الصحة والسكان: خط نجدة الطفل تعامل مع 1959 بلاغاً خلال عام
- مروة رزقأعلنت وزارة الصحة والسكان، ممثلة فى المجلس القومي للطفولة والأمومة استقبال خط نجدة الطفل 1959 بلاغاً ، وذلك خلال العام الماضي 2017.
وأوضحت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة، أن البلاغات التي تلقاها خط نجدة الطفل (16000) ، تم تصنيفها إلى 3 فئات الأولى بلغت 900 بلاغ بنسبة 45.9% للأطفال في الفئة العمرية من 1 إلى 6 سنوات وتعد هي الفئة الأعلى نظراً لأن الأطفال في هذه المرحلة أكثر تعرضاً للمشكلات نتيجة لصغر سنهم وسهولة استهدافهم ، والفئة الثانية بلغت عدد البلاغات بها 682 بنسبة 34.8% وهى المرحلة العمرية من 7 إلى 12 سنة، وتعتبر هذه المرحلة هي بداية الالتحاق بمنظومة التعليم، حيث تأتى البلاغات لحالات عنف او اضطرابات سلوك والتي تجعل الأسرة تلجأ إلى الخط لطلب الدعم.
وأضافت " العشماوي " أن الفئة الثالثة وهى للمرحلة العمرية من 13 إلى 18 سنة حيث بلغت عدد البلاغات بها بلغت 377 بنسبة 19.2% ، وتتضمن هذه الفئة الأطفال في مرحلة المراهقة حيث يكون الطفل بها اقل عرضه للعنف والمشكلات نظراً لقدرتهم على صد العنف والتعامل مع المشكلات ، مشيرة الى أن أقل المحافظات إبلاغاً هي محافظة الأقصر ، فيما جاءت محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية بالمراتب الأولى تباعاً وذلك نظراً لارتفاع الكثافة السكانية بهذه المحافظات، بالإضافة إلى ارتفاع الوعي بثقافة الإبلاغ ، وتعتبر هذه المحافظات بيئة خصبة للأطفال العاملين والوافدين، وأطفال الشوارع من باقي المحافظات هرباً من أسرهم.
وأشارت " العشماوي " إلى أن البلاغات يتم تصنيفها وإحالتها للجهات الشريكة التي يتعاون معها خط نجدة الطفل سواء من خلال بروتوكولات تعاون ممولة مثل الجمعيات الأهلية المتواجدة ببعض المحافظات، او من خلال بروتوكولات تعاون تنسيقية مثل الجهات الحكومية ومكاتب السادة المحافظين ،ووزارات الداخلية، والصحة، والتربية والتعليم، والتضامن الاجتماعي، لافتة إلى امتلاك الخط خدمات هامة مثل تقديم (الاستشارات القانونية من خلال تقديم الدعم القانوني لبعض الحالات داخل النيابات أو المحاكم ، والاستشارات النفسية ، وغرفة الدعم النفسي)، مؤكدة تعاون الجهات المعنية لإيجاد حلول لجميع البلاغات.
وأكدت " العشماوى " أن المهمة الرئيسية لخط نجدة الطفل هي استقبال البلاغات للعنف ضد الأطفال والعمل على رصده وحمايتهم من التعرض له، مشيرة إلى أنه من خلال البلاغات الواردة تم تقسيم أشكال العنف إلى أربعه تصدر العنف البدني المرتبة الاولى حيث يتم استخدامه مع الأطفال داخل الأسرة او من خلال المتعاملين معهم ، كما ان كثير من الأسر تعتبره احد أساليب التربية والتهذيب.
وفى المرتبة الثانية جاء العنف الجنسي والذي يتضمن وقائع التحرش والاغتصاب واستخدام الأطفال في الأمور الإباحية وكذلك الزواج الغير رسمي، حيث يأتي هذا الشكل من أشكال العنف في مرحلة متقدمة ليعد أمر غير مطمئن حيث يشير إلى وجود اضطرابات سلوك لدى بعض البالغين من الجناة كما انه سيخلف ورائه مجموعة من الأطفال المجني عليهم المعرضين للإصابة باضطرابات سلوكية، هذا بالإضافة الى كون طبيعة مجتمعاتنا ترفض هذا النوع من العنف وتعرض المجني عليه الى وصمة الفضيحة.
فى المرحلة الثالثة والرابعة نجد العنف اللفظي والعنف المعنوي على التوالي كونهما اقل نسبة فى رصدهم لدى الأطفال وقد يكونا أقل تأثير ولهم اثر بالغ لدى البعض الآخر كما أنهما قد يكونا بداية لأحد أشكال العنف الأخرى، وينتشرا داخل المدارس ليصبحا أحد الأسباب الرئيسية لتسرب الأطفال من التعليم، كما انه قد يكونا ضمن اسباب هروبهم من أسرهم وانضمامهم لفئة أطفال الشوارع، وكذلك هروبهم من مؤسسات الرعاية.
ومن جانبه أشار الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى معانات المجتمع المصري من وجود حالات العنف ضد الأطفال داخل كافة المؤسسات بداية من مؤسسة الأسرة ومروراً بأغلب مؤسسات الدولة، وهى ناتجة عن موروث ثقافي قائم على أن العنف أو الإساءة هي أحد أساليب التأديب والتهذيب للأطفال.
وأضاف " مجاهد " أنه لم تكن مشكلة مصر هي وجود ظاهرة العنف ضد الأطفال فقط، وإنما كانت المشكلة الأكبر هي العجز عن رصد هذه القضية بشكل أكاديمي دقيق، وذلك نتيجة لعدد من التحديات المتمثلة فى ثقافة المجتمع ورفض الإفصاح او الإبلاغ وأحياناً الخوف من الجاني او الخوف من وصمة الإبلاغ، ويسبق كل ذلك عدم وجود جهة أو الية مسئولة عن استقبال هذه النوعية من المشكلات.
وأكد " مجاهد " أن تدشين خط نجدة الطفل التابع للمجلس القومي للطفولة والأمومة تم عام 2005 وجاء بمثابة يد العون او الدرع الحامي للأطفال المعرضين للخطر ، حيث يتميز الخط بسرية البلاغات، وسرعة الاستجابة والإحالة، والإتاحة من خلال عمله على مدار الساعة، لافتاً إلى إمكانية التواصل بدون اشتراط معرفة شخصية المبلغ.
وذكر " مجاهد " أنه فى عام 2014 تم تطوير خط نجدة الطفل من خلال تدعيم بعض المحاور به تمثلت فى تطوير البنية التحتية للخط وكذلك استحداث بعض الوحدات داخله بالإضافة لتطوير آليات العمل ، مما جعله قادر على الاستمرار حتى الآن ، مشيراً إلى وجود عوامل كثيرة ساهمت بشكل كبير فى تحسين أوضاع الطفل المصري ومنها القوانين والقرارات الوزارية الداعمة لذلك.
وقال " مجاهد" :إن خط نجدة الطفل أصبح يكتسب مصداقيته من خلال الاستجابة للبلاغات وتقديم الحلول لها.