ما بين التيك توك والتوك توك .. مراحل تجريف العمالة المصرية !
بقلم : عبير العربيعلى مدار التاريخ المصري.. بكل حضاراته وثقافاته التاريخية والدينية، تجد أن العامل المصري شريك أساسي فى صناعة تلك الحضارة، والأيدى المصرية ليست فقط من ذوات الحرف أو الصناعات، ولكن هى من أرباب الفن والإبداع والذى شكل جانب كبير من بصمة وطبيعة خاصة للحرف المصرية على مر التاريخ.
ومع التطور ظلت الأيادى العاملة المصرية أحد عوامل جذب السياحة، وذاع صيتها وشهرتها إلى أن عبرت القارات، بداية من النقش على النحاس والذى أصبح بمثابة لوحات فنية، وصناعة الأرابيسك الخشبية والتى كانت تخرج وكأنما تتأمل نحت معمارى وليس قطع خشبية مزخرفه.
ومع كل السرد سالف الذكر، لم يكن يتخيل أحد أن تلك الأيادى العاملة ذات الأنامل الذهبية، يصل بها الحال ليس فقط لتدهور حال الصناع الجدد من الجيل الجديد، أو غزو ماكينات تحل محل الصانع، ولكن ما حدث، أنه تم تفريغ المهن والحرف من العمالة، وتم تجريف أرباب الصناعات من الأيادى العاملة.
بدأت الأزمة فى مطلع الألفية بظهور ماكينة صغيرة الحجم تدعى "التوك توك"، انتشرت فى الأقاليم بسرعة كبيرة، وأصبحت ملاذ جديد للصبية من أرباب الحرف، بل وانتقلت إلى عمال المهن مثل الصنايعي "السباك، والكهربائي، وإلى آخره..
اقرأ أيضاً
- خطر السوشيال ميديا على الأسرة المصرية..تحقيق
- كندة علوش توجه رسالة هامة لأولياء الأمور: «الوضع خطير جدًا»
- بالفيديو.. هالة منصور: السوشيال ميديا سبب الهجرة غير الشرعية
- الأهلي يُقرر تغليظ عقوبة السوشيال ميديا لـ250 ألف جنيه بعد واقعة عاشور
- تريند مصر والعالم .. ياسمين عبد العزيز تثير الجدل بصورة
- يعد سقوط في الملعب.. جمال شعبان يكشف تفاصيل مرض أحمد رفعت
- هناء شلتوت تكتب: مصر والسودان والأشقاء الثلاثة
- أحلام: الإمارات ليها دور عظيم في معالجة أطفال فلسطين.. وقفلت السوشيال ميديا بسبب اللي بيحصل
- الشيخ خالد الجندى يحذر من مخاطر السوشيال ميديا فى تزوير الفتاوى
- هبة محسد: اتمنى تغيير ثقافة التريند على السوشيال ميديا وعدم استغلاله للشهرة
- ”بيت الروبي” يقترب من 90 مليون جنيه إيرادات.. ويواصل تصدره لشباك التذاكر
- بسمة بوسيل تعلن عن أنفصالها رسميًا من النجم تامر حسني
لتعانى مصر بداية أزمة كبيرة بإنقراض مهن وحرف الفنون اليدوية بسبب نقص العمالة المصرية، وتأثر قطاع كبير من الصنايعي المصري فى المهن المختلفة.
ومع كل ذلك، ومع غزو التوك توك للصبية الصغار من نواة أرباب المهن والحرف، ظهر علينا من ابتلع صغار الحرف وكبارها.. "التيك توك"، ذلك الوحش الذى فتح فمه على مصراعيه ليبتلع كل من يملك مهارة حرفة أو صنعة مهنه، كبيراً كان أو صغيراً..
وأصبح التيك توك هو الخطر الحقيقي فى كل جوانب المجتمع، ينهش فى جسد طوائفه وطبقاته، وأصبح الجميع يلهث خلف حلم الثراء السريع، بحثاً عن القفزات المادية دون تعب أو جهد..
ولذلك لابد أن يتزن ميزان المحتوى المقدم على تلك المنصة الرقمية وغيرها، ولابد لكل صاحب رأي وفكر إيجابي أن يعادل كفة المحتوى المقدم، ولابد أن يجد المتلقي البسيط نماذج إيجابية تسعي لعرض المعلومات بشكل يناسب العصر، وأن يفهم ويعي كل متابع من رواد السوشيال ميديا أن تلك المنصات "لها ما لها وعليها ما عليها"، ولابد أن نحارب جميعاً ممن يمتلكن أفكار تخدم الصالح العام، وندرك أننا فى معركة بميدان جديد وهو ساحة السوشيال ميديا والغزو التكنولوجي، وأن نصطف جنوداً تحارب بنفس سلاح المحتوى المغيب للعقول، بمحتوى ينير الطريق لعقول أصابها ظلام الهزل واللهو، واللا محتوى.