الدكتور أحمد عاشور يكتب: سرطان الغدة الدرقية (التشخيص والعلاج)

ما هو سرطان الغدة الدرقية ؟

هو سرطان يحدث في خلايا الغدة الدرقية، هذه الغدة التي تأخذ شكل الفراشة و التي تقع في قاعدة عنقك أسفل تفاحة آدم .

و تفرز الغدة الدرقية هرمونات لتنظيم معدل نبض القلب ، و ضغط الدم و درجة حرارة الجسم و الوزن .

قد لا يسبب سرطان الغدة الدرقية أي أعراض في البداية و لكنه مع نموه يمكن أن يسبب الألم و التورم في عنقك .

يوجد أنواع عديدة من سرطان الغدة الدرقية بعضها ينمو ببطئ شديد و البعض الاخر قد يكون شرساً للغاية ويمكن التعافي من معظم سرطانات الغدة الدرقية بالعلاج و يبدو أن معدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية آخذه في الإزدياد.

يعتقد بعض الأطباء أن ذلك بسبب التقنيات الحديثة التي سمحت لهم بالعثور على السرطانات الصغيرة في الغدة الدرقية و التي لم يكن بمقدورهم إكتشافها في الماضي .

الأعراض ؟

عادة لا يسبب سرطان الغدة الدرقية أي أعراض في وقت مبكر من المرض ، مع نمو سرطان الغدة الدرقية قد يتسبب في:-

•كتلة يمكن الشعور بها من خلال جلد رقبتك .

• تغييرات في صوتك بما في ذلك زيادة بحة الصوت .

•صعوبة في البلع .

•ألم في عنقك و حلقك .

•تورم العقد الليمفاوية في الرقبة

كيف يتم تشخيص سرطان الغدة الدرقية ؟

الفحص اليدوي :-

يفحص الطبيب عنق المريض ليتحسس أي تغيرات في الغدة الدرقية مثل ظهور كتلة

اختبارات الدم لفحص وظائف الغدة الدرقية:-

من خلال اختبارات تقيس مستوى الهرمون المحفز الغدة الدرقية و الهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية.

التصوير بالموجات الصوتية :-

من خلال الطريقة التي تظهر بها عقيدة الغدة الدرقية يستطيع الطبيب تحديد ما إذا كانت تلك العقدة سرطان أم لا ، و تشمل المؤشرات التي تشير إلى احتمال أن تكون عقيدات الغدة الدرقية سرطانية ترسبات الكالسيوم داخل العقيدة ووجود إطار غير منتظم حولها . وفي حالة وجود احتمال كبير بأن تكون العقيدة سرطانية و يلزم إجراء اختبارات إضافية لتأكيد التشخيص و تحديد نوع سرطان الغدة الدرقية الموجود

أخذ عينة من نسيج الغدة الدرقية لاختبارها :-

يستخدم الطبيب إبرة رفيعة و طويلة لإزالة بعض الخلايا من الغدة الدرقية و ترسل العينة إلي المختبر لتحليلها و عادة ما يستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية لتوجيه الإبرة بدقة

إختبار تصويري يستخدم مادة تتبع إشعاعية :-

يستخدم فحص اليود المشع نوعا مشعا من اليود و كاميرا خاصة لاكتشاف خلايا سرطان الغدة الدرقية في الجسم .

الاختبارات التصويرية الأخري مثل التصوير المقطعي المحوسب و التصوير بالرنين المغناطيسي.

اختبارات الجينات :-

يرجع السبب في الإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعية جزئياً إلى الجينات الوراثية التي تنتقل من الوالدين إلي الاطفال

و في حال تم تشخيصك بسرطان الغدة الدرقية النخاعي قد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات الجينات. و يمكن أن تساعدك معرفة أن لديك جينا موروثا على إدراك مخاطر إصابتك بأنواع أخرى من السرطان و التأثير المحتمل الحين الموروث على أبنائك .

تصنيف مراحل سرطان الغدة الدرقية:-

يشار إلي مرحلة السرطان برقم من 1إلي 4

و يشير الرقم الأصغر عادة إلي أن السرطان من المرجح أن يستجيب للعلاج و هذا يعني أنه لم يصل إلي خارج الغدة الدرقية.

بينما يشير الرقم الأكبر إلي أن التشخيص أشد خطورة و أن السرطان قد انتشر خارج الغدة الدرقية إلي أجزاء أخرى من الجسم.

العلاج :-

تعتمد خيارات علاج سرطان الغدة الدرقية علي نوع سرطان الغدة الدرقية و المرحلة التي وصل إليها و صحتك العامة و تفضيلاتك الخاصة.

