قاتل والدته في الخانكة: ”أنا آسف”.. والجيران ”مريض نفسي وكان بيتعالج ومواظب على الصلاة"
- سمر فتحيمحمد أبو زيد
لم تكن تتخيل الحاجة ”نوال” أن نهايتها ستكون على يد نجلها الذي وهبته الحياة بعد أن عانت معه الآمرين مابين مرضه النفسي وطلاقه لزوجته وأم أولاده ولكن كان للقدر كلمة آخرى وسطر نهاية مآسوية للسيدة المسنة.
لا حديث للأهالي في منطقة الخانكة بالقليوبية إلا عن ذلك الشاب الذي يعاني من مرض نفسي جعلته يقدم على قتل والدته بطريقة تقشعر لها الأبدان بعد أن هشم رأسها بآلة حادة، ولم يرحم ضعفها وكبر سنها وجسدها الهزيل الذي نال منه المرض ما نال حتى فاضت روحها إلي بارئها.
”الميدان” كانت في مسرح الجريمة التي هزت شارع مسجد الطناني بمنطقة القلج بالخانكة، وألتقت بالجيران وشهود العيان لمعرفة ما حدث ليلة مقتل الحاجة ”نوال”
”خالد كان مؤدب ومكنش حد بيسمع له حس ومواظب على الصلاة يسمع الآذان يجري على الجامع" بهذه الكلمات إستهل ”ناجح أحمد عبدالرحمن” 53 سنة ميكانيكي أحد جيران المتهم حديثه لنا مضيفآ ” كان بيعاني من اكتئاب نفسي وأنا روحت معاه مستشفى الخانكة قبل كده علشان يكشف ويتعالج محدش وافق أنه يقبله ويعالجه كانوا بيدوله مهدئات، والحالة ذات عنده بعد طلاقه لمراته مع أنه كان بيحبها وعلاقته بوالدته كانت كويسة"
واستطرد قائلآ ” الحالة كانت بتيجي له من وقت للتاني، وقبل الحادثة بيوم كان هيخطب والحاجة ”نوال” كانت عايزة تجوزه من سنة عشان ينسى مراته اللي طلقها، وقالتلي فيه ناس هييجوا يسألوا عن ”خالد” قولهم انه كويس والحاجة قالتله إدي فلوس القبض بتاعك لولادك واصرف معايا من المعاش بتاعي، ومكانش بيدخن ولا بيتعاطى اي أنواع مخدرة”.
وبنبرة حزينة قال ”أبو بكر إبراهيم” 36 سنة، سباك، أحد الجيران وشاهد على الواقعة ”قبل الواقعة كان معايا وقالي عايزك تصلح ”الصرف الصحي” عندي، وتاني يوم الصبح واحدة من الجيران اكتشفت الواقعة وبلغنا الشرطة ولما طلعنا شقتها لاقيناها في الصالة والدم غرق وشها ودماغها مفتوحة ولما ”الظابط” سأله أنت اللي قتلت والدتك قاله ”أنا آسف” وكان بيقول أنا عايز ”زينب” يقصد طليقته اللي معاه منها 4 أولاد.
وألتقط أطراف الحديث ”أحمد محمد زريق” 48 سنة، سائق أحد جيران المجني عليها وشاهد عيان على الواقعة، ويقطن معها فى نفس المنزل بالطابق الثاني أسفل شقة الحاجة ”نوال” حيث قال ” رجعت من الشغل يوم السبت الماضي الساعة 9 بالليل، وكان فيه صوت صراخ ولما سألت عرفت أن ”خالد” ابنها جاتله الحالة لأنه مريض نفسي وتاني يوم سمعت نفس الصوت والصراخ وعرفت أنه وقع فى المنور الخلفي بتاع الجيران من الدور التالت، ولما روحت أشوفه مكنش قادر يمشي على رجليه، وبسأله على اللي حصل مرضيش يتكلم معايا".
يلتقط الرجل الأربعيني أنفاسه ليستعيد ما حدث ” روحت أنا وواحدة من جيرانا وابن عمي ”محمد” نشوف الست ”أم خالد” لقينا دم قدام الباب مرضيناش ندخل وبلغت نقطة الشرطة ولما الظابط حضر وفتح الباب لقينا الجثة على الكنبة في الصالة وكان فيها أكتر من ضربة ب”يد الهون” في منطقة الرأس”
وأضاف الشاهد ”طلبتني النيابة للشهادة وقولت أقوالي و”خالد” لما كان بيسأله وكيل النيابة مكنش بيرد وطلب ”أكل وشاي” ووكيل النيابة نفذ له طلبه.
وكان اللواء رضا طبيلة مدير أمن القليوبية قد تلقى إخطارآ من العميد شريف إلهامي مأمور مركز الخانكة بتلقيه إشارة من مستشفى السلام بإساقبالها”نوال.ا” 70 سنة، ربة منزل، مصابة بكسر بقاع الجمجمة ونزيف حاد بالمخ مما أدى لوفاتها.
وبالإنتقال وإجراء التحريات تبين أن نجل المجني عليها ”خالد.م.م” 45 سنة، فرد أمن وراء إرتكاب الواقعة، وتم ضبطه، واستمعت مباحث مركز شرطة الخانكة لأقوال المتهم، والذي أدلى بإعترافات تفصيلية وقال ”أنه يعاني من مرض نفسي منذ فترة ولايدرك مايفعله من تصرفات لدخوله في حالة تشنجات حادة ويصعب السيطرة عليه، ويوم الحادث نشبت مشادة كلامية مع والدته بسبب الخلاف على إعادة زوجته التي قام بتطليقها من فترة”
وأضاف ”أمسكت ب”يد الهون” وهشمت رأسها ولم أشعر بنفسي إلا عند عثور مالك العقار عني بعد سقوطي في المنور”.
وقررت نيابة الخانكة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، وعرضه على لجنة طبية للتأكد من قواه العقلية، وتشريح جثة المجني عليها لمعرفة سبب الوفاة والتصريح بالدفن.