الثلاثاء 4 مارس 2025 02:10 مـ 4 رمضان 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    ”الغَائِبُونَ:” تَحَدِّيَاتٌ تُذْبِلُ التَّحْصِيلَ الدِّرَاسِيِّ

    في عصر التقدم المعرفي والانفجار التكنولوجي، أصبحت الدراسةُ أداةً لا غنى عنها لتحقيق النجاحِ الشخصي والمجتمعي. ومع ذلك، يواجه التعليم تحدياتٍ عديدةً، ومن أبرزِها غيابُ الطلاب عن الحصص الدراسية. فهل يا تُرى الغياب مجرد عادةٍ عابرةٍ أم خطرٌ حقيقيٌّ يُهدد مستقبل الطلاب؟! كيف يؤثِّر غياب الطالب المستمر على تحصيله الدراسي وتطور مهاراته الأكاديمية؟ فما الدور الذي يلعبه الأسلوب التعليمي للمعلم في تشجيع الطلاب على الحضور أو دفعهم إلى الغياب؟ ما مدى تأثير السياسات المدرسيّة في تحديد مستويات الغياب؟ وهل هي فعّالة في مواجهة هذه الظاهرة؟ هل تتسبب قلّة متابعة وليّ الأمر في تزايد حالات الغياب لدى الأبناء؟ وكيف يمكن تحسين هذه المتابعة؟ كيف يمكن للمجتمع المدرسيِّ بأسره (الطلاب، المعلمون، أولياء الأمور) العمل معًا للحد من ظاهرة الغياب المدرسيّ؟ هل يمكن للأسرِ أن تلعب دورًا أكبرَ في التأثيرِ على ثقافةِ الحضورِ المنتظم للمدرسة؟ وكيفَ يمكنُ تعزيزُ هذا الدور؟ هل يمكنُ للمناهج الدراسية الأكثر تفاعلية وجاذبة أنْ تسهمَ في تقليصِ نسبةِ الغياب بين الطلاب؟ كيف يمكن للمدرسة توفير بيئةٍ تعليميةٍ أكثر جاذبيةٍ تساعد في تقليل ظاهرة الغياب؟

    فظاهرةُ الغيابِ المدرسيِّ هي الحالةُ التي يتكَّرر فيها عدمُ حضورِ الطلابِ إلى المدرسةِ بشكلٍ منتظمٍ ودونَ مبرِّراتٍ مقبولةٍ، ممَّا يؤثِّرُسلبًا على استمرارية تعلُّمهم ونجاحِهم الأكاديميِّ. يشملُ الغيابُ المدرسيِّ الحالاتِ التي يتغيَّبُ فيها الطلاُب لفتراتٍ قصيرةٍ أو طويلةٍ، سواء كان الغياب بسبب ظروف صحية، اجتماعية، أو نفسية، أو نتيجة لغياب الحافز، أو رغبةُ الطالبِ في الانقطاع عن التعليم. وتعتبرُ هذه الظاهرةُ من أكبرِ التحدياتِ التي تواجه الأنظمةَ التعليميَّةِ في العالم، حيثُ تؤثرُ بشكلٍ مباشرٍ على التحصيل الدراسيِّ للطلابِ وتنميتهم الشخصيَّةِ والاجتماعيَّةِ، ممَّا يعوقُ تطورهُم الأكاديميَّ ويُقللُ منْ فرصِهِم في تحقيقِ النجاحِ في المستقبلِ.

    ومن خلال تجاربي الواقعية ومسيرتي المهنية كقائدة تربوية سوف أستعرضُ معكم أسبابَ الغيابِ المدرسيِّ منْ جميعِ الجوانبِ – الطالبُ، وليُّ الأمر ، المناهجُ ، المعلِّم ، المدرسةُ، ثمَّ أُجيبُ على التساؤلاتِ المطروحةِ أعلاه، و أُلقي الضوءَ على الآثارِ السلبيَّةِ للغيابِ على التحصيلِ الدراسيِّ للطلابِ في المدارسِ، و إبرازِ دورِ كلِّ مِنَ الطالبِ و المعلِّمِ والمدرسةِ ووليِّ الأمرِ في الحدِّ والقضاءِ على ظاهرةِ الغيابِ المدرسيِّ .

    الأسبابُ الخفيَّةُ وراءَ الغيابِ المدرسيِّ:

    تتنوّعُ الأسبابُ التي تؤدي إلى الغيابِ المدرسيِّ، ويمكنُ تقسيمُها إلى عدَّةِ جوانبَ تؤثرُ على (الطالبِ، المعلِّمِ، وليِّ الأمرِ، المدرسةِ والمناهجِ الدراسيَّةِ). سوفَ أستعرضُ كلَّ سببٍ منْ هذهِ الأسبابِ بالتفصيلِ معَ وضعِ الحلولِ للحدِّ منْ هذهِ الظاهرةِ:

    الطالبُ والغيابُ المدرسيِّ: "صِرَاع بينَ المسْؤوليَّةِ والإهمالِ "

    يُعَدُّ الطّالبُ جوهرَ العمليّةِ التّعليميّةِ وأساسَها المتين، وغالبًا ما تكمُنُ أسبابُ غيابِه في عواملَ ذاتيّةٍ ترتبطُ بشخصيّتِه أو بظروفِه النّفسيّةِ والاجتماعيّة. فالطّالبُ يمثّلُ العنصرَ الفاعلَ في ظاهرةِ الغيابِ المدرسيّ، إذ تُؤثّرُ قراراتُه وسلوكياتُه تأثيرًا مباشرًا على انتظامِه في الدّراسة. وفيما يلي تفصيلٌ لأبرزِ الأسبابِ النّابعةِ من الطّالبِ ذاتِه:

    1. ضعفُ الدافعيَّةِ للتعلّم:

    يُعانِي بَعضُ الطلابِ منْ نَقْصٍ في الحافزِ للتعلُّمِ، سَوَاءً نتيجةَ عدمِ إدراكِ أهميَة التعليمِ أو بسببِ غيابِ الأهدافِ الشخصيّةِ التي تشجَّعهم على المواظبة. وقد يكونُ الطالبُ غيرَ مهتمٍّ بالدروسِ أو يَرى أنَّها لا تنسجمُ مع طموحاتِهِ أو مُيُولَهِ، ممَّا يجعلُهُ يُفَضِّلُ الغيابَ.

    2. الشُّعُورُ بِالمَلَلِ:

    إذَا لمْ يَشْعُرُ الطالبُ بالمُتْعَةِ أثناءَ حُضُورِ الدُروسِ، فقدْ يَرَاهُ رُوْتينًا مملًّا، خَاصةً إذَا كَانتْ أَساليبُ التَّدريسِ تَقليديّةً وغيرَ مُحفِّزَةً. كَقِلَّةِ الأنشطةِ التفاعليَّةِ في المدرسةِ أو غيابِ التجاربِ العمليِّةِ قَدْ يَزيدُ مِنْ هذا الشُّعورِ بِالمللِ.

    3. مُشْكِلاتٌ نَفْسِيَّةٌ:

    يُعَانِي بَعضُ الطلابِ مِنْ مُشْكِلاتٍ نَفسيَّةٍ مِثْل القلقِ، الاكتئابِ، أو انخفاضِ الثقةِ بالنفسِ، ممَّا يَجْعَلَهُم يَمِيْلونَ إلى العُزْلَةِ وَتَجَنُّبِ الذهاب إلى المدرسةِ. لذلك قدْ يَشْعرُ الطَّالبُ بِالخوفِ مِنْ الفشلِ أو مِنْ عَدَمِ القدرةِ عَلَى تَحْقيقِ تَوقُّعاتِ الآخرين، مما يدفعه إلى التغيب كوسيلة للهرب من الضغوط.

