جوهر الصقلى يبدأ فى أعمال الإنشاء.. ما هى قصة الجامع الأزهر؟
أحد أقدم وأهم مساجد مصر والوطن العربى، الذى يعد قبلة للتنوير، وأكبر مؤسسة دينية فى العالم الإسلامى كله، هو الجامع الأزهر، حيث بدأ جوهر الصقلى فى بناء الجامع فى مثل هذا اليوم 4 أبريل من عام970، فما هى حكاية جامع الأزهر؟.
الجامع الأزهر "359/361 هـ" "970/975 م"، هو أهم المساجد فى مصر وأشهرها فى العالم الإسلامي، وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، بالرغم من أنه أنشئ لغرض نشر المذهب الشيعى عندما تم فتح مصر على يد جوهر الصقلى قائد المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، إلا أنه حاليا يدرس الإسلام حسب المذهب السني، وبعدما أسس مدينة القاهرة شرع فى إنشاء الجامع الأزهر وأتمه وأقيمت فيه أول صلاة جمعة فى 7 رمضان 361 هـ - 972م، فهو بذلك أول جامع أنشى فى مدينة القاهرة وهو أقدم أثر فاطمى قائم بمصر، وقد اختلف المؤرخون فى أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وإشادة بذكراها.
ويعد العصر المملوكى من أزهى وأفضل العصور التى عاشها الأزهر الشريف حيث تسابق حكام المماليك فى الاهتمام بالأزهر طلابًا وشيوخًا وعمارةً وتوسعوا فى الإنفاق عليه والاهتمام بل والإضافة إلى بنيته المعمارية.
اقرأ أيضاً
- خطيب الجامع الأزهر: الاحتكار محرم في كل الأديان والشرائع
- إلغاء معرض البحرين الدولى للكتاب للمرة الثانية.. اعرف السبب
- زوجة الأمير تشارلز بـ«الحجاب» في الجامع الأزهر بصحبة الطيب
- متحف الطفل يستقبل زواره من جديد بإجراءات مشددة لمواجهة كورونا
- تعرف على افتتاح مهرجان الشباب العربي للفن التشكيلي بالقاهرة
- بدأها الفاطميين.. طقوس وعادات رؤية هلال رمضان عبر العصور
- أداء الأمانات والثقة بالله وحب الوطن.. ندوة بالجامع الأزهر
- وفد كاميروني يزور الجامع الأزهر ويشيد بدوره الريادي
- الأزهر يطلق حملة "وعاشروهن بالمعروف" للتوعية بمخاطر الطلاق (فيديو)
- كحك العيد.. تَعَرَّف على حكايته وفوائده وأضراه
- سعدالدين إبراهيم: إدراج أمريكا الإخوان على قوائم الإرهاب «تقدير مني وليست معلومات»
- وزير التموين يدلى بصوته غدا بالانتخابات الرئاسية بابن خلدون
وأما فى العصر العثمانى فقد أبدى سلاطين آل عثمان احتراما كبيرا للمسجد وأهله بالرغم من مقاومته لهم ووقوفه مع المماليك خلال حربهم مع العثمانيين، إلا أن هذا الاحترام لم يترجم عمليا فى صورة الرعاية والاهتمام بعمارته أو الإنفاق على شيوخه وطلابه، حسب ما ذكر موقع الأزهر الشريف.
إلا أن الجامع خلال تلك الفترة قد أصبح المكان الأفضل لدى عموم المصريين والأولى بتلقى العلوم والتفقه فى الدين من خلاله وأصبح مركزا لأكبر تجمع لعلماء مصر كما بدأ فى تدريس بعض علوم الفلسفة والمنطق لأول مرة
وخلال الحملة الفرنسية على مصر كان الأزهر مركزا للمقاومة وفى رحابه خطط علماؤه لثورة القاهرة الأولى وتنادوا اليها، وتحملوا ويلاتها وامتهنت حرمته، وفى أعقاب ثورة القاهرة الثانية تعرض كبار علماء الأزهر لأقسى أنواع التعذيب والألم، وفرضت عليهم الغرامات الفادحة، وبيعت ممتلكاتهم وحلى زوجاتهم الذهبية استيفاء لها، وعقب مقتل كليبر فجع الأزهر فى بعض طلبته وفى مقدمتهم سليمان الحلبي, وبينما كان الاحتلال الفرنسى يلفظ أنفاسه الأخيرة حتى صدرت الأوامر باعتقال شيخ الأزهر الشيخ عبد الله الشرقاوي، وهكذا ظلت تخيم أزمة عدم الثقة بين الأزهر وسلطات الاحتلال الفرنسى حتى آخر أيامه ورحيله عن البلاد.
وبعد انسحاب الفرنسيين من البلاد عيّن محمد على باشا نفسه والياً على مصر استجابة للشعب، ويعدّ مؤسس الأسرة العلوية التى حكمت مصر من 1805 إلى عام 1952، وسعى إلى توطيد حكمه من خلال التقرّب إلى علماء الأزهر، وسار على نهجه أبناؤه وأحفاده، والذى كان آخرهم الملك فاروق الذى تنازل عن العرش الملكى بسبب ثورة 1952، وفى أعقاب ذلك وفى عام 1961 ووفقاً للقانون الصادر فى نفس العام تمّ إعلان قيام جامعة الأزهر رسمياً وإنشاء العديد من الكليات.
ومن أشهر العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالأزهر: ابن خلدون، وابن حجر العسقلاني، والسخاوى، وابن تغرى بردى، والقلقشندى، وغيرهم من العلماء.
ولازال الجامع إلى اليوم قائما شامخا تتحدى مآذنه الزمان وتطاول هامات علمائه السحاب، لا يلين لمعتد، ولا ينحنى لمتجبر، صادعا بالحق داعيا إليه ما بقيت جدرانه ومآذنه.