«عادة ردية» .. البابا تواضروس يحذر من الغضب

حذّر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، من «الغضب»، ووصفها بأنها «عادة ردية»، مشيرًا إلى أنها بداية لسلسلة كبيرة من الخطايا، ولا توجد حتى في مملكة الحيوان، ولها الكثير من النتائج السلبية والأمور الخطيرة على صحة الإنسان، مثل ارتفاع ضغط الدم، والتوتر العصبي، والقلق، وقرحة المعدة، واحتمالية الإصابة بمرض السكري، وضيق التنفس، ويمكن للغضب أن يترك «عاهات» في حياة الإنسان، ويكون دائمًا في توتر.

جاء ذلك خلال العظة الأسبوعية التي ألقاها البابا تواضروس، مساء الأربعاء، وبثتها قناة «MEsat» الفضائية، حول كيف يعيش الإنسان حكيمًا، وهي ضمن سلسلة «دروس الحكمة» التي يلقيها البابا منذ أسابيع، مشددًا على أن الحكمة هي نعمة من عند الله، وهي أيضًا مهارة يمارسها الإنسان يوميًا، وهي أيضًا درس شخصي يتعلمه الإنسان في الحياة.

وأوضح البابا: «أن الإنسان يجب أن يتوقف عن الغضب؛ لأنه يخرج الإنسان خارج دائرة الحكمة والعقل، والكتاب المقدس به الكثير من الآيات التي تحذر من الغضب، ومنها ما ورد في سفر الأمثال وهي الآية التي تقول «الغضب يهلك حتى الحكيم»، وفي سفر الجامعة هناك آية تقول: «لا تسرع بروحك إلى الغضب»، مشددًا على أن القلب الذي يعمل فيه الغضب لا تعمل فيه الفضيلة، مشيرًا إلى أن الشخص «قليل الحيلة» هو إنسان سريع الغضب، لأنه لا يعرف كيف يتصرف في المواقف المختلفة.

ولفت بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إلى أن أول الأسباب التي تدفع الإنسان للغضب هو الكبرياء، مشددًا على أن الإنسان يجب أن يعيش بوداعة، والسبب الثاني في الغضب هو قسوة القلب، والتي تجعل الإنسان متعطش دائمًا إلى الكلام الموجع للآخرين، والسبب الثالث هو الغيرة المرة من الآخرين، محذرًا من هذه الغيرة ويجب على الإنسان أن يعرف أن الله محب للبشر، قائلا: «محدش بياخد رزق حد، وبص على الطيور والكائنات الحية الله بيبعت لها طعام، وعلى الإنسان أن يبتعد عن الغيرة».

وشدد على أن الغضب يكون بداية لسلسلة كبيرة من الخطايا، ومنها الشتائم، والتجريح، والإدانة، والقسوة، والظلم، والكراهية، والخصام، والتهور، والضرب، وتصل أيضًا إلى القتل، وفي بعض الجرائم ينتاب القاتل نوبة شديدة من الندم، وهذا كله حدث بسبب الغضب.

وأكد أن هناك علاجًا روحيًا للغضب، ومنها الصلاة، وأن يتحلى بالهدوء، ويحتمل ضعفات الآخرين، وابتعد عن الغيرة من الآخرين.