    4. التَّنَمُّرُ والخَوفُ:

    تعرُّضُ الطّالبِ للتّنمُّرِ أو الإساءةِ من زملائِه قد يُلقي في نفسِه خوفًا يُثقِلُ خُطاهُ نحو المدرسةِ. إذ قد يُولِّدُ ذلك إحساسًا بعدمِ الأمانِ داخلَ أروقةِ البيئةِ المدرسيّةِ، فيغدو الغيابُ ملاذًا يتجنّبُ به مواجهةَ تلكَ التّجاربِ القاسيةِ والمثقلةِ بالسّلبيّةِ.

    5. التَّراخِي وَعَدمُ المَسْؤولية:

    يَمِيْلُ بَعَضُ الطّلابِ إلى التَّهَاونِ في التزاماتهم الدراسيَّةِ بِسببِ عَدمِ تحمُّلِ المسؤوليَّةِ أو ضَعْفِ الإشرافِ الأسريِّ. وقد يُفَضِّلُ الطالبُ قَضَاءَ الوقتِ في أنْشِطَةٍ تَرفِيهيّةٍ أو اللَّعبِ بَدلًا مِن الذهابِ إلى المدرسةِ.

    6. المُشْكِلَاتُ الصَّحِّيَّةُ:

    قد يُعاني بعضُ الطّلّابِ من أمراضٍ مُزمنةٍ أو مشكلاتٍ صحيّةٍ متكرّرةٍ تُثقِلُ خطواتِهم نحو المدرسةِ وتُجبِرُهم على الغيابِ بشكلٍ مستمرّ. بل إنّ المشكلاتِ البسيطةَ، كالإرهاقِ أو قِلّةِ النّومِ، قد تُلقي بظلالِها على انتظامِ الطّالبِ، فتُعكّرُ صفوَ استمراريّتِه وتُباعدُ بينه وبين دربِ التّحصيلِ العلميّ.

    7. التَّأخُّرُ الدِّراسيِّ:

    معاناةُ الطالبِ من صعوبةٍ فِي استيعابِ الموادِ الدِّرَاسِيِّةِ، فَقَد يَشْعُرُ بالإحبَاطِ أو الخَجَلِ مِنْ زُمَلَائِهِ، ممّا يَدفَعَهُ إلى التَّغَيّبِ تَجَنُّبًا لِمُوَاجَهَةِ الفَشَلِ.

    8. التَّأثِيرُ السَّلبِيِّ لِلْأصدِقَاءِ:

    في أغلب الأحيانِ يكونُ للرفاقِ دورٌ كبيرٌ في تَشجيعِ الطالبَ على الغيابَ، حَيثُ يَنْساقُ وَرَاءَ سُلوكياتٍ خَاطِئَةٍ مِثل التَّجمُّعَاتِ خَارجِ المدرسةِ أو الهروبِ الجَمَاعِيِّ.

    9. استخدامُ التَّكنُولُوجيا بِشَكْلٍ مُفْرَطٍ:

    قَدْ يُؤدِّي إِدْمانُ الطالبِ عَلى الأَلعَابِ الإِلْكتْرُونِيَّة أو قَضاءُ سَاعَاتِ طَويْلةٍ عَلى الهَواتِفِ الذَّكيَّةِ إلى السهرِ وقِلَّةِ النَّومِ، وبِالتَّالي صُعُوبةَ الاستيقاظ مبكرًا والذهابِ إلى المدرسةِ.

    10. عَدَمُ التَّكيُّف مَعَ البيئَةِ المَدرَسِيَّةِ:

    قد يُواجهُ بعضُ الطّلّابِ صعوبةً في التّكيُّفِ مع بيئةِ المدرسةِ، إمّا لصرامةِ القوانينِ التي تُثقِلُ على أرواحِهم، أو لغيابِ شعورِ الانتماءِ الذي يَمدُّ جذورَهم فيها، أو لعجزٍ في مدِّ جسورِ التّواصلِ مع الزّملاءِ والمُعلّمين. فتَظلُّ هذه التحدّياتُ حواجزَ تُباعدُ بينهم وبين الانسجامِ في دربِ العلمِ والنّجاحِ.

    11-غِيَابُ الهَدَفِ، غِيَابُ الطَّالِبِ:

    إِنَّ اَلهَدَفَ هُوَ اَلنُّورُ الَّذِي يُضِيءُ دُرُوبَنَا فِي عَتْمَةِ اَلحَيَاةِ، وَهُوَ اَلبَوْصَلَةُ الَّتِي تَحْدِدُ مَسَارَنَا نَحْوَ اَلمُسْتَقْبَلِ. وَعِندَمَا يَغِيبُ هَذَا اَلهَدَفُ، يَغِيبُ مَعَهُ اَيْضًا اَلدَّافِعُ وَاَلْإِرَادَةُ، وَيَبْدَأُ اَلطَّرِيقُ فِي اَلتَّشَتُّتِ، فَلَا تُصْبِحُ هُنَاكَ أَهْدَفٌ وَاضِحَةٌ، فَتَضِيعُ اَلقُوَى فِي اَلفَرَاغِ. مِثْلَ اَلسَّفِينَةِ اَلتَّائِهَةِ فِي بَحْرٍ بِلَا شَوَاطِئَ، حيْثُ يُصْبِحُ اَلطَّالِبُ فِي حَالَةٍ مِنَ اَلاَضْطِرَابِ اَلدَّاخِلِيِّ، فَلَا يَجِدُ نَفْسَهُ فِي تِلْكَ اَلمَقَاعِدِ اَلدِّرَاسِيَّةِ، وَلَا يَشْعُرُ بِأَيِّ مَعْنًى لِتِلْكَ اَلحَظَاتِ. وَإِنَّ غِيَابَ اَلهَدَفِ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى حِرْمَانِ اَلطَّالِبِ مِنَ اَلْمَعْرِفَةِ فَحَسْبُ، بَلْ يُعَصِفُ بِرُوحِهِ، فَيَغِيبُ عَنْ اَلمَدْرَسَةِ كَمَا تَغِيبُ اَلزُّهُورُ عَنْ اَلْأَرْضِ اَلقَاحِلَةِ.

    الحُلولُ المُقْتَرَحَةُ لِمُعَالَجَةِ غِيَابِ الطَّالِبِ بِسَبَبِ العَوامِلِ السَّابِقَةِ:

    1. تعزيز الدافعية للتعلم:

    أ. خَلْقُ بِيئَةٍ تَعْلِيمِيَّةٍ جَاذِبَةٍ مِنْ خِلَالِ اسْتِخْدَامِ أَسَالِيبَ تَدْرِيسٍ مُبْتَكَرَةٍ، وَإِضْفَاءِ أَجْوَاءٍ تَفَاعُلِيَّةٍ تُشَجِّعُ الطَّالِبَ عَلَى الحُضُورِ بِشَغَفٍ.

    ب. تَوْضِيحُ أَهَمِّيَّةِ التَّعْلِيمِ لِلطَّالِبِ وَرَبْطُهُ بِأَهْدَافِهِ المُسْتَقْبَلِيَّةِ.

    ج. تَقْدِيمُ أَنْشِطَةٍ تَحْفِيزِيَّةٍ وَمُسَابَقَاتٍ لِزِيَادَةِ اهْتِمَامِ الطُّلَّابِ بِالدِّرَاسَةِ.

    2. تقْدِيْمُ الدَّعْمِ النَّفْسِي:

    * تَوفِيرُ بَرامِجَ إِرشادٍ نَفسيٍّ دَاخِلَ المَدرَسَةِ لِمُساعَدَةِ الطُّلَّابِ الَّذِينَ يُعَانُونَ مِنَ القَلَقِ أَوِ الخَوفِ.

