الفنان التشكيلي عاصم شبل: الفن حياة ولا أتصور نفسي بدونه
- نيفين منصوروجدت نفسي في فن الخداع البصري و أعشق فن الديكور الدولة مقصرة في حق الفنانين التشكيليين أرفض تنفيذ العمل إذا خالف ذوق العميل قواعد الفن و أنتمي إلي المدرسة الكلاسيكية الفنان القدير عاصم شبل من مواليد محافظة القاهرة عشق الفن منذ طفولته وحصل علي العديد من الجوائز الفنية وانتهي من الهواية إلي الاحتراف حيث درس في كلية الفنون الجميلة وتخصص في فن الديكور المسرحي واتجه بعد التخرج إلي العمل في إحدي الشركات المتخصصة في رسم الكتب ثم انطلق إلي عالم الخداع البصري الذي وجد نفسه فيه وأتقنه حتي أصبح من رواده في مصر.
ساعدته دراسته في عالم المسرح حيث الإبداع والخيال في التمكن من الخداع عن طريق الفن فعبر بفنه إلي قلوب العديد من عشاق أعماله حيث الصفاء والبعد الثالث الذي يفيض علي أي مكان يشغله بتصور لعالم افتراضي حيث الطبيعة الخلابة أو الزخارف التراثية التي تعيدنا إلي زمن الفن الساحر والقصور الملكية البديعة.
ويشير شبل إلي أن فن الخداع البصري قد ظهر في القرن الرابع عشر في عصر النهضة وازدهر في القرن السادس عشر وأهم رواده علي الصعيد العالمي هو الفنان المبدع مايكل أنجلو الذي أبدع في زخرفة أسقف كنيسة السيستين بالفاتيكان حيث روي قصة الكون بطريقة ساحرة يتهافت الآلاف من الزائرين من مختلف الجنسيات علي زيارتها وتأملها حيث الفن الأصيل والحرفية المتقنة والتعبير الساحر الذي ما زال مشرقاً رغم مرور العديد من السنوات علي تنفيذها، ويستخدم في مصر في العصر الحديث باختلاف استخدامه بشكل مختلف في العصور المسيحية والإسلامية حيث الإبداع المطلق في البيوت ذات الطابع الديني أو دور العبادة المختلفة ولدينا العديد من المبدعين في هذا المجال أمثال الفنان حسن درويش ومصطفي رميح وَعَبَد الوهاب بلال ومراد درويش وغيرهم الكثيرون من فناني مصر .
ويعتبر فن الخداع البصري من أهم الفنون المستخدمة بقوة في عالم الديكور مهما اختلفت المدارس الفنية التي يتم من خلالها تنفيذ هذا الفن من ديكور حديث أو روستيك أو كلاسيك ولكل منهم ما يناسبه من تصميمات في هذا العالم الخلاب والذي يضيف إلي المكان إحساس بالاختلاف والتميز ويمكن من خلاله الإيحاء بمساحات وهمية من الخضرة أو المياه أو السماء الصافية. ولكل فنان هواية بالإضافة إلي الموهبة التي وهبها المولي عز وجل لعباده من الفنانين
ويضيف شبل أنه من هواة القراءة وكرة القدم ، يحاول أن يستمتع بممارسة تلك الهوايات في أوقات فراغه ويميل إلي قراءة الكتب الدينية بالإضافة إلي الكتب الفنية، ومن أكثر أوقاته استمتاعاً هو وقت العمل فيما يحب من فن ، يتحدي نفسه في تقديم الجديد باستمرار وفِي ابتكار مواضيع جذابة تجذب العميل وتأخذه إلي الانبهار بهذا العالم الافتراضي السحري .
وينصح الفنان عاصم شبل الجيل الجديد من الفنانين بالاهتمام بهذا العالم الرائع والذي يقدم الكثير من الحلول في عالم الديكور حيث يساعد علي حل العيوب المعمارية ويغير من شكل الفراغ ويؤثر علي نفسية المتلقي كما ينصح بضرورة وجود ورش للعمل معتمدة من الكليات الفنية حيث يتم التدريب علي يد المحترفين في هذا المجال.
وعن رأيه في آداء نقابة الفنانين التشكيلين أفاد شبل بأنها تحتاج إلي دماء جديدة في مختلف الأقسام تهتم بالفن بشكل أفضل وتراعي مصالح الفنانين التشكيليين وتقدم لهم المزيد من الخدمات الحقيقية التي تشعر الفنان بأهميته في المجتمع وتساعده علي تقديم فنه بشكل أفضل إلي المجتمع المصري .
كما يطالب النقيب القادم بالاهتمام بالمعاشات والتعهد بصرف المعاش الذي توقف لأكثر من عام ونصف والاهتمام بالرعاية الصحية.
وأشار شبل إلي ضرورة إضافة لقب مهندس لمصمم الديكور لأنه يدرس دراسة هندسية في الأساس ويتمني أن تتبني نقابة المهندسين هذا الملف والمحاولة في حله وإعادة الهيبة للمهنة والنهوض بمستوي مهندسي الديكور وإعطائهم حقهم في الحصول علي لقب مهندس .
