فى ذكرى وفاته الـ36 .. تعرف علي القصة لكاملة لحياة عمر خورشيد
- رشا إمامأطلقوا عليه اسما هو «الأوليس الطربي»، كما لقب بعدة ألقاب منها، «ساحر الجيتار، وساحر النساء، والجان، وملك الجيتار، وساحر الأوتار، ومحير النساء»..وفي ذكرى وفاته ترصد "الميدان" أهم المعلومات عن عمر خورشيد.
ولد عازف الجيتار، والمؤلف الموسيقي، والممثل، والمنتج، عمر محمد عمر خورشيد، في حي عابدين بالقاهرة في 9 إبريل .1945
عاش في أسرة فنية عريقة، فوالده أحمد خورشيد مدير التصوير السينمائي، أما والدته عواطف هاشم، فكانت من سيدات المجتمع، وقيل إنها «كانت شديدة الجمال، وعملت في بداية حياتها (موديل) ووقتها تعرفت على مدير التصوير والمنتج السينمائي والفنان، أحمد خورشيد، وكانت الزيجة الأولى التي أثمرت عن عمر و(جيهان) وتحولت إلى ربة بيت، رغم أن زوجها وعدها بالعمل في السينما، لكنهما انفصلا، وارتبط هو فيما بعد باعتماد خورشيد التي ارتبط اسمها بقضية انحراف جهاز المخابرات المصرية في الستينيات برئاسة صلاح نصر»، حسب تصريحات شيريهان في جريدة «النهار» الكويتية.
له شقيقة واحدة هي «جيهان»، وأختين غير أشقاء من والدته منهما، الفنانة شريهان، كما لديه 4 إخوة ذكور من والده، وأخت واحدة توفيت منذ سنوات في حادث سيارة.
رغم أن «خورشيد» وشريهان كانا أخوين غير أشقاء، وكان يكبرها بحوالي 19 عامًا، إلا أن العلاقة بينهما كانت خاصة جدًا، فكان بمثابة الأب والصديق بالنسبة لها، وكان «خورشيد» من أكثر الداعمين لها ولموهبتها الفنية، ومنذ صغرها كان يشجعها ويوجهها، وعندما كانت تشترك في العروض المسرحية التي تقيمها مدرستها، كان يذهب لمشاهدتها، ويقدم لها نصائحه الفنية.
بعد إصرار شريهان على دخول عالم التمثيل، قرر أخوها «عمر» مساعدتها وكان سببا في اكتشافها، بعد أن اصطحبها معه وعرفها على عبد الحليم حافظ، فقدمها في أول أعمالها الفنية في فيلم «ربع دستة أشرار» أمام فؤاد المهندس وشويكار عام 1970، ولم يكن عمرها تعد وقتها 6 أعوام.
تزوج شقيقه «إيهاب» من الفنانة علا رامي، وأنجبا ابنا يعمل في التمثيل سمياه «عمر»، تيمنا بعمه عمر خورشيد.
ويعتقد البعض خطأ، أن اعتماد خورشيد هي والدة «عمر»، لكن الحقيقة أنها كانت زوجة والده، ولم يعش معها إلا فترة قصيرة جدا من طفولته، حيث انتقل بعدها ليعيش مع والدته.
كان من المقرر أن يقوم «خورشيد» بدور الطفل الصغير في فيلم «صراع في الوادي» بطولة فاتن حمامة، وعمر الشريف، لكن «عمر» مرض قبل تصوير الفيلم، ما منعه من القيام بالدور.
عندما اكتشف والده أنه يملك حسًّا موسيقيًّا، حيث كان يقلد ببراعة بعض المقطوعات الموسيقية التي يسمعها في الإذاعة، شجعه على الانضمام لفريق الموسيقى بالمدرسة الابتدائية، وحصد الكثير من الجوائز في المسابقات الفنية، التي كانت تقام بين مدارس الجمهورية.
حصل على ليسانس الآداب قسم فلسفة، ودرس الموسيقي بالمعهد اليوناني لـ«الفيلهارموني».
