برعاية الداخلية... إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتي "أبو زيد" و"سلطوح" بالقليوبية.. و5 ملايين جنيه شرط جزائي

شهدت قرية سرياقوس مركز الخانكة جلسة صلح عرفية بين عائلتي "أبو زيد وسلطوح" برعاية مديرية أمن القليوبية وتنسيق النائب "محمد مدينة" نائب دائرة الخانكة، وحضور لفيف من مشايخ وحكماء العرب ونواب مجلس الشعب من محافظة القليوبية وخارجها.

 

وبدأت الجلسة بالوقوف دقيقة حداد على روح "سعيد أمين أبو زيد" الذي راح ضحية مشاجرة بين عائلتي "أبو زيد و سلطوح" في يوليو الماضي.

وبدأ المجلس بتلاوة القران الكريم، وبعدها كلمة للنائب "محمد مدينة" الذي بدأ كلمته بالترحيب بالحضور قائلا " بأن البداية كانت مشاجرة عادية، ولم يكن هناك عمد أو قصد، والدليل أنه قبل الحادث بيوم واحد، كانت العائلتان يحتفلون معا بزواج كريمة عائلة أبو زيد على ابن عائلة سلطوح .

 

كما توجه "مدينة" بالشكر إلى الحضور " محمد طه الدرندلي" عمدة قرية المنية والحاج "لطفي سمحان" من كبار عرب العيايدة، والحاج "علاء فيصل شديد" نجل عمدة عرب الحويطات "العمدة فيصل شديد " والعميد "عبد الله جلال"- مدير فرع البحث الجنائي بمركز الخانكة - واللواء أيمن لقيه- حكمدار جنوب القليوبية مندوبا عن وزارة الداخلية، والعمدة أيمن عيد -عمدة عرب الغديري- و العمدة عمر حسانين , والنائب عاطف النمكي، وكل من بذل مجهود في التوصل إلى هذا الصلح، وأيضا إلى الطرفين لقبولهم شروط لجنة التحكيم , وإلى قيادات الأمن المتواجدون لتأمين المجلس . ثم واصل "مدنية " الحديث بأن هناك مشارطة تحكيم تم الاتفاق عليها بين الطرفان في حضور لجنة التحكيم .

 

شروط التحكيم العرفي

 

وقام "مدنية" بتلاوة شروط التحكيم على مسامع الجميع بين كلا من عائلة أبو زيد وهم أولاد المرحوم "سعيد عيد أمين أبو زيد" بوصاية والدتهم ،وأشقاء القتيل وهم "ناصر عيد أمين أبو زيد" و"أمين عيد أمين أبو زيد"، والطرف الثاني وهم "رمضان محمد إبراهيم سلطوح" وأبنائه "محمد رمضان وأحمد رمضان" والطرفان من قرية سرياقوس مركز الخانكة محافظة القليوبية، وارتضى الطرفان الشرط والعرف فيما حدث بينهم، وهما بكامل إرادتهما وأهليتهما القانونية على الشروط التالي ذكرها :

 

1- يقوم الطرف الثاني "سلطوح" وذويهم بتقديم الكفن إلى الطرف الأول " أبو زيد " وذويهم في المكان الذي يحدده الطرف الأول ، والموعد الذي تحدده اللجنة والجهات الأمنية، والذي كان يوم الثلاثاء بمنطقة أولاد أبو زيد .

 

2- تنازل الطرف الأول ( أبو زيد ) عن الدية الشرعية المفروضة على الطرف التاني، وكان بمثابة تصدق من عائلة أبو زيد على الطرف الثاني .

 

3- يقوم كل طرف من الأطراف كل عن نفسه وعن ذويه وأهله بالتنازل عن كافة المحاضر المحررة ضد بعضهم البعض، وتعديل الأقوال متى طلب منه ذلك .

 

4- تم توقيع عدد من إيصالات الأمانة على عدد من الأفراد من كلا الطرفين، لضمان تنفيذ ما يقع على كل منهما من التزامات حتى يتم إنهاء كافة النزاعات والمشاكل الدائرة بينهما .

