مئوية عيد المنيا القومي ... وإنطلاق الشرارة الأولى للثورة من مركز ديرمواس الباسل
المنيا - محمد مرزوقتحتفل محافظة المنيا بعيدها القومي يوم 18 مارس من كل عام ، وفي هذا العام عام 2019 م تحتفل عروس الصعيد بمئوية عيدها القومي ، وذلك حيث أن ذلك اليوم التاريخي وهو الموافق لثورة 1919 م ، والذى قادها المناضل المصري الراحل " سعد باشا زغلول " في مواجهة الإحتلال الإنجليزي الغاشم آنذاك ، والتي كانت أهدافها المطالبة برحيل الإنجليز عن الأراضي المصرية بالكامل ورفع الحماية ونقل السلطة لمجلس شعب منتخب ، ونتيجة هذة الثورة العظيمة لم يقف أهالي المنيا الشرفاء موقف المتخازلين بل شاركوا أخوانهم الثوار فى باقي أنحاء مصر وقتها ، وأثبتوا للجميع أنهم أبطال لا يهابون الموت وتراب وطنهم غالي عليهم ، ومن أجله يضحوا بأرواحهم ودمائهم حيالها .
مركز ديرمواس الباسل بداية إنطلاق الشرارة الأولى للثورة بمحافظة المنيا
وبدأ إنطلاق الشرارة الأولى للثورة بمحافظة المنيا من مركز ديرمواس الباسل ومولد الأبطال الذين سطروا في صفحات التاريخ بأحرفٍ من نور وذهب ورفعوا هامة المنيا إلى عنان السماء ، أقصى جنوب محافظة المنيا ، حيث توجه أهالي ديرمواس الشرفاء صبيحة يوم 19 مارس 1919 م إلى خط السك الحديد يقودهم البطل الذي لم يذكر التاريخ اسمه وهو البطل " خليل أبوزيد " وقاموا بقطع خط السكة الحديد أمام قطار الجيش الإنجليزي ، والذى كان من بين ركابة القائم قام (بوب) ، مفتش السجون الإنجليزية ، وقام الثوار بالهجوم على القطار وقتل جميع جنود الإنجليز بداخلة ، بما يمثل ضربة قاسمة للجيش الإنجليزي ، ونتيجة ذلك تم إعدام عدد 34 من الثوار من بينهم البطل الدكتور " خليل أبو زيد " قائد الثورة آنذاك ، وتم حبس 20 آخرين وتوقيع غرامات مشددة عليهم .
ملوي ومشاركة شجاعة لأهلها في الثورة
وفى مركز ملوي ، جنوب المحافظة ، تجمع الأهالي بسرية وقطعوا خط السكة الحديد على قطار الإنجليز العائد من ديرمواس وعلى متنه جثث الجنود الإنجليز والذين قتلوا فى ديرمواس ، وقاموا بسحب جثة القائم مقام " بوب " ، مفتش السجون الإنجليزية ، وطافوا بجثتة أنحاء المدينة تعبيراً منهم عن إنضمامهم للثورة بالمنيا وأستمرار المقاومة ، وأنتقلت شرارة الثورة إلى باقي المراكز بالمحافظة .
أبوقرقاص وإنتقال حمة الثورة إليها
ففي مركز أبوقرقاص أيضا ً ، جنوب المحافظة ، ثار الأهالي على الإنجليز بقيادة البطل " أحمد محمد أنيس " ، ناظر المدرسة الابتدائية هناك ، فقام الإنجليز بالقبض على الثوار وتعذيبهم وتغريمهم مبالغ طائلة وسجن البعض منهم .
مدينة المنيا وإعتصام الأهالي بميدان الثورة " ميدان بالاس "
وفي مدينة المنيا ، تجمع الأهالي في ميدان بالاس ، وهو معروف إعلاميا ً بـــ " ميدان الثورة " بقيادة الشيخ " محمود عبد الرازق " وعقدوا مؤتمراً جماهيريا ً حاشدا ً وإعتصاما ً ضد الإحتلال الإنجليزي ، فقام الجيش الإنجليزي بعملية أنزال بحري من السفينة الراسية على النيل أمام مدينة المنيا ، وقاموا بمهاجمة الثوار والمحتشدين وتم القبض على معظم قيادات الثوار والزج بهم فى السجون بناءً على محاكمات صورية وزائفة .
مطاي وقيام الثوار بقطع السكك الحديدية
وفي مركزمطاي ، شمال المحافظة ، كمثلة من باقي مراكز المحافظة قام الثوار وحذوا حذو إخوانهم الثوار في ديرمواس وتوجهوا إلى خط السكة الحديد ، وقاموا بقطع الخط عن القطارات الخاصة بالجيش الإنجليزي لمنع وصول الجيش الإنجليزي إلى المدن الثائرة ، وتم قطع خطوط السكك الحديدية أمام جميع قرى مطاي ومدينة مطاي ، رغم الإنزارات المتعددة من الجيش الإنجليزي بأحراق قرى ومدينة مطاي ، إذا تم قطع السكة الحديد ، وهو مالم يلتفت إليه الثوار ، وقاموا بتدمير خط السكة الحديد ، كما قام بعض الثوار في مطاي بتوزيع المنشوارات على المواطنين للمشاركة في الثورة والتمرد على الإحتلال الإنجليزي .
بني مزار وقيام الثوار بمهاجمة بواخر الجيش الانجليزى
وفي بني مزار ، شمال المحافظة ، كان الموقف مثل باقي مراكز المحافظة وبسالة وشجاعة منتهية النظير ، حيث توجه الثوار والأهالي إلى النيل في مثيرات حاشدة وقاموا بمهاجمة باخرتين للجيش الإنجليزي كان بهم جنود إنجليز قادمين من القاهرة لأخماد الثورة فى المنيا ، فأوقعوا بها إصابات متعددة ، وذكر التاريخ أن مأمور المركز وهو شخصية وطنية رفض التعرض للثوار وترك الفرصة لهم فى القيام بمهاجمة الإنجليز .
مغاغة واعتصام الأهالي بالمدينة ضد الإنجليز
وفي مركز مغاغة ، أقصى شمال محافظة المنيا ، كان البطولة حيث قام المواطنين الشرفاء بالثورة على الإنجليز بالمدينة وأعتصموا بها ، وكانت قيادة الثورة للقاضي الشرعي لمركز بنى مزار ، كما شارك فى الثورة مواطنين أجانب أعتراضا ً على تصرفاته الوحشية ضد مواطنى المنيا ورفضة الجلاء عن مصر ومنحها حق تقرير المصير .