أثناء دراسته بالجامعة، قرر «خورشيد» تكوين فرقة موسيقية، واختار مجموعة من زملائه المتحمسين مثله للموسيقى، وكونوا الفرقة، وبدئوا العمل في بعض الملاهي الليلية، ورغم نجاحه، إلا أنه وجد معارضة شديدة من أسرته، لأن العمل في الملاهي الليلية سيؤثر سلبًا على مستقبله الدراسي، لكنه لم يتوقف عن العمل، وتنقل بين العديد من الفرق التي تقدم الألحان الغربية، وفقا لـ«السينما».
قرر تكوين فرقة خاصة للمرة الثانية، فكانت فرقة «ميجاتورز»، واستطاع من خلال هذه الفرقة تحقيق نجاح كبير، حتى أن الجماهير بدأت في التعرف على الفرقة، والالتفاف حولها.
في تلك الفترة، ظهرت العديد من الفرق التي تقدم الموسيقى الغربية، من أشهرها فرقة «بيتي شاه»، فقرر «خورشيد» التخلي عن فرقته الخاصة، وانضم لفرقة «بيتي شاه»، وحقق معهم قدرا كبيرا من النجاح والشهرة.
التحق بفرقة الموسيقى العربية عندما استخدمت الجيتار، وأصبح من أهم عازفي الجيتار في تاريخ العرب، وعمل «خورشيد» مع فنانين كبار أبرزهم، محمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش، وعبدالحليم حافظ، وأم كلثوم، وفقا لـ«روز اليوسف».
في أحد الأيام، كان العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ حاضرًا إحدى الحفلات التي تقدمها الفرقة، وشاهد «خورشيد» يعزف على الجيتار، فعرض عليه الانضمام لـ«الفرقة الماسية»، وفوجئ «خورشيد» بطلب العندليب، فتردد في البداية لأن أداء الألحان الشرقية بواسطة الجيتار ليس بالأمر السهل، ولم يسبق أن جرب أحد هذه الفكرة من قبل، لكن نظرًا لإيمانه بموهبته، لم يستمر تردده كثيرًا، وأقدم على هذه التجربة، وصاحب عبدالحليم في معظم حفلاته، واستطاع أن يطوع الجيتار للأنغام الشرقية.
قررت كوكب الشرق أم كلثوم ضمه لفرقتها في أوائل الستينيات، رغم صغر سنه، وقلة أعوام خبرته في عالم الموسيقى، تحديدًا في موسيقى الأغاني التي كان يلحنها لها بليغ حمدي، ففتح له عالم النجومية والشهرة من أوسع أبوابه.
وبعد وفاة أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، تردد «خورشيد» في العمل ضمن الفرق الموسيقية، التي تصاحب مطرب أو مطربة أخرى، فاتخذ قرارًا بالعمل وحده مع الفرقة الموسيقية التي كونها من مجموعة من أمهر العازفين، واستطاع بقدراته الفريدة في العزف على الجيتار الاقتراب من الجماهير سواء في مصر أو في العالم العربي بأكمله.
برزت نجوميته، عندما بدأ عمله السينمائي بدور في فيلم «ابنتي العزيزة» إخراج حلمي رفلة عام 1971، وشارك في بطولته كل من نجاة الصغيرة ورشدي أباظة، وموسيقي وألحان «خورشيد»، وكانت الفنانة سعاد حسني هي من رشحت «عمر» لمخرج الفيلم حلمي رفلة.
أول بطولة مطلقة له مع الفنانة صباح في فيلم «جيتار الحب»، وشاركتهما البطولة ملكة جمال العالم عام 1971 جورجينا رزق، لكن «عمر» لم يكن راضيًا عن هذا الفيلم كممثل، بسبب أخطاء السيناريو.
واشترك في بطولة أكثر من عمل تليفزيوني منها، «الخماسين، والحائرة، والحمامة، والثأر، وآنسة».
