حلم الأذان الموحد يتحقق.. الأوقاف تطلق التجربة من القاهرة الكبرى.. وتنسيق مع الإذاعة و"الاتصالات"
أحمد واضح
" ألقه على بلال فإنه أندى منك صوتًا"، كلمات وقاعدة دينية أرساها النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قالها لعبد الله بن زيد، والذي رأى في منامه صيغة الأذان - الله أكبر الله أكبر-، فحث بذلك النبي على اختيار ندي الصوت للأذان وهو ما اتجهت وزارة الأوقاف إلى تحقيقه بعد انتشار مؤذنين لا يحملون نداوة الصوت ويسيئون لهذه الشعيرة الإسلامية.
مشروع الأذان الموحد، أطلقته وزارة الأوقاف قبل 10 سنوات، وتحديدًا في وزارة الدكتور حمدي زقزوق، وتعاقب عليه 6 وزراء، بيد أنه مر بعثرات وانتقادات حالت دون إتمامه؛ ليصل الآن إلى المراحل النهائية حيث سيتم تطبيق التجربة للمشروع على أرض الواقع خلال شهر وتحديدًا مع نهائية فبراير أو مطلع مارس المقبل على أقصى تقدير.
الشيخ جابر طايع، المتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف ورئيس القطاع الدينى، قال إن عدم تطبيق المشروع خلال السنوات الماضية يرجع إلى وجود عيوب فنية وتقنية، حاولت الوزارة التغلب عليها، مشيرًا إلى أنه سيتم تطبيق المشروع قريبًا.
ولفت المتحدث الرسمي، إلى أن الوزارة تسعى لتوفير خدمة منضبطة وموحدة وجيدة لرواد المساجد، ومن ذلك الأذان الموحد مع أصوات متميزة تحبب الناس فى الاستماع إلى المؤذن سواء كان بالمسجد أو مجاورًا له أو مارًا بالشارع.
التجربة الأولى
اللواء عمرو شكري، رئيس قطاع مكتب وزير الأوقاف، قال في تصريحات صحفية، أوضح أنه سيتم إطلاق المشروع بشكل تجريبي فى القاهرة الكبرى، من أحد المساجد الكبرى، على أن يتمم تعميمها على مستوى الجمهورية، لافتًا إلى أن الهيئة العربية للتصنيع قامت بتوفير أجهزة البث، في حين تقوم هندسة القاهرة بضبط الأجهزة ومتابعة الفنيات.
وأفاد شكري، بأنه تجرى تفاهمات مع وزارة الاتصالات؛ لتوفير خط وإشارة بث للأذان الموحد من قبل الوزارة؛ لربط الأجهزة بالخط الموحد.
تكهين وتحديث
فكرة توحيد الأذان، قبل 10 سنوات، قامت على تصنيع جهاز بث مركزي تم تركيبه باستوديو الإذاعة المصرية فى منطقة المقطم رفع فيه الأذان، ويتم ربطه لاسلكيًا بأجهزة صغيرة مثبتة بهوائي لاسيلكي أعلى المساجد، وقطع صغيرة داخل كل مسجد تعطى إشارة ضوئية لموظف المسجد حسب التوقيت المحلى للأذان بكل محافظة، ليوصل الموظف التيار الكهربائي لجهاز الاستقبال والمايكروفون والسماعات الداخلية، لرفع صوت المؤذن الذي يرفع الأذان من استوديو الإذاعة.
وأنتجت أجهزة بث حية وتم تثبيت جهاز الإرسال باستوديو البث، وتم ثبيت أجهزة الاستقبال فى المساجد، وتم تشغيلها بشكل ناجح، إلا أنه بعد ذلك شهد التشغيل التجريبي خللاً وتوقف البث فى بعض الأحيان، وبعدها دخلت أجهزة التشغيل إلى مخازن وزارة الأوقاف والهيئة العربية للتصنيع، وتوقف المشروع، قبل أن يستعيد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف الحالي، المشروع؛ رغبة في تحقيق الحداثة، ووقف الاجتهاد العشوائي لعمال المساجد، ولتوحيد جزء من الخطاب الديني لربط ذهن المتلقي بخطاب موحد - بحسب قوله-.
وكشفت الوزارة أنه سيتم تنفيذ المشروع، وإطلاقه من المبنى التراثي لدار الإذاعة المصرية فى وسط البلد المواجه لمبنى وزارة الأوقاف، لينهى بذلك ظاهرة الأصوات غير الندية التي تستحوذ على بعض المساجد فتنفر المصلين وتسيء لهذه الشعيرة، كما تؤرق جيران تلك المساجد.