الدكتور أحمد عاشور يكتب: هل يؤدي الالتهاب المزمن للمرارة إلي سرطان؟

التهاب المرارة هو تورمٌ وتهيجٌ يصيب المرارة، والمرارة عبارة عن عضوٌ صغير على شكل الكمثرى يقع على الجانب الأيمن من البطن تحت الكبد، تحمل المرارة السائل الذي يهضم الطعام، ويُسمى هذا السائل العصارة الصفراوية، وتفرغ المرارة العصارةَ الصفراوية في الأمعاء الدقيقة

في معظم الحالات، تُسبب حصوات المرارة التي تسد الأنبوب المؤدي إلى خارج المرارة الإصابةَ بالتهاب المرارة، ويؤدي ذلك إلى تراكم العصارة الصفراوية التي يمكن أن تُسبب الالتهاب، وتشمل الأسباب الأخرى للإصابة بالتهاب المرارة وجود تغيرات في القناة الصفراوية أو أورام أو مرض خطير أو بعض أنواع العَدوى.

يمكن أن يؤدي التهاب المرارة إلى مضاعفات خطيرة، مثل تمزُّق المرارة في حال عدم علاجه، وقد يكون مهددًا للحياة، يشمل علاج التهاب المرارة غالبًا إجراء عملية جراحية لاستئصال المرارة.

أما عن الأعراض، فقد تشمل أعراض التهاب المرارة ما يأتي:

• ألم شديد في الجزء العلوي الأيمن من منطقة البطن أو وسط البطن.
• ألم يمتد إلى الكتف اليمنى أو الظهر.
• إيلام في منطقة البطن عند لمسها.
• الغثيان.
• القيء.
• الحُمّى.
• غالبًا ما تظهر أعراض التهاب المرارة بعد تناوُل الوجبات، ومن المرجح أن تسبب الوجبات الكبيرة أو الدهنية ظهورَ الأعراض.

متى تزور الطبيب؟

. يحدث التهاب المرارة عندما تكون المرارة ملتهبة، ويمكن أن يرجع التهاب المرارة إلى الأسباب الآتية:

• حصوات المرارة: يحدث التهاب المرارة في الأغلب بسبب تكوُّن جزيئات صلبة من العصارة الصفراوية في المرارة، وتُسمى حصوات المرارة، ويمكن أن تسد حصوات المرارة الأنبوب الذي يحمل العصارة الصفراوية عندما تغادر المرارة، ويُسمى الأنبوب القناة المرارية، فتتراكم العصارة الصفراوية في المرارة، ما يسبب حدوث تورم وتهيج.
• الورم: كما يمكن أن يؤدي الورم إلى منع خروج العصارة الصفراوية من المرارة بشكل طبيعي، وتسبب هذه الحالة تراكم العصارة الصفراوية، ما يؤدي إلى التهاب المرارة.
• انسداد القناة الصفراوية: يمكن أن تسد الحصوات أو العصارة الصفراوية السميكة والجزيئات الدقيقة التي تُسمى الكدارة القناةَ الصفراوية، ومن ثمَّ يحدث التهاب المرارة، ويمكن أيضًا أن يحدث الانسداد نتيجة لالتواء القنوات الصفراوية أو تندّبها.
• العَدوى: يمكن أن يسبب الإيدز وغيره من أنواع العَدوى التي تسببها الفيروسات تورمًا وتهيجًا في المرارة.
• مرض خطير: يمكن أن يسبب المرض الخطير حدوث تلف في الأوعية الدموية وتقليل كمية الدم المتدفقة إلى المرارة. ويمكنه أن يؤدي إلى التهاب المرارة.

وجود حصوات في المرارة عامل الخطورة الرئيسي المرتبط بالتهاب المرارة.

يمكن أن يؤدي التهاب المرارة إلى مضاعفات خطيرة في حال عدم علاجه، من بينها ما يأتي:

• عَدوى في المرارة: إذا تراكمت العصارة الصفراوية في المرارة، فقد تحدث عَدوى في المرارة.
• موت أنسجة المرارة: يمكن أن يؤدي التهاب المرارة إلى موت الأنسجة فيها إذا لم يُعالَج، وهذا يُعرف بالغنغرينة. وتحدث هذه المضاعفات الأكثر شيوعًا بشكل أساسي بين كبار السن والأشخاص الذين ينتظرون تلقي العلاج وكذلك مرضى السكري، وقد تؤدي الغنغرينة إلى حدوث تمزق في المرارة، أو قد تؤدي إلى انفجار المرارة.
• تمزق المرارة: يحدث تمزق، ويُسمى انثقابًا، في المرارة نتيجة تورُّمها أو إصابتها بالعَدوى أو موت أنسجتها.

يمكنك الحد من خطر الإصابة بالتهاب المرارة باتباع الخطوات الآتية لمنع تكوّن حصوات المرارة:

• إنقاص الوزن ببطء: يمكن أن يزيد إنقاص الوزن بسرعة خطرَ الإصابة بحصوات المرارة.
• الحفاظ على وزن صحي: تجعلك زيادة الوزن أكثر عرضة لتكوّن حصوات المرارة، وللحصول على وزن صحي، قلل السعرات الحرارية التي تتناولها وزِد ممارسة الأنشطة البدنية، أبقِ وزنك صحيًا من خلال اتباع نمط غذائي صحي وممارسة الأنشطة الرياضية.
• اختيار خطة نمط غذائي صحي: يمكن أن يؤدي تناوُل الأطعمة عالية الدهون وقليلة الألياف إلى زيادة خطر الإصابة بحصوات المرارة، ولتقليل هذا الخطر، تناوَل الكثير من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.

