لقاءات سرية وزيارات علنية.. تسونامي التطبيع يجتاح الوطن العربي
- السيد سلامةيبدو أن قطار التطبيع العربي والإسلامي مع إسرائيل يسير مسرعا، ومحطاته بدأت تتزايد، حيث أظهرت تقارير إسرائيلية أن المحطة العربية والأفريقية المقبلة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تتمثل في السودان، فيما أعلنت تل أبيب رسميا عن مساع لإقامة علاقات مع البحرين.
وفي هذا السياق، أكد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عقد اجتماعات سرية مع عدد من رؤساء الدول، التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وأوضح دانون، وفق ما أوردت القناة الإسرائيلية السابعة، أن نتنياهو، اجتمع سراً مع عدد من زعماء الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى دول أخرى.
ورجح دانون، أن تشهد الفترة المقبلة، مزيداً من التطورات في هذا الملف، وأن تكون هناك اجتماعات ولقاءات وزيارات علنية.
ولفت إلى أنه بصفته سفيراً لدى الأمم المتحدة، أجرى هو الآخر اتصالات وعقد لقاءات مع ممثلي بلدان ليس لها علاقات مع إسرائيل، مبيناً أن بعض تلك الدول، باتت تمتنع عن التصويت ضد إسرائيل في أي قرارات للأمم المتحدة.
نتيناهو يزور الخرطوم قريبا
استغل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس التشادي، إدريس دبي، يوم الأحد، ليعلن أنه يعتزم قريباً زيارة دول عربية أخرى لا تقيم إسرائيل معها علاقات دبلوماسية. ويؤكد ذلك بحسب نتنياهو "التغييرات الجارية في العالم العربي".
وفور تصريح نتنياهو، تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية الإعلان لتؤكد نقلاً عن مصدر سياسي مسؤول، أن "السودان هي الدولة العربية الأفريقية المقبلة التي يعتزم نتنياهو زيارتها قريبا".
وبموازاة ذلك، قالت القناة الإسرائيلية العاشرة، إن إسرائيل تعمل بشكل حثيث أخيرا لإقامة علاقات دبلوماسية مع دولة البحرين، ويأتي هذا الإعلان ليضاف إلى تقارير سابقة تحدثت عن زيارة مقبلة لنتنياهو إلى البحرين، بعد زيارته الشهر الماضي بشكل رسمي سلطنةَ عُمان.
ويتزامن هذا الإعلان مع الكشف في القناة الأولى عن سلسلة زيارات سرية قام بها رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، أخيرا لعدد من الدول العربية والإسلامية التي لا تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وفقًا لتقرير أوردته "شركة الأخبار" الإسرائيلية “القناة الثانية سابقًا”، أن تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع السودان يبدأ بفتح الأجواء السودانية أمام شركات الطيران الإسرائيلية، وعلى وجه الخصوص رحلات الطيران القادمة والمغادرة من البلاد إلى البرازيل.
مساع إسرائيلية لإقامة علاقات دبلوماسية مع البحرين
وأكدت "شركة الأخبار" أن الرقابة سمحت لها بنشر أن هناك مساع إسرائيلية لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية وعلنية مع البحرين، وسط تقارير تفيد بأن المنامة ستكون أول دولة خليجية تعلن عن علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، خاصة أن السلطات البحرينية "لا تعتبرها “إسرائيل” عدوا، وأن ذلك التقارب لن يتعارض مع المبادئ الأساسية للبلاد".
ونقل المراسل السياسي للقناة العاشرة الإسرائيلية، باراك رافيد، عن مسؤول إسرائيلي رفيع، قوله إن إسرائيل تبذل حاليًا جهودًا لتعزيز إقامة العلاقات الدبلوماسية مع البحرين.
وأشار التلفزيون الرسمي الإسرائيلي “كان”، أن زيارة نتنياهو للدولة العربية الأفريقية المسلمة “لم يسمها”، في إشارة إلى السودان، ستكون في الفترة القريبة المقبلة.