    * دَعمُ الطُّلَّابِ الَّذِينَ يُعَانُونَ مِن صُعُوبَاتٍ أَكَادِيمِيَّةٍ، وَتَشجِيعُهُم عَلَى التَّحَسُّنِ دُونَ إِشعَارِهِم بِالفَشَلِ.

    3. التَّعَامُلُ مَعَ التَّنَمُّرِ بِحَزْمٍ وَحِكْمَةٍ، لِضَمانِ بِيئَةٍ مَدْرَسِيَّةٍ آمِنَةٍ وَمُحْتَرِمَةٍ لِجَمِيعِ الطُّلَّابِ.

    * اِتِّخَاذُ إِجْرَاءَاتٍ صَارِمَةٍ ضِدَّ التَّنَمُّرِ، وَتَوْفِيرُ بِيئَةٍ مَدْرَسِيَّةٍ آمِنَةٍ وَمُحَفِّزَةٍ لِكُلِّ الطُّلَّابِ.

    .

    4. تَوجِيهُ الطُّلَّابِ لِتَحَمُّلِ المَسؤُولِيَّةِ بِوَعيٍ وَالتِزَامٍ، لِبِنَاءِ شَخصِيَّاتٍ قَادِرَةٍ عَلَى مُوَاجَهَةِ تَحدِّيَاتِ الحَيَاةِ بِثِقَةٍ وَإِصْرَارٍ، مَعَ تَوعِيَتِهِم بِأَهَمِّيَّةِ الانضِبَاطِ وَتَقدِيمِ أَمثِلَةٍ نَاجِحَةٍ لِتَحفِيزِهِم عَلَى الِالتِزَامِ.

    5 - التَّعَاوُنُ مَعَ الأُسْرَةِ:

    تَعْزِيزُ التَّعَاوُنِ بَيْنَ المَدْرَسَةِ وَأَوْلِيَاءِ الأُمُورِ لِمُرَاقَبَةِ سُلُوكِ الطُّلَّابِ وَمُتَابَعَةِ أَسْبَابِ الغِيَابِ. حَيْثُ إأنَّ غِيَابَ الطَّالِبِ نَتِيجَةَ عَوَامِلَ ذَاتِيَّةٍ يُعَدُّ مِنَ القَضَايَا المُهِمَّةِ الَّتِي تَتَطَلَّبُ تَدَخُّلًا مُتَعَدِّدَ الأَطْرَافِ. وَمِنْ خِلَالِ تَقْدِيمِ الدَّعْمِ اللَّازِمِ لِلطَّالِبِ وَتَحْسِينِ بِيئَةِ التَّعَلُّمِ دَاخِلَ المَدْرَسَةِ؛ لِذَلِك يُمْكِنُ مُعَالَجَةُ هَذِهِ الأَسْبَابِ وَالحَدُّ مِنْ تَأثِيرِهَا السَّلْبِيِّ عَلَى انْتِظَامِ الطُّلَّابِ وَتَحْقِيقِهِمْ.

    * الأُسْرَةُ وَالغِيَابُ المَدْرَسِيُّ: مَفَاتِيحُ الحَلِّ فِي أَيْدِينَا.

    إِنَّ غِيَابَ الرِّقَابَةِ الأُسَرِيَّةِ وَتَشْجِيعُ السُّلُوكِيَّاتِ السَّلْبِيَّةِ قَدْ يُسَاهِمُ فِي تَغَيُّبِ الطُّلَّابِ. فَمَا هُوَ الدَّوْرُ الَّذِي يَجِبُ أَنْ تَلْعَبَهُ الأُسْرَةُ؟

    تُعَدُّ الأُسْرَةُ أَحَدَ العَوَامِلِ الأَسَاسِيَّةِ الَّتِي تُؤَثِّرُ بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ عَلَى انْتِظَامِ الطُّلَّابِ فِي المَدْرَسَةِ. حَيْثُ تَلْعَبُ الأُسْرَةُ دَوْرًا مِحْوَرِيًّا فِي تَشْكِيلِ سُلُوكِيَّاتِ الأَبْنَاءِ تِجَاهَ التَّعْلِيمِ، وَيُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ سَبَبًا رَئِيسِيًّا لِظَاهِرَةِ الغِيَابِ المَدْرَسِيِّ إِذَا لَمْ تَقُمْ بِدَوْرِهَا الإِيجَابِيِّ فِي دَعْمِ أَبْنَائِهَا.

    فِيمَا يَلِي تَوْضِيحٌ لِدَوْرِ الأُسْرَةِ فِي غِيَابِ الطَّلَبَةِ وَأَبْرَزِ الحُلُولِ لِمُعَالَجَةِ هَذِهِ الظَّاهِرَةِ:

    أوَّلًا: دَوْرُ الأُسْرَةِ فِي غِيَابِ الطُّلَّابِ:

    1. قِلَّةُ المُتَابَعَةِ وَالإشْرَافِ

    عَدَمُ مُتَابَعَةِ أُوْلِيَاءِ الأُمُورِ لِحُضُورِ أَبْنَائِهِمْ لِلمَدْرَسَةِ بِشَكْلٍ مُنْتَظِمٍ يَجْعَلُ الطَّالِبَ أَكْثَرَ عُرْضَةٍ لِلغِيَابِ. فَغِيَابُ الإشْرَافِ قَدْ يُمْنِحُ الطُّلَّابَ شُعُورًا بِعَدَمِ وُجُودِ رَقِيبٍ أَوْ مُحَاسِبٍ.

    2.غِيَابُ الدَّعْمِ النَّفْسِيِّ وَالعَاطِفِيِّ

    يُعَانِي الطُّلَّابُ فِي بَعْضِ الأُسَرِ مِنْ إِهْمَالٍ عَاطِفِيٍّ أَوْ عَدَمِ تَقْدِيمِ التَّشْجِيعِ الكَافِي لِتَحْفِيزِهِمْ عَلَى التَّعْلِيمِ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى فُقْدَانِ الدَّافِعِ لِلحُضُورِ إِلَى المَدْرَسَةِ.

    3. الضُّغُوطُ الأُسَرِيَّةُ:

    فَالمُشْكِلاتُ الأُسَرِيَّةُ مِثْلَ الخِلاَفَاتِ الزَّوْجِيَّةِ، الطَّلاقِ، أَوْ الظُّرُوفِ الاِقْتِصَادِيَّةِ الصَّعْبَةِ كَثِيرًا مَا تُؤَدِّي إِلَى خَلْقِ بِيئَةٍ غَيْرِ مُسْتَقِرَّةٍ نَفْسِيًّا لِلطَّالِبِ، مِمَّا يَجْعَلُهُ يَلْجَأُ إِلَى التَّغَيُّبِ كَوَسِيلَةٍ لِلْهُرُوبِ مِنَ الضُّغُوطِ.

    4. الاِعْتِمَادُ الزَّائِدُ عَلَى الطَّالِبِ

    حَيْثُ تَعْتَمِدُ الأُسْرَةُ فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ عَلَى الأَبْنَاءِ لِمُسَاعَدَتِهِمْ فِي الأَعْمَالِ المَنزِلِيَّةِ أَوْ حَتَّى العَمَلِ خَارِجَ المَنزِلِ لِدَعْمِ دَخْلِ الأُسْرَةِ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى تَغَيُّبِهِمْ عَنِ المَدْرَسَةِ.

    5. إِهْمَالُ قِيمَةِ التَّعْلِيمِ:

    عَدَمُ إِدْرَكِ إِدْرَاكِ بَعْضُ الأسَرِ لِأَهَمِّيَّةِ التَّعْلِيمِ فِي حَيَاةِ أَبْنَائِهَا، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى تَقْلِيلِ اهْتِمَامِهِمْ بِمُتَابَعَةِ حُضُورِهِمْ أَوْ تَحْفِيزِهِمْ لِلذَّهَابِ إِلَى المَدْرَسَةِ.

