الجمعة 22 نوفمبر 2024 09:11 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

درة العقد السيناوي .. من هنا مر ”عيسى” و ”محمد” و كلم الله ”موسى” تكليما

أرض الفيروز التي تحطمت عليها أحلام بني صهيون .. وجهة سياحية دينية هامة تجذب أتباع الأديان والثقافات من مختلف أنحاء العالم

جنوب سيناء منطقة تحظى بمكانة دينية كبيرة للمسيحيين والمسلمين واليهود .. وشرم الشيخ ضمن أفضل خمس مدن سلام في العالم

مرشد سياحي لـ"الميدان": الأقباط يتوافدون لزيارة دير سانت كاترين وجبل موسي يجذب المسلمين واليهود

السياح الأجانب لديهم فضول متزايد لمعرفة الثقافة المصرية.. ولا بد من وضع خطة استراتيجية للترويج للسياحة الدينية




لا يكل بنى صهيون عن التفوه بتصريحات استفزازية لا تعبر سوى عن نواياهم الاستطيانية الخبيثة والتغول على كافة اتفاقيات السلام في محاولة لتنفيذ خطة تهجير أهل غزة إلى سيناء، وهو الأمر الذى كشفه التصريح الأخير للحاخام اليهودي عوزي شارباف، الذى أدلى بتصريحات مثيرة حول الأراضي المصرية وعلاقتها بالاحتلال الإسرائيلي، داعيا خلال مؤتمر تم عقده في تل أبيب وحضره أعضاء الكنيست، إلى ضرورة الصلاة وبذل كل ما بوسعهم من أجل تحرير منطقة سيناء بأكملها حتى نهر النيل، مؤكدًا أن هذه المنطقة هي جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل وهي مقدسة بقدسية أرض إسرائيل -كما يزعم-.

وجهه سياحية دينية
وهو الأمر الذى يعيد الحديث عن الأهمية التاريخية والدينية والسياحية لأرض الفيروز التي يعتبرها المصريون أرضا مقدسة، فسيناء هي الأرض التي تحطمت عليها أحلام بني صهيون، وهى كذلك الأرض الوحيدة التي تجلى فيها المولى عز وجل لنبيه موسى “عليه السلام” الذي خر صعقًا، وهى الأرض التي وصفها الله سبحانه وتعالى بالأرض المقدسة، وهى أيضا الأرض التي وصفها الله سبحانه وتعالى بالبقعة المباركة، وكذلك هي الأرض التي أقسم الله سبحانه وتعالى فيها (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ)، كما أنها الأرض التي مر بها العديد من الأنبياء من سيدنا إبراهيم إلى سيدنا يوسف وسيدنا يعقوب إلى سيدنا موسى إلى سيدنا عيسي إلى سيدنا محمد عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام.

ومن ثم أصبحت سيناء وجهه سياحية دينية هامه تجذب أتباع الأديان والثقافات والسياح من مختلف الجنسيات، حيث تُساهم المزارات الدينية في جنوب سيناء وشرم الشيخ درة العقد السيناوي ولؤلؤة البحر الأحمر في تعريف السياح من مختلف أنحاء العالم بالتراث الثقافي المصري. وتعد محافظة جنوب سيناء منطقة ذات أهمية دينية كبيرة بالنسبة للمسيحيين واليهود والمسلمين على حد سواء، وتشمل المنطقة العديد من المواقع الدينية الهامة، مثل دير سانت كاترين وهو أحد أقدم الأديرة في العالم، ويقع على سفح جبل كاترين، أعلى جبل في مصر، ويُعد الدير موطنًا لقطعة من الصخرة التي صعد عليها موسى لتلقي الوصايا العشر، وكذلك جبل موسى الذي يعد مكانًا مقدسًا بالنسبة للمسيحيين واليهود والمسلمين على حد سواء.

شمل المنطقة أيضا "عيون موسى" وهي مجموعة من العيون الكبريتية التي تقع بالقرب من دير سانت كاترين، ويُعتقد أن هذه العيون لها خصائص علاجية، إلى جانب “حمام فرعون” وهو حمام طبيعي يقع بالقرب من مدينة أبوزنيمة، ويُعتقد أن هذا الحمام كان يستخدمه فرعون -رمسيس الثاني-. مدينة السلام ومسار العائلة المقدسة لسيناء أيضا أهمية دينية نظرا لكونها إحدى مسارات رحلة العائلة المقدسة، وتجذب هذه المواقع الدينية أعدادًا كبيرة من السياح من جميع أنحاء العالم، وتُعد السياحة الدينية أحد أهم مصادر الدخل القومي في مصر، فيما تُعد جنوب سيناء وشرم الشيخ من أهم الوجهات السياحية الدينية في مصر.

لقبت "شرم الشيخ" بمدينة السلام حيث فازت بجائزة منظمة اليونيسكو وتم اختيارها ضمن أفضل خمس مدن سلام على مستوى العالم من بين 400 مدينة عالمية، بفضل أجوائها الخلابة والأمان الذي يسودها، لطالما استضافت تلك المدينة الساحرة قمم السلام العالمية، ومنتديات الشباب وكذلك قمة المناخ COP 27في 2022، حتى لقبت بالمدينة الخضراء، فهي أول مدينة تلتزم بقائمة طويلة من المشروعات الخضراء في مصر في قطاعات الطاقة والغذاء والمياه.