وأكد "كان" أن مسؤولين إسرائيليين زاروا بالفعل، بصورة غير معلنة، هذه الدولة العربية المسلمة، وأشار إلى أن الدولة المذكورة لا تجمعها علاقات دبلوماسية علنية مع إسرائيل، وأن الزيارة تأتي في سياق استئناف الحملة التي بدأها نتنياهو في زيارته، مؤخرًا، لسلطنة عُمان.
قطر ترحب بالإسرائيليين في المونديال
قالت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي إن قطر ستفتح مساراً جديداً في العلاقات مع الدولة العبرية خلال الأعوام القليلة المقبلة، وإنها ستسمح بزيارتها لمن يرغب من المواطنين الإسرائيليين في ذلك خلال مونديال كأس العالم لكرة القدم، المقرر عقده في الدوحة عام 2022.
وذكرت القناة أن مسؤولين قطريين تحدثوا لمراسلها الصحفي، وأوضحوا له أن بلادهم ستسمح للجمهور وللمسؤولين الإسرائيليين بزيارة الدوحة أثناء المونديال. وأشارت القناة إلى أن قطر ستفتح أبوابها للجمهور الإسرائيلي، بشكل حر ومطلق، لحضور فعاليات كأس العالم لكرة القدم، علماً أنها تسمح اليوم بزيارات مرتبة مسبقاً لمسؤولين وتجار.
يأتي ذلك فيما يزور إسرائيل، الرئيس التشادي إدريس ديبي إنتو، في أول زيارة علنية لمسؤول تشادي رفيع المستوى، وذلك في إعلان لتجديد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
فيما أكد تقرير إسرائيلي أن أبو ظبي ستقدم تمويلا لمشروع "إسرائيلي/ أوروبي" يتمثل بمد خط غاز في أعماق البحر والذي سيكون الأطول بالعالم، بطول ألفين كيلومتر، وسيتيح لإسرائيل تصدير الغاز لليونان وإيطاليا وقبرص. وسط تقارير صحفية تؤكد أن طائرتين توجهتا من إسرائيل إلى الإمارات، نهاية الأسبوع الماضي، بعد المكوث في العاصمة الأردنية، عمّان، لمدة 5 دقائق.
يذكر أنه في 26 أكتوبر الماضي، قام نتنياهو بزيارة لسلطنة عمان بدعوة من السلطان قابوس بن سعيد، هي الأولى من نوعها لمسؤول إسرائيلي منذ 22 عاما.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء أمس الأحد، في مؤتمر صحافي مشترك أعقب لقائه بالرئيس التشادي إدريس ديبي إنتو، الذي يزور البلاد، إن "المباحثات الثنائية تطرقت إلى التغييرات التي طرأت على تعامل العالم العربي مع إسرائيل"، على حد تعبيره، مضيفًا أنه تم ترجمة ذلك بزيارته الأخيرة لسلطنة عمان التي ستتبعها زيارات أخرى، مؤكدا "ستكون هناك زيارات أخرى لدول عربية أخرى قريبا جدا".
ويتفاخر نتنياهو في مظاهر التطبيع مع الدول العربية، زاعما أن ذلك يصب في استقرار المنطقة في مواجهة "الخطر الإيراني" المشترك، وأنها طريق لسلام محتمل مع الفلسطينيين، خلافا للموقف العربي والفلسطيني الذي يرى في السلام الفلسطيني الإسرائيلي طريقا للتطبيع مع الدول العربية.
وفي هذا الصدد، قال نتنياهو، نهاية الشهر الماضي: "اعتقدنا دائما أن لو حللنا مشكلة الفلسطينيين سيفتح هذا الأبواب أمام تحقيق السلام مع العالم العربي". وتابع: "هذا صحيح بالتأكيد لو كان بالإمكان القيام بذلك، ولكن ربما أنه من الصحيح أيضا وربما أكثر هو بأن لو انفتحنا على العالم العربي وطبعنا العلاقات معه، فهذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى إمكانية المصالحة والسلام مع الفلسطينيين".