    6. ضُعْفُ التَّوَاصُلِ مَعَ المَدْرَسَةِ:

    فَالأُسْرُ الَّتِي لَا تَتَواصَلُ بِشَكْلٍ فَعَّالٍ مَعَ المَدْرَسَةِ تَفْقِدُ فُرْصَةَ مُرَاقَبَةِ أَدَاءِ أَبْنَائِهَا وَمُسْتَوَى التِّزَامِهِمْ، مِمَّا يَجْعَلُ الغِيَابَ يَمُرُّ دُونَ اِكْتِشَافٍ أَوْ تَدَخُّلٍ سَرِيعٍ.

    ثانيًا: السُّبُلُ الفَعَّالَةُ لِمُعَالجَةِ دَوْرِ الأُسْرَةِ فِي مُوَاجَهَةِ غِيَابِ الطُّلَّابِ:

    تَعْزِيزُ وَعْيِ أُوْلِيَاءِ الأُمُورِ بِأَهَمِّيَّةِ التَّعْلِيمِ:

    • مِنْ خِلَالِ تَنْظِيمِ وَرَشِ عَمَلٍ أَوْ نَدَوَاتٍ تَوْعَوِيَّةٍ لِلْأُسَرِ حَوْلَ أَهَمِّيَّةِ التَّعْلِيمِ وَتَأْثِيرِ الغِيَابِ المَدْرَسِيِّ عَلَى مُسْتَقْبَلِ الأَبْنَاءِ..

    1. بِنَاءُ عَلاَقَةٍ قَوِيَّةٍ بَيْنَ الأُسْرَةِ وَالمَدْرَسَةِ:

    • عَلَى المَدَارِسِ تَشْجِيعُ أُوْلِيَاءِ الأُمُورِ لِلتَّوَاصُلِ المُنْتَظِمِ وَالمُسْتَمِرِّ مَعَ المُعَلِّمِينَ وَالإِدَارَةِ لِمُتَابَعَةِ أَدَاءِ أَبْنَائِهِمْ وَسُلُوكِهِمْ..

    2. تَقْدِيمُ الدَّعْمِ العَاطِفِيِّ وَالنَّفْسِيِّ لِلطَّالِبِ:

    حَيْثُ يَتَوَجَّبُ عَلَى الأُسْرَةِ أَنْ تَكُونَ دَاعِمَةً نَفْسِيًّا وَعَاطِفِيًّا لِلْأَبْنَاءِ مِنْ خِلَالِ تَحْفِيزِهِمْ وَتَشْجِيعِهِمْ عَلَى التَّعْلِيمِ، وَالِاحْتِفَاءِ بِإِنْجَازَاتِهِمْ الصَّغِيرَةِ.

    • خَلْقُ بِيئَةٍ أُسَرِيَّةٍ مُسْتَقِرَّةٍ:

    فَمِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ تَسْعَى الأُسَرُ إِلَى حَلِّ المُشْكِلَاتِ العَائِلِيَّةِ بَعِيدًا عَنِ الأَبْنَاءِ، لِتَوْفِيرِ بِيئَةٍ مُسْتَقِرَّةٍ تَدْعَمُ تَرْكِيزَ الطَّالِبِ عَلَى دِرَاسَتِهِ.

    3. مُرَاقَبَةُ الحُضُورِ وَالِانْضِبَاطِ:

    يَتَحَتَّمُ عَلَى أَوْلِيَاءِ الأُمُورِ مُتَابَعَةُ حُضُورِ أَبْنَائِهِمْ يَوْمِيًّا، سَوَاءٌ بِالتَّوَاصُلِ مَعَ المَدْرَسَةِ أَوِ الاطِّلَاعِ المُنْتَظِمِ عَلَى التَّقَارِيرِ المَدْرَسِيَّةِ، لِضَمَانِ انْضِبَاطِهِمْ وَتَقَدُّمِهِمْ فِي مَسِيرَتِهِمُ التَّعْلِيمِيَّةِ.

    4. التَّوَازُنُ بَيْنَ مَسْؤُولِيَّاتِ الأُسْرَةِ وَالتَّعْلِيمِ:

    تَتَجَنَّبُ الأُسْرَةُ تَكْلِيفَ الطُّلَّابِ بِمَسْؤُولِيَّاتٍ تَفُوقُ قُدُرَاتِهِمْ أَوْ تُعِيقُهُمْ عَنِ الِانْتِظَامِ فِي الدِّرَاسَةِ، مَعَ مُرَاعَاةِ تَوْفِيرِ وَقْتٍ كَافٍ لِلدِّرَاسَةِ وَالتَّرْفِيهِ.

    5. الاِهْتِمَامُ بِالصِّحَّةِ النَّفْسِيَّةِ:

    يُمكِنُ لِلأُسْرَةِ التَّعَاوُنُ مَعَ اخْتِصَاصِيِّينَ نَفْسِيِّينَ عِنْدَ مُلَاحَظَةِ أَيِّ تَحَدِّيَاتٍ نَفْسِيَّةٍ تُؤَثِّرُ عَلَى دَافِعِيَّةِ الطَّالِبِ لِحُضُورِ المَدْرَسَةِ، سَعْيًا لِتَقْدِيمِ الدَّعْمِ اللازِمِ وَتَهْيِئَةِ بِيئَةٍ تُعَزِّزُ رَاحَتَهُ وَتَفَوُّقَهُ.

    6. التَّحْفِيزُ الإِيجَابِيُّ:

    فَمِنَ المُهْمِ أَنْ تَسْتَخْدِمَ الأُسْرَةُ أُسْلُوبَ التَّحْفِيزِ الإِيجَابِيِّ كَتَقْدِيمِ مَكَافَآتٍ بَسِيطَةٍ مُقَابِلَ الاِلْتِزَامِ بِالْحُضُورِ، مِمَّا يُشَجِّعُ الطَّالِبَ عَلَى الْمُوَاظَبَةِ.

    7. التَّثْقِيفُ بِالقَوَانِينِ المَدْرَسِيَّةِ.:

    وَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْ خِلَالِ تَوْعِيَةِ الأُسْرَةِ بِعَوَاقِبِ الغِيَابِ المُتَكَرِّرِ وَأَثَرِهِ عَلَى التَّحْصِيلِ الدِّرَاسِيِّ وَالمُسْتَقْبَلِ الأَكَادِيمِيِّ لِلطُّلَّابِ، مِمَّا يُسَاعِدُ عَلَى تَعْزِيزِ اهْتِمَامِهِمْ بِمُتَابَعَةِ الأَبْنَاءِ.

    حَيْثُ تَلْعَبُ الأُسْرَةُ دَوْرًا أَسَاسِيًّا فِي تَحْدِيدِ سُلُوكِ الطَّالِبِ تِجَاهَ المَدْرَسَةِ، سَوَاءٌ كَانَ ذَلِكَ بِالإِيجَابِ أَوِ السَّلْبِ. وَمِنْ خِلَالِ تَعْزِيزِ الوَعْيِ، وَالتَّوَاصُلِ، وَالدَّعْمِ النَّفْسِيِّ، يُمْكِنُ الحَدُّ مِنْ ظَاهِرَةِ الغِيَابِ المَدْرَسِيِّ وَتَحْقِيقُ بِيئَةٍ تَعْلِيمِيَّةٍ تُسَاعِدُ الطَّالِبَ عَلَى الِاسْتِمْرَارِ فِي مَسِيرَتِهِ الدِّرَاسِيَّةِ بِنَجَاحٍ. فَالأُسْرَةُ وَالمَدْرَسَةُ شُرَكَاءُ فِي بِنَاءِ مُسْتَقْبَلِ الأَبْنَاءِ، وَيَجِبُ أَنْ يَتَعَاوَنَ الطَّرَفَانِ لِتَحْقِيقِ هَذَا الهَدَفِ.

