«الميدان» تكشف أسباب غياب فن الموال عن الساحة الغنائية
- وفاء عمرتقاعس دور الإذاعات المصرية في الأهتمام بإذاعة الموال
تدني الذوق العام وتراجع شركات الانتاج عن هذا الفن
«شريف حمدان»: فن الموال موجود ولكنه أصبح شق وليس فن كاملا
«خالد عادل»: اختفى الموال منذ الثمانينات مع ظهور الاغاني السريعة
«شريف اسماعيل»: اختلاف العصر واختلاف الذوق العام واختلاف المزيكا من اسباب غياب الموال
فن الموال، هو أحد أهم الفنون المصرية، التي لها سحرها وسط الفنون المتواجدة في عصرنا الحالي، فهي لها مذاق خاص من المتعة أثناء الأستماع لها،أن الموال كثيرآ ما يحتوي علي أمثال شعبية، ومقولات سائدة في الشارع المصري، وقصص تحكي عن أصحابها،وفي الأونة الاخيرة اختفي فن الموال، بعد أن لم ينال خطة من الاهتمام والتوثيق، ولم يزداد بل تراجع عنه جمهوره،وسط هوجة الغناء الحالية، بعد رحيل رواده أمثال محمد عبدالمطلب ،ومحمد طه، ومتقال قناوي، وخضرة محمد خضير ،ومحمد رشدي، وليلي نظمي، وعايدة الشاعر، وغيرهم من رواد هذا الفن الجميل، فهو لون من الوان الغناء، التي تقاعست شركات الانتاج، بأن تقدم لنا داخل البوماتها مواويل، أو طرح البومات خاصة بهذا الفن، وهذا من العوامل أيضا التي زادت من تراجع هذا النوع من الفن،وبأختفاء عمالقة الموال، لم يكن للموال مكانا وسط ما تقدمه لنا شاشات الفضائيات، والتي تسمي تحت شعار فضائيات للأغاني الشعبية، وماهي تقدم الأ أصواتآ شاذه، للساحة الفنية، وفن هابط والحان وكلمات لم تصنف الأ تحت شعار الاغاني الهابطة، التي تساعد علي إنحدار الذوق العام ،فالسؤال الأخر كيف لم يغتال فن الموال وسط هذا الأجواء المشحومه بالاغاني الفاسدة ،غير أن للاعلام دور هام ،فقد تجاهل هذا الفن، وقام بتسليط الاضواء فقط علي الاغاني الهابطة ،ومدي نجاحها وشعبيتها، ولم يعطي الحق للكلمات الاصيلة ،والفن ،والابداع، الذي عرفه التاريخ منذ سنوات عديدة،غير أن الأذاعات المصرية ،أيضا اقتصرت علي نوع الغناء الذي فيها الكثير من الموسيقي، والتي تضيع في وسطها كلمات الاغاني، ولم تهتم الأذاعة إلي تقديم فن الموال ،الذي علي وشك الاندثار علي محطاتها ،رغم أن هناك بعض المحطات الأذاعية ،التي تقدم الاغاني القديمة للعظماء، أم كلثوم،وعبد الحليم حافظ، وفريد الاطرش، وغيرهم الكثير، ولم تعطي أي أهتمام لتقديم فقرة بيها بعض الموواويل، التي أشتهر بيها أعظم الاصوات في الماضي.
وحول أختفاء فن المول من علي الساحة الغنائية تحدث لـ«الميدان» الملحن والمطرب «شريف حمدان »قائلا :
فن الموال، لم يختفي من علي الساحة العربية، وهو متواجد بشكل قوي جدآ في العراق ،وفي بعض الدول الكثيرة المتخصصين في ذلك الفن فقط، وفن الموال نشأ وتطور لديهم ،وجميعآ نعلم بأن فن الموال، ليس بفن مصري الأصل ،هو فن بدأ في عصر هارون الرشيد، وتطور في العراق، ومع اللهجة العراقية، ولكني أريد أن أتحدث عن فن الموال، الذي قمنا بدراسته بمعني كلمته الاكاديمية.
وتابع: كلمة الموال، مأخوذه من كلمة الموالية، وهي جزء تاني، أي ظروف نشأت الموال وبداياته.
وأضاف: لكن عن الموال الدارج، أي الحن الذي يتم غنائه بدون تمبو محدد ،يسمي في مصر، بالموال ،وهذا النوع من المووايل، كان يقدمه لنا الفنان محمد العزبي، والفنان محمد عدوية، وهو مازال متواجد ولكنه أنحصر حول المطربين الشعبيين ،فقط مثل عبد الباسط حمودة ،والمطرب شيبه، وبيقدموا الموال بشكل كبير، داخل أغانيهم، وعبد الباسط حمودة ،وطارق الشيخ، لهم اغاني عبارة عن مووايل فقط..
وتابع :فهو متواجد ولكنه أصبح شق، وليس فن كاملآ، لأن الموال لحن، وكلمات، وأداء، والاغنية، أيضا لحن، وكلمات، وأداء، أي ليس بفن الموال الأكاديمي، أما المصطلح الشائع عن أنماط معينة من الاغاني يطلق عليها موال، فهي متواجدة ولم تنتهي.
