بالصور .. «مدفع إفطار وجرافيتي و شخصيات رمضانية» .. شوارع الإسكندرية تتزين بشكل مبهج احتفالا بشهر رمضان
محرر بيشوي ادور الاسكندريةتتميز أجواء شهر رمضان المبارك خلال شهره الكريم بعدد من العادات التي تورثها الأجيال منذ زمن قديم كالاطعمه الكنافة و القطايف و ايضا الزينة والفوانيس والأنوار المبهجة، حيث يتم تزيين الشوارع والمساجد وتعليق الأضواء بشكل جمالي، وتحولت تلك العادة إلى طقس مستمر مرتبط بشهر رمضان.
وعندما تخطوا بقدميك بعدد من المناطق بعروس البحر و بالاخص الشعبية منها تجد مظاهر الاحتفال بشهر رمضان المتميزة فتستهل بمجسم المسجد بإضائته، والفوانيس الضخمة على الجانبين، والزينه التي تغطي الشارع بأكمله لتصنع له غطاء ملون، فضلًا عن مجسمات بكار وبوجي وطمطم وعمو فؤاد، والأدعية والعبارات الخاصة بالشهر الفضيل التي تزين حوائط المنازل الذي اصناعها عدد شباب وكبار وأطفال وسيدات بالجهود الذاتية، على مدار سنوات عديدة في إظهار شارعهم بالشكل الجمالي كل عام ليكون مصدر سعادة وبهجة للجميع ودافع إيجابي لتطوير الفكرة بجميع شوارع الإسكندرية و ذلك هو الشكل الذي اعتاده أهالي عدد من المناطق بألاسكندرية ففي تلك المناسبة من كل عام .
و قد تجولت عدسة الميدان في شوارع بمحافظة الإسكندرية لرصد مظاهر وطقوس الاحتفال بشهر رمضان الكريم وهي الزينة و الفانوس الذي اختلفت الشكالها و اللونها الغير معتدين عليه و تحدثة مع الأهالي المناطق الذين قاموا بعمل الزينة .
و في شارع عين جالوت بمنطقة القباري بغرب الإسكندرية تخل أجواء الاحتفالات الرمضانية التى قام بها أهالى الشارع حيث يغلق المواطنين الشارع من بداية على السيارات نهائيا ويبدأ ببوابة مرور بها اسم الشارع مرسوم بألوان مبهجة يبدأ بعبارة رمضان كريم ، بالإضافة إلى الرسومات والشخصيات الرمضانية المفضلة لدى المصريين
ويقول الحج «محمد جاب الله» ، أحد سكان الشارع ومن المشاركين فى تزيين أن شارع عين جالوت من اشهر شوارع منطقة القبارى لـ« الميدان» يقوم الشباب بإقامة احتفالات وزينه خاصة كل عام ولكن الجديد هذا العام بأنه عام استثنائي لوجود فيروس كورونا فقرر الشباب إدخال البهجة والسرور على المواطنين رغم الظروف.
وأضاف «جاب الله» أن تزيين الشارع لاقت قبول عدد كبير من الأهالي ويبدأ التنفيذ فيها في نصف شهر شعبان بجمع 30 جنيه من كل أسرة ولكن هناك أسر تدفع أكثر من ذلك لترحيبها بالفكرة ورغبتهم فى الشعور ببهجة شهر رمضان المبارك مشيرا إلى أنهم قاموا بكتابة عبارات رمضان كريم و رمضان جانا و اهلا رمضان بالإضافة إلى الشخصيات الكرتونية وعبارات شهر رمضان وطلاء مداخل العقارات بالالوان المبهجة وتغيير ملامح الشارع نهائيا بالإضافة الى فوانيس رمضان خشبية وأنوار بطول الشارع ومجسمات الكعبة المشرفة والمساجد و مدفع رمضان .
ويقول «محمد صبحي»، احد شباب الحى، لـ« الميدان» أنهم يقومون بتزيين الشارع منذ أكثر من 18 عاما فهي عادة سنوية بشارع فيها كافة الأهالي كل عام مشيرا إلى أنهم لم يستعينوا بأية عمال متخصصين لأن كل مواطن يتطوع بمهنته من يعمل كهربائي مهمته توصيل الوصلات الكهربائية لإنارة الفوانيس ومن يعمل فى مجال الدهانات مهمته أن يقوم بتزيين الشارع وطلاء العقارات لافتا أن كل شاب يأتي للعمل ساعة يوميا حتى ينتهي من عمله قبل بداية شهر رمضان واصفا العمل لتزيين الشارع لخلية النحل قبل بداية شهر رمضان لإدخال البهجة والسرور على المواطنين ورفع شعار التعاون بين الجميع.
