خاص.. تفاصيل جديدة تكشفها صديقة ضحية التنمر بالإسكندرية
- إسلام محمدالكثير من الكلام يخرج من أفواهنا كالرصاص فى وجه الآخرين ويصبهم فى مقتل، واقعة مأسوية راح ضحيتها فتاة فى عمر الزهور بسبب التنمر عليها من قبل مشرفات المعهد الصحى الذى تدرس به، بعد أن وصفوها بالسوداء وتشبيهها بالرجال، لتواجه تلك الإهانات بالانتحار فى الإسكندرية.
«وحشتنى جدا» .. بتلك الكلمات بدأت روان صديقة ضحية التنمر إيمان صالح، حديثها لـ "الميدان"، حول تلك الواقعة، مضيفة أنهما كانا صديقتان منذ 5 سنوات ولم يفترقا مطلقا حتى قبل وفاتها . أنتى سودة وشكلك وحش وشبه الرجالة، هكذا تقول روان أن بعض مشرفى معهد جمال عبد الناصر للتمريض الصحى كانوا يصفون ضحية التنمر، مما جعلها فى ضغوطات مستمرة فى حياتها، إلا أنها كانت قوية فى مواجهة تلك الكلمات التى جرحت مشاعرها أمام زميلتها فى المعهد.
تضيف راون قائلة: “كلام المشرفين عن شكلها كان بيضايقها، فيجعلها تقول فيا ايه مختلف عن البنات التانية، وشكلى وحش ليه، كل ذلك التنمر بها جعلها فى حالة من الحزن والضيق تجاه هؤلاء المشرفات وأنها ليس بيدها شىء لعمله سوى الصمت حتى لا يتم معاقبتها من قبلهم فى نتائج دراستها".
وبنبرة حزينة تقول روان: "إيمان كانت بتيجى تقولى حطيلى ميكيب علشان ابقى زى البنات التانية، وكنت بحبها جدا ومكناش بنفترق خالص وبنذاكر كل حاجة مع بعض فى التليفون او فى المنزل، علشان هى أكتر من أختى".
وتروى روان، أحد المواقف المأسوية التى عانت منه صديقتها قائلة:" عند الذهاب لإحدى التدريبات فى المستشفيات كان المشرفات يجبرونها على ارتداء حجاب رغم أنها ليست محجبة وذات شعر طويل، وكان ذلك يسبب لها الضيق والتمييز بين اصدقائها، ويعلل المشرفات ذلك لتميزها بأنها بنت، وأنها كانت توافق على ذلك لتسيير الأمور وعدم افتعال مشاكل خلال دراستها".
تضيف روان قائلة: "عندما يقوم مشرفات المعهد بإهانة إيمان يجعلها حزينة جدا مما يدفعها للتفكير فى الغياب عن المعهد، إلا أننى كنت أغصبها على الحضور فى اليوم التالى وأن ذلك يجعلها قوية فى مواجهة تلك الإهانة ويجعلها تفكر فى مستقبلها فقط ولا تلتفت لذلك مطلقا".
انتحار أم سقوط قضاء وقدر
تقول روان أنها تستبعد فكرة انتحار صديقتها بإلقاء نفسها من الطابق الرابع بمنزلها، ومن الممكن أن تكون سقطت قضاء وقدر، وذلك السر لا يعلمه إلا الله فقط، وأننا ننتظر تحقيقات النيابة للكشف عن الحقيقة وبعد التحقيق مع المشرفات فى المعهد عن المعاملة التى كانوا يعاملون بها إيمان صديقتها. اخر كلام الصديقتين كلمتها قبل ما تموت بساعة..
وروت روان آخر حديث لها مع صديقتها قائلة:"آخر مرة اتقابلنا يوم الاثنين الماضى، وكلمتها فى التليفون قبل ما تموت بساعة واحدة فقط، كنا بنتكلم عن الامتحان وكانت قلقانة منها ومش عارفة تذاكر وقولتلها طول ما أنا جنبك متخافيش من حاجة، وقفلت معاها علشان تخلص مذاكرة، واتصلت بعدها بساعة رد عليا أخوها وقالى الله يرحمها".
تقول روان، إن حياة صديقتها مع أهلها طبيعية جدا وليس بها ما يعكر صفوها أو يجعلها تقدم على الانتحار ، وأن والديها وأشقائها يعتنون بها جيدا، ولا يوجد بينهم مشاكل تصل للعنف أو غير ذلك، وحياتهم تسير مثل اى عائلة مع بعضهم.
وتروى روان يوم جنازة صديقتها وتقول: " منذ السادسة صباح يوم الجنازة جميع أصدقاء إيمان فى المعهد تواجدوا أمام مشرحة المستشفى، وسط بكاء وصراخهم عليها، وتغيب عن الحضور مدرسي ومشرفى المعهد الذى تدرس فيه وكانت جنازة كبيرة لتوديعها لمثواها الأخير". وطالبت روان فى نهاية حديثها بسرعة إجراء التحقيقات وكشف الحقيقة.