حقيقة زواج «البارت تايم»
د . أحمد مهران
حسما للجدل حول موضوع زواج «البارت تايم».. أعلم جيدا أن المسمى مثير للجدل، وأن الترجمة الحرفية "بعض الوقت"، وهو مسمى لم أضعه بنفسي، و لكن دعونا نوضح الأمر
الفكرة قديمة وقائمة منذ زمن طويل بدون ذلك المسمى و المقصود بها:
زواج شرعي مكتمل الأركان من علانية و إشهار، و ألا يكون محدد المدة «زواج على التأبيد»، و مهر وكل الحقوق الشرعية
لكن...
في بعض الحالات قد لا تسمح ظروف الزوج أو الزوجة أو الاثنين معا بتوافر منزل للزوجية يقيمان فيه معا إقامة دائمة، أو أن يكون الزوج يعمل في مكان بعيد وطبيعة عمله تجعله يعود للبيت أوقات قليلة،
ولذلك يتفقان أن لقائهم سيكون لبعض الوقت... وبصورة أقل من المعتاد ،،، من هذا المنطلق وبسبب انتشار وارتفاع معدلات الطلاق والخلع في المجتمع المصري وصعوبة مواجهة الحياة للسيدة المطلقة والتي تعول اولادها بمفردها كان ذلك سببا في ان توافق بعضهن ان تكون زوجة تانية وترتضى ألا يقيم الزوج معها إقامة كاملة وانما يتردد عليها لبعض الوقت ( بارت تايم) كما لو كانا يلتقيان مرة كل اسبوعين لمدة يومين خميس و جمعه فقط ويعتبر تنازل الزوجة عن حقها في المبيت شرط عقد الزواج وهو شرط صحيح ويجوز الاتفاق عليه ولا يؤثر علي صحة الزواج ولا يمنع من وجود أطفال من هذه الزيجة مستقبلا أو يكون من شأنه أن يضيع حقوق المرأة أو الأبناء وهذا لا ينفي القوامة ولا المسئوليات الزوجية المتبادلة.
و لقاء الزوجين لبعض الوقت لا يعني بالضرورة لقاء «للجماع» فهذا الأمر جزء من الزواج و ليس كل مفهوم الزواج.
و ليس بالضرورة أن يكون ذلك بزواج ثاني أو ثالث، فلربما يكون زواج وحيد لكن كما شرحت سابقا لا تسمح الظروف بتوافر بيت للزوجية ... ولكنه أفضل من الامتناع عن الزواج بالكلية.
كذلك أن الزواج بهذه الطريقة لا يمنع أن يتحول لزواج طوال الوقت حين تتغير الظروف و تسمح بذلك.
وأخيرا هذا طرح يختاره أصحابه وليس فرضا على أحد.