وبسؤالنا للملحن «شريف حمدان »،عن وجود مطرب الأن علي الساحة يستطيع أن يقدم موال جيد؟
أجاب: طبعا هناك الكثير جدآ، الذين يستطيعون تقديم أرتجالات حره ،قائلآ«دي مصر ولاده»، أما بالنسبة للموجودين علي الساحة الغنائية، أعتقد أن معظم المطربين المصريين ،علي الساحة، لديهم القدرة والأستطاعة، لأن مصر لديها أصوات قوية جدآ ،فمثلآ في الشعبيين ،في احمد شيبه ،وعبد الباسط، وسمسم شهاب، ومحمود الليثي ،وحمادة الليثي، واسماعيل الليثي، أما غير الشعبيين، فهناك صوت قوي مثل احمد سعد ،والكثير.
وقال ، إن لدينا أصوات تستطيع غناء الموال بشكل قوي جدآ ،مثل احمد سعد ،واحمد شيبه،وطارق الشيخ ،والكثير ،ولكن أختفاء فن الموال، يرجع سببه لعدة أشياء ، منهم الكلمات، ليس هناك الكثيرون يهتمون بكتابة مواويل، غير أن هناك الاليات وتقنية عاليه جدآ يجب أستخدمها الان داخل الاستديوهات، ليصل الموال بشكل جيد للمستمع، وهذه التقنيات، تكاليفها كبيرة، مما يجعل الكثير من المطربين يترجعون عن غناء المواويل.
وقال الملحن «خالد عادل» ،عن فن الموال هناك الكثير من يحبون هذا الفن، ولكنه أختفي حاليآ ، ويرجع السبب الي أن الاغاني منذ فترة الثمانينات، وظهور اصوات مثل عمرودياب، وحميد الشاعري، وعمر فتحي، وعماد عبد الحليم ومحمد الحلو، والذين سيطروا بأغانيهم السريعة في ذلك الوقت، مما ساعد ذلك الي اختفاء الموال، وأذكر من الاصوات الجيدة، التي قدمت فن الموال بشكل ناجح محمد طه ،ومحمد رشدي، والعزبي، وأشتهر جدآ، بغنائه واتقانه ، للموال، هو الفنان احمد عدوية.
وأضاف: فن الموال ،مرتبط بالفن الشعبي، و أن مساحة الاغاني حاليآ، صغيرة جدآ عن المساحة التي يتاخذها غناء الموال، لانه يحكي حدوته، في البداية لاتقل مدتها عن أربع دقائق ،ولكن الأن الاغنية لا تتعدي الخمس دقائق، مما قل من فرص غناء الموال .
وقد أعطي الملحن «خالد عادل»، مثالآ لذلك قائلآ : فهناك اغنية للفنان احمد عدوية، قال في بدايتها موال مما طال من مدة الاغنية، وهناك أغاني للفنان احمد شيبة، ايضا تاخذ وقت اثناء غنائها، بسبب أن بدايتها يقوم بغناء موال، وهو ما يسمي ربع موال.
وتابع: هناك اصوات شهيرة حاليآ، قدموا فن الموال، منذ وقت قريبآ جدآ، داخل اغنياتهم ،مثل احمد شيبة مع عدوية ،وعبد الباسط حمودة ،وهي مرتبطة اكثر بالفن الشعبي، اما عن الاغاني الفرانكو، والهيتس، لم يكن بيها فن الموال، ولكن يمكن وضع فكرة داخل الاغنية لا اكثر من ذلك.
وأضاف: عندما نحسب ذلك بالمنطق، هنجد أن الفن الشعبي، هو الذي يقوم بالحفاظ علي المقامات الشرقية والمصرية وبشكل جيد، وان المطربين الشعبيين هم من يجيدون غناء المواويل ،وبأختصار أن فن الموال اختفي بسبب العصر ،والمطربين الذين كانوا يقدمون المزيكا في هذه الفترات لم يهتمون بهذا الفن، وأذكر من الملحنين الذين كانوا مهتمين بهذا الفن الراحل رياض الهمشري، فكان حلقة وصل بين العصور،وأصبح الفن الشعبي هو المتصدر حاليآ علي الساحة الغنائية ،وتسعد بيه الناس كثيرآ،وقد أتاحت برامج المسابقات الغنائية، فرص لاثبات موهبة الشباب، الذين كثيرآ ،ما يقدمون مواويل، واغاني قديمة، وشرقية ،لأثبات موهبتهم الحقيقية.
وقال المطرب «شريف إسماعيل »،رايه حول أسباب غياب فن الموال ،أن أول هذه الأسباب ،هو أختلاف العصر ،وأختلاف الذوق العام، وأختلاف المزيكا ،وهناك أشياء كثيرة بتروح وبترجع مرة اخري، فمثال لذلك شكل الغناء في التسعينات ،فلم يكن هناك وجود للموال لان المزيكا كانت الموضة الاغاني السريعة، وكان هذا هو الهدف ،وهو تقديم اغاني قصيرة ،وبالتالي أبطال هذه المرحلة لم يكن فن الموال هو سيد الموقف ،وذلك بصرف النظر عن الامكانيات، بل لم يرحب هذا العصر الأ بالاغاني القصيرة.
وتابع :في ذلك الوقت ومازال المطربين الشعبيين هم من يستخدمون المقامات الشرقية، وليس هذا الجيل، الذي كان مهتم بالموسيقي المودرن ،بشكل اكبر، ومنذ بداية التسعينات، حتي وقت قريب ،وكان هذا هو النوع المسيطر علي الاغاني ، ولكن الأن المواويل تسيطر عليها الاغاني الشعبية حاليًا ،وعندما تطرح في التسعينات سؤال لأي شخص، من تسمع من المطربين الشعبيين، يتعجبون علي السؤال لأن اللون الشعبي ،لم يكن منتشرًا في ذلك الحين.