ويتمني شبل أن تدعم الدولة مختلف الفنون التشكيلية والبصرية بشكل متوسع وزيادة الاهتمام بالمعارض الفنية ونشر الوعي الفني في المدارس منذ سن الطفولة لاكتشاف المواهب الصغيرة وتسليط الضوء علي الفنانين بصورة تليق مع مفاهيم الفن العالمية .
وفِي رأيه عن مستوي آداء وزارة الثقافة أفاد شبل بأنها تقوم بدور مميز في نشر الفن ولكنه غير كافي ويحتاج إلي مزيد من التطوير والتوسع في تكريم الفنانين المبدعين وخلق فرص حقيقية لشباب الفنانين للعمل بالمجال الفني.
وأضاف شبل أن الدولة مقصرة في حق الفنانين التشكيليين ولا تقوم بعمل التكريمات بصورة كافية تقديراً للمشوار الإبداعي للعديد من الفنانين كما يتمني أن تقدم يد العون لفناني مصر للمشاركة بصورة أكبر بالفن المصري في المحافل الدولية.
وعن الدستور المصري أفاد شبل بأنه لم يقوم بقرائته وليس علي دراية كافية إذا ما كان الدستور قد اهتم بحقوق الفنانين أم لا .
ويطالب شبل كلية الفنون الجميلة التي تعلم بها أساليب الفن المختلفة أن تهتم بتبادل الثقافات الفنية بين مصر ودوّل العالم بإرسال وفود من الفنانين المصريين للاطلاع والتدريب علي الفن في دول مختلفة واستقبال العديد من فناني العالم للتعريف بالفن المصري الأصيل.
حياة الفنان عاصم شبل مرت بالعديد من المحطات الهامة منذ الطفولة وبداية ظهور الموهبة ثم مرحلة دمج الدراسة بها والانتقال بين المجالات المختلفة للفن ثم مرحلة الاحتراف والتخصص وصولاً إلي الإبداع في هذا المجال الصعب والذي يحتاج إلي مهارات كثيرة فنية بالإضافة إلي دراسة جيدة بالخامات المتعددة التي تصلح لتنفيذ هذا الفن علي الحوائط المختلفة.
ويهتم شبل في هذا المجال بالإبداع مع الحفاظ بحق العميل في اختيار المشهد الذي سوف يتم تنفيذه ومشاركته في اختيار الألوان كما يتم الاتفاق علي العمل مع رسم اسكتش له قبل التنفيذ تفادياً لظهور أي خلاف أثناء تنفيذ العمل . ويتمني شبل أن يحقق حلمه في القريب العاجل بعمل صالة عرض فنية خاصة به يعرض فيها أعماله المختلفة من رسم علي الأثاث والستائر وقماش التنجيد بالإضافة إلي اللوحات الفنية ويطالب الإعلام بتسليط الضوء علي هذا الفن البديع والاهتمام بتصوير المعارض الفنية ورفع ثقافة الشعب المصري بالفن. وعن المرأة أضاف شبل لا أستطيع أن أحيا بدون زوجتي ويوجد لدينا العديد من الفنانات المبدعات ولا أرفض أن تعمل المرأة في الفن بضوابط شرعية ، ولا تتعارض الحياة الأسرية مع حياته الفنية وإتقانه للفن وأساليبه من تناغم في الألوان وتباين بها جعله يستطيع إيجاد أسلوب مميز للتعامل مع أولاده فهو يتعامل بروح الفنان الأب الذي يتمتع بإحساس مرهف ورقة روحية ولمسات سحرية ، وأكثر الشخصيات المؤثرة في حياته هو رسول الأمة الإسلامية سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم النبي المعلم الذي هدانا إلي طريق الرشاد ويأتي من بعده الأب والأم رحمة الله عليهما وهما السند الأول في حياته الفنية . ويضيف شبل أنه قد حقق ما كان يتمناه منذ الصغر فقد تمني أن يصبح فناناً أو مهندساً وقد أنعم الله عز وجل عليه بنعمة دمج الاثنين معاً حتي أصبح مهندساً للديكور ، وعن ارتفاع أسعار اللوحات الفنية الأصلية وأعمال الخداع البصري أفاد شبل بأنها ليست مكلفة لتلك الدرجة وأنه يقدم أسعار مميزة لعملائه حتي يساعد علي نشر هذا الفن ولأولاده مطلق الحرية باختيار مستقبلهم وفقاً لرغباتهم ولكنه لا يوجد ما هو أجمل من الفن مهنة وهواية من وجهة نظره. وأكثر ما يؤرق شبل هو غلاء الأسعار الذي أثر سلباً علي هذا المجال مما أدي إلي قلة فرص العمل مع عدم تقدير بعض العملاء للفنانين وعدم التمييز بين الفنان والحرفي وسرقة البعض للأعمال ونسبها لأنفسهم ، ويتمني المشاركة في عمل فني ضخم مع العديد من الفنانين المحترفين وعرضه في إحدي متاحف الفنون. وينهي شبل حديثه بالحديث عن العشوائيات حيث يتمني أن تزول تلك الأحياء العشوائية الغير آمنة مع محاولة تعديل شكل مساكن العشوائيات الآمنة وإعطاء طابع مميز لكل محافظة وتنفيذ ذلك علي يد الفنانين المتخصصين .