    المَنَاهِجُ الدِّرَاسِيَّةُ: دَافِعٌ لِلتَّحْصِيلِ أَمْ عَائِقٌ لِلْحُضُورِ؟ ؟

    هَلِ المَلَلُ مِنَ المَنَاهِجِ الدِّرَاسِيَّةِ سَبَبٌ رَئِيسِيٌّ لِغِيَابِ الطُّلَّابِ؟ وَهَلْ تُؤَثِّرُ كَثَافَتُهَا عَلَى التِزَامِهِمْ بِالحُضُورِ؟

    تُعَدُّ كَثَافَةُ المَنَاهِجِ الدِّرَاسِيَّةِ عَامِلًا مُؤَثِّرًا بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ فِي تَجْرِبَةِ الطُّلَّابِ دَاخِلَ المَدْرَسَةِ، وَقَدْ تَكُونُ أَحَدَ الأَسْبَابِ الرَّئِيسَةِ وَرَاءَ ارْتِفَاعِ مُعَدَّلَاتِ الغِيَابِ. فَحِينَ تَزْدَحِمُ المَنَاهِجُ بِالمَعْلُومَاتِ المُكثَّفَةِ الَّتِي تَسْتَنْزِفُ الوَقْتَ وَالجُهْدَ لِاسْتِيعَابِهَا، يَجِدُ الطَّالِبُ نَفْسَهُ تَحْتَ وَطْأَةِ ضَغْطٍ نَفْسِيٍّ وَعَقْلِيٍّ مُرْهِقٍ، مِمَّا قَدْ يَدْفَعُهُ إِلَى التَّغَيُّبِ هَرَبًا مِنْ هَذَا العِبْءِ المُثْقِلِ. وَمِنْ هُنَا، لَا بُدَّ مِنْ إِعَادَةِ النَّظَرِ فِي تَوَازُنِ المَنَاهِجِ بَيْنَ الإِثْرَاءِ المَعْرِفِيِّ وَالقُدْرَةِ عَلَى الِاسْتِيعَابِ، لِضَمَانِ بِيئَةٍ تَعْلِيمِيَّةٍ جَاذِبَةٍ تُحَفِّزُ عَلَى الحُضُورِ بَدَلًا مِنَ التَّهَرُّبِ مِنْهُ.

    • الإِرْهَاقُ العَقْلِيُّ وَالجَسَدِيُّ:

    تَحْتَوِي المَنَاهِجُ الدِّرَاسِيَّةُ عَلَى كَمِّيَّةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ المُحْتَوَيَاتِ الَّتِي تَتَطَلَّبُ مِنَ الطُّلَّابِ قَضَاءَ سَاعَاتٍ طَوِيلَةٍ فِي المُذَاكَرَةِ وَالتَّحْضِيرِ. وَهَذَا الجُهْدُ المُسْتَمِرُّ يُؤَدِّي إِلَى إِرْهَاقِهِمْ، خَاصَّةً إِذَا لَمْ يَتَوَفَّرْ وَقْتٌ كَافٍ لِلرَّاحَةِ أَوْ مُمَارَسَةِ الأَنْشِطَةِ التَّرْفِيهِيَّةِ. فَالإِرْهَاقُ المُزْمِنُ قَدْ يَدْفَعُ الطُّلَّابَ إِلَى الغِيَابِ كَوَسِيلَةٍ لِلِابْتِعَادِ عَنِ الضُّغُوطِ.

    • تَرَاجُعُ الحَافِزِ لِلتَّعَلُّمِ:

    إِذَا كَانَتِ المَنَاهِجُ مُكْتَظَّةً بِالعَناصِرِ، تَفْتَقِرُ إِلَى التَّنَوُّعِ وَالتَّفَاعُلِ، فَقَدْ يُوَاجِهُ الطُّلَّابُ شُعُورًا بِالمَلَلِ أَوْ عَدَمِ الاِهْتِمَامِ بِالتَّعَلُّمِ. فَهَذَا الشُّعُورُ يُحَوِّلُ المَدْرَسَةَ إِلَى مَكَانٍ شَاحِبٍ، مَرِهَقٍ، بَدَلًا مِنْ أَنْ تَكُونَ بِيئَةً تَعْلِيمِيَّةً مُلْهِمَةً، مِمَّا يَضْطَرُّهُمْ لِلغِيَابِ كَأَدَاةٍ لِلْهُرُوبِ مِنْ هَذَا العِبْءِ المُوْجِعِ، طَلَبًا لِلرَّاحَةِ وَالفِرَارِ مِنْ ذَاكَ العَبُوسِ الذِّهْنِيِّ.

    • صُعُوبَةُ الفَهْمِ وَالاستِيعَابِ:

    فَمِنَ الصَّعْبِ عَلَى الطُّلَّابِ فَهْمُ المَادَّاتِ الدِّرَاسِيَّةِ إِذَا كَانَتِ المَنَاهِجُ كَثِيفَةً، خَاصَّةً إِذَا كَانَتْ تُقَدَّمُ بِطَرِيقَةٍ سَرِيعَةٍ أَوْ دُونَ وَقْتٍ كَافٍ لِلتَّوْضِيحِ وَالمُرَاجَعَةِ. حَيْثُ أَنَّ الشُّعُورَ بِعَدَمِ الفَهْمِ يُؤَدِّي إِلَى الإحْبَاطِ وَالقَلَقِ، مِمَّا يَدْفَعُ الطُّلَّابَ إِلَى التَّغَيُّبِ لِتَجَنُّبِ مُوَاجَهَةِ هَذِهِ الصُّعُوبَاتِ.

    • تَأْثِيرُهَا عَلَى الصِّحَّةِ النَّفْسِيَّةِ:

    تَرَاكُمُ الدُّرُوسِ وَالْوَاجِبَاتِ المَدْرَسِيَّةِ بِسَبَبِ كَثَافَةِ المَنَاهِجِ قَدْ يَزِيدُ مِنْ مُسْتَوَيَاتِ التَّوَتُّرِ وَالضَّغْطِ النَّفْسِيِّ لَدَى الطُّلَّابِ. فَهَؤُلاءِ الَّذِينَ يُعَانُونَ مِنَ القَلَقِ أَوْ الشُّعُورِ بِالفَشَلِ قَدْ يَخْتَارُونَ الغِيَابَ لِتَجَنُّبِ الإحْرَاجِ أَوْ المَزِيدِ مِنَ الضَّغْطِ.

    تَقْلِيلُ وَقْتِ الأَنْشِطَةِ الأُخْرَى:

    عِندَمَا تَكُونُ المَنَاهِجُ مُكْتَظَّةً، يُصْبِحُ الطُّلَّابُ مُنْشَغِلِينَ بِالكَامِلِ بِالدِّرَاسَةِ عَلَى حِسَابِ الأَنْشِطَةِ الأُخْرَى مِثْلَ الرِّيَاضَةِ، الفُنونِ، أَوْ حَتَّى التَّرْفِيهِ. فَغِيَابُ هَذِهِ الأَنْشِطَاتِ التَّرْفِيهِيَّةِ قَدْ يَجْعَلُ المَدْرَسَةَ تَبْدُو كَأَنَّهَا عِبْءٌ ثَقِيلٌ عَلَى الطَّالِبِ، مِمَّا يَدْفَعُ الطُّلَّابَ إِلَى الهُرُوبِ مِنَ الاِلْتِزَامِ المَدْرَسِيِّ.

    *كَيْفِيَّةُ تَخْفِيفِ عِبْءِ كَثَافَةِ المَنَاهِجِ لِلْحَدِّ مِنَ الغِيَابِ:

    • إِعَادَةُ تَصْمِيمِ المَنَاهِجِ: يَجِبُ تَقْلِيلُ كَثَافَةِ المُحْتَوَى مَعَ التَّرْكِيزِ عَلَى الجَوْدَةِ بَدَلًا مِنَ الكَمِّيَّةِ، مِمَّا يُسَاعِدُ الطُّلَّابَ عَلَى استِيعَابِ المَعْلُومَاتِ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ.

