لا تشرب الشاى فيه سم قاتل ..... ” الشاي المصري في مرمى الغش.. والمستهلك الضحية ”

في الآونة الأخيرة، شهدت منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها "فيس بوك"، موجة واسعة من الجدل والقلق حول واحدة من أكثر السلع استهلاكًا في البيوت المصرية: الشاي. تصاعدت تساؤلات المستهلكين يومًا بعد يوم، خاصة بشأن كيفية التفرقة بين الشاي الأصلي والمغشوش، وسط انتشار عبوات متعددة بأسماء وعلامات متشابهة، أبرزها "شاي العروسة".
رواد مواقع التواصل لم يترددوا في نشر صور ومقارنات، محاولين فك لغز الغش في هذا المشروب الشعبي، الذي طالما ارتبط بالدفء والضيافة. فهل أصبح كوب الشاي اليوم يحمل في طياته ما هو أخطر من مجرد نكهة مزيفة؟ وهل بات المستهلك ضحية سهلة لأساليب غش تجاري تتوارى خلف عبوات براقة وأسعار مغرية؟
مشروب الملوك... والضحية الجديدة
الشاي، هذا المشروب العريق الذي رافق المصريين في صباحاتهم، وفي جلساتهم على المقاهي، وفي كل عزومة عائلية، لم يعد كما كان. لم يعد كوب الشاي الساخن يعني مجرد متعة، بل قد يحمل في ثناياه خطرًا صامتًا اسمه: "الغش التجاري".
ففي الأسواق المصرية، وتحديدًا في المحال الصغيرة والمناطق الشعبية، تُعرض مئات العبوات التي تحمل أسماء معروفة مثل: الصفوة، اليسر، الفتح، المنار، التيسير، وغيرها من العلامات التي تختلف جودة منتجاتها بشدة؛ لكن المعضلة الكبرى أن الفرق بين الأصلي والمضروب لا يمكن أن يُدرك بسهولة، خاصة من قبل المستهلك العادي.
اقرأ أيضاً
انطلاق فعاليات حفل تخرج الدفعة الثانيه من برنامج مصنع الابتكار بالشراكة مع مؤسسة الوليد للإنسانية
سلامة الغذاء: فحص 334 منتج أغذية خاصة وتسجيل 49 منتجًا جديدًا
شيماء النعناعي: المنتجات اليدوية مُكلفة بسبب الخامات الجيدة
”عبدالغفار” يناقش مع رئيس ”سلامة الغذاء” الاشتراطات الخاصة بسلامة المنتجات الغذائية
حملات مفاجئة تكشف تجاوزات خطيرة في منتجات غذائية شهيرة”.. وسلامة الغذاء: لا تهاون مع المخالفين
ختام برنامج تداول المنتجات البتروليه بمركز تدريب اسكندريه للبترول
”50 قافلة دعوية تُشعل الحرب على الغش بتعليم الغربية والسنطة في الصدارة ب5مدارس ”
حملات رقابية على الأسواق بالإسكندرية للغش التجاريو غلق 4 محلات و67 محضرا
في رابع أيام العيد.. وزير الدولة للإنتاج الحربي يتابع سير العملية الإنتاجية بشركتي (مصنع 18و300 الحربي )
صيدليات المتحدة توقع اتفاقية استراتيجية مع أفالون فارما لتصنيع منتجات دوائية خاصة
المشاط: نمضي في مسار الإصلاح الاقتصادي وسط حالة عدم يقين عالمية
مديرية زراعة الإسكندرية تفتتح منفذ لمنتجات الإصلاح الزراعى بميدان المنشية
العميل لا يعرف شيئًا... والتاجر هو العارف!