قدم 9شرائط كاسيت، حمل 5 منها اسم «عمر خورشيد وأغنياته الساحرة»، وتضم الأخرى عزفًا منفردًا على الجيتار لـ15 قطعة موسيقية من تأليفه، واشترك في ألحان عدة أغاني منها «أغدا ألقاك، ودارت الأيام، وليلة حب، كما وضع الألحان والموسيقي التصويرية لحوالي 46 فيلمًا، وفقا لـ«السينما».
أنتج فيلمي «العاشقة، والعرافة»، وفقا لقاعدة بيانات السينما العربية.
في عام 1979، فوجئ باختيار الرئيس السادات له ليعزف بعض مقطوعاته الموسيقية أثناء توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، و«رغم تخوفه من هذه الرحلة وتوابعها، لكنه في نفس الوقت لم يستطع رفضها لأنه كان أمرًا رئاسيًا وواجبًا وطنيًا»، وبالفعل سافر «خورشيد»، ووقف على المنصة الرئيسية للبيت الأبيض، بعد أن قدمه الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، وعزف مقطوعة «طلعت يا محلا نورها» لسيد درويش، و«ليلة حب» لبليغ حمدي أمام 1500 مدعو صفقوا له طويلًا إعجابًا بعزفه الرائع.
رغم أن عزفه في البيت الأبيض جلب له شهرة عالمية، إلا أنه في نفس الوقت تم اتهامه بالتطبيع مع إسرائيل، وقامت بعض البلاد العربية المناهضة لاتفاقية السلام بمقاطعته ووضعه على القائمة السوداء، مثل قطر، والكويت، بزعم أنه سافر لإسرائيل، وسيشترك في فيلم إسرائيلي، وهو ما لم يكن صحيحًا، وفقا لقاعدة بيانات السينما العربية.
تزوج «خورشيد» 5 مرات، أولها كانت من أمينة السبكي عام 1971، التي تعرف عليها في إحدى الحفلات التي تقدمها فرقته، وبعد عدة لقاءات جمع الحب بينهما، اتفقا على الزواج، وأقيم حفل الزواج في أكبر فنادق القاهرة، وحضرته أم كلثوم، والموسيقار محمد عبدالوهاب، وغيرهم من النجوم والمشاهير.
ورغم الحب الذي جمع بين «خورشيد، وأمينة»، إلا أن الخلافات سرعان ما دبت بينهما بعد أشهر قليلة من الزواج، بسبب غيرة الزوجة الشديدة عليه، فتم الانفصال بعد عام واحد من الزواج في عام 1972.
ظهرت «السبكي» مع «خورشيد» في برنامج «سينما القاهرة» تقديم الإعلامية ناهد جبر، التي زارتهما في منزلهما بعد زفافهما، وكان وقتها «خورشيد» يؤلف لحن تتر فيلم «التلاقي»، وهو الفيلم الذي شارك فيه وقام بعزف مقطوعة من اللحن.
سألت «جبر»، زوجة خورشيد عن رأيها فيه كزوج وكعازف فقالت لها: «إنه قدم كل دور له بحرفية فالعزف أشاد به الجميع، أما كفنان فقد شاهدت له فيلم (ابنتي العزيزة)، وبعد مقاطع من فيلم (التلاقي)، وهو زوج مميز».
وأعادت «جبر»، نفس السؤال على «خورشيد» عن رأيه فيها كزوجة، فطلب من زوجته أن تأتي له بسيجارة، وقال: «إنها تقدر أنها زوجة فنان، لكنها تغضب في بعض الوقت لتأخري ولعدم وجودي في البيت لفترات طويلة، وكشف خلال اللقاء أنه يريد أن ينجب منها».
بعد الانفصال، تزوج في العام نفسه، للمرة الثانية، من الفنانة ميرفت أمين، بعد أن اشتركا في فيلم «أعظم طفل في العالم»، لكن زواجهما أيضا لم يستمر كثيرًا، نتيجة انشغال كل منهما في عمله، وازدياد الخلافات بينهما، خاصة بسبب شائعة علاقة بينه وبين جورجينا رزق، وتطلقا بعد أشهر قليلة من الزواج عام 1973.