    • تَنَوُّعُ أُسْلُوبِ التَّدْرِيسِ: يُمْكِنُ اسْتِخْدَامُ أُسْلُوبِ تَفَاعُلِيٍّ وَإِبْدَاعِيٍّ مِثْلَ الأَلْعَابِ التَّعْلِيمِيَّةِ، المَشَارِيعِ الجَمَاعِيَّةِ، أَوْ الأَنْشِطَاتِ العَمَلِيَّةِ لِتَسْهِيلِ استِيعَابِ المُحْتَوَى.

    • تَخْصِيصُ وَقْتٍ لِلارَّاحَةِ: يَنْبَغِي أَنْ تَزْدَجِرَ المَدَارِسُ بَيْنَ الجَدْوَلِ الدِّرَاسِيِّ وَالأَنْشِطَاتِ التَّرْفِيهِيَّةِ لِتَقْلِيلِ الضَّغْطِ النَّفْسِيِّ عَلَى الطُّلَّابِ.

    • تَقْدِيمُ دَعْمٍ إِضَافِيٍّ: تَوْفِيرُ حِصَصٍ تَقْوِيَةٍ أَوْ جَلَسَاتٍ إِرْشَادِيَّةٍ لِلْطُّلَّابِ الَّذِينَ يَجِدُونَ صُعُوبَةً فِي مُتَابَعَةِ المَنَاهِجِ مِمَّا يُسَاعِدُ فِي تَقْلِيلِ شُعُورِهِمْ بِالإرْهَاقِ أَوْ الفَشَلِ.

    بَاخْتِصَارٍ، إِنَّ كَثَافَةَ المَنَاهِجِ الدِّرَاسِيَّةِ قَدْ تَكُونُ عَامِلًا رَئِيسِيًّا فِي زِيَادَةِ مَعَادِلِ الغِيَابِ إِذَا لَمْ تَتِمَّ مُعَالَجَتُهَا بِشَكْلٍ صَحِيحٍ. لِذَا، يَتَطَلَّبُ الأمْرُ تَدَخُّلًا مَدْرُوسًا مِنْ قِبَلِ المَعْنِيِّينَ فِي العَمَلِيَّةِ التَّعْلِيمِيَّةِ لِتَقْلِيلِ هَذَا التَّأْثِيرِ السَّلْبِيِّ وَضَمَانِ استِمْرَارِيَّةِ حُضُورِ الطُّلَّابِ وَتَفَاعُلِهِمْ دَاخِلَ المَدْرَسَةِ.

    المُعَلِّمُ وَالغِيَابُ: بَيْنَ الدَّافِعِ لِلْتَحْفِيزِ وَالتَّسَبُّبِ فِي النُّفُورِ:

    يُعْتَبَرُ المُعَلِّمُ أَحَدَ الرُّكائِزِ الأَسَاسِيَّةِ فِي العَمَلِيَّةِ التَّعْلِيمِيَّةِ، وَيَمْتَدُّ دَوْرُهُ إِلَى مَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ نَقْلِ المَعْرِفَةِ إِلَى الطُّلَّابِ، إِذْ يُشَكِّلُ جُزْءًا كَبِيرًا مِنْ بِيئَةِ التَّعَلُّمِ الَّتِي تُؤَثِّرُ بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ عَلَى الحُضُورِ وَالِالْتِزَامِ. وَفِي هَذَا السِّياقِ، يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لِلمُعَلِّمِ دَوْرٌ إِيجَابِيٌّ فِي تَحْفِيزِ الطُّلَّابِ وَتَشْجِيعِهِمْ عَلَى الحُضُورِ وَالتَّفَاعُلِ، وَلَكِنْ فِي المُقَابِلِ، قَدْ يُؤَدِّي أَدَاءُ المُعَلِّمِ أَوْ سُلُوكِيَّاتُهُ غَيْرُ المُلَائِمَةِ إِلَى تَأْثِيرٍ عَكْسِيٍّ، مِمَّا يُسَاهِمُ فِي غِيَابِ الطُّلَّابِ عَنْ الحِصَصِ الدِّرَاسِيَّةِ. وَيَتَجَلَّى ذَلِكَ مِنْ الآتِي:

    اِفْتِقَارُ أَسَابِيبِ التَّدْرِيسِ إِلَى الجَاذِبِيَّةِ:

    اِعْتِمَادُ المُعَلِّمِ عَلَى الطُّرُقِ التَّقْلِيدِيَّةِ وَالرُّوتِينِيَّةِ فِي التَّدْرِيسِ يَجْعَلُ الدُّرُوسَ مُمِلَّةً وَغَيْرَ مُحَفِّزَةٍ لِلْطُّلَّابِ..

    1. التَّعَامُلُ السَّلْبِيُّ مَعَ الطُّلَّابِ:

    اِسْتِخْدَامُ أُسْلُوبِ النَّقْدِ الجَارِحِ، وَالتَّوْبِيعِ المُسْتَمِرِّ، أَوْ غِيَابِ الاحْتِرَامِ يُؤَدِّي إِلَى فَقْدَانِ الطُّلَّابِ الرَّغْبَةِ فِي الحُضُورِ..

    عَدَمُ الاِهْتِمَامِ بِالفُرُوقِ الفَرْدِيَّةِ:

    عِندَمَا يُهْمِلُ المُعَلِّمُ اَحْتِيَاجَاتِ الطُّلَّابِ المُخْتَلِفَةِ أَوْ مُسْتَوَيَاتِهِمْ الأَكَادِيمِيَّةِ، يَشْعُرُ بَعْضُ الطُّلَّابِ بِالإحْبَاطِ أَوْ بِعَدَمِ القُدْرَةِ عَلَى مُوَاكَبَةِ الدُّرُوسِ.

    قِلَّةُ التَّوَاصُلِ مَعَ الطُّلَّابِ:

    غِيَابُ العَلَاقَةِ الإِيجَابِيَّةِ بَيْنَ المُعَلِّمِ وَالطُّلَّابِ يَجْعَلُهُمْ يَشْعُرُونَ بِعَدَمِ الاِهْتِمَامِ، مِمَّا قَدْ يُؤَدِّي إِلَى غِيَابِهِمْ..

    2. عَدَمُ خَلْقِ بِيئَةٍ تَعْلِيمِيَّةٍ مُشَجِّعَةٍ:

    إِذَا لَمْ يَتَمَكَّنِ المُعَلِّمُ مِنْ جَعْلِ الصَّفِّ مَكْنَةٍ مُرِيحَةٍ وَآمِنَةٍ نَفْسِيًّا لِلْطُّلَّابِ، قَدْ يُؤَدِّي ذَلِكَ إِلَى عُزُوفِهِمْ عَنْ الحُضُورِ.

    غِيَابُ التَّحْفِيزِ:

    عَدَمُ تَقْدِيمِ مُكَافَآتٍ أَوْ أَنْشِطَةٍ مُشَوِّقَةٍ تُحَفِّزُ الطُّلَّابَ عَلَى الِالْتِزَامِ بِالحُضُورِ يَجْعَلُهُمْ أَقَلَّ رَغْبَةً فِي الحُضُورِ.

    دَوْرُ المُعَلِّمِ فِي الحَدِّ مِنَ الغِيَابِ:

    1. اسْتِخْدَامُ أَسَالِيبَ تَعْلِيمِيَّةٍ مُبْتَكَرَةٍ وَجَذَّابَةٍ:

    اعْتِمَادُ وَسَائِلَ تَعْلِيمِيَّةٍ تَفَاعُلِيَّةٍ مِثْلَ الأَلْعَابِ التَّعْلِيمِيَّةِ، وَالمُنَاقَشَاتِ، وَالمَشَارِيعِ الجَمَاعِيَّةِ لِتَشْجِيعِ الطَّلَبَةِ عَلَى الحُضُورِ..