يكون مآل المريض ممتازا بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين شخصوا بسرطان الغدة الدرقية. و يمكن التعافي من معظم سرطانات الغدة الدرقية بالعلاج

قد لا تتطلب علاجا فوراً:-

قد لا تتطلب سرطانات الغدة الدرقية الحليمية الصغيرة جداً علاجها فورياً نظراً إلي انخفاض احتمال نموها أو انتشارها. و من ثم يمكنك التفكير في اللجوء إلي المراقبة الفعالة للسرطان مع المتابعة المستمرة له كخيار بديل للجراحة أو العلاجات الأخري. و قد يوصي الطبيب بإجراء تحاليل للدم و فحص الرقبة بالتصوير بالموجات فوق الصوتية مرة أو مرتين في العام .

في بعض الحالات لا ينمو السرطان ولا يحتاج إلى علاج على الإطلاق بينما قد يكتشف نمو الورم في نهاية المطاف ، و من ثم يمكن بدء العلاج .

الجراحة :-

يخضع معظم المصابين بسرطان الغدة الدرقية الذي يتطلب علاجات لعملية جراحية لإستئصال الغدة الدرقية بالكامل أو جزء منها و تعتمد العملية التي يوصي بها فريق الرعاية الصحية علي نوع سرطانات الغدة الدرقية و حجمه ، و إذا ما كان قد انتشر خارج الغدة الدرقية ليصل إلى العقد الليمفاوية.

تشمل العمليات المستخدمة لعلاج سرطان الغدة الدرقية ما يأتي:-

استئصال الغدة الدرقية كلها أو معظمها.

يترك الجراح في أغلب الأحيان هامشا ً رقيقاً من أنسجة الغدة الدرقية حول الغدد الجاردرقية لتلافي خطورة الأضرار بالغدد الجاردرقية و التي تساعد علي تنظيم مستويات الكالسيوم في الدم .

استئصال جزء من الغدة الدرقية (استئصال الفص الدرقية) :-

يستأصل الجراح نصف الغدة الدرقية إذا كانت مصابة بسرطان الغدة الدرقية بطئ النمو دون وجود عقيدات مشتبه في إصابتها بأجزاء أخري من الغدة الدرقية . و عدم وجود مؤشرات لوجود سرطان في العقد الليمفاوية.

إزالة الغدد الليمفاوية في الرقبة:-

قد يكشف فحص الرقبة بالموجات فوق الصوتية قبل الجراحة عن وجود مؤشرات بأن الخلايا السرطانية قد انتشرت و امتدت إلى الغدد الليمفاوية

فإذا كان الأمر كذلك فقد يزيل الجراح بعض الغدد الليمفاوية في الرقبة للإختبار.

تنطوي جراحة الغدة الدرقية علي بعض المخاطر مثل حدوث نزيف أو عدوي و قد تتضرر أيضا الغدد الجاردرقية أثناء الجراحة ، مما قد يؤدي إلى إنخفاض مستويات الكالسيوم في الجسم.

يمكن الأحساس ببعض الألم مع تعافي الجسد بعد الجراحة ، و يبدأ الشعور بالتعافي من ١٠ ل ١٥ يوم ، و قد يوصي الجراح بالابتعاد عن الأنشطة البدنية الشاقة لعدة أسابيع بعدها .

قد تجري بعض اختبارات الدم بعد جراحة استئصال ل معظم الغدة الدرقية أو كلها للتحقيق من إزالة كل الخلايا السرطانية في الغدة مثل :-

الغلوبولين الدرقي :- بروتين تضعه خلايا الغدة الدرقية السليمة الخلايا السرطانية المتمايزة في الغدة الدرقية.

الكالسيتونين:- هرمون تضعه خلايا سرطان الغدة الدرقية النخاعي.

المستضد السرطاني المضغي:- مادة كيميائية تصنعها خلايا سرطان الغدة الدرقية النخاعي.

و يمكن إجراء هذه الاختبارات أيضاً للتحقق من عدم وجود مؤشرات تكرار الإصابة بالسرطان

العلاج بهرمونات الغدة الدرقية:-

لتعويض الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية أو استكمال وظائفها و عادة ما يؤخذ العلاج بالهرمون الدرقي بعد الجراحة.

ففي حالة إستيصال الغدة الدرقية بالكامل سيحتاج إلي المواظبة على العلاج بالهرمونات الدرقية بقية حياته

و قد يحتاج أيضا تعويض لهرمونات الغدة الدرقية بعد إجراء الجراحة لإستئصال جزئي الغدة الدرقية في حال وجود قصور في الغدة الدرقية.

منع نمو الخلايا السرطانية:-

يمكن إذا تساعد الجرعات الكبيرة الكبيره من العلاج الهرموني في منع إفراز الهرمون المنشط للغدة الدرقية من الغدة النخامية بالدماغ .

