في ذكرى وفاتها.. القصة الكاملة لخناقة هدي سلطان مع الجيران
- رشا إماميحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة هدي سلطان، علي ضوء هذا الموضوع بحث “الميدان “ في ذكريات الفنانة الراحلة هدي سلطان حتي عثر على تفاصيل خناقة بين الفنانة الراحلة هدي سلطان وجيرانها بالجيرة وصل الأمر إلي القضاء، وإليكم تفاصيل الخناقة.
كانت تعيش الفنانة هدى سلطان لفترة، أثناء زواجها من الراحل فريد شوقي، في الطابق العاشر من عمارة السعوديين بمنطقة العجوزة، ورغم تمتعهما بحب الكثيرين لفنهم إلا أن ذلك لم يمنعهما من الوقوع في مشكلات مع جيرانهم.
في يوم من الأيام وقعت مشاجرة شرسة بين هدى سلطان وجارتين لها، ودخل في الأزمة كذلك فريد شوقي، وهي الخلافات التي وصلت إلى ساحات القضاء بسبب الأسانسير.
وفي الخناقة أصيبت «هدى» في عينها اليسرى نتيجة الاشتباكات داخل الأسانسير، لتتوجه إلى النيابة وتدلي بأقوالها في التحقيقات، والتي نشرت نصفها صحيفة «الأخبار» في سبتمبر 1958.
في التحقيقات قالت «هدى» إنها كانت تقف على باب المصعد في الدور العاشر أمام شقتها في السادسة مساءً، وكانت متعجلة للذهاب إلى المسرح، لأن العرض سيبدأ بعد 30 دقيقة فقط.
وتابعت: «أخذت أضغط على زر الأسانسير فترة طويلة حتى صعد، وما أن توقف وفتحت الباب حتى فوجئت بسيدتين بداخله تصرخان في وجهي بعصبية شديدة، قائلتين: (لا ماتدخليش، إنتي طلعتينا من الدور الثامن، أحنا ننزل أولاً)».
وردت عليهما: «وماله أنزل معكم»، لتفاجأ بهما تقولان: «لا مستحيل اخرجي يا ممثلة»، مردفةً: «بدون سابق إنذار فوجئت بأن سيدة منهما تصفعني على وجهي، وكانت الصفعة أعنف من أن أتحملها، أغمضت عيني وأحسست أنني وقعت على أرض الأسانسير، وأصوات الشتائم تنزل على أذني، ثم انهالتا عليّ خربشة بالأظافر وضربًا بالأيدي والأرجل، وأفقت لنفسي وأنا داخل شقتي، ثم نزلت وأنا في حالة عصبية».
ومن جانبه أدلى الفنان فريد شوقي بشهادته، وقال: «كنت في انتظار هدى عند باب العمارة كما اتفقنا بعد أن شاهدت مباراة مصر وألمانيا، وفوجئت بها تخرج من المصعد وهي في حالة عصبية فظيعة، والدماء تسيل منها وهي تصرخ وتنادي البوابين، وتطلب منهم أن يبلغوا صاحب العمارة من أنه لابد من تعيين عامل خاص للمصعد، فقُلت لها: (ماذا حدث؟) لترد: (ضربوني)».
بسبب ارتباطه هو وزوجته بعرض مسرحي أجل «فريد» التوجه إلى قسم الشرطة إلى بعد منتصف الليل، ، وما أن انتهى حتى حررا محضرًا بالاعتداء على «هدى»، وأفاد التقرير الطبي بأنها مصابة بكدمات وسحجات بالوجه، وفي فروة الرأس وحول العين اليسرى، وكله ناتج عن اصطدام بجسم صلب غير حاد.
أكد التقرير على حاجة «هدى» لفترة علاج أقل من 20 يومًا «ما لم يحدث طارئ»، وتم تحويلها إلي مستشفى قصر العيني قسم الرمد، لتقدير إصابة العين اليسرى.
كلفت «هدى» محاميتها الخاصة مفيدة عبدالرحمن برفع جنحة مباشرة عن عبارات السب والقذف العلني التي سمعتها من الجارتين، وطالبت بتعويض قدره 10 آلاف جنيه عن الإصابات التي لحقت بها، مؤكدة: «وجهي هو رأس مال ضخم لي، في عملي كممثلة سينمائية».
وتقدمت السيدتان إجلال محمود، و«ثريا» إلي قسم شرطة ثان جيزة بشكوى مضادة، واتهمتا الفنانين بالاعتداء عليهما بالضرب والسب، وقالت الأولى: «إن هدى ضغطت على زر الأسانسير، فتعلق بين الدورين الأول والثاني، ولما صعد وهمت بالخروج منه مع شقيقتها ثريا استقبلهما فريد وهدى بالصفعات واللكمات، وطالبا بأن يتم تحويلهما إلى الكشف الطبي».
حيث أفاد التقرير الطبي كذلك بأن الشقيقتين بهما جروحًا وكدمات، كما قال شاهد اسمه محمد الحضري، طالب حقوق، إنه حضر المشاجرة ورأى اعتداء «فريد وهدى» عليهما أيضًا، وتابع: «كان فريد في حالة غضب».
خلال التحقيقات قالت «إجلال» إن «فريد» و«هدى» اعتديا عليها بأياديهم، وتابعت: «وإحنا راكبين الأسانسير اعتدى فريد علينا بالضرب هو زوجته، اللي ظنت إننا بنعطل الأسانسير من غير مناسبة»، وتابعت: «كان في طالب من كلية الحقوق يسكن بالدور الثامن شاهد الحادث، ويشهد أن فريد كان فى حالة غضب ويضربنا ويسبنا».
في نهاية الأمر أُحيل التحقيق إلى النيابة، وكل من الطرفين أصر على السير في الإجراءات القانونية.