 

5- اتفق الطرفان بحضور اللجنة والمختارة بمعرفتهما على أن يكون هناك شرطا جزائيا قدره خمسة ملايين جنيه ، يتم دفعها في الحالات التالية :

 

• إذا نكل أو رفض أي طرف تنفيذ أي بند من بنود مشارطة التحكيم التي تم الاتفاق عليها.

 

• إذا قام أحد الأطراف بإحداث أي مشكلة ضد الآخر .

 

• إذا حاول أيا منهما إثارة الفتن أو الاستفزاز سواء بالقول أو الإيحاء أو الإيماء .

 

• إذا صدر من أيا من الأطراف ما يعكر صفو العلاقات بينهما يطبق الشرط.

 

وتحررت المشارطة من أربع نسخ، وتم تسليم نسختين إلى الطرفين، ونسختين تم تسليمهم إلى الجهات الأمنية بمديرية أمن القليوبية.

 

وفى نهاية كلمته تقدم بالشكر إلى عائلة أبو زيد لقبولها القودة -الدية وتقديم الكفن-ولعائلة سلطوح لالتزامها وخضوعها إلى ما تم الاتفاق عليه.

 

دخول عائلة "سلطوح" لتقديم الكفن

 

وفى مشهد مهيب وقف جميع الحضور متصافين، ينتظرون دخول عائلة سلطوح وهم يحملون الكفن لتقديمه إلى أبناء القتيل -اللذان لم يتعديان السابعة من عمرهم -وإخوته وجميع عائلة أبو زيد.

 

وبعد استلام الكفن من عائلة "أبو زيد" تعانق الطرفان وسط تهليل وتكبير من جميع الحضور، وأقسم الطرفان على أنهم قد تصالحوا وتسامحوا وعفوا عن بعضهم، كما أقسموا على حسن الجوار وحسن المعاملة , وألا يتم السماح للفتن والنزاعات بينهم ، وأن عائلة أبو زيد قد استوفوا حقهم باستلام وقبول القودة أمام الجميع .

 

وتحدث الأستاذ حمدي قاسم أبو زيد - ابن عم المتوفى- الذي طلب من الجميع ضرورة رعاية الأبناء وتربيتهم التربية الخلاقة السليمة، بعيدا عن العنف والشر، وأن تساعد الأسرة أبناؤها على حمل الأقلام بدلا من حمل السلاح , وما حدث كان درسا لابد وأن يعتبر منه الجميع .

 

وبعدها قام الشيخ "حمزه الله" - إمام مسجد الحسين- بإلقاء كلمة للجميع تحدث فيها عن العفو والتصالح بين المسلمين، وأثنى على عائلة أبو زيد لعفوها وقبولها القودة من عائلة سلطوح ، مطالبا من الحضور الوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء من الجيش والشرطة الذين راحوا ضحية الغدر والخيانة من أعداء الوطن . ثم تناول الجميع الطعام على شرف أولاد أبو زيد ترحيبا منهم بالحضور، ثم وقفوا لأخذ عزاء المتوفى .

 

كانت مديرية أمن القليوبية تلقت إخطارا من العميد" عبد الله جلال" -رئيس فرع البحث الجنائي- بمركز الخانكة ، بوقوع مشاجرة بين عائلتين بقرية سرياقوس مركز الخانكة .انتقل العميد حسام الحسيني –رئيس مباحث المديرية وقتها- بمعاونة مركز الخانكة إلى منطقة الحادث ، فتبين وجود شجار بالشوم والسلاح الناري بين عائلتين" أبو زيد" وسلطوح" ، إثر تصادم بين دراجتين ناريتين يقود إحداهما اثنين من عائلة سلطوح ، والأخرى يقودها واحد من عائلة أبو زيد ,فنشبت بينهم مشاجرة ، وقام أحد أفراد عائلة سلطوح بإطلاق أعيرة نارية من بندقية آلية كانت بحوزته ، فلقي "سعيد أمين أبو زيد" مصرعه وأصيب آخرون .

 

وبعد أن ألقى الأمن القبض على المتهم "أحمد" 26 عاما، اعترف بالواقعة، كما أرشد عن السلاح الذي قام بإطلاق الأعيرة النارية منه، وتم نقل الجثة والمصابين إلى المستشفى، وتحرر محضر بالواقعة.