    2. تَعْزِيزُ العَلَاقَةِ مَعَ الطَّلَبَةِ:

    بِنَاءُ عِلَاقَةٍ قَائِمَةٍ عَلَى الِاحْتِرَامِ وَالثِّقَةِ المُتَبَادَلَةِ، وَالِاسْتِمَاعُ إِلَى مُشْكِلَاتِهِمْ وَتَقْدِيمُ الدَّعْمِ لَهُمْ.

    الِاهْتِمَامُ بِالْفُرُوقِ الْفَرْدِيَّةِ:

    مُرَاعَاةُ قُدُرَاتِ الطُّلَّابِ الْمُخْتَلِفَةِ وَتَقْدِيمُ الْمُسَاعَدَةِ لِمَنْ يَحْتَاجُونَ إِلَى دَعْمٍ إِضَافِيٍّ.

    3- خَلْقُ بِيئَةٍ تَعْلِيمِيَّةٍ إِيجَابِيَّةٍ:

    جَعْلُ الصَّفِّ مَكَانًا مُشَجِّعًا مِنْ خِلَالِ تَشْجِيعِ النِّقَاشِ الْمَفْتُوحِ، وَتَقْلِيلِ الضَّغْطِ، وَتَجَنُّبِ النَّقْدِ السَّلْبِيِّ.

    4- تَفْعِيلُ بَرَامِجِ التَّحْفِيزِ:

    تَقْدِيمُ مُكَافَآتٍ رَمْزِيَّةٍ وَشَهَادَاتِ تَقْدِيرٍ لِلطُّلَّابِ الْمُلْتَزِمِينَ بِالْحُضُورِ، وَتَنْظِيمُ أَنْشِطَةٍ تَرْفِيهِيَّةٍ تَرْبِطُهُمْ بِالْمَدْرَسَةِ.

    5- التَّوَاصُلُ مَعَ أَوْلِيَاءِ الْأُمُورِ:

    إِبْلَاغُ أَوْلِيَاءِ الْأُمُورِ بِحَالَةِ أَبْنَائِهِمُ الدِّرَاسِيَّةِ وَالْغِيَابِ، وَالْعَمَلُ مَعًا لِإِيجَادِ حُلُولٍ مُنَاسِبَةٍ.

    3. تَوْفِيرُ الدَّعْمِ النَّفْسِيِّ:

    مُسَاعَدَةُ الطُّلَّابِ عَلَى تَجَاوُزِ الْمَشَاكِلِ النَّفْسِيَّةِ وَالْاجْتِمَاعِيَّةِ الَّتِي قَدْ تُؤَثِّرُ عَلَى رَغْبَتِهِمْ فِي الْحُضُورِ، وَتَوْجِيهُهُمْ إِلَى الْإِرْشَادِ التَّرْبَوِيِّ عِندَ الْحَاجَةِ.

    4. التَّقْيِيمُ الْمُسْتَمِرُّ لِأَدَاءِ الطُّلَّابِ:

    تَشْجِيعُ الطُّلَّابِ عَلَى الْحُضُورِ مِنْ خِلَالِ رَبْطِ أَدَائِهِمْ الْأَكْادِيمِيِّ بِمَدَى الْاِلْتِزَامِهِمْ بِالْحُضُورِ وَالْمُشَارَكَةِ فِي الْأَنْشِطَةِ الصَّفِّيَّةِ.

    بِتَطْبِيقِ هَذِهِ اَلاسْتِرَاتِيجِيَّاتِ، يُمْكِنُ لِلْمُعَلِّمِ أَنْ يَلْعَبَ دَوْرًا مُحَوِّرِيًّا فِي تَقْلِيلِ نِسَبِ الْغِيَابِ، وَجَعْلِ الْمَدْرَسَةِ بِيئَةً جَذَّابَةً لِلْطُّلَّابِ.

    عِندَمَا تَصْبِحُ اَلمَدْرَسَةُ عَبْئًا: كَيْفَ تُؤَثِّرُ بِيئَةُ اَلتَّعْلِيمِ عَلَى غِيَابِ اَلطُّلَّابِ؟

    تَلْعَبُ اَلمَدْرَسَةُ دَوْرًا مُحَوِّرِيًّا فِي تَشْكِيلِ تَجْرِبَةِ اَلطُّلَّابِ اَلتَّعْلِيمِيَّةِ، وَقَدْ تَكُونُ أَحَدَ اَلاَسْبَابِ الَّتِي تُؤَدِّي إِلَى غِيَابِهِمْ عَنْ اَلحِصَصِ اَلدِّرَاسِيَّةِ إِذَا لَمْ تُوَفِّرِ اَلْبِيئَةُ اَلْمُنَاسِبَةُ واَلتَّجَاذُبَ لَهُمْ. هُنَاكَ عِدَّةُ عَوَامِلٍ مُرْتَبِطَةٍ بِاَلْمَدْرَسَةِ قَدْ تُسْهِمُ فِي غِيَابِ اَلطُّلَّابِ، هِيَ كَالتَّالِي:

    • • اَلْمَرَافِقُ وَ اَلبِنْيَةُ اَلتَّحْتِيَّةُ: قَدْ تَكُونُ بَعْضُ اَلْمَدَارِسِ تُعَانِي مِنْ نَقْصٍ فِي اَلْمَرَافِقِ اَلْأَسَاسِيَّةِ مِثْلَ اَلْمَلَاعِبِ وَ اَصَّالَاتِ اَلسِّيَارَةِ وَ غُرَفِ اَلْأَنْشِطَةِ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى اِنْخِفَاضِ نِسْبَةِ اَلحُضُورِ.

    • • اَلْبِيئَةُ اَلْمَدْرَسِيَّةُ غَيْرُ اَلتَّجَاذُبِ: إِذَا كَانَتْ بِيئَةُ اَلْمَدْرَسَةِ غَيْرَ مُحَبَّبَةٍ أَوْ غَيْرَ آمِنَةٍ، مِثْلَ وُجُودِ مَشَاكِلٍ فِي اَلاِنْضِبَاطِ أَوْ وُجُودِ بِيئَةٍ مِنَ اَلعُنْفِ أَوِ اَلتَّنْمُرِ، قَدْ يُفَضِّلُ اَلطُّلَّابُ اَلغِيَابَ لِتَجَنُّبِ مِثْلِ هَذِهِ اَلظُّرُوفِ.

    • • اَلتَّقَاعُسُ فِي تَطْبِيقِ اَلْأَنْظِمَةِ: عِندَمَا لَا تُطَبِّقُ اَلْمَدَارِسُ سِيَاسَاتٍ صَارِمَةً بِشَأْنِ اَلغِيَابِ وَ اَلتَّأْخِيرِ وَلَا تَتِمُّ اِلْتِزَامِهَا بِتَطْبِيقِ لَائِحَةِ سُلُوكِ اَلطُّلَّابِ، قَدْ يُسَاهِمُ ذَلِكَ فِي زِيَادَةِ اَلسِّنَاعَةِ. وُجُودُ غِيَابٍ مُسْتَمِرٍّ دُونَ عُقُوبَاتٍ أَوْ تَوْجِيهٍ قَدْ يُغْرِي اَلطُّلَّابَ بِالْفِرَارِ مِنْ اَلحُضُورِ.