"الفرق ده التاجر اللي يعرفه، مش العميل!"... هكذا عبّر أحد التجار في منطقة العتبة، وهو يشير إلى عبوتين من الشاي قائلا :على اليسار عبوة أنيقة تابعة لشركة الصفوة، مضغوطة بشكل احترافي، مطبوع عليها اسم الشركة بوضوح، وتفاصيل التواصل؛ على اليمين عبوة تبدو مشابهة لكنها من إنتاج شركة تُدعى اليسر، ولا نعلم هنا من هو المنتج الاصلى من المغشوش ومن الجائز أن يكون التاجر نفسه يقول ويزكى سلعه عن الاخرى بهدف الربح السريع وليس المغشوش من الغير مغشوش ؛ ولا نعلم ماهى الشركه الصحيح ؟!.
المشكلة ليست في الاسم فقط، بل في المحتوى نفسه؛ فالعبوة المضروبة تحتوي على خليط من أوراق مشكوك في مصدرها، رائحتها باهتة، وطعمها غريب، لا يمت بصلة إلى الشاي الذي اعتدنا عليه.
السؤال المثير جدا جدا ..... لماذا يغشون الشاي؟
الشاي يُعتبر سلعة شعبية يُستهلك منها كميات ضخمة يوميًا، ولهذا، يُعد هدفًا سهلًا لتجار الغش. وتكمن الدوافع في:زيادة الربح بأقل تكلفة ؛ سهولة التلاعب في اللون والطعم باستخدام إضافات بسيطة ؛ صعوبة اكتشاف الغش فورًا من قبل المستهلك.
وفقًا لتقرير صحفية سابقة تؤكد إن عبوات الشاي المغشوشة أصبحت تُصنع من مكونات لا تمت للشاي بصلة، مثل: مطحون قشر الفول السوداني ؛ نشارة خشبية (لزيادة الحجم) ؛ برادة حديد (لزيادة الوزن) ؛ بيكربونات الأكسجين (لإعطاء لون داكن مزيّف عند النقع).
سألنا بعض الخبراء عن طرق كشف الغش... خطوة بخطوة ؛ في ظل صعوبة الاعتماد فقط على العين المجردة، جمعنا مجموعة من الطرق البسيطة التي ينصح بها خبراء الجودة والتغذية:
أولا اختبار اللون بالماء العادي؛ ضع قليلًا من الشاي في كوب ماء بارد ؛ إذا تلون الماء بسرعة → الشاي مغشوش ؛ إذا احتفظ الماء بلونه → الشاي طبيعي.
ثانيا اختبار الرائحة والبخار نصب الشاي في كوب واشتم البخار الصاعد: رائحة عطرية مميزة → أصلي ؛ لا توجد رائحة أو بها طعم صناعي → مغشوش.
ثالثا اختبار الأوراق بالفرك ؛ افرك بعض الأوراق بين أصابعك: تبقى الأوراق متماسكة نسبيًا → أصلي ؛ تتحول إلى بودرة فورًا → مغشوش.
رابعا : الخل يكشف المستور؛ ضع قطرات من الخل على الشاي: إذا ظهرت فقاعات أو تفاعل غريب → الشاي غير طبيعي ؛ إذا لم يحدث شيء → غالبًا الشاي سليم.
- ماذا عن "شاي العروسة"؟
"شاي العروسة" من أشهر العلامات التجارية في مصر، لكنه أيضًا من أكثر المنتجات التي ظهرت حولها تساؤلات. فالمستهلكون لاحظوا وجود عبوتين متشابهتين:
ويقول أحد المستهلكين رأيه على بعض صفحات التواتصل الاجتماعى معلقا على صور عبوات الشاى أن الأولى: مضغوطة، من إنتاج شركة المنار أو الفتح، وتُعد النسخة الأصلية ؛ بينا الثانية: تعبئة يدوية، غير مضغوطة، وتُباع في الأسواق الشعبية بأسعار أقل.
وتشير تقارير صحفية سابقة إلى أن "شركة أولاد بدوي للصناعات الغذائية" هي المالكة لعلامة "شاي العروسة" الأصلية، ومقرها الرئيسي في العاشر من رمضان، وتُعد من أقدم منتجي الشاي في مصر.
