هل قتلت الصحافة الورقية ؟
شيماء الريس
استمرت الصحافة الورقية على مدى عقود متوجة على عرش الإعلام المقروء، قبل تغيير أدوات صناعة الإعلام، تطورت التقنيات الحديثة في تقديم ما يسمى، إعلام المواطن تعددت المسميات حيث ينقل للمتصفح الخبر والصورة الحية، والمتابعة المستمرة، لكل ما يجري في العالم مباشرة، وبأقصى سرعة، بالصوت والصورة، والحضور في موقع الحدث، فأصبحت الصحافة الإلكترونية تقوم بما تقوم به وسائل الإعلام التقليدي جميعها، من إذاعة، وتلفزة، وصحيفة ورقية، وأصبحت الصحافة الرقمية الأم لكل مجالات والوان الإعلام.
وان صدقنا القول، فإن الشخص العادي أصبح له دور حيوي لا يمكن إغفاله أو تجاهله في صناعة المحتوى الإعلامي، نحن إذا أمام صيغة جديدة لإعلام، عن طريق استخدام شبكة الإنترنت، حيث يتم نقل الصورة والخبر فوراً، وتغطية حصرية لما يجري من أحداث على مدار الساعة، عبر أحد التطبيقات، وقد أصبح أمام كل شخص عادي الفرصة ليكون رئيس تحرير أو مراسلاً صحفياً، مصطلح "صحافة المواطن"حيث لم يعد الشخص قارئا مستقبلاً، وإنما أصبح الآن بفضل هذه التقنية مرسلاً وصانع صحافة.
وأصبح ما يسمى ب"البوست" استفزاز للآخرين للتفاعل معه مرارا وتكراراً، في عالم مفتوح، وفضاء واسع، ونقلة نوعية في صناعة الإعلام الرقمي، وظهور أفكار وألوان إعلامية لا محدودة بمكان ولا بزمان يقيدها. وبات الإعلامي اليوم، فى حيرة بما سيكون عليه غدا، فنحن أمام حركة سريعة، فالتقنية هي من تحدد المسار، وترسم الطريق، وتصنع الرؤية القادمة للإعلام وبخاصة إعلام "صحافة الموبايل" أصبح بإمكان الجميع أن يكونوا مصورين، وصحفيين، ومراسلين، وفنيين، باستخدام الأدوات، والوسائط، والتطبيقات، التي تطوعها لهم شبكة الإنترنت، وهذا ما جعل من الجمهور يمارسون العمل الإعلامي الجديد بكل تخصصاته، متفاعلين مع الأحداث، والتطورات في العالم، عن طريق الأجهزة الذكية. وهو ما نراه الآن، ونلمسه في تعامل الأفراد مع الثورة التقنية الهائلة، التي أصبحت جزءاً من حياة الناس، حيث السرعة، وامتلاك فرصة التجديد، والابتكار، والتطور، والارتباط بشبكة "الإنترنت".
هذه البيئة الإعلامية غير التقليدية، حيث تسمح للجميع بممارسة الإعلام على نحو مختلف عما كان يتم في الصحافة الورقية، وبقية وسائل الإعلام التقليدية الأخرى، ودون أن تكون هناك حاجة إلى شروط ومتطلبات تخصصية كانت ضرورية في الخطاب الإعلامي التقليدي، ودون فرز للتأكد من سلامة المحتوى اللغوي، ومدى صحة المعلومات، وسلامة الطرح، وهي ضمن ما كانت تلتزم وتتمسك به الصحافة الورقية، وما يصدر عن الإعلام الرقمي من تجاوزات، نَسبة إلى ملايين المواقع والصحف والحسابات الخاصة الإلكترونية، وعدم وجود ضوابط وشروط والتزامات وتراخيص لمن يزاولوها. أصبح من الضروري بعد أن أخذ الإعلام الرقمي حقَّه من الوقت للتعرُّف على السلبيات، بأن يتم وضع القوانين والتشريعات المناسبة للحد منها، وتخليص هذا الإعلام من هذه الممارسات المشوهه.
اقرأ أيضاً
- العمدة ”شتيه” ينفي ما تداولته وسائل الاعلام علي لسانه بخصوص صلاح
- وزيرة التجارة والصناعة تدلى بصوتها بانتخابات مجلس النواب بكلية الفنون الجميلة
- ثلاثة أشياء يجب مناقشتها مع أطفالك قبل انضمامهم إلى وسائل التواصل الاجتماعي
- "البحوث الإسلامية" يطلق حملة توعوية موسعة لمواجهة "كورونا"
- ندوة عن الضوابط القانونية لإستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بتجارة الزقازيق الاثنين القادم
- الهند تعيد الإنترنت في إقليم كشمير المضطرب بعد انقطاع دام 5 أشهر
- دار الإفتاء تعلق على "فيلم الممر": "لوحة فنية أحيت الروح الوطنية"
- بيب واي تطبيق الكتروني جديد يساهم في التسويق والمشاركة وتبادل الافكار بوسائل التواصل الاجتماعي
- دار التحرير: تسوية ديوننا مع بنك مصر رفع عن كاهلنا عبء مالي كبير
- دراسة: فيسبوك في المرتبة الثانية بعد تويتر بالنسبة لتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة
- السعودية تحذر مواطنيها في بلجيكا من التظاهرات
- وزيرة الهجرة تدعو إلى الاستخدام الآمن لمواقع التواصل الاجتماعي
هل "الصحافة الورقية قد ماتت" لا بالطبع لا توجد دولة واحدة في العالم بلا صحافة ورقية حتى الآن، حيث لا تزال الصحافة الورقية مصدرا موثوقًا، بأخبارها، وتغطياتها، ومعلوماتها، وستظل موجودة ومؤثرة طالما بقيت بمكوناتها في متناول قرائها، وتمتلك القدرة في الوقت الحاضر على التعايش مع مراحل التحول الإلكتروني، ضمن وسائل الإعلام الإلكتروني بتطبيقاته الرقمية.