    • طُولُ اَليَوْمِ اَلدِّرَاسِيِّ: يَعُدُّ أَحَدَ اَلعَوَامِلِ اَلمُؤَثِّرَةِ عَلَى غِيَابِ اَلطُّلَّابِ، حَيْثُ يُمْكِنُ أَنْ يُثْقِلَ كَاهِلَهُمْ وَيُؤَثِّرَ سَلْبًا عَلَى رَغْبَتِهِمْ فِي اَلتَّحَضُّرِ. فَالفَتْرَةُ اَلطَّوِيلَةُ الَّتِي يَقْضِيهَا اَلطُّلَّابُ دَاخِلَ اَلمَدْرَسَةِ، إِذَا لَمْ تَكُنْ مُنَظَّمَةً بِشَكْلٍ فَعَّالٍ وَمُتَوازِنٍ بَيْنَ اَلاَجْوَانِ اَلاَكاديمِيَّةِ واَلْأَنْشِطَةِ اَلتَّرْفِيهِيَّةِ واَلاجْتِمَاعِيَّةِ، قَدْ تُؤَدِّي إِلَى شُعُورِهِمْ بِاَلْإِرْهَاقِ اَلْجَسَدِيِّ وَالنَّفْسِيِّ. إِضَافَةً إِلَى ذَلِكَ، يَأْتِي اَليَوْمُ اَلدِّرَاسِيُّ فِي وَقْتٍ مُبَكِّرٍ جِدًّا، مِمَّا يَتَسَبَّبُ فِي صُعُوبَةِ اَلاِسْتِيقَاظِ اَلبَاكِرِ، خَاصَّةً لَدَى اَلطُّلَّابِ اَلَّذِينَ يُعَانُونَ مِنْ اَضْطِرَابَاتٍ فِي اَلنَّوْمِ أَوْ يَعِيشُونَ فِي أَمَاكِنَ بَعِيدَةٍ عَنْ اَلمَدْرَسَةِ. كَمَا أَنَّ اَلجُلُوسَ لِفَتْرَاتٍ طَوِيلَةٍ فِي اَلفُصُولِ اَلدِّرَاسِيَّةِ

    دون استراحات كافية قد يؤدي إلى تراجع التركيز والشعور بالملل، مما يدفع بعض الطلبة إلى التغيب عن المدرسة تجنبًا لهذا الروتين المرهق.، من ناحية أخرى، فإن طول اليوم الدراسي قد يؤثر أيضًا على التزامات الطلبة خارج المدرسة، مثل المشاركة في الأنشطة الرياضية أو الثقافية، أو قضاء وقت مع الأسرة، مما يقلل من توازن حياتهم. لذلك فمن الضروري إعادة النظر في هيكلة اليوم الدراسي، بحيث يتم تحقيق التوازن بين الجوانب الأكاديمية والترفيهية، مع مراعاة احتياجات الطلبة النفسية والجسدية، لتقليل معدلات الغياب وتعزيز ارتباطهم بالمدرسة.

    رسائلي التربوية:

    يُعتبر الغياب المدرسي من أبرز التحديات التي تواجه العملية التعليمية، لما له من تأثير سلبي على تحصيل الطلبة الأكاديمي وتطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية. إن الغياب المدرسي ليس مجرد غياب فيزيائي عن المقاعد الدراسية، بل هو غياب عن المعرفة، عن التفاعل، وعن المستقبل. ولأن المدرسة ليست مجرد مكان للتعلم، بل بيئة لبناء القيم وصقل المواهب، فإن التعاون بين الطالب والمعلم وولي الأمر والمدرسة يُعد أمرًا حاسمًا لمواجهة هذه الظاهرة والحد منها، على الجميع، بدءًا من الطالب نفسه إلى الأسرة والمدرسة، أن يتكاتفوا لمعالجة هذه الظاهرة قبل أن تتحول إلى عائق يُهدد أحلام الجيل القادم. فهل نحن على استعداد لبدء التغيير؟

    وكقائدة تربوية عملت سنوات طويلة في الميدان التربوية وتعرفت على همومه و تحدياته أوجه وواجهتا و إدارتها بكل حنكة و حكمة رسائلي التربوية التالية:

    رسالة إلى الطلاب: “كن صانع نجاحك ولا تكن أسيرًا لعاداتك”

    كن ملتزمًا بمقاعد الدراسة، فهي بوابتك نحو المعرفة وبناء المستقبل. فالحضور ليس مجرد واجب، بل هو فرصة لا تُعوّض لفهم المادة والاستفادة من خبرات معلميك. لا تكن غائبًا عن الفرص، فالغياب يُراكم الفجوات ويُضعف ثقتك بنفسك. كل يوم تُضيعه الآن هو خطوة تأخر على طريق أحلامك. كن طموحًا ومنظمًا، وحوِّل وقتك في المدرسة إلى استثمار في نفسك. النجاح لا يأتي بالصدفة، بل بالجدية والعمل. لا تكن مستسلماً للكسل أو التأجيل، فالعادات التي تزرعها اليوم سترافقك طوال حياتك.

    رسالة إلى أولياء الأمور: “كونوا داعمين ولا تكونوا غافلين”

    • كونوا قدوة حسنة لأبنائكم، وأظهروا لهم قيمة الالتزام واحترام الوقت. فالأطفال يتعلمون بالملاحظة، فإن كنتم حريصين على الانضباط، سيحذون حذوكم. لا تكونوا غافلين عن غيابهم، فإنَّ تجاهل التغيب قد يتحول إلى عادة تهدم مستقبلهم. اسألوا عنهم، تابعوا تقدمهم، وأظهروا اهتمامكم بمسيرتهم التعليمية. كونوا سندًا نفسيًا لهم، واستمعوا لمشاكلهم وأسباب غيابهم. أحيانًا يكون الحل بسيطًا كدعم معنوي أو كلمة تحفيزية. لا تكونوا مكتفين بدور المراقب، بل شاركوا في بناء خططهم المستقبلية. اشرحوا لهم أهمية كل يوم دراسي في تشكيل مسيرتهم المهنية والشخصية.

    رسالة إلى المعلم:" كن مشعلا للنور نبراسًا للعطاء بحب ولاتكن صارمًا وفظًّا"

    كن قدوةً إيجابيةً، كن حاضرًا دائمًا في الوقت المحدد لتظهر للطلبة أهمية الالتزام والانضباط. لا تكن متهاونًا في الالتزام بالمواعيد أو التواجد غير المنتظم، فهذا يرسل رسالةً سلبيةً للطلبة.. كن داعمًا ومشجعًا، كن مهتمًا بمشاكل الطلبة، واستمع لهم وساعدهم على تجاوز الصعوبات التي قد تؤدي إلى غيابهم. لا تكن متجاهلًا لمشاعرهم أو أسباب غيابهم، فذلك يجعلهم يشعرون بعدم الأهمية. كن مبتكرًا في التعليم، كن مبدعًا في تقديم دروسك بطريقة ممتعة وجاذبة تُحفّز الطلبة على الحضور. لا تكن تقليديًا ومملًا في أسلوبك، فهذا قد يدفع الطلبة للغياب بسبب عدم الاستمتاع بالتعلم. كن مرنًا وحكيمًا، كن متفهمًا للظروف الخاصة بالطلبة، وقدم حلولًا عملية لتجاوز العقبات التي قد تمنعهم من الحضور. لا تكن صارمًا بلا مبرر أو غير متقبل للأعذار المشروعة، فذلك قد يزيد من شعور الطلبة بالإحباط. كن محفزًا بالجوائز والأنشطة

    ”الغَائِبُونَ:” تَحَدِّيَاتٌ تُذْبِلُ التَّحْصِيلَ الدِّرَاسِيِّ

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الثلاثاء 02:10 مـ
    4 رمضان 1446 هـ 04 مارس 2025 م
    مصر
    الفجر 04:51
    الشروق 06:18
    الظهر 12:07
    العصر 15:26
    المغرب 17:56
    العشاء 19:13