مزارات تاريخية وأهمية دينية
وحول التداعيات المتلاحقة للظرف العالمي وتأثيره على السياحة الدينية بسيناء وشرم الشيخ أكد "أحمد محمود" -مرشد مجموعات سياحية- لـ"الميدان"، إنه على الرغم من التداعيات التي تحدث في الشرق الأوسط والمنطقة العربية إلا أن الوضع بجنوب سيناء وشرم الشيخ جيد جدا وهناك العديد من الجنسيات التي تتوافد على المزارات السياحية بالمحافظة، مشيرا إلى الأهمية الدينية التي تتمتع بها جنوب سيناء وضمها لمزارات تاريخية مثل قبر النبي صالح و هارون، وجبل موسى، ودير سانت كاترين الذي يقع أسفل جبل كاترين وهو من أعلى القمم الجبلية في مصر، بالقرب من جبل موسى، ويقال عنه أنه أقدم دير في العالم، ويعد مزارا سياحيا كبيرا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع الأرض، ويديره رهبان من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية لا يتكلمون العربية فهم ليسوا مصريين أو عربا، حيث لا يتبع الدير بطريركية الإسكندرية، وإنما هم من أصول يونانية، على الرغم من أن الوصاية على الدير كانت لفترات طويلة مصرية خالصة.

وأضاف: كذلك توجد عيون موسى التي احتوت على 12 عينا ويقال إن العيون كانت بعدد أسباط بني إسرائيل، وكل سبط ينتمي لابن من أبناء نبي الله يعقوب، وهم إخوة يوسف الصديق وعددهم 12، وكانت المياه متفرقة حتى لا يتكالبوا على المياه دفعة واحدة كما ذكر في سورة البقرة “وإذا استسقى موسى لقومه فقولنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا”. ولفت أحمد محمود النظر إلى أن ما تبقى من العيون الآن حوالى 4 او 5 عيون على الأكثر، بينما اختفت العيون الأخرى بسبب تراكم الرمال عليها. كما أشار إلى أن هناك مزارات دينية أخرى تجذب العديد من السياح في مدينة شرم الشيخ، مثل مسجد الصحابة، وكنيسة السمائيين، وكاتدرائية حي النور.

وجهه للمسلمين والأقباط واليهود
وعن أهم المجموعات الدينية التي تفضل زيارة جنوب سيناء، ولماذا يفضلون شرم الشيخ عن غيرها، أوضح "أحمد" إن شرم الشيخ مقصد لكل السياح من جميع أنحاء العالم، ونظرا لموقعها الجغرافي حيث تقع في الجزء الشمالي الشرقي من شبه جزيرة سيناء، فهي منطقة ذات أهمية دينية كبيرة بالنسبة للمسيحيين واليهود والمسلمين، حيث يأتي الأقباط لزيارة دير سانت كاترين على سبيل المثال، بينما يجذب جبل موسي السياح المسلمين واليهود على حد سواء، فضلا عن الأنشطة الثقافية والمزارات الدينية التي تجذب ثقافات مختلفة.

وحول أهم التحديات التي تواجه السياحة الدينية الآن في جنوب سيناء، شدد "أحمد" على أهمية وجود خطة استراتيجية طويلة المدي للترويج السياحي بشكل أفضل خاصة مع تتابع الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية منذ عام 2011 وحتى الآن حيث تتأثر المدينة بانخفاض مستوى السياحة بعض الفترات إلا أن الحركة قد عادت تدريجيا بعد استضافة المدينة لعدد من المؤتمرات العالمية والندوات الهامة. أسواق بديلة وأضاف: نحن بحاجة إلى أن يكون لدينا سوقا بديلا للسوق الروسي في السياحة من خلال خطة ودراسة محكمة تتناسب مع المواسم السياحية بحيث يصبح لدينا الإمكانية لاستمرار المواسم السياحية طوال العام دون انخفاض وصعود، مشيرا إلى أهمية فتح أسواقا سياحية مع دول الاتحاد الأوروبي مثل بلجيكا وهولندا، سويسرا، رومانيا، ليتوانيا وغيرهم، مقترحا توجيه دعوة لعقد مؤتمر سياحي عالمي يحضره الوكلاء والشركات من الجانبين بهدف خلق أسواق بديلة.

في إطار أخر تطرق "أحمد" إلى تأثير الأحداث العالمية على كافة العالمين بالمجال السياحي سواء العمال أو المرشدين وحتى رجال الأعمال وأصحاب المنشآت السياحية، مؤكدا أن كافة الأزمات التي تحدث تؤثر بشكل أو بأخر على مجال السياحة، مشددا على ضرورة الاهتمام بالترويج للمزارات الدينية والتسويق لها بطريقة تجذب السياح إليها، مشيرا إلى أن هذا يعتمد على تسهيل بعض الإجراءات نظرا لتأثر عدد من المزارات الدينية بقلة الزيارات بسبب ضعف التسويق والتركيز عليها.


سفراء الحوار
كما طالب بضرورة تدريب كافة العاملين بالقطاع السياحي تدريبا جيدا كل في سياق عمله وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لعملهم حتى يصبح كل فرد منهم سفيرا لبلده أمام الوافدين الأجانب من خلال نقل ثقافة بلده وتاريخه بشكل جيد ومن ثم يعود النزيل مرة أخرى وتنشأ قنوات حوار وتواصل دائمة خاصة أن غالبية السياح الأجانب لديهم فضول متزايد لمعرفة الثقافة المصرية

سيناء إسرائيل أرض الفيروز شرم الشيخ تهجير فلسطين موسي عيسي محمد أنبياء رسل أحمد محمود سياحة سياح جنسيات ثقافات حوار هناء شلتوت الميدان