المحامي أحمد الجهني فى حوار شامل لـ"الميدان": «بوسى» كانت مرعوبة من السجن وكنت متأكد من براءتها
أجرى الحوار - محمد أبو زيد
قال أحمد فؤاد الجهني محامي المطربة «بوسى»، إنه كان يعلم أن موكلته المطربة الشهيرة «مظلومة» فى قضية «الشيكات بدون رصيد»، مضيف أن التعامل بطريقة عفوية، وزوجها هو ذاته مدير اعمالها هذا سبب الكارثة.
وأضاف «الجهني» فى حواره، أن «بوسي» شخصية طيبة، ومتواضعة وكل من كان يقابلها في المحكمة، يشعر بأنها مظلومة، وستحصل على البراءة، وقد كان ووثقت من براءتها وقبلت التحدي، وإلى نص الحوار:
في البداية.. كيف تعرفت على المطربة بوسي ولماذا وافقت على الدفاع عنها؟
أنا بطبيعتي لا يهمني سوى الدفاع عن الحقيقة، ومن الوهلة الأولى عند سماع قصة «بوسى» تيقنت أنها بريئة، وفي أول مقابلة معها كانت «مرعوبة»، وطلبت مني الدفاع عنها، وكان ذلك بعد إقامة قضايا ضدها، وصدور أحكام قضائية، ورغم صعوبة القضية كنت واثق من براءتها وقبلت التحدي.
وما قصة الشيكات؟
بدأت قصة «الشيكات» عندما تزوجت ياسمين محمد شعبان الشهيرة بـ«بوسي» مدير أعمالها وليد محمد عاشور طلبة وشهرته«وليد فطين» الذي يكرر نفس السيناريو المعتاد مع كل فتاة في بداية حياتها، وإقناعها بالزواج منه فهو لا يخسر سوى «ورقتين» عند المأذون حتى يمتلكها فبدلًا من أن تكون علاقة عمل فقط لفنانة سواء كانت راقصة أو مطربة تتحول لعلاقة زواج، وبوسي ليست أول ضحاياه وبالفعل تم زواجهما لأنها كانت تحلم بالاستقرار، ورأت حياتها بشكل مختلف، ووجد الأمر قبولًا لديها؛ فهي فتاة قادمة من الريف، وهو من مدينة السويس، والفرق الاجتماعي بينهما ليس كبيرًا.
وبدأ بعد الزواج تولي أمور عملها، ولم تكن معروفة؛ بعد حتى ظهرت مع محمد رمضان في فيلم «الألماني»، وقدمت أغنية «آه يا دنيا»، ومن هنا بدأت شهرتها الحقيقية، وانهالت عليها الحفلات وإحياء الأفراح.
وفى هذا الوقت، حاول الزوج السيطرة عليها فيما بعد أقنعها بالتوقيع على عقود احتكار، وعقود أخرى، وكان يتولى بنفسه التوقيع على تلك العقود بموجب «توكيل» منها لصالحه، ويتحصل هو على 90℅ من دخلها والباقي مصاريف بحجة أنه يتولى الإنفاق على متطلبات المنزل بالإضافة لأجرها، وكانت متقبلة وراضية بأجرها الزهيد مقابل أن تعيش معه فى أمان وحتى يضمن عدم خروجها عن سيطرته حسبما كان يفكر انتزع توقيعها على عدة شيكات على «بياض».
ولماذا وافقت على التوقيع؟
لأنه لم يدور في ذهنها أي شئ فهو والد طفلها ولن يتسبب لها فى ضرر على حسب اعتقادها، وكما ذكرت هي تتعامل بعفوية شديدة، واستغلها المدعو «وليد» أسوأ استغلال، واحتفظ بتلك الشيكات في منزل الزوجية، وسارت الأيام بشكل طبيعي حتى فوجئت بعودتها في أحد الأيام لمنزلها في غير مواعيدها بوجوده وبصحبته «راقصة» وبدأت الخلافات بينهما وتم انفصالهما وبعد فترة قصيرة تم القبض عليه على خلفية قضايا «حيازة سلاح ناري وذخيرة من دون ترخيص واحكام صادرة ضده في قضايا خيانة امانة وشيكات» وتم حبسه 6 أشهر فقامت شقيقته وزوجها بطرد «بوسي» من منزلها والاستيلاء على أوراقها وملابسها لاعتقادهم أنها وراء الإبلاغ عن طليقها.
كيف انتقلت الأزمة لساحات المحاكم واتهامها بتحرير شيكات بدون رصيد؟
فور خروجه من السجن أقام ضدها 27 قضية شيكات باسمه هو وشقيقته، واسماء بعض معارفه بغرض الانتقام منها بمبالغ فلكية تخطت الـ80 مليون جنيه، وتراوحت المبالغ الموجودة بالشيكات من مليون ونصف المليون إلى 3 ملايين جنيه للشيك الواحد وحصلنا على حكم ضده بالحبس بتهمة الاستيلاء على تلك الشيكات وأحكام لصالحنا في تلك القضايا ماعدا قضية واحدة استطاعوا أن يحصلوا على حكم ضد بوسي وحضورها بنفسها وحينها أقنعتها بالتفاوض وعرض الصلح معه وبالفعل تمت الجلسة بحضور الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية والمنتج أحمد السبكي ووقع طليقها على إقرار بتنازله وتصالحه نهائيًا فى كل الدعاوى الجنائية والمدنية سواء كانت باسمه أو بأسماء غيره وتعهد بردها في حالة تداولها بين المحاكم أو تقديمها للبنوك لصرفها أو تداولها لآخرين ويكون مسئولا مسئولية جنائية ومدنية كاملة، ثم طلب الاحتفاظ بدفتر الشيكات معه بعد توقيعه على الإقرار، وتم الاتفاق على حصوله على مبلغ 5 ملايين جنيه على أجزاء وحصل على مبلغ مليون ونصف المليون في تلك الجلسة سلمهم له المنتج أحمد السبكي بنفسه ولم تكن بوسي تمتلك تلك المبلغ «استلفتهم» من أشخاص كثيرين.
