"الكهرباء" تتجه لمشروعات الربط الكهربائي مع أوروبا.. وخبراء: "مصر ستصبح مركزًا لتصدير الطاقة"
- خلود الشعارأكد عدد من خبراء الطاقة والكهرباء، أن مشروعات الربط الكهربائي مع أوروبا من خلال مشروع الربط الكهربائي مع قبرص، سيجعل مصر قاعدة ومركزًا ضخمًا لتصدير الطاقة للعالم في المستقبل، بما يحقق عائد مادي كبير يساهم في توفير العملة الصعبة وتحسين الاقتصاد المصري، موضحين أن الدولة عملت خلال الآوانة الأخيرة على إنتاج الطاقة الكهربائية بوفرة بما يُتيح تصديرها للدول الأوروبية والعربية والأفريقية، خاصة بعد الاتفاقيات التي تم توقيعها مع السودان والسعودية لعمل مشروعات ربط كهربائي.
أعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة برئاسة الدكتور محمد شاكر، عن اقترابها من إنهاء عدد من الدراسات الخاصة بمشروعات ربط كهربائي مع أوروبا، بهدف تحويل مصر لنقطة انطلاق الطاقة للعالم، حيث أن مشروع الربط مع قبرص يتيح لمصر إمكانية الربط مع دول أوروبا بالكامل، موضحة أنه سيتم إرسال هذه الدراسات خلال شهر يوليو القادم للرئاسة، كما سيتم البدء في المشروع فور الموافقة عليها، مشيرة إلى أن الربط مع قبرص تتراوح قدرته ما بين 2000 إلى 3000 ميجا وات وفقاً لما حددته الدراسات الخاصة بالمشروع.
مشروع الربط الكهربائي مع السعودية:
من المقرر توقيع عقد مشروع الربط الكهربائي مع السعودية يونيو المقبل، ليتم البدء في المشروع نهاية العام القادم، بقدرة حوالي 3 آلاف ميجا وات، يهدف المشروع لإنشاء بنية أساسية لتجارة الكهرباء بين الدول العربية ومن ثم إنشاء سوق مشتركة للكهرباء.
استراتيجية الرئيس السيسي لتصدير الطاقة لأوروبا وأفريقيا
قال الدكتور ماهر عزيز، عضو مجلس الطاقة العالمي، مسئول سابق بوزارة الكهرباء، إن الدولة بدأت في تأسيس البنية الأساسية لتوليد الكهرباء، خاصة بعد الأزمة التي تعرضت لها في السنوات الماضية منذ عام 2010 حتى 2015، مشيرًا إلى أن مصر بدأت في تخطي هذه الأزمة بواسطة استراتيجية جديدة أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي في أغسطس 2014.
وتابع عزيز، في تصريح خاص لـ"الميدان"، أن مصر بدأت بعد إعلان استراتيجية الرئيس السيسي في التحول إلى بلد لديها وفرة من الطاقة الكهربائية بعد حالة الشح الكبير في هذا النوع من الطاقة، موضحًا أن الدولة أسست مشروعات تنموية مختلفة في مجال الطاقة بما يُتيح لها العمل على تصديرها لمختلف دول العالم مستقبلًا، فإنها تطلع إلى استثمار الوفرة في الكهرباء المولدة من خلال التصدير عن طريق شبكات الربط الكهربائي للدول المجاورة والدول الأوروبية.
وأضاف، أن الدول الأوروبية في احتياج شديد ومتزايد للطاقة باستمرار، حيث أن هذه الدول تمثل لمصر سوق كبير يمكن الاستفادة منه في مجال تصدير الطاقة إليه، لافتًا إلى أن وزارة الكهرباء تعمل على الاستفادة من الوفرة الكبيرة لديها في الطاقة، من خلال توقيع الاتفاقيات المختلفة مع كلًا من دولتي قبرص واليونان، والتي من خلالهم يتم عمل دراسة جدوى للربط الكهربائي بين مصر وأوروبا من خلال قبرص واليونان.
وأشار إلى أن الاعتماد على الطاقة الكهربائية الشمسية على نطاق كبير سيمكن أيضًا من تصديرها لأوروبا، مضيفًا أن أوروبا خصصت تمويلات ضخمة جدًا لدول شمال أفريقيا التي تستطيع توليد الطاقة الشمسية على نطاق أوسع وتُصدرها لأوروبا، وبالتالي سيكون هناك مجال كبير جدًا لفتح الاستثمارات الأوروبية الهائلة في مصر من خلال مشروعات الربط الكهربائي، وعمل محطات توليد كبرى للطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، منوهًا أن مصر ترتبط بالشبكة الكهربائية للأردن والتي ترتبط مع سوريا ولبنان وتركيا وأوروبا، مما يتيح الربط من جهة الشرق يصل لأوروبا، فضلًا عن ارتباط مصر بليبيا وتونس والجزائر والمغرب عن طريق جبل طارق.
تحسين الاقتصاد وإدخال العملة الصعبة مكاسب تصدير الطاقة للخارج
بينما قال النائب السيد حجازي، أمين سر لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، إن الدولة لم تلجأ للربط الكهربائي إلا بعد امتلاكها أكبر شبكة ربط كهربائي بينها وبين الدول العربية، موضحًا أن مصر تمتلك شبكة كهربائية من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب، فإنها أسست مشروعات الربط الكهربائي بعدما أصبح هناك فائض في الإنتاج.
وأضاف حجازي، في تصريح خاص لـ"الميدان"، أنه تم إضافة أكثر من 14 ألف و 400 ميجا وات من الشبكة الكهربائية بفضل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي اتفق مع ألمانيا وأحضر الإمكانيات والمعدات اللازمة لتحقيق الوفرة في الطاقة، لافتًا إلى أن الوفرة في الطاقة الكهربائية تصل من 7 إلى 10 آلاف ميجا وات، والتي يجب تبادلها مع الدول العربية المرتبطة مع مصر، قائلًا: "في الوقت الحالي يوجد شبكات ربط بين مصر ودول المغرب العربي والمشرق العربي ولكنها توقفت بعض الوقت".
وأوضح، أنه هناك دراسات حاليًا يتم عملها لإقامة مشروعات الربط الكهربائي مع أوروبا، حيث كلف الرئيس السيسي وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر لعمل شبكات ربط كهربائي على شبكات جهد 220 ميجا فولت، فضلًا عن وجود ربط كهربائي بين مصر والسعودية وسينتهي خلال عام 2019 لتبادل قدرات 3 آلاف ميجا وات، تحصل عليهم السعودية من مصر في النهار، لأن ذروة الأحمال في السعودية نهارًا مثل ذروة الأحمال في مصر ليلًا، مؤكدًا أن مصر تسعى حاليًا لتحقيق الربط الكهربائي مع قبرص وثم مع دول الاتحاد الأوروبي من خلال قبرص، وأيضًا تحقيق الربط مع ليبيا والمغرب واسبانيا من جهة الغرب، بحيث تصبح مصر قاعدة أساسية ومركزًا لتبادل الطاقة بين مصر ودول العالم سواء أفريقيا أو أوروبا.
وأكد، أن مشروعات الربط الكهربائي ستحقق فوائد عدة لمصر، خاصة على الجانب الاقتصادي، حيث أن التصدير سيتم بالسعر العالمي وليس المحلي المدعم، فضلًا عن دخول العملة الصعبة ويتم وضعها في الاحتياط النقدي في مصر لتعظيمه.