·التشخيص:

لتشخيص التهاب المرارة، يُجري اختصاصي الرعاية الصحية فحصًا بدنيًا ويطرح أسئلة حول الأعراض والسيرة المَرضية. وتشمل الفحوص والإجراءات الطبية المتبعة لتشخيص التهاب المرارة:

• اختبارات الدم: يمكن أن تبحث اختبارات الدم عن مؤشرات الالتهاب أو مشكلات المرارة الأخرى.
• الاختبارات التصويرية للمرارة: يمكن استخدام تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية أو التنظير الداخلي بالموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب أو تصوير الأقنية الصفراوية والبنكرياس بالرنين المغناطيسي لالتقاط صور للمرارة والقنوات الصفراوية. وتُظهر هذه الصور مؤشرات مرض التهاب المرارة أو وجود حصوات بالقنوات الصفراوية والمرارة.
• فحص لتصوير حركة العصارة الصفراوية عبر الجسم: يتتبع التصوير الكبدي الصفراوي باستخدام حمض الإمينو داي أسيتيك (HIDA) إفراز العصارة الصفراوية وتدفقها من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة. يتضمن التصوير الكبدي الصفراوي باستخدام حمض الإمينو داي أسيتيك وضعَ صبغة ناشطة إشعاعيًا في الجسم. تلتصق الصبغة بالخلايا التي تنتج العصارة الصفراوية. وخلال الفحص، يمكن رؤية الصبغة أثناء انتقالها مع العصارة الصفراوية عبر القنوات الصفراوية. ويمكن لهذا أن يُظهر أي انسدادات موجودة.

غالبًا ما يتطلب علاج التهاب المرارة الإقامةَ في المستشفى للسيطرة على التورُّم والتهيُّج، ويُسمى التهابًا، الموجود بها، وفي بعض الأحيان، يلزم التدخل الجراحي.

قد تشمل العلاجات للسيطرة على الأعراض في المستشفى ما يأتي:

• الصيام. قد لا يُسمَح للمريض بتناول الطعام أو الشراب في البداية لتخفيف الضغط على المرارة الملتهبة.
• إعطاء محاليل عبر أحد أوردة الذراع. يساعد هذا العلاج على منع فقدان سوائل الجسم، ويُعرَف ذلك بالجفاف.
• المضادات الحيوية لمكافحة العَدوى. وقد يلزم أخذ المضادات الحيوية في حال التهاب المرارة.
• مسكنات الألم. يمكنها أن تساعد على السيطرة على الألم إلى أن يخف الالتهاب الموجود في المرارة.
• إجراء طبي لإزالة الحصوات. من الممكن أن يخضع المريض لإجراء طبي يسمى تصوير الأقنية الصفراوية والبنكرياس بالتنظير الداخلي بالطريق الراجع (ERCP). وتُستخدم الصبغة في هذا الإجراء لإظهار القنوات الصفراوية خلال التصوير. ثم يمكن أن يستخدم اختصاصي الرعاية الصحية الأدوات لإزالة الحصوات التي تسد القنوات الصفراوية أو القناة المرارية.
• تصريف المرارة. في بعض الأحيان، يمكن اللجوء إلى تصريف المرارة، المعروف بفغر المرارة، للتخلص من العَدوى، وقد تخضع لهذا الإجراء إذا لم تتمكن من الخضوع لعملية جراحية لاستئصال المرارة، ولتصريف المرارة، يمكن أن يُدخِل اختصاصي الرعاية الصحية إبرةً عبر جلد البطن، وتُعرَف هذه الطريقة بالتصريف عبر الجلد، أو يمكن أن يمرر اختصاصي الرعاية الصحية منظارًا عبر الفم، ويُعرف ذلك بالتصريف من خلال المنظار.

من المرجح أن تتحسَّن الأعراض خلال يومَين أو ثلاثة أيام، ورغم ذلك، غالبًا ما يعود التهاب المرارة، وبمرور الوقت، يحتاج معظم الأشخاص المصابين بالتهاب المرارة إلى الخضوع لجراحة استئصال المرارة.

جراحة استئصال المرارة

يُسمى الإجراء الطبي المتبع لإزالة المرارة باستئصال المرارة في أغلب الأحيان، يكون هذا الإجراء طفيف التوغل، ويُطلق عليه استئصال المرارة بالتنظير البطني. يستخدم هذا النوع من الجراحة عدة جروح صغيرة جدًا في منطقة البطن، تُسمى شقوقًا، ونادرًا ما يلزم إجراء الجراحة المفتوحة التي يفتح فيها الجرّاح شقًا طويلاً في البطن.

ويتوقف تحديد توقيت إجراء الجراحة على مدى شدّة الأعراض وخطر حدوث مضاعفات أثناء الجراحة وبعدها بوجه عام. فإذا كانت مخاطر الجراحة ضئيلة، فيمكن إجراؤها أثناء فترة الإقامة في المستشفى.

بمجرد استئصال المرارة، تتدفَّق العصارة الصفراوية مباشرةً من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة، بدلاً من تخزينها في المرارة. وسيظل بإمكانك هضم الطعام بشكل طبيعي حتى بعد استئصال المرارة.

في قليل من الاحيان يؤدي الالتهاب المزمن للمرارة إلي سرطان المرارة.