نيويورك تايمز : تغيير يلوح فى الأفق وقليل من التفاؤل فى الانتخابات البريطانية
أ ش أقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إنه في الوقت الذي تصوت فيه بريطانيا في الانتخابات العامة، يلوح التغيير في الأفق، ورغم ذلك لا توجد حالة كبيرة من التفاؤل بهذا التغيير.
وذكرت الصحيفة، في مقال تحليلي نشرته اليوم "الخميس"، أنه من المتوقع أن يكتسح حزب العمال في بريطانيا حزب المحافظين بعد 14 عاما، ولكنه سوف يمتلك بعد ذلك "إرثا من الرماد".
وأشارت الصحيفة إلى أن الناخبين البريطانيين توجهوا إلى صناديق الاقتراع اليوم في ظل مزاج متشائم، فالكثير منهم يشعر بالإحباط من حكومة المحافظين ويشككون في الوقت نفسه في قدرة أي بديل على حل المشاكل المتشابكة التي تعيق الدولة.
ويرى محللون أن شكوك الناخبين مبررة، فحتى لو فاز حزب العمال بأغلبية قوية في البرلمان، كما تشير استطلاعات الرأي، فإنه سيواجه مجموعة كبيرة من التحديات، من اقتصاد مضطرب إلى خدمة صحية وطنية مهترئة، دون أن تتوافر لديه الكثير من الأدوات لإصلاحها.
اقرأ أيضاً
- الخارجية الأمريكية: قلقون من مستوى التصعيد بين إسرائيل وحزب الله
- الحكومة الأمريكية تشيد بجهود مصر للقضاء على الإتجار بالبشر
- السفيرة الامريكية تزور العريش في ذكري ثورة يونيو
- سباق ايران الرئاسي..من المتنافسون في جولة الاعادة
- الخارجية الروسية : لن نترك الأعمال العدوانية للولايات المتحدة دون رد
- لجنة الانتخابات بجنوب أفريقيا تعلن فوز المؤتمر الوطني بـ159 مقعدا في البرلمان
- السفارة الأمريكية بالقاهرة تعلن عن جولة موسيقية مصرية أمريكية
- مظاهرات طلبة الجامعات الامريكية قبلة الحياة لقطاع غزة
- الخارجية الأمريكية: لا نزال نعارض أي عملية عسكرية في رفح
- رئيس جنوب السودان ونائبه فشلا في تلبية معايير الانتخابات النزيهة والسلمية
- الرئيس التونسي: الإعلان عن الترشح لولاية رئاسية ثانية سيأتي في موعده وفق القانون
- أمير الكويت يدعو للمشاركة الواسعة في الانتخابات وتعطيل العمل بالجهات الحكومية الخميس
ونقلت الصحيفة عن روبرت فورد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة مانشستر، أن زعيم حزب العمال، كير ستارمر، سيرث "إرثا من الرماد". ومن غير المرجح أن يمنح الناخبون، الذين انتخبوا المحافظين بأغلبية ساحقة قبل أقل من خمس سنوات، الفرصة لستارمر لتغيير الأمور.
وأضاف فورد أن الرسالة لا يمكن أن تكون أكثر وضوحا: "يجب عليك إحداث تغيير، أو ينتهي أمرك"، مؤكدا أن المواطنين لن يتحلوا بالصبر.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن الانتخابات تبدو بمثابة نقطة تحول سياسية لبريطانيا، ومن المرجح أن يتمثل هذا التحول في التنصل من حزب المحافظين بعد 14 عاما في السلطة، وصعود حزب العمال، الذي عانى قبل أقل من خمس سنوات من هزيمته الانتخابية، وهي الأسوأ منذ عام 1935، على أيدي المحافظين.
وأوضحت أن هذا الانعكاس المذهل للمكاسب السياسية يشير إلى الاضطرابات التي اجتاحت بريطانيا منذ تصويتها لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي /بريكست/ في عام 2016، فقد أدى هذا الخروج إلى حدوث صدع في حزب المحافظين،مما جعله غير منتظم ومتطرفا على نحو متزايد،في الوقت الذي واجه فيه تحديات جائحة كورونا وأزمة المعيشة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه مع وصول حزب العمال إلى عتبة السلطة، فإنه يواجه مقايضات صعبة تعكس تداعيات تلك السنوات: بلد منهك ويتوق بشدة إلى التغيير.
وقالت الصحيفة إن حزب العمال سيكون عليه إعادة بناء الاقتصاد،مشيرة إلى أن الخطاب الأساسي الذي روج به الحزب لحملته يتلخص في قدرته على تحفيز الاقتصاد وتوليد القدر الكافي من الإيرادات الإضافية من الضرائب لتجنب حدوث تقليصات كبيرة في الخدمات العامة أو زيادات ضريبية أو زيادة الاقتراض.
غير أن الصحيفة أوضحت أن أدوات حزب العمال للقيام بذلك محدودة، وخاصة بعد أن وقعت خطته الطموحة التي تتكلف عدة مليارات من الجنيهات الاسترلينية لتحويل بريطانيا إلى "اقتصاد أخضر" ضحية للموقف المالي الضعيف للحكومة في وقت سابق من هذا العام.
كما من شأن ضغوط الميزانية أيضا أن تؤدي إلى تعقيد جهود حزب العمال لإصلاح نظام الخدمات الصحية الوطنية، بعد أن فشلت الحكومة البريطانية في تقليل أوقات الانتظار التي تمتد إلى أشهر. وقد وعد حزب العمال بجدولة 40 ألف موعد إضافي أسبوعيا، وهو ما يدعي أنه يستطيع القيام به عن طريق إقناع موظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية بقبول مواعيد إضافية خلال ساعات الراحة.
وقالت الصحيفة إن التصدي للهجرة يشكل تحديا آخر لحزب العمال، على الأقل بسبب نقص العمالة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية وجميع مجالات الاقتصاد.
وبحسب الصحيفة، سيكون الحد من تدفق طالبي اللجوء الذين يأتون على متن قوارب صغيرة على الساحل الإنجليزي أكثر صعوبة. وتعهد ستارمر بإلغاء السياسة المكلفة التي بموجبها يتم وضع بعض طالبي اللجوء على متن رحلات جوية ذهاب بلا عودة إلى رواندا. وسيحاول حزب العمال بدلا من ذلك اتخاذ إجراءات صارمة ضد عصابات تهريب البشر، في حين يعزز التعاون مع السلطات في جميع أنحاء أوروبا.
ولفتت إلى أن أي زعيم بريطاني سيواجه مشهدا سياسيا متزايد الغموض في الولايات المتحدة، فقد أدت التساؤلات حول أهلية الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن كمرشح في الانتخابات المقبلة إلى زيادة احتمالات استعادة خصمه الجمهوري دونالد جيه ترامب للرئاسة.
ولا يتمتع ستارمر بعلاقات عميقة مع الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أنه ليس لديه تاريخ من التصريحات الانتقادية بشأن ترامب، فليس هناك ما يشير إلى أن المدعي العام السابق، البالغ من العمر 61 عاما سيطور علاقة قوية مع رجل كترامب يبلغ من العمر 78 عاما تم اتهامه في قضايا جنائية متعددة.