غياب الدراما الدينية و التاريخية في رمضان 2018
- ندى صديق
تغيب المسلسلات الدينية المصرية و كذلك التاريخية عن السباق الرمضاني لهذا العام ، على الرغم أن رمضان شهر ديني في الأساس و من المُفترض وجود تلك النوعية من الأعمال في الشهر الفضيل ، ولكننا لاحظنا إختفاء تلك الدراما السنوات الماضية و غياب هذا النوع من الأعمال . في ظل سيطرة الدراما التليفزيونية التي تروج للعنف وتتحدث عن تجارة المخدرات والمشاكل الاجتماعية على الشاشة،
و في الوقت الذي أختفت فيه الدراما التاريخية والدينية عن التلفزيون المصري، انتشرت فيه في الدول العربية وخاصة بسوريا، من خلال مسلسل سمرقند، خاتون ، وغيرها على مدى السنوات الماضيه . | و قد أرجع البعض أسباب إختفاء تلك النوع من الدراما لتكلفة إنتاجها الباهظة من اكسسوارات وملابس، وسيطرة المشاكل الاجتماعية والقضايا التي تواجه المصريين في الوقت المعاصر على فكر المؤلفين ، ما يؤدي إلى إحجام الفضائيات المصرية عن شراء مثل هذه الأعمال وعدم الاهتمام بها وعدم جودة التسويق والترويج لمثل هذه الأعمال حتى وإن كانت جيدة، وترجع بعض الاسباب ايضا لتغير ذوق المشاهد والاتجاه للاعمال الكوميدية والاجتماعية والإحجام عن مشاهدة المسلسلات الدينييه .
كما ذكر تقرير تم نشره بجريدة ميدل إيست أونلاين التي تصدر في لندن والذي اهتم بتحديد الأسباب والعوامل التي أدت إلى غياب الدراما الدينية و أرجع ذلك إلى أن ظهور الشَّخصيَّات الدِّينيَّة في الأعمال الفنيَّة وهي مسألةً حسَّاسةً ما زالت تثير الكثير من الجدل في العالم العربي، خصوصًا مع بدء كل موسم رمضاني، وغالبًا ما تواجه هذه الأعمال مطالب بمنع عرضها من قبل المراجع الدِّينيَّة. و علق الممثل إحسان الترك على أن توقف الأعمال الدينية و التاريخية هي كارثه بلا شك ، لأني دائماً أقول أن التليفزيون أو السينما هي وسيلة للتعليم و التقويم و الإصلاح ، و الدراما التليفزيونية الآن لا أرغب بأن أقول أنها غير لائقة و لكن ربما كل شخص له وجهه نظر في العمل الذي يقدمه ، و أن الدراما الموجودة حالياً تتحدث عن المخدرات و الدعارة و أن تلك الأعمال لا تُمثل شعب مصر ،
كما أضاف أن المنتجيين أغلبهم تجار ما يشغلهم هو المكسب و تحقيق الربح فقط . ولا شك أن غياب المسلسلات الدينية و التاريخية في رمضان شهر القرآن ، يفتح بابا جديدا للجدل والتساول الفكري حول أهمية ما نقدمه و تأثيره على الثقافة و الوعي ، لأن السينما و التليفزيون هما نبض الجماهيرو لابد أن نقدم من خلالهما رصيد ثقافي يعبر عن حضارتنا الراهنة ، خصوصاً وأننا أصبحنا في هوس دائم بالأعمال الدرامية التي تتناول قصص العنف و الجريمة و الكوميديا وتلك أمور تهدد الثقافة بوجه عام.