نوعان من النساء
آمال البنداري
دائما ما يشاهد مرتادى شارع طلعت حرب فى وسط القاهرة ..هذه السيدة العجوز وهى تفترش الارض نائمة فى ثبات عميق وكانها فى فراش منزلها الدافىء... ويجود عليها معظم المارة بالاموال والصدقات نظرا لكونها سيدة كبيرة فى السن وقد لاتسطيع الحصول على عمل او لا تمتلك القوة البدنية اللازمة للعمل ... ولذلك فإن الجميع يتعاطف معها ويعطيها بقدر ما يستطيع ولكن المفاجأة كانت قوية عندما وجدها أحد الافراد المتعاطفين معها والذى كان يعطيها قليل من المال كل صباح لشراء الطعام اللازم لافطارها فوجىء بها واقفة داخل أحد محلات البقالة لتجميد العملات المعدنية التى حصلت عليها خلال نومها فى الشارع طيلة النهار إلى فئات مالية اعلى وكانت صدمته الكبرى عندما وجدها تاخذ من البقال الف جنيه بالتمام نظير ما أوردته له من عملات صغيرة مثل الجنيه او النصف جنيه ولقد جمع البقال هذه الجنيهات ليعطيها الف جنيه وأكد البقال لهذا الشخص ..ان هذه السيدة تاتى اليه كل يوم لتعطيه حصيلة يومها من الفكة المالية لتبادلها بفئات ورقية اعلى مثل الخمسين والمائة جنيه وان هذه الألف جنيه هى حصيلة يوم واحد من التسول ..و تفترش هذه السيدة الشارع للتسول بينما يوجد على بعد امتار سيدة اخرى تقريبا فى مثل عمرها و كبيرة فى السن أيضا وتفترش الارض هى الاخرى ولكن لسبب آخر..هذه السيدة العجوز تقوم بتنظيف الخضروات وتقطيعها وبيعها فى اكياس نظيفة ومرتبة وتجتهد للحصول على المال الحلال بالرغم من كبر سنها وقد لاتحصل على عائد مثل الذى تحصل عليه المتسولة الاولى ..ولكنهما نوعان النساء