كيف تصالح وحصل على مبالغ مالية وأقام ضدها عدة قضايا؟
هو تصالح فقط فى 27 قضية وفوجئنا في بداية 2017 بإقامة ضدها 13 قضية أخرى، واستعان بـ«13» محاميًا بواقع قضية لكل محام، واتفق معهم على الحصول على نسبة من قيمة المبالغ الموجودة على «الشيكات» في حالة كسب القضايا، ومن المفارقات الغريبة أن أحد المحامين أقام قضيتين ضد بوسي بنص مادة تم إلغائها من 16 عام «الشيكات كان زي ورق الكوتشينة في إيديهم ومهتموش حتى بالشغل على القضايا وقراءة نصوص مواد القانون» بشكل صحيح كانت «مهزلة» حقيقية.
أما باقي المحامين فتبادلوا عمل التوكيلات لبعضهم البعض وبالبحث وجدت أن «ابن خال» طليق بوسي يمتلك «شيك» بمبلغ 3 ملايين جنيه بينما يعمل «فرد أمن» بإحدى الشركات وآخر يمتلك شيك بنفس المبلغ ويعمل «سائق» وهو ما اتضح أن المدعو «وليد عاشور» كان «بيوزع الشيكات» على أقاربه ومعارفه وبالفعل قمت بضم تلك الأوراق مع وثيقة زواج بوسي وشهادة ميلاد طفلهما وقدمتها للمحكمة التي كانت من «أول درجة» وقدمت إقرارا بتوقيع المدعي بأنه لا يمتلك شيكات أخرى، ولكن تفاجئنا بأناس يمتلكون تلك الشيكات واستندت بالمادة 312 من قانون العقوبات والتى تنص أنه لا يجوز محاكمة المتهم في السرقة ما بين الزوج وزوجته والأب وابنه إلا بناء على شكوى بنفسه وليس بتوكيل من محام وطلبت من المحكمة حضوره بنفسه لسؤاله عما إذا كان يتهم زوجته وأم طفله، ويريد حبسها ام أن المحامين أقاموا تلك القضايا دون علمه لأن في النهاية المتضرر بينهما سيكون نجلهما وهو ليس له ذنب.
وماذا حدث بعد ذلك؟
استجابت المحكمة لطلبي وطلبت حضوره بنفسه ولكنه لم يحضر لكونه «هارب» من جناية وصادر ضده حكم بالحبس 6 سنوات ما دفع باقي المحامين «المجني عليهم» بطلب «رد القاضي» وقوبل طلبهم بالرفض وكانت حيلة منهم لتعطيل اجراءات القضية وطلب المحكمة سماع أقوال الشهود وهم المطرب «محمود الليثي» والمنتج «أحمد السبكي»واستمعت لأقوالهم وبعدها أصدرت حكما بتعديل الأحكام الصادرة ضدها من 3 سنوات إلى 6 شهور والكفالة من 50 ألف إلى 1000 جنيه، وكانت تواجه بوسي مجموع أحكام ما يقرب من 33 سنة سجنآ في 11 قضية وحكم أيضا لصالحهم ببرائتهم من قضايا الابتزاز والنصب والبلاغ الكاذب وفي النهاية بعد تلك الحرب في ساحات المحاكم أسدل الستار على القضية وقضت المحكمة ببرائتها في أحكام الحبس وأكتفت بتغريمها 50 ألف جنيه في 11 قضية بمجوع 550 ألف جنيه.
ما أبرز المشاهد الإنسانية في تلك القضية خاصة أن موكلتك فنانة مشهورة؟
كنت على يقين من براءتها من أول «وثيقة زواجها» وكل من كان يقابلها في المحكمة يشعر أنها مظلومة ويلمس مدى طيبتها فهي متواضعة للغاية، واستقبلت خبر البراءة بفرحة عارمة بعد محاصرة شديدة من زوجها والضغط عليها عن طريق بعض وسائل الاعلام لتخويفها حتى تستسلم لإبتزازه.
وحكت المحامية «إسراء العربي» وهي من ضمن فريق العمل في القضية موقفا إنسانيا حدث معها حيث توفت «جدتها» في يوم نظر قضية من تلك القضايا، وكان معها كل أوراق القضية وأصرت أن تذهب المحكمة، وتترك حالة الوفاة إلى ما بعد إنتهاء الجلسة؛ إيمانا منها بالمسئولية، وبراءاة«بوسي» التى كانت تعلم بأنها«مظلومة» وصاحبة حق.
وأضافت«العربي» بذلنا جهد شاق وكنا نشعر طيلة جولات القضية أن الأمر ليس بسهل، وأيضا الفضل يعود لله ثم«الجهني» وكان دائما ما يطمئنا «انها هتخلص على آخر لحظة» وهو ما كان بالفعل.