قال «خورشيد» عن ذلك في حوار لمجلة «الكواكب» عام 1973: «وصلنا إلى نتيجة وهي استحالة استمرار الزواج، وأصبح الانفصال من مصلحتنا حتى تظل صداقتنا، لأن عودتنا مرة أخرى كانت ستزيد الأمر سوءًا، وربما نفقد صداقتنا بعد أن خسرنا حياتنا الزوجية وهذا ما لا أريده».
كانت زيجته الثالثة من هويدا منسي، ابنة الفنانة صباح، وانتهت هي الأخرى بالطلاق سريعا.
وتزوج من سيدة أعمال وخبيرة التجميل والمكياج لبنانية تدعى «دينا» عام 1977، واستمر زواجهما حتى وفاته، ويعتبر هذا الزواج أطول زيجة له، حيث تعرف عليها أثناء وجوده في لبنان لتصوير فيلم «جيتار الحب»، وتعددت اللقاءات بينهما، واتفقا على الزواج والاستقرار في مصر.
تزوج «خورشيد» على زوجته دينا» للمرة الخامسة من الممثلة مها أبو عوف في بداية عام 1981 قبل شهور قليلة من وفاته، ورغم معارضة والد مها أبو عوف في البداية، إلا أن «خورشيد» تعهد له بأن زواجه من «مها» سيكون زواجه الأخير، كما أنه في خلال شهرين سينهى زيجته من «دينا»، فوافق الأب في النهاية.
لم يستمر زواجه من «مها» سوى 5 أشهر فقط، بسبب وفاته، وكانت «مها» حاملاً في شهرها الرابع حينما تُوفي «خورشيد»، لكنها أجهضت بعدما أصيبت بانهيار عصبي، وبذلك لم يكن لـ«عمر» أي أبناء.
ترددت شائعات عن علاقة عاطفية تجمعه بالفنانة مديحة كامل، بعد اشتراكهما في فيلم «العرافة» عام 1981، إخراج عاطف سالم، وفي هذا الفيلم يقع في حبها الضابط المنوط إليه أمر المرور بها على محافظات مصر كجزء من تعذيبها، ونالت «مديحة» عن هذا الدور أكثر من جائزة، كما استحوذ الفيلم على إعجاب الجمهور، وحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، ولم تنته الشائعات إلا بعد زواج «مديحة» من المحامي جلال الديب,
في 29 مايو 1981، تعرض «ساحر الجيتار» لحادث سيارة مروع في نهاية شارع الهرم بجانب «ميناهاوس» وأمام مطعم «خريستو» بعد انتهائه من عمله في أحد الفنادق الكبرى، وكانت بصحبته زوجته «دينا»، والفنانة، مديحة كامل، توفي «خورشيد» على إثره في سن الـ36.
ترددت أقاويل إن «هذا الحادث كان مدبرا، خاصة بعدما شهدت زوجته و(كامل) أمام النيابة أنهم أثناء عودتهم للمنزل تعرضوا لمطاردة سيارة غامضة، لم تتركهم إلا بعدما تأكد صاحبها أن (خورشيد) اصطدم بعمود الإنارة»، مؤكدين أنه «كان مدبرا من قبل مسؤول سياسي كبير في هذا الوقت لوقوع ابنته الصغرى في حب “خورشيد”.
وقيل إن «أحد المنظمات الفلسطينية قتلته، لأنها قررت قتل كل من ذهب مع السادات لواشنطن لتوقيع مبادرة السلام المصرية الإسرائيلية، ومنهم (خورشيد) الذي عزف علي الجيتار في البيت الأبيض».
وأشار البعض الآخر إلى «وجود تصفية حسابات بينه وبين أحد رجال الدولة لرفضه زواج أخته الصغرى الفنانة، شريهان، منه»، ومازال القاتل مجهولا دون أن تفصح التحريات عن حقيقة الواقعة.