لكن في المقابل، ظهرت شركات مثل: الفتح؛المنار؛اليسر؛التيسير؛الصفوة؛ وكلها تقوم بإنتاج شاي يحمل أسماء متقاربة أو تصميمات مشابهة، ما يخلق بلبلة بين الأصلي والمضروب.
وبينما اكتب هذه الكلمات أعيش معكم المعاناه حيث أننى مستهلك أيضا ؛ واقولها وبأعلى صوت المستهلك بين المطرقة والسندان ؛ العميل المصري غالبًا لا يملك الوقت أو الوسائل للتحقق من صحة المنتجات. فمع الضغوط الاقتصادية، يبحث المواطن عن الأرخص، دون النظر إلى جودة ما يشتريه.
وهنا تكمن الخطورة: أن الشاي المغشوش، وإن بدا مشابهًا في الشكل، **قد يحتوي على مكونات ضارة بالصحة على المدى الطويل، ناهيك عن تدني القيمة الغذائية.
والسؤوال الاهم هنا ... هل هي الرقابة كافية؟
وزارة التموين وجهاز حماية المستهلك يبذلان جهودًا للسيطرة على الأسواق، ووفقًا لما تصريحات صحفية سابقة ، تم ضبط عدة مصانع "بير سلم" تنتج الشاي المغشوش، ولكن تظل الرقابة غير كافية أمام الكمّ الهائل من المنتجات المنتشرة في الأسواق.
ويؤكد مسؤول بالوزارة أن التعاون مع المواطن والتاجر الشجاع الذي يبلّغ عن الغش هو العامل الحاسم.
وهنا نقول كيف تحمي نفسك كمستهلك؟
إليك مجموعة من النصائح التي ستساعدك على تجنب الوقوع ضحية للغش:
اشترِى من مصدر موثوق فقط.
افحص العبوة جيدًا: هل تحتوي على رقم تليفون واضح؟ عنوان شركة؟ شعار مطبوع جيدًا؟
راقب السعر: السعر الزهيد جدًا علامة على وجود مشكلة.
افتح الكيس: لا تكتفِ بالمظهر الخارجي.
اسأل عن اسم الشركة المنتجة، وتأكد أنها معروفة أو مرخصة.
اتوجه برسالة مفتوحة إلى الشركات المنتجة الأصيلة، مثل "الصفوة"، و"أولاد بدوي"، و"المنار"، و"الفتح": أنتم تتحملون مسؤولية حماية علامتكم، وسمعتكم، وصحة المصريين.؛ قوموا باتخاذ خطوات واضحة مثل:
- استخدام ماكينات ضغط وتغليف مميزة.
- إدخال رموز QR على العبوة.
- التوعية عبر حملات على السوشيال ميديا.
وختاما .... وفي زمن أصبح فيه الغش مهارة والصورة تخدع، يبقى وعي المستهلك هو خط الدفاع الأول. الشاي، وإن كان مشروبًا بسيطًا، إلا أن الغش فيه قد يحمل آثارًا صحية واقتصادية لا تُحصى.
اختر جيدًا، واشترِ بوعي، ولا تدع الكوب الذي يجلب الدفء... يسرق صحتك في صمت؛ واذا لم تخرج علينا هذه الشركات المصنعه التى تحتكر سلعة الشاى للتوضيح وطمأنة المستهلك المصرى على صحتة ليعلم ماهو المغشوش وغير المغشوش ؛ وجب المقاطعه لأن الصحة تاج على رؤوس الاصحاء ؛ ولا نتهم أحد بأتى تهمه لكننا نطالب التوضيح والتوعية فى ظل ظهور مصانع تحت بير السلم وتعدد المصانع ؛ مع زيادة مطالبات المصريين بالمعرفة والتوعية ؛ حتى ندعم المصانع المصرية التى تخدم بلدنا وتدعم أقتصادها دون تهرب من المسؤوليه أو الحقوق .
حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء ان شاء الله .