الجمعة 22 نوفمبر 2024 05:11 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    مصر و "كسارة البندق"

    سهير عبد الحميد

    لم أكن أتوقع أن تتحقق توقعات الخبير الاستراتيجي أحمد عز الدين بهذه السرعة بعد أقل من ثمان وأربعين ساعة على حوارى معه الذي نشر على صفحات "الأهرام العربي" ، والذى أكد خلاله على أن مصر ستدفع ثمن كلمة السيسى فى قمة الرياض وأنها ستشهد أحداثا إرهابية وقلاقل داخلية من أجل استمرار الضغط عليها ووضعها تحت رحمة ما يشبه "كسارة البندق" حتى يتسنى لأميركا تحقيق تصورها الاستراتيجى فى المنطقة .

    فقد جاءت كلمة الرئيس خلال القمة لتؤكد رفض مصر للرؤية الخليجية – الأمريكية للأمن القومى العربي والتى تنص على إنشاء نظام إقليمى بديل يتضمن إسرائيل" الكبرى بالتأكيد" وهو ما يجرى التمهيد له على قدم وساق خصوصا فى المرحلة الأخيرة بعد ما يجرى فى المنطقة فى العراق وسوريا وليبيا واليمن ،ثم ارتفاع وتيرة المطالبات الصهونية باعتراف أميركا بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ، وهو ما لاتخفى أمركيا الموافقة عليه والسعى لتحقيقه .وهو أيضا ما رفضته مصر على لسان الرئيس الذي أكدت كلمته بلا مواربة أن القضاء على الإرهاب مشروط بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية بناء على القرارات الدولية أى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس .

    لم يمر على حديثى مع الخبير الاستراتيجى أحمد عز الدين سومسن حتى وقعت مجزرة المنيا ، ليثيت المخططون أنهم ماضون على المنهج نفسه كسر مصر بكسر وحدتها الداخلية ، لأن تلك الوحدة هى التى جعلتها تهزم الصليبيين والمغول والإنجليز والصهاينة .لذا فالمنهج الاستعمارى التقليدى عليه أن يفرض نفسه من جديد " فرق تسد" .

     على الجانب الآخر لم يكن تعامل الدولة مع الإرهاب بالقوة نفسها التى جاءت بها كلمة الرئيس فى اليراض ، فللمرة المليون يرد النظام على المجزرة البشعة بالأسلوب القاصر نفسه : وفد لتعزية البابا وكأن النظام يقر بالتفرقة بين المواطنين على أساس دينى ويرسخ الصورة القديمة التى حرص البابا شنودة الراحل على تكريسها بعد خلافه مع السادات حين جعل المسيحيين شعبا الكنيسة وطنه ،فغاب الأقباط سنوات عن المشاركة بفعالية فى هموم الوطن ..،ثم يلي ذلك تصريحات بمعرفة كمائن الإرهاب وتوجيه ضربات لهم .ومع كامل تقديرنا لتلك الجهود ، ألم يكن الأجدر والأولى توجيه ضربات استباقية حتى لا تزهق أرواح المزيد من المصريين ...أن أن علينا أن نتعامل مع ملف الإرهاب بمنطق رد الفعل .

    الكارثة أن النظام لا يعى أن شعارات "ايد واحدة " و عاش الهلال مع الصليب" لن تصمد طويلا وأنا كواطنة مصرية مسلمة أستطيع أن أتفهم الغضب المسيحى الذي جعل بعض العقلاء يصرخون لأول مرة " الإرهاب له دين.. هو الإسلام " وهذه هى الكارثة الحقيقية التى تعنى أن الإرهاب قد ينجح فيما فشل عنه الغزاة على اختلاف أعراقهم عبر قرون . لا يعنى هذا أننى أقر بأننا أمام فتنة تتحقق على الأرض لكنها إرهاصات أخشي عدم احتوائها سريعا بتحقيقات واسعة وأفعال استياقية لا ردود فعل ...خصوصا بعد أن أخبرنى بعض الأصدقاء ان هناك من أصدقائهم المسيحيين من امتنع عن تهنئتهم بحلول رمضان هذا العام ..وهو أمر مفهوم ولهم عذرهم فى ذلك ..فكيف يقومون بتهنئة إخوانهم وقد قتل لهم ابنا أو صديقا أو قريبا فى عدة حوادث بشعة شهدتها مصر خلال العام.

    وهنا ينبغى الالتفات إلى أن الطرق التى يتبعها النظام فى حجب بعض المواقع الإخبارية أو اعتقال بعض المعارضين للنظام ليست أفضل طرق المواجهة للإرهاب الذي يحتاج خطة متكاملة وحزما عسكريا .

    كذلك  فإن منع بث صلاة التراويح فى مكبرات الصوت التى حرمت المصريين لأول مرة منذ قرون من تلك الحالة الروحية المصاحية لشهر رمضان ،فساهم هذا القرار فى عكننة المصريين أكثر وجعلت من بينهم من يردد أن الدولة تحارب الطقوس الدينية بتوجيه"تهمة الإزعاج "إلى صلاة التراويح المذاعة عبر مكبرات الصوت ..مثل تلك القرارات ترفع من حدة التذمر المكبوت وتزيد من مشاعر الغضب حيث قد يفسر البعض تلك القرارات –تفسير ا خاطئا مقصودا أو غير مقصود- على أنها وسيلة لترضية خاطر المسيحيين .

    إذا فإن بعض القرارات غير الحكيمة قد ترفع درجة التوتر بلا داع يذكر ..إن مصر تحت رحمة مؤامرة كبيرة أكبر من المنطقة بأسرها ، والاستراتيجيات الأمريكية لإعادة رسم المنطقة منشورة على الملأ بلا مواربة وكأنهم يبرزون لنا ألسنتهم ويرددون مقولة موشي ديان الذي زاره في الستينيات من القرن الماضي  صحافي هندي شهير اسمه كارانجيا إسرائيل وأجرى حديثا مطولا معه شرح  خلاله ديان أن إسرائيل ستدمر الطائرات العربية في مرابضها بضربة سريعة ثم تصبح السماء ملكا لها وتحسم الحرب لصالحها, وحينها تساءل كارانجيا باستغراب: كيف تكشفون خططكم بهذه الطريقة؟ فقال ديان قولته الشهيرة "العرب لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون" .

     هناك غضب بين المسيحيين فى مصر لم يعد مكتوما وهو غضب له صداه فى نفوس المسلمين الذين وجدوا أنفسهم مع كل صباح مضطرين للدفاع عن أنفسهم والتنصل من ممارسات الإرهاب الذي يتحدث باسم الدين زورا وبهتانا..المواجهة العسكرية الحاسمة هى الحل ..الفعل لا رد الفعل .

    سهير عبد الحميد مقالات سهير عبد الحميد الاهرام العربي الرؤية الخليجية الامريكية دولة فلسطنية

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الجمعة 05:11 مـ
    20 جمادى أول 1446 هـ 22 نوفمبر 2024 م
    مصر
    الفجر 04:55
    الشروق 06:26
    الظهر 11:41
    العصر 14:36
    المغرب 16:56
    العشاء 18:17