”البابا والمفتي”.. زيارتان تاريخيتان تعيدان أهمية قوة مصر الدينية الناعمة في الشرق والغرب
هنـاء شلتـوت"تواضروس" يزور الفاتيكان للمرة الثانية بعد سنوات الانقطاع .. و"علام" يجوب العالم لإيصال رسالة الإسلام السمحة
أول صلاة في التاريخ لغير الكاثوليك داخل جدران الفاتيكان .. والبابا يحسم الجدل بزيارة المحبة
صلاة مسكونية مشتركة من أجل السلام في العالم.. وزيارة للشعب القبطي في روما والكنيسة الكاثوليكية
البابا يكشف سماح السعودية للأقباط بالصلاة داخل أراضيها .. ويطالب الصحفيين بتربية العقل النقدي
اقرأ أيضاً
- البراءة فوق كرسي متحرك .. حكاية ”نور” ملكة جمال ذوي القدرات الخاصة
- أول مصنع من نوعه في مصر والشرق الأوسط بتكلفة استثمارية 35 مليون دولار
- درة العقد السيناوي .. من هنا مر ”عيسى” و ”محمد” و كلم الله ”موسى” تكليما
- هنـاء شلتـوت تكتب: موجة حارة
- في بيتنا ”مونيكا”.. حكاية منزل سكندري تحول إلى قِبلة لمشاهير العالم
- ”تعايش أهل الحتة” و ”عمارة 5” .. أيادي ومبادرات واجهت تصدع السلم المجتمعي
- هناء شلتـوت تكتب: جزء من النص مفقود
- هناء شلتوت تكتب: ”الشنطة فيها كتاب دين”
- ضبط 2 طن و500 كيلو دقيق بلدي مدعم قبل تهريبه وبيعه بالسوق السوداء بالشرقية
- ضبط ( ٥ طن) أسماك مملحة ومجمدة و لحوم مجمدة ودواجن و مصنعات لحوم مخالفة بالشرقية
- رئيس وزراء بيلاروسيا: مصر تلعب دورا محوريا في الشرق الأوسط والمنطقة العربية
- لحظة طرد سفير ألمانيا في الضفة الغربية
مفتي الجمهورية يبعث رسالة سلام من "العالم الإسلامي" إلى "الهند" ويجيب على السؤال الأهم "أين المسلمون المعتدلون"؟
حفاوة هندية كبيرة لزيارة "المفتي" .. و30 ألف مصل يحرصون على حضور خطبة الجمعة لـ"علام"
الدكتور شوقي علام: رجال الدين الوسطيين يلعبون دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات الثنائية بين الهند والعالم الإسلامي
تضطلع مصر بدورها الريادي في التواصل الديني مع العالم في مسيرة الحضارة والحوار، وذلك في إطار رسالة تهدف إلى ترسيخ الوسطية الدينية للدولة المصرية ونشر الوعي العالمي بقيمة مصر الدينية والتعاون مع كافة الجهات في الداخل والخارج لإنجاز ذلك.
وفي هذا الشأن تعمل قوى مصر الدينية الناعمة ممثلة في فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على ترسيخ رسالة الأديان السامية، والعمل وفق استراتيجية رامية إلى مد جسور التواصل مع أصحاب الثقافات والحضارات المختلفة، والمشاركة في العديد من المحافل الدولية الهامة، ولقاء قادة الرأي والدين والفكر وصناع القرار.
بعد قطيعة دامت لقرون ..تواضروس يعيد زيارة الفاتيكان..
يضج العالم حاليا بأصداء زيارة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطراريك الكرازة المرقسية، لدولة الفاتيكان، ولقائه البابا فرنسيس الثاني، وذلك بعد قطيعة بين الكنيستين دامت خلال الفترة من عام 451 ميلادية وحتى 1973 ميلادية، أي أكثر من 15 قرن من الزمان، (1522 سنة) حينما زارها البابا شنودة الثالث، كأول بابا قبطي يزورها بعد هذا الانقطاع، وتحديدا في 10 مايو 1973، على خلفية تلقى البابا شنودة دعوة إلى روما من بولس السادس بمناسبة احتفال الفاتيكان بمرور 1600 عام على وفاة القديس أثناسيوس الإسكندري، ثم زارها البابا تواضروس في المرة الأولى في 10 مايو 2013 لتصبح زيارته يوم 10 مايو 2023 هي المرة الثانية له.
