عربى عيسى يكتب : الدكتور عمرو قنديل.. صانع الوقاية ومدير الأزمات الصحية بحكمة واحتراف

أول أمس جوله زيارة لمحافظة البحيرة واليوم زيارة وجولة لمحافظة الأسكندرية ؛ في وقت تتزايد فيه التحديات الصحية وتتصاعد الأوبئة، يصبح النجاح ليس مجرد صدفة، بل هو نتاج جهد مستمر وعلم راسخ وخبرة ميدانية أصيلة. ومن بين هؤلاء القادة الذين يثبتون يومًا بعد يوم أنهم قادرون على التغيير، يبرز اسم الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة لشؤون الطب الوقائي.

لقد أسس الدكتور قنديل سجلاً مهنياً متميزًا في مجال الصحة العامة، حيث تميز بقدرة استثنائية على الموازنة بين القيادة الاستراتيجية والعمل الميداني، ما جعله ركيزة أساسية في تطوير قطاع الصحة في مصر.

في يوليو 2024، تولى الدكتور قنديل منصب نائب وزير الصحة لشؤون الطب الوقائي، ليقود إحدى أكثر المسؤوليات حساسية في ظل الظروف الصحية المعقدة التي مرت بها البلاد. ومع حلول عام 2025، أظهر الدكتور قنديل قدرة غير مسبوقة على مواجهة التحديات الصحية، ونجح في تطبيق استراتيجيات تهدف إلى تحسين الصحة العامة وتعزيز الوقاية، ليكون أحد أبرز القادة الذين تركوا بصمة حقيقية في التاريخ الطبي المصري.

نشأة أكاديمية ومهنية راسخة

وُلد الدكتور عمرو قنديل في بيئة مصرية تهتم بالعلم والطب كرسالة إنسانية، وهو ما جعله منذ الصغر متمسكًا بأهدافه الأكاديمية. حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من إحدى الجامعات المصرية، ليواصل دراسته حتى نال درجة الدكتوراه في الصحة العامة والطب الوقائي. ورغم كونه طبيبًا أكاديميًا، إلا أن شغفه بالأبحاث العلمية وتطبيقاتها على أرض الواقع جعله من أبرز الأطباء الذين نشروا عشرات الأبحاث في مجالات مقاومة الأوبئة، التطعيمات، والوقاية من الأمراض المعدية، الأمر الذي جعله واحدًا من أبرز العلماء في مجاله.

مناصب قيادية وشراكات دولية

على مدار أكثر من عشرين عامًا من العمل المتواصل في وزارة الصحة، شغل الدكتور قنديل العديد من المناصب الاستراتيجية، منها: رئيس قطاع الطب الوقائي، مدير إدارة مكافحة الأمراض المعدية، ومدير إدارة مكافحة العدوى، بالإضافة إلى مستشار طبي سابق لسفارة مصر في المملكة العربية السعودية. كما كان عضوًا في عدة لجان فنية واستشارية تابعة لمنظمة الصحة العالمية، حيث كان له دور بارز في صياغة الاستراتيجيات الصحية الدولية.

اعتمد الدكتور قنديل على أسلوب إداري علمي يعتمد على التحليل الوبائي الدقيق واتخاذ القرارات الوقائية الاستباقية، مما ساعد على السيطرة على موجات التفشي المختلفة التي شهدتها مصر.

محطات بارزة في عام 2025: عام الصحة الوقائية الشاملة

استراتيجية مقاومة الأمراض المشتركة

في مطلع عام 2025، أطلق الدكتور قنديل المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للصحة الواحدة، بالتعاون مع وزارتي الزراعة والبيئة، بهدف ربط صحة الإنسان والحيوان والبيئة. وحققت المبادرة نتائج ملموسة، تمثلت في خفض معدلات الإصابة بالأمراض المشتركة بنسبة 17% مقارنة بعام 2023، إضافة إلى تدريب أكثر من 3000 كادر صحي وبيئي وبيطري على التعامل مع الطوارئ الوبائية.

تحديث منظومة الترصد الإلكتروني

في عام 2025، شهدت منظومة الترصد الوبائي الإلكترونية (ESP) تحديثًا شاملاً تحت إشراف الدكتور قنديل، حيث تم إدخال أكثر من 100% من مستشفيات وزارة الصحة ضمن النظام الجديد، مع تكامل فوري مع شبكة الإنذار المبكر التابعة لمنظمة الصحة العالمية. وقد أسهم هذا التحديث في اكتشاف 3 بؤر محتملة لحمى الضنك في الوجه القبلي، وتمت السيطرة عليها خلال أقل من 72 ساعة دون تسجيل أي وفيات.

التطعيمات والتدخلات الوقائية

قاد الدكتور قنديل إدخال لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) ضمن البرنامج القومي لتطعيمات المراهقات، مما يساهم بشكل كبير في الوقاية من سرطان عنق الرحم. كما تم تطعيم أكثر من 1.2 مليون طفل في حملة شاملة ضد الحصبة والحصبة الألمانية في مارس 2025، مما رفع معدل التغطية إلى 97%.

قيادة فعالة للأزمات والمناسبات الكبرى

من أبرز محطات عام 2025 كانت إشراف الدكتور قنديل على منظومة التأمين الصحي لعدد من الفعاليات الكبرى مثل منتدى إفريقيا للصحة المستدامة بالقاهرة، وموسم الحج، حيث تمكنت مصر من تقليص عدد الحالات الحرجة بنسبة 40% مقارنة بعام 2022.

البحث العلمي حجر الزاوية في رؤيته

يدرك الدكتور قنديل أهمية البحث العلمي في تحسين الخدمات الصحية، لذا يواصل نشر دراساته وأبحاثه العلمية التي تساهم في تطوير سياسات الصحة العامة. خلال عام 2025، قدم 7 أوراق بحثية دولية حول مقاومة مضادات الميكروبات، والعدوى المستجدة في البيئات منخفضة الدخل.

نهج إداري تشاركي وإنساني

يمتاز الدكتور قنديل بنهج إداري تشاركي، يقوم على التواجد الميداني الدائم وتدريب الكوادر الطبية الشابة، حيث أشرف على إطلاق "برنامج القادة الشباب في الوقاية"، الذي يهدف إلى تخريج دفعات من القادة الشباب في مجالات الطب الوقائي.

تكريمات واستحقاقات جديدة

اعترافًا بجهوده المتواصلة، حصل الدكتور قنديل على العديد من التكريمات في عام 2025، أبرزها درع التميز الوقائي من مجلس الوزراء المصري، ووسام الاستحقاق الصحي من الاتحاد الإفريقي.

بصمة لا تُنسى في تاريخ الطب الوقائي

إن ما قدمه الدكتور عمرو قنديل في مجال الطب الوقائي لا يُقاس بعدد المناصب أو الشهادات، بل بمعدلات التحسن التي حققتها الصحة العامة في مصر، وبالوعي الصحي الذي أصبح راسخًا لدى المواطنين. ورغم كل الإنجازات، فإن الدكتور قنديل يواصل مسيرته المضيئة، مستندًا إلى إرث من العلم والتفاني في خدمة المجتمع، ليظل واحدًا من أعمدة الصحة العامة في مصر والمنطقة.

وتحيا مصر برجالها الشرفاء وشعبها وجيشها ومؤسساتها ورئيسها العظيم .