ويقول «محمد كيلانى»، احد المواطنين بشارع والخطاط المسئول عن رسم الشارع لـ« الميدان» أنهم معتادين لتزيين الشارع كل عام لإدخال البهجة والسرور على المواطنين للاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك مشيرا أن الصعوبة ليست في تجميل الشارع، بل في تطوير الأفكار عام بعد عام وإخراج عمل متميز، وهو ما يسبب رواجًا كبير على مواقع التواصل الاجتماعي وخلق حالة من التنافس الشريف في الشوارع المجاورة التي بدأت في تزيين وتجميل جدران المنازل والشوارع.
واضاف «باسم مرتضى» ، أحد أهالي شارع عين جالوت ومن المشاركين في مبادرة التجميل، لـ« الميدان» شباب وأهالي الشارع كونوا فريق كامل لتحقيق منظومة نجاح بالتعاون مع بعضنا البعض، لخروج عمل مثالي يدخل الفرحة والبهجة على جميع اهالي الشارع.
وأضاف لـ« الميدان» أن الجميع يشارك لإخراج عمل إيجابي، من الشباب والرجال والسيدات قائلًا« لن نغفل دور امهاتنا في المنازل بتقديم الدعم للشباب أثناء العمل سواء بالمشروبات أو الماكولات تشجيعًا ودعم لهم» لافتا أن هذا العمل ليس جديدًا على أهالي شارع عين جالوت والذي يتميز بورشة عمل متكاملة تبدأ قبل رمضان بفترة قليلة تتجاوز الثلاث أسابيع، ويتم التنفيذ من خلال خطة عمل يتشارك فيها الجميع.
ومن جانبه قال الحاج «احمد الكيلاني» ، احد المشاركين لـ« الميدان» تجميل الشارع وتزينه بهذه الطريقة كانت فكرة نجله« محمد» رحمه الله والذي توفي منذ عامين، مشيرًا إلى أن يسعد كثيرا بأستكمال أصدقائه للفكرة مشيرا أنه اعتبر هذا العمل صدقة جارية على روح أبنه، من خلال مواصلة تنفيذ الفكرة وتطويرها وإدخاله الفرحة على جميع الأهالي أطفال وكبار قائلًا : إن العمل يبدأ قبل شهر رمضان من خلال تجميع تبرعات من الأهالي، ويتم التفكير ووضع التصوير للفكرة وجميعنا نعمل جنبًا إلى جنب، حتى نصل إلى الشكل النهائي وظلت مستمرة بجهود الأهالي والشباب الذي يعمل لإخراج العمل في أبهى صورة.
وفي منطقة سيدي بشر بالإسكندرية، لم يختلف الأمر حيث حرص عدد من الشباب والأطفال من مختلف المراحل التعليمية، على تجهيز الزينة وتجميعها لتزيين المنطقة ومشاركة جيرانهم فرحة رمضان داخل مداخل منازل و عقارات .
ويقول «كيرلس ناجي» أحد سكان المنطقة ، لـ« الميدان» ينتظر شهر رمضان لمشاركة المسلمين فرحتهم بتعليق الزينة والفوانييس وهذا يعكس المحبة والترابط بيننا حيث أن قدوم شهر رمضان له بهجه تنتشر في المنطقة وتثير السعادة في نفوس كل سكان المنطقة وخاصة الأطفال مضيفا انه يسعد بشهر رمضان وزينة الشوارع التي تجعل الحياة مبهجة حيث يساهم أصحابه و جيرانه المسلمين لشراء الزينة يساعدهم في تعليقها مما يعزز العلاقات الإنسانية بالتعاون وإنجاز هذا العمل استقبالا للشهر المبارك مرددين جميعا "بعودة الأيام هنعلق زينة رمضان".
و في منطقة العصافرة يقول «محمد اشرف» أحد السكان لـ« الميدان» يجتمع مع جيران ليذهبوا لشراء الزينة وبعد ذلك يقوموا بتقسم أنفسهم الي مجموعات لتعليق الزينة في الشوارع، يستكمل انهم يجمعون المال من الجيران والأهالي ويساهم في الدفع أصدقائه الأقباط.
