شيء ما في بُقي
عبد الرشيد مطاوع
مُشفق علي الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم أو هكذا أبدو، يحاول أن يحقق المعادلة الصعبة في ملف نهضة ومنظومة التعليم المعروفة بـ"خلطة شوقي التعليمية" لكنه متعثر..
يسعى لإصلاح حال المعلم والطالب في آن واحد بفلسفة انقرضت منذ زمن، يركض بسرعة رجل مسن ناحية تطوير وتنقية وفلترة المناهج الحشو والمعقدة دون جدوى، عين "جنابه" على مواجهة الدروس الخصوصية التي تلتهم مليارات الجنيهات سنويا، وعين أخرى مرتعشة علي كرسي الوزارة خوفا على فقدانه في أقرب تعديل وزاري .وزير التابلت المعروف بـ"الدكتور طارق شوقي" مثل غيره ممن جاءوا إلي كرسي نظارة التعليم لم يقدم حتى الآن جديدا لملف التعليم إلا ما ندر في زاوية تطوير ميكروفون الإذاعة المدرسية، وصيانة حمامات المدرسة، وأسلوب تحية العلم في طابور الصباح على موسيقى المايسترو حسب الله السادس عشر وأنغام وغناء مطرب الأجيال شعبان عبد الرحيم، لكن هل اقترب الوزير من جوهر الفكر التعليمي، هل بحث كيف كانت الفلسفة التعليمية وكيف صارت، للأسف سعادة الوزير لم يقترب لا من الجوهر ولا من القشور وفضل السلامة مع الاستمرار في حرب شو وتصريحات عن التابلت المعجزة وطالب المرحلة العصري في المدارس الخاصة والمدارس اليابانية دون أن يتحدث عن تطوير الطالب والمعلم وطريقته في مواجهة كثافات الفصول في المدارس الحكومية بالقرى والكفور والنجوع وخططه في حل أزمة الكتاب المدرسي الذي يكلف الدولة مليارات الجنيهات فواتير طبعه دون أن يستفيد منه الطالب الذي دائما وأبدا وعلى مدى سنوات طويلة سابقة يهرب إلي الكتاب الخارجي لسهولة عرضه دون طلاسم ودون تعقيدات .
وزير التربية والتعليم على ما يبدو يعيش في كوكب آخر، لا يرى الصورة كما ينبغي، يغض البصر عن أزمات وزارته القديمة والمتلاحقة ، فقط يراهن ال علي التابلت، يروج أنه مفتاحه السحري الذي سينقل الطالب إلي مرحلة النهضة والتقدم، وكيف يا سيادة ال في حين أن خبراء يرون العكس، دكتور حسام عيسى وزير التعليم العالي الأسبق واحد من هؤلاء قال:" إن نمط التعليم الحالي لا يُعلم الطالب التفكير سواء استخدم التابلت أو الكتاب ووصف عيسى فكرة التابلت بـ"الفاشلة" .من نصدق إذا .. كلام الخبراء أم كلام وزير التربية والتعليم ؟ نصدق الواقع الذي نراه في المدارس، في الفصول ذات الكثافات العالية، في نوعية الطالب الذي لا يستطع القراءة حتى بعد حصوله على الشهادة الإعدادية، نصدق الواقع أيضًا في صورة المدرس البائس، في وضع الكتاب المدرسي الفاشل، في حال المناهج المدمرة المحشية بخلطة "الشيف شربيني " والشيف سعدية خبيري المحاشي في مجموعة وهيئة المكتب الفني للوزير لشئون طبخ وتعليب ولف المنظومة التعليمية .. وفاصل .. وهنصوت.