً شخصياً، واللواء المشير أبو غزالة، صاحب فضل كبير في حياتي العسكرية، والمشير أحمد بدوي، الذي لي معه قصة سفري للحصول على الدكتوراه من إنجلترا، ثم الفريق محمد فوزي واللقاء المؤثر الإنساني، بعد ان ترك خدمته في القوات المسلحة، والفريق عبد المنعم رياض، واللحظة الأخيرة قبل استشهاده على قناة السويس.
وأستاذي الفريق صفي بوشناف، ولقائي مع الفريق ضاحي خلفان في الامارات الذي يحب مصر. ثم رفيق العمر الفريق كمال عامر، وأخي التوأم في القوات المسلحة، اللواء محسن السلاوي، وقصة احلى شوربة عدس. ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، الذي أمضى رحلته في الأقصر مع ابنه في معبد الكرنك.
ثم ملكة النرويج، وزيارتها للأقصر ثم مادلين أولبرايت أول وزيرة خارجية في أمريكا، وكذلك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارته للأقصر، ومعه زوجته صاحبة أكبر شركة في العالم، هاينز الأمريكية. وخناقة على ضفاف النيل في الأقصر، وقصص زيارتي مع أعضاء الكونجرس الأمريكي لأكثر من 20 شخصية.
أما من الشخصيات العامة، كان على رأسهم الدكتور أحمد زويل والصداقة التي ربطتني به لأكثر من عشر سنوات، وسير مجدي يعقوب في مكتبي في الأقصر. ثم مقابلتي مع الشيخ الشعراوي، ونقاشي معه حول التوعية الدينية، في القوات المسلحة ثم البابا شنودة، وقصة سبع سنوات لزيارته كل عام، حتى جاء لزيارتي في الأقصر.
ثم الشيخ محمد الطيب الزعيم الشعبي في البر الغربي في الأقصر، ورئيس وزراء مصر الأسبق د.أحمد نظيف ثم بنت النيل، فايزة أبو النجا، وقصة تدبير الأموال لتطوير الأقصر، ثم السيدة سوزان مبارك، وقصة تطوير 150 مدرسة في الأقصر. ثم تأتي قصة محمد العبار، رجل الأعمال الإماراتي صاحب أكبر برج في العالم، برج خليفة. وقصة اهداء الأقصر، قرية صغيرة على تراث المعماري حسن فتحي.
ثم دور المهندس أيمن عاشور، وزير التعليم العالي الحالي، الذي كان استشاري عملية التطوير في الأقصر، وقصة الحصول على أربعة جوائز عالمية في تطوير الأقصر. ثم قصة رجل الأعمال معتز الالفي، الذي أهدى الأقصر ألف لاب توب لصالح مدارس الأقصر لأول مرة، هذه الأجهزة تستخدم لترفع من مستوى مدارس الاقصر كلها.
ثم جاءت قصة الشخصيات الثقافية، وعلى رأسهم أم كلثوم وقصة أول حفلة حضرتها لها في حياتي وأنا في سن السابعة عشر. ثم يوسف السباعي، وحماسي وأنا طالب في الكلية الحربية، ثم ذهبت إلى فرنسا لأشاهد أماكن. قصة نادية، ثم حكايتي مع الفنان عادل إمام، الزعيم الذي قدم مسرحيته لمدة أسبوعين على مسرح الجلاء.
أما نادية لطفي، وقصة السندوتشات التي كانت تعدها لجنودي على الجبهة في حرب الاستنزاف. ثم الدكتورة رتيبة الحفني الجنرال الألماني في دار الأوبرا، وقصة أمال ماهر وهي ذات الـ 17 ربيعاً، ثم الملحن العبقري حلمي بكر.
وعرضت قصة أنور عكاشة المبدع، وقصة فيلم عن حرب أكتوبر لم يكتمل لها الظهور. ثم المخرج شريف عرفة، وقصة منع فيلم عبود على الحدود. أما الفنان محمد هنيدي، فكانت له قصة في مسرحية عفرتو في مسرح الزمالك. وذكريات المبدع مفيد فوزي وتسجيلاته مع المشير طنطاوي والرئيس مبارك.
ولم أكن لأصل إلى هنا قبل ان اتناول حواديت أسرتي، الذين يجب أن أتذكرهم: والدتي الفاضلة، السيدة نبوية الجبري، التي كان لها أكبر جنازة في تاريخ مدينة بورسعيد. ووالدي، وقصة عقابي وأنا طفل، عندما شاهدت إزالة تمثال ديلسبس على مدخل قناة السويس.
كذلك حفيدتي فرح التي مكثت أحكي باقي قصتها عندما أدخل المطاعم أو في المولات. ولقد ختمت كتابي هذا بأشهر مقالة لي في الأهرام، ومشيت في الجنازة وحيدا، وهي التي حصلت على أكثر من مليون قارئ في العالم العربي، والتي تم نقلها بواسطة مواطن سعودي عن مقالتي في الأهرام.
تلك كانت قصة كتابي "شخصيات في حياتي"، الذي شعرت وأنا أعيد كتابتها أنني أحكي قصة حياتي أكثر من قصة الشخصيات التي عرضتها