مؤكدا أن مشهد مشاركة الأقباط والمسلمين في تعليق الزينة مشهد معتاد لسكان المنطقة ليس مشهدًا غريبًا لأننا أخوه وجيران منذ سنوات ويربطنا علاقه صداقه وحب قوية مضيفا أنه يشعر بالارتباط بين الأقباط والمسلمين في ذلك الشهر حيث أننا نجتمع لتزين شوارع المنطقة ورد روح البهجة والسرور اليها، معلقا "ربنا مايقطعلنا عادة"، يستكمل رغم إنتشار فيروس كورونا في العام الماضي قمنا بتعليق الزينة ومشاركة اخوتنا المسلمون فرحتهم بحلول شهر رمضان الالكري.
وتابع «محمد حسين» أحد الشباب، بمنطقة الساعة نجد فرحة كبيرة أثناء عمل تلك الزينات وتعليقها فى الشوارع، فهى تعبر عن قدوم شهر رمضان، رغم الظروف كل ما تمر به البلاد ومواجهتها لفيروس كورونا إلا أننا قررنا عمل الزينة وتعليقها لنعطى الامل ونرسم البهجة فى نفوس المواطنين.
قال «أحمد إبراهيم» ، أحد سكان منطقة باكوس التي بها اطول فانوس إنه تم تصميم الفانوس هذا العام بشكل مختلف عن العام الماضى، وبزيادة فى طوله عن العام ليلفت أنظار المارة فى أكثر الشوارع شعبية بالإسكندرية مضيفا أن أهالي المنطقة شاركوا في تزيين الفانوس، و تزين الشوارع الجانبية للاحتفال بشهر رمضان المبارك، خاص في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد .
جاءت فكرة زينة رمضان على يد الصحابي تميم بن أوس الدراي الذي أنار المساجد بقناديل يوضع فيها الزيت ويتم إضاءتها، كل ليلة جمعة باعتباره يوما مقدسا عند جموع المسلمين وتلك الفكرة اعتمد عليها الصحابي وخليفة المسلمين عمر بن الخطاب الذي أمر بتزيين كل مساجد الدولة احتفالا بقدوم شهر رمضان وإضاءة جميع المساجد لتمكيين المسلمين في شتى بقاع الدولة من أداء صلاة التراويح بسهولة، ومن هنا أصبحت تلك العادات «رمضانية» دائمة ومستمرة، أما الزينة في الشوارع فبدأت في عهد الدولة الطولونية، حيث أمر خلفاؤها بتزيين الشوارع بالقناديل إلى جانب المساجد احتفالا بقدوم شهر رمضان واستمرت خلال العصور التي تلت عهد الدولة الطولونية لكن الموضوع أخذ شكل أكبر وأشبه بالشكل الموجود في شوارع مصر حاليا، وكان هذا في عهد الدولة الفاطمية التي انتشر فيها كثير من عادات المصريين في الاحتفالات مثل حلاوة مولد النبي والفوانيس وزينة الشوارع وغيرها».
وحسب ما تسجله كتب التاريخ، فإن أول من بدأ فكرة الاحتفال بقدوم شهر رمضان هو الخليفة عمر بن الخطاب، عندما قام بتزيين المساجد وإنارتها من اليوم الأول لرمضان، حتى يتمكن المسلمون من إقامة صلاة التراويح وإحياء شرائعها الدينية.
وحسب الروايات، فإن أول من أضاء المساجد كان الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري، وقد أضاء المساجد بقناديل يوضع فيها الزيت وكان ذلك يوم الجمعة، وذكرت العديد من الدراسات أن الزينة تطورت في العصر الحديث بعد دخول الكهرباء في نهاية القرن التاسع عشر.
واستمر الاحتفال بشهر رمضان من خلال تزيين الشوارع وإضاءة المساجد في دول الخلافة الإسلامية وصولا للدولة العثمانية التي كتب المؤرخين وصفوا جمال شكل القناديل والمصابيح التي زينت شوارع اسطنبول وغطت كل مساجدها، وإلى الآن زينة رمضان عادة بتميز الشوارع الإسلامية، خاصة مصر حتى تكون عادة أصيلة من عادات الشعب.