تهميش دور الأب وتعظيم دور الأم للأبناء
كتبت سالي عبدالعزيزتقوم عملية التربية على دعامتين أساسيتين متكاملتين ومتداخلتين نسبياً؛ ألا وهما التربية الأبوية والتربية الأمومية.
والتربية مفهوم يتجاوز إشباع الحاجات المادية لصناعة شخصية الطفل روحياً وانفعالياً واجتماعياً وخلقياً، وهي عملية ليست بالسهلة وتحتاج لتضافر جهود الوالدين معاً، إلا أن الراصد للمشهد التربوي سيلمس بوضوح تراجع دور الأب أو تهميشه وحصره كممول للاحتياجات المادية للطفل سواء كانت حاجات أساسية أو تكميلية، وانعكاس هذا التهميش والتغييب على النشء.
النظام الأبوي
شنت الحركة النسوية خطة منظمة على ما أطلقت عليه المجتمع الأبوي، وفي قول آخر المجتمع الذكوري، والمقصود بذلك، حسب الفكر النسوي، ذلك المجتمع الذي يسود فيه الذكور ويفرضون هيمنتهم عليه، وفي نطاق الأسرة يسيطر الأب على القرار، بل على كافة مناحي الحياة، وتكون الزوجة والأولاد مجرد تابعين لذلك.
اقرأ أيضاً
- مدرب بيراميدز يحسم مصير رمضان صبحي من مباراة الأهلي
- نيوم السعودي يعلن التعاقد مع أحمد حجازي
- حكم مباراة الأهلي وبيراميدز في الدوري متهم بتلقى رشاوي والتلاعب في نتائج المباريات
- تعرف على تاريخ مواجهات الأهلي وبيراميدز في الدوري
- برئاسة محمود الأسيوطي، نادي لافيينا يعلن دعم بيراميدز أمام الأهلي بالدوري
- قبل انطلاقها غدًا.. تعليمات عاجلة من تعليم القاهرة بشأن امتحانات الدور الثاني 2024
- تطورات جديدة مع جانب وزارة الرياضة بشأن أزمة ودية تليفونات بني سويف الوهمية
- كولر يحسم مصير الجبهة اليمنى لـ الأهلي أمام بيراميدز
- حقيقة رحيل أحمد سيد زيزو عن الزمالك
- بصعوبة..الأهلي يفوز على الالمونيوم ويتأهل لدور 16 بكأس مصر
- رئيس مجلس النواب الأمريكي: بايدن ليس مناسبا لدور رئيس الدولة
- رسميًا.. مانشستر يونايتد يتفوق علي ريال مدريد ويضم الفرنسي ليني يورو
يكونوا آباء متوازنين، فأقصى ما يفهمه عن دوره في التربية هو إملاء التوجيهات الجافة وانتظار النتائج المبهرة، وبعضهم لا يعرف عن التقويم إلا الضرب والعنف الجسدي.
إن تغييب الأب في الظل أفسد كثيراً من الأبناء خاصة في مرحلة المراهقة، فالجموح الذي يعتري الأبناء في هذه المرحلة العمرية بحاجة لوازع قيمي داخلي ناتج من عملية التربية المشتركة منذ لحظة الميلاد، ووازع حازم خارجي يمثله الأب الذي يمثل حائط الصد بينهم وبين كثير من شطحات المراهقة.
كما أن الأبناء في هذه المرحلة بحاجة لوجود الرجل في حياتهم، فالفتى يبحث عن القدوة فيه، والفتاة تبحث عن الأمان من خلاله.
ليس المراهق فحسب، بل إن الدراسات التربوية تشير إلى أن الطفل الرضيع بحاجة للأب الذي يقدم له لوناً مختلفاً من اللعب عما تقدمه له الأم، والطفل الذي يفتقد والده يعاني من اليتم النفسي، وتملأ نفسه المرارة ويعاني من مشاعر النقص
لهذا كله يقع على عاتق الأب مسؤولية كبيرة للنهوض بدوره التربوي، وعدم الخضوع لعملية التهميش أو الانتقاص من الدور المنوط به؛ «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» (متفق عليه).
ولا شك أن اتفاق الأم والأب على تقسيم المهام والمسؤوليات التربوية الحل الأمثل الذي ينبغي أن يتم الحوار حوله، ومهما كانت المشكلات الخاصة بين الزوجين فلا ينبغي أن يستخدم الأولاد كأدوات في هذا الصراع؛ (لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ) (البقرة: 233).
فعلى الأب ألا يقبل بتغييبه قسراً عن المشهد التربوي لأسرته، وعليه أن يحاول دون يأس من استعادة دوره، وأن يحاول الاستماع بتفهم لما قد يوجه لهذه الدور من نقد، ويحاول تقييم هذا النقد بموضوعية وهو مستمسك بدوره.
وعلى الأم أن تدرك أن الضرر الذي يعود على طفلها من غياب دور الأب التربوي أكبر من الضرر الذي قد يعود عليه من بعض السلبيات التي قد تراها هي في أدائه لدوره التربوي.
وواجبها في هذه الحالة الحوار معه وتقديم النصيحة الرقيقة له بطريقة هادئة بعيدة عن الحدة أو الغلظة، بل إن واجبها يتعدى ذلك لمحاولة التقريب الجادة بين الأبناء والآباء؛ فتلتمس الأعذار للأب، وتفرض احترامه في حال غيابه، ولا تسمح للأولاد أن يتجاوز نقدهم لوالدهم حداً معيناً سواء في حضوره أو غيابه، وتدعو له أمامهم، وتبرز فضائله وترفع من ذكره، وتبث فيهم روح الفخر به والاعتداد بكونه والداً لهم، وبهذه الطريقة (إبراز الفضائل وتحجيم المثالب وتجاهلها) تقوم ببناء جسر قوي بين الأبناء والآباء يتحدى الضغوط المادية وضيق الوقت وثقافة تهميش الأب