هاكرز
د. بلال زين
عند سماع كلمة هاكر فإننا نخاف علي جهاز التليفون أو اللابتوب الخاص بنا ،سواء كان علي المستوي الشخصي أو العمل ، لقدرته الفائقة علي التحكم في أجهزة الآخرين ، وقد تطور الوقت من الهاكرز وقاموا يسرقون حسابات الشركات والبنوك وأصبح الهكارز مرعبا ومخيفا ، وسريع التحكم في الأجهزة سواء بالسرقة أو الابتزاز أو أغراض اخري .
والملحوظ الآن هم هكرز البشر ،نشاهد الآن الجيل المعاصر بزعُم معتقدات وتصرفات لا تتناسب مع نشأتنا النشأة الجميلة ، أو الطيبة والمريحة .
فكلما تنقلت سائراً بين الناس ، أو في وسيلة المواصلات ،أو المناسبات سرعان ماتدور ذكريات جميلة ونحن نقف أدباً لكبار السن ، ونساعد الجيران الكبار في السن أيضاً في حمل الحقائب والأغراض الخاصة بهم حتي في نبرة الصوت في أثناء النقاش أو الخلاف.
لقد لاحظت بعض السلوكيات المتطرفة وغير سوية وبتفاخر من أصحابها وكأنهم أجهزة يتحكم فيها الهكرز .ونري أيضاً انتشار التباهي بالاشياء والأهداف الزائفة ،حيث يتوجه البعض من هذا الجيل بالتباهي بدراسات القمم والسخرية من الدراسات الاخري .
وأيضاً العمل وحتي العبادات،مما أدي لانتشار اليأس وعدم الراحة بين البعض ، واستغلال كل صاحب نفوذ نفوذه .
اقرأ أيضاً
- إتيكيت وأداب التعامل مع الجيران
- ابجدية الحوار الثقافي بين الشرق والغرب
- الكتابة على لحمٍ يحترق !!
- عندما كان الحشيش هو الكيف الشعبى
- إفلاس الدول الهزيلة اتي لامحال!!!
- عشق براءتها وكره شيطانتها
- تنافر
- الدكتور مشالي ..بطل حكايتى !
- خط مسطرد
- أنت وحدك تعلم هل كان يستحق الأمر أن تكسر الإشارة
- "صيدلة الأزهر» تحصد المركز الثاني عالمياً فى كتابة المقالات العلمية
- انطلاق ماراثون الثانوية العامة ومقتل 8 إرهابيين أبرز مقالات الصحف
ولك في ذلك الطبيب ، والمهندس ، والرياضي ، والفنان ، والمعلم ( إلا من رحم ربك )
وهناك الكثير من من الشباب وحتي الفتيات وكبار السن يشعرون بعدم الراحة وأن الحياة سُرقت منهم ،وأن هذا الزمن ليس زمنهم وهذه العيشة ليست عيشتهم ،ولذلك نسمع الكثير من الناس القدامي يرددون مقولة ( الجيل القديم كان أحسن ) .
حيث كان هناك مبدأ عن الآن ، وتارة اخري تري بعضاً من الشباب الحالي يقولون ( الجيل القديم مش فاهم حاجة ) والحياة اتغيرت وبقت صعبة ، والناس مش فهماني .
وأصبحنا نفتقد للاحترام في المواصلات العامة وأيضاً في الشارع من الشباب للكبار،وافتقدنا للمبادئ والعادات التي تربينا عليها في احترامنا للكبار، ولا نري شاب جالس علي كرسي بالمواصلات يقف ليجلس رجل كبير ، وكذلك اثناء السلام لا يقف وهو يسلم علي من اكبر منه سناً .
يجب علي ان استمتع واشعر بالانبساط بوجود أهل حواليا ، واني لا استخدم السخرية في كلامي مع من هم اقل مني ، أو حتي الاعلي سواء في مستوي علمي، أو اجتماعي .
وبعد تفكير عميق وتحليل للمواقف والأحداث ايقنت مدي تاثير الهاكرز علي العقول ، واصبح من السهل التاثير علي الفكر العام ، ومن السهل أيضاً تغيير مفاهيم وقيم ومبادئ اي شخص .والمجتمع بطبعه له معايير خاصة ، منها دراسات القمم ، ونري الناس تنظر لمن هو طبيب ، او مهندس ، أو رجل ثري ، أو رياضي ، أو فنان ، علي انهم صفوة المجتمع ولهم معيار مختلف من التعامل والاحترام .
وفي اطار علاقتك مع المطلق المعتقدات والافكار والمشاعر التي تشعر بها والتي تسببت لك في عدم الراحة في أغلي الاحيان ، هل جربت تلاحظ سببها ؟ هل جربت تقييم علاقتك بالأهل والمجتمع من حولك ، وجربت تلاحظ سلوكك ؟!هل حاولت أن تعرف ماهو السبب ،ومن هو المتحكم والمُغير لأفكارك .
كم تجربة قمت بها ليست تجربتك ، وكم اختياراً أخترته لمجرد انكَ تقارن نفسك بغيرك ، حتي أكثر القرارات الحياتية والمصيرية التي لها الفارق الاكبر في حياتك وحياة من حولك ( الهاكرز ) هم من يختارونها لك .
لقد وصلنا لمرحلة من زمن العولمة والتطور بقيم سابقينا بكثير ونحاول الركض خلفهم دون تفكير هل هو مناسب آم لا ؟ .
السؤال الأهم : ياتري أنا مكاني فين من الخالق ؟!
اتأكدت أن الإيمان بالأشياء والسلع الملموسة لا تجلب لي الراحة إلا وقت قليل ومؤقت ، وأن الراحة الحقيقية في قيمة رسالتي في الدنيا أياً كنت ( طالبا ، أو رياضيا ، أو عاملا في شركة ، أو طبيبا ، أو فنيا )
الراحة الحقيقية هي راحة الروح والتي تكمن في قيمة الإنسان ،وقيمة الإنسان تكمن في عباداته وعمله .
لابد من الحرص في علاقاتك وخصوصاً التي تؤثر علي مفهوم فكرك ومشاعرك لأنها بالتأكيد هي الهكرز الحقيقي ، وهذه هو سبب عدم الراحة في حياتك .ومن المهم جدا أنك تعرف لمن تستمع ، وممن تأخذ المعلومة ، وليس كل أصحاب المناصب أسوياء ؛ لأنهم في نهاية الأمر هم بشر ، وقابلين للأذى والتأثير للخطأ والصواب .
واخيراً عزيزي القارئ :نسأل الله الخالق سبحانه الراحة والشعور بها والسلام لكافة المجتمع.