وتكمن أهمية زيارة البابا تواضروس للفاتيكان في إعادة التواصل والحوار، بين الشرق والغرب، حيث شهدت زيارة البابا إقامة صلوات مشتركة بين الكنيستين؛ لتصبح أول صلاة في التاريخ لغير الكاثوليك داخل جدران الفاتيكان؛ وهو الأمر الذي لاقى ردود أفعال متباينة حيث يرى البعض أن هذه الزيارة من شأنها توطيد العلاقة بين الكنيستين، فيما يرى البعض الآخر أن هذا التقارب هو عدم تشبث بتعاليم الكنيسة ومبادئها كون كنيسة الفاتيكان مختلفة لاهوتيًا عن كنيسة الإسكندرية.
زيارة محبة..
ووصف البابا تواضروس هذه الزيارة للفاتيكان بأنها زيارة محبة، بمناسبة ذكرى مرور 50 عاما على زيارة قداسة البابا شنودة الثالث في عام 1973.
وتأتي هذه الزيارة بعد عشرة سنوات من اللقاء الأول الذي جمع بين البابوان في مايو 2013م، حيث نتج عنه إطلاق يوم بعنوان "المحبة الأخوية" يقام في 10 مايو من كل عام لهذه المناسبة، وهي المناسبة التي يتواجد البابا تواضروس في الفاتيكان حاليا من أجل إحيائها والاحتفال بها أيضا.
وشهدت الزيارة عقد لقاء بين وفدي الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية بحضور صاحبي القداسة البابا تواضروس والبابا فرنسيس، هذا إلى جانب إقامة صلاة مسكونية (غير ليتورجية) مشتركة من أجل السلام في العالم، كما زار قداسة البابا تواضروس مكتب وحدة الكنائس في الفاتيكان، إلى جانب زيارة بعض المعالم الدينية والتاريخية في روما مثل الكلوسيوم (ساحة الشهداء)، وغيره.
وبعد انتهاء البرنامج الرسمي لزيارة الفاتيكان، التقى قداسة البابا تواضروس بأبنائه الأقباط في كنيسة الشهيد مار جرجس بروما، ودشن كنيسة بمقر مطرانيتنا هناك.
وشهد يومي 14 و15 مايو، زيارة للشعب القبطي في روما، والكنيسة الكاثوليكية، حيث تم تخصيص كنيسة سان جيوفانى للصلاة بالأقباط هناك حسب الطقس القبطي الأرثوذكسي.
بعد غياب سنوات.. البابا يلتقي الصحفيين قبل سفره..
وتجدر الإشارة إلى أن جولة البابا تواضروس الخارجية، قد سبقها لقاءا داخليا هاما مع الصحفيين والإعلاميين، والتي تعد الأولى من نوعها منذ سنوات من الابتعاد عن التواصل المباشر مع الصحفيين، والذي جاء تحت عنوان "نعمل سويا"، وهو اللقاء الذي أكد فيه البابا على مجموعة من الأمور الهامة أبرزها تأكيد البابا على أن دور الكنيسة هو جمع الناس حولها والحفاظ على هويتهم، وأنها أنشئت العديد من المستشفيات والمدارس في بعض الدول، مشددا على أن الكنيسة لا تنشغل بالأكاذيب والشائعات مطالبا الصحفيين بتربية العقل النقدي، كما أشار إلى أهم المشروعات التي يتبناها المكتب البابوي وفي مقدمتها المشروعات الخاصة بمجالي التعليم والصحة.