كانت وفاة «خورشيد» من أشد المواقف قسوة وألمًا في حياة شريهان، لأنها كانت تعتبره أبوها الروحي، وكانت في عمر 15 عاما، وبعد رحيله أصيبت بشلل مؤقت أقعدها عن الحركة لفترة، وكانت حينها تقدم مسرحيتها «سك على بناتك»، وفي إحدى حواراتها قالت عنه «الحياة من دون عمر ليس لها طعم، فقد كان أخي وأبي وصديقي
نشرت صحيفة «روزاليوسف» فصلا بعنوان: «عمر خورشيد الأسطورة والحقيقة»، ذكرت أنه «من مذكرات الفنانة الراحلة سعاد حسني التي بلغت 350صفحة»، وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المذكرات «تكشف معلومات تؤكد عداوة صفوت الشريف لـ”خورشيد”.
قالت «سعاد» في مذكراتها وفقا لـ«روز اليوسف» إنها «أمضت مع خورشيد أجمل أيام عمرها بين المغرب وتونس وباريس ولندن، وتعترف أن علاقتهما جاءت نتيجة للحزن واليأس، اللذين أصابهما بعد موت حليم صديقها وخورشيد». مشيرة في مذكراتها وفقًا للصحيفة أنها «بكت في أحضان خورشيد، كما لم تبك من قبل بعد وفاة حليم».
عن حقيقة علاقتها العاطفية بـ«خورشيد»، قالت «سعاد» إنها «يصغرها بعامين وأنها كانت تحبه كأخ وصديق، وكان من بين أشخاص معدودين علي أصابع اليد الواحدة عرفوا سرها مع حليم».
وقالت «سعاد» في مذكراتها وفقًا للصحيفة: «بعد وفاة حليم، أصبح صفوت الشريف عام 1981 رئيسًا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، ثم صار اليد اليمني لنائب الرئيس وقتها محمد حسني مبارك، ولم يكف عن مضايقتها، وعندما علم (خورشيد) ذهب إلى (صفوت) في مكتبه بالتليفزيون، وهدده بكلمات واضحة (سعاد تاني لأ فاهم يا صفوت) و(صفوت) ذو الوجه الجامد ابتسم لـ(خورشيد) دون أن ينطق حرفًا»، وفقًا لما نشرته صحيفة «روزا اليوسف».
وذكرت صحيفة «روز اليوسف»: «لم تكن هذه المرة الأولي التي ينفعل فيها خورشيد على صفوت، لكن حدثت مرة سابقة عام 1976، في الليلة الثانية لحفل شم النسيم، التي غنى فيها حليم (قارئة الفنجان)، وحاول (صفوت) أن يفسد الليلة، ووقتها تدخل خورشيد ليوقفه»، وفقًا لما نشرته الصحيفة.
تؤكد «سعاد» في مذكراتها التي نشرتها «روزا اليوسف» أن «صفوت الشريف أطلق عن طريق بعض الفنانين والفنانات الذين يعملون لحسابه، شائعة تفيد أن خورشيد علي علاقة حب مع ابنة السادات، (نانا) أو جيهان محمد أنور السادات، قرة عين والدها لأنها كانت آخر العنقود، وجميلة وظريفة ورقيقة ومتدينة ومشهود لها بالخلق والسلوك الحميد»، وفقًا لمذكرات سعاد حسني في «روزا اليوسف».
وتضيف «سعاد»: «ما دعم تلك الشائعة اصطحاب السادات لخورشيد معه إلي أمريكا لحظة توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والعدو الإسرائيلي، وعزف (خورشيد) في البيت الأبيض أثناء العشاء الشهير الذي تلا توقيع اتفاقية السلام».
وتحكي «سعاد»: «عرض صفوت علي السادت حكاية علاقة (خورشيد، ونانا)، ومن ثم طلب من السادات أن يترك الأمر له أي لصفوت، ويمنحه حرية التصرف والفعل مع هذا الشاب، لكن السادات طلب من (صفوت) التصرف في حدود القانون، ورفض لقاء (خورشيد) الذي حاول أن يلقاه ليشرح الأمر له بعدما شعر بحجم المؤامرة وخطورة الانتقام»، وفقًا لـ«روزا اليوسف».
