"جوجل" يحتفل بذكرى ميلاد مؤسس "علم الجراثيم" روبرت كوخ
- مروة عباسيحتفل محرك البحث «جوجل»، اليوم الأحد، بذكرى ميلاد الطبيب الألماني روبرت كوخ الرائد والمؤسس الحقيقى لعلم الجراثيم، الذي تمكن بفضل إسهاماته العلمية في الحصول على جائزة نوبل فى الطب عام 1905، بعد اكتشافه البكتيريا المسببة للسل الرئوى، وذلك عن طريق تغيير شعاره إلى صورة كوخ.
مولده ونشأته
ولد كوخ في 11 ديسمبر سنة 1842 في كلاوستال بالقرب من هانوفر، ونشأ كوخ في عائلة متعددة الأفراد حيث كان ثالث ابن من عشرة أطفال، درس الطب في غوتينغن علي يد الطبيب الألماني فريدريك جوستاف جيكوب وتخرج عام 1866، وبعد ذلك شارك في الحرب الفرنسية البروسية حيث عمل لاحقا كضابط طبيب، وباستخدام إمكانيات محدودة للغاية أصبح أحد مؤسسا علم البكتيريا، بالإضافة إلي لويس باستور، وعمل طبيباً بالعديد من المستشفيات الألمانية وأستاذاً بجامعة برلين.
اكتشاف بكتيريا الجمرة الخبيثة
كرس كوخ حياته للبحث العلمي، باذلاً جهودا علمية كبيرة في اكتشاف الميكروبات والجراثيم ودراسة الأوبئة.
ويعد روبرت كوخ أول من أثبت منذ حوالي مائة عام أن الأمراض المُعدية، التي كانت تفتك بشعوب أوروبا، سببها عضويات حية مجهرية، ففي سنة 1876 كلف كوخ ببحث وباء الجمرة الخبيثة للكشف عن مسببه، إذ كان حينذاك منتشراً في القارة الأوروبية، وعرف هذا الوباء بإصابة الآلاف من رؤوس الأغنام والماعز والخنازير وكذلك بقدرته على إمراض المزارعين الذين يقومون بتربية هذه الحيوانات.
بدأ " كوخ " أولى تجاربه بتنمية بكتيريا الجمرة الخبيثة في خارج جسم الحيوان، ولاحظ نموها تحت مجهره، ثم حقنها في فئران فماتت وعندما فحص الفئران وجد فيها أعدادًا كبيرة من البكتيريا نفسها التي حقنها بادئ الأمر في هذه الفئران، وازداد ثقة واطمئنانًا بأن هذه البكتيريا هي بذاتها المسببة للداء.
أعاد كوخ التجربة عدة مرات على حيوانات أخرى مثل الأبقار، وتوصل إلى النتيجة نفسها، وهكذا برهن على أن البكتيريا هي التي تسبب مرض الجمرة الخبيثة، وبعد أن نشر كوخ اكتشافاته، قام العلماء بدراسة الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان، وتم التوصل إلى أن البكتيريا تسبب عددًا من الأمراض للإنسان، مثل الدفتيريا، والكوليرا، والحمى التيفوئيدية.
اكتشاف بكتيريا السل
اكتشف كوخ بنفسه البكتيريا المسببة لمرض السل، الذي حير العلماء قديما لعجزهم عن معرفة أسبابه، حتى اكتشف كوخ الجرثومة المسببة للسل عام 1882 وأثبت أن هذا الميكروب يمكنه إحداث تغيرات مرضية في مختلف أعضاء الجسم مثل الحنجرة والأمعاء والجلد، كما تمكن من استخلاص مادة التيوبركلين (Tuberculin) من جرثومة السل، وهي المادة التي تستخدم حتى اليوم في تشخيص مرض السل وتحديد ما إذا كان الشخص محصناً ضد المرض أو سبق له الإصابة به. وقد كانت أبحاث كوخ حول مرض السل تحديداً هي التي قادته إلى الحصول على جائزة نوبل. وما زال البعض يطلقون على بكتيريا السل اسم "عصيات كوخ".
دراسته للأوبئة في أفريقيا وآسيا
في سنة 1883 قام كوخ بدراسة مرض الكوليرا بمستشفى الإسكندرية بمصر، بعد أن اجتاح ذلك الوباء مصر وأدى إلى حدوث أكثر من أربعين ألف حالة وفاة.
وفي منتصف سنة 1890 بدأ يجري أبحاثه حول أمراض الدم المعدية في أفريقيا كالملاريا ومرض النوم، ولقد قضى روبرت فترة طويلة في أفريقيا بين البحث في أسباب المرض وإيجاد العلاج.
كما أجرى كوخ أبحاثه عن مرض الطاعون اللمفاوي في الهند واكتشف مرض الكوليرا الآسيوية.
إنشاء معهد الأمراض المعدية
في عام 1891 قام كوخ بإنشاء معهد الأمراض المعدية ببرلين، وصار مديراً لذلك المعهد.
وفاته
توفي روبرت كوخ في بادن في 27 مايو 1910 .