السعودية تسمح للأقباط بالصلاة داخل أراضيها..
وكشف الباب عن سماح المملكة العربية السعودية للمسيحيين بالصلاة في المناسبات في قاعات أحد الفنادق، لافتا النظر إلى صلاة الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة، قداس عيد الميلاد مساء ٦ يناير في السعودية، كما أعرب عن سعادته بحالة لانفتاح التي تشهدها كل من السعودية ودولة الإمارات مؤخرا.
رسالة سلام من مفتي الجمهورية لـ"الهند":
ومن رسالة البابا تواضروس للغرب، إلى رسالة فضيلة مفتي الجمهورية، التي يحرص على إيصالها للعالم بين الحين والآخر، شهدت الأيام القليلة الماضية زيارة تاريخية للأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى دولة الهند، في ظل تساؤل بعض الغربيين وانشغالهم بسؤال: "أين المسلمون المعتدلون"؟، حيث يرى الغرب أن القلة التي تمارس التطرف هي التي تمثل الإسلام، وهو الأمر الذي يرص على تصحيحه فضيلة المفتي خلال زياراته الخارجية، وأكد عليه أيضا خلال زيارته الأخيرة للهند، حافز كبير لمواصلة الجهود من أجل تحقيق المزيد من التواصل الديني مع الخارج وتحقيق الريادة الدينية والإفتائية لمصر في كافة أرجاء العالم.
رجال الدين الوسطيين في مصر والهند وقواسم العيش المشترك...
وقد أكد فضيلة المفتي خلال زيارته للهند على القواسم المشتركة بين التجربتين المصرية والهندية في تحقيق المواطنة الكاملة والعيش المشترك التي وفرت فيها كل من الهند ومصر لكل فرد من مواطنيها حقوقا متساوية بغض النظر عن خلفياتهم اللغوية أو الدينية أو العرقية، وأن كل فرد يتمتع بالمواطنة الكاملة وهم مندمجون جيدا في نسيج واحد.
كما أكد أن رجال الدين الوسطيين في مصر والهند يلعبون دورا محوريا في تعزيز العلاقات الثنائية بين الهند والعالم الإسلامي بشكل عام ومصر بشكل خاص، وتأكيده على أنه يجب على رجال الدين أن يتخذوا إجراءات استباقية ليس فقط في حل النزاعات الدولية ولكن في منع النزاعات قبل اندلاعها خاصة تلك التي تقوم على أساس ديني.
مفتي الجمهورية يزور جامعة مفتوحة لمختلف الديانات...
فيما أعرب فضيلة المفتي عن سعادته بزيارته لجامعة الثقافة الإسلامية والتي شعر فيها أنها جامعة مفتوحة لكافة أعضاء هيئة التدريب والطلاب من مختلف الديانات، مشيرا أنه على مدار التاريخ كان هناك زيارات متبادلة بين علماء الدين من مصر والهند، بل وعلي مستوى التبادل الطلابي كذلك، معربا عن أمله في أن يزداد هذا التبادل للعلماء والطلاب في المستقبل.
وشهدت زيارة فضيلة المفتي الهامة للهند لقاءه بعدد من قادة الفكر والدين والعلاقات الثقافية، حيث التقى فضيلته المجلس الهندي للعلاقات الثقافية بالعاصمة نيودلهي، ومساعد وزير الخارجية الهندي لشئون الشرق الأوسط، كما التقى عمداء وأساتذة الجامعة الإسلامية بنيودلهي، وألقى محاضرة تاريخية بجامعة أليجرا الهندية العريقة.
والتقى فضيلة المفتي كذلك سماحة الشيخ أبو بكر أحمد المسليار مفتي الهند، وألقى خطبة الجمعة، من جامع الفتوح بمدينة المعرفة بولاية كيرالا، الذي يعد أكبر مسجد على مستوى الهند، بحضور حوالي 30 ألف مصل، والتقى أيضا طلاب جامعة الثقافة الإسلامية في ولاية "كيرالا" بالهند.