يستخدم اليود المشع لقتل خلايا سرطان الغدة الدرقية التي قد تظل موجودة بعد الجراحة.

علي الأرجح سيستجيب أنواع سرطان الغدة الدرقية المتباينة مثل سرطانات الخلايا الحليمية و الجريبية و خلايا هرتل، أما سرطان الغدة الكشمي و النخاعيفلا يتعالجان باليود المشع .

يتوفر العلاج باليود المشع في شكل كبسوله أو سائل مناسب للابتلاع و خلايا الغدة الدرقية و سرطان الغدة الدرقية يمتصان اليود المشع.

قد تتسبب الجرعات العالية من اليود علي الآثار الجانبية الآتية:-

جفاف الفم ، ألم في الفم ، التهاب العين ، تغير حاسة التذوق و الشم

يخرج معظم اليود المشع من جسمك خلال أيام قليلة من تلقي العلاج لحماية الآخرين من الإشعاع يجب تجنب مخالطة الآخرين بصورة لصيقة لفترة مؤقتة و خاصة الأطفال و النساء الحوامل .

حقن الكحول في السرطان :-

تستخدم إبرة لحقن الكحول في مناطق صغيرة من سرطان الغدة الدرقية و يستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية لتوجيه الإبرة بدقة .

يعتبر خيار لعلاج مناطق صغيرة من سرطان الغدة الدرقية قبل السرطان الذي يوجد في إحدى العقد الليمفاوية بعد الجراحة أو لم تكن حالتك الصحية تسمح بإجراء الجراحة.

علاج حالات سرطان الغدة الدرقية المتأخرة :-

قد تتضمن الخيارات ما يلي :-

العلاج الدوائي الموجة : تركز العلاجات الدوائية الموجهة علي نوع منع مواد كيميائية محددة توجد في الخلايا السرطانية و من الممكن أن يؤدي إلي القضاء على الخلايا السرطانية و تكون في شكل أقراص و بعضها بعض عبر الوريد .

العلاج الأشعاعي:- تستخدم حزما عالية من الطاقة مثل الأشعة السينية و البروتونات القضاء علي الخلايا السرطانية قد ينصح بالعلاج الاشعاعي إذا لم يستجيب السرطان للعلاجات الأخري أو تكرار الإصابة به .

و يمكن أن يساعد العلاج الإشعاعي في السيطرة علي الألم الناجم عن السرطان المنتشر في العظام . تتضمن الآثار الجانبية رد فعل يشبه حروق الشمس علي الجلد و سعالاً و شعوراً بالألم عند البلع .

العلاج الكيميائي:- هو علاج يستخدم مواد كيميائية لقتل الخلايا السرطانية يمكن أن يساعد العلاج الكيميائي في التحكم في سرطان الغدة الدرقية الكشمي و يدمج العلاج الكيميائي مع العلاج الإشعاعي أحياناً و تعتمد الآثار الجانبية علي الأدوية المحددة التي تتلقاها.

تدمير الخلايا السرطانية بالحرارة و البرودة :- يمكن علاج خلايا سرطان الغدة الدرقية الممتدة إلي الرئتين و الكبد و العظام بالحرارة و البرودة لقتل الخلايا السرطانية.

الرعاية التلطيفية :- هي رعاية طبية متخصصة تركز على تخفيف الألم و تقليل حدة الأعراض المصاحبة لمرض خطير و يمكن اللجوء إلي الرعاية أثناء الخضوع لعلاجات قوية أخري مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.

عند استخدام هذه الرعاية إلي جانب العلاجات الأخري المناسبة . قد يشعر المصابون بالسرطان يتحسن و تزيد جودة حياتهم و يعيشوا مدة أطول .

و يقوم هذه الرعاية فريق من الأطباء و التمريض و غيرهم من الاختصاصيين المدربين تدريبا خاصاً و تهدف فرق الرعاية التلطيفية إلي تحسين جودة حياة المصابين بالسرطان و عائلاتهم.

اختبارات المتابعة للمتعافيين من سرطان الغدة الدرقية:-

بعد انتهاء علاج سرطان الغدة الدرقية قد يوصي بإختبارات و إجراءات للمتابعة من أجل الكشف عن مؤشرات عودة الإصابة بالسرطان.

قد يكون مواعيد المتابعة مرة أو مرتين في العام لعده سنوات بعد انتهاء العلاج قد تشمل اختيارات المتابعة ما يلي :-

الفحص البدني الرقبة

اختبارات الدم

فحص الرقبة بالسونار

الاختبارات التصويرية الأخري مثل التصوير المقطعي المحوسب و التصوير بالرنين المغناطيسي.

بقلم الدكتور/ أحمد عاشور

جراح الأورام بمركز أورام دار السلام