قالت «سعاد»: «إن (صفوت) لم يكتف بذلك، بل أحكم الحبل جيدًا حول رقبة (خورشيد) وراح يصنع شائعة أخرى تتعلق بزيارة (عمر) إلي تل أبيب في الوقت الذي كانت الدول العربية مشتعلة بعد توقيع الاتفاقية، وعلي الفور ألغت الكويت حفلات كان (عمر) يعد لها مع فرقته الموسيقية بداية عام 1979، بل أصدرت الكويت قرارًا بمنعه دخول أراضيها، استنادًا إلي القانون الملكي رقم 21 لسنة 1964 بشأن مقاطعة إسرائيل ومن يتعامل معها، كما أصدرت قطر قرارا بتاريخ 8 أبريل 1979 بمنع دخول (خورشيد) إلى أراضيها، تلا ذلك قرارات منعه من عدة دول عربية أخرى»، وفقًا للمذكرات في «روزا اليوسف».
قبل وفاته بعدة أسابيع، سافر «خورشيد» إلى أستراليا لإحياء حفلات مصطحبًا زوجته اللبنانية «دينا» ومعه محرم فؤاد، وهناك تعرض «عمر» لمرض حمي البحر الأبيض المتوسط المعروفة، وهو مرض يصاب به سكان البحر الأبيض بنسب نادرة، ومن أعراضه ظهور لون أزرق علي الأظافر، والشعور ببرد شديد، وألم في الصدر، والجنب والبطن، وحمى والتهاب في المفاصل، وضيق في التنفس لمدة من 12 إلي 24 ساعة، وفي المستشفي قرر «عمر» إجراء عملية البواسير خاصة أن طبيبه المعالج كان مصريا اسمه فؤاد جبريل وبعد شفائه ارتدي نظارة طبية لأن المرض أضعف بصره، وفقا لـ«روز اليوسف».
قالت «سعاد»: «كان (خورشيد) يخطط لإحياء الحفل السنوي لذكري افتتاح قناة السويس في 5 يونيو 1980، وكان مصرًا علي لقاء الرئيس السادات، فطلبته الفنانة مديحة كامل، وألحت عليه قبول دعوة رجل الأعمال عادل الصيرفي، وزوجته (نوال)، بالزمالك لحفل خاص علي شرفه، حضره نجوم كبار مثل ليلي فوزي، وجلال معوض، وأحمد فؤاد حسن، وزوجته، وعدد آخر من الفنانين، وبالفعل وافق (خورشيد)».
وأضافت «سعاد» في مذكراتها: «عقب خروج خورشيد من الرولاند هو وزوجته (دينا)، فوجئ بـ3 أشخاص يركبون عربة (بويك فان) خضراء اللون نزعت منها اللوحات المعدنية، يسبونه وزوجته بأفظع الألفاظ، ثم تقدموا أمامه وكأنهم يستفزونه، فطاردهم بطول شارع الهرم بسرعة كبيرة، حتى وصلت سيارته لنهاية شارع الهرم أمام مطعم (خريستو)، فكسرت عليه السيارة الخضراء، فاختلت عجلة القيادة في يديه، واصطدم بالجزيرة المتوسطة بعنف، وطار جسده خارجًا من الزجاج الأمامي الذي تسبب في جروح ذبحية ثلاثية بالرقبة والصدر، واصطدم جسده بعدها بعامود الإنارة فحدث به عدد من الكسور، كما جاء بتقرير الطبيب الشرعي، ومات عمر في مستشفي (المواساة)، بينما نقلت زوجته (دينا) لمستشفي (الأنجلو)».
في المذكرات، كشفت «سعاد» أن «الموسيقار محمد عبدالوهاب علم بالمؤامرة، فأخبر (خورشيد) كي يحتاط، وأقنعه بضرورة طلب لقاء عاجل مع السادات، وبعد مقتل خورشيد قام عبدالوهاب المعروف بدبلوماسيته الشديدة وصرح لصحيفة (لوموند) الفرنسية إن «خورشيد قتل بسبب مؤامرة سياسية»، وذكرت «سعاد»: «أن ذلك التصريح أغضب السادات الذي اعتقد أن عبدالوهاب يقصده».