«الجمعية الشرعية» طفرات عالمية على طريق التنمية المستدامة.. مشاريع تنموية تقضي على الفقر في الجنوب.. ورؤية شاملة للوصول إلى مجتمع إنتاجي «تقرير»
صحفي أحمد واضح القاهرةدور قوي تقوم به الجمعية الشرعية، في دعم توجهات الدولة المصرية نحو التنمية المستدامة، والمشروعات القومية للقضاء على الفقر، ومحاربة الأمراض المتوطنة؛ فباتت في مقدمة الجمعيات الأهلية محققة طفرات تنموية، ولمسات واضحة في إطار إستراتيجية شاملة لوصول صدقات الخيرين لأيادي المحتاجين، وتعظيمًا لتلك الموارد، وتحقيقًا للاكتفاء الصحي، والغذائي، والتعليمي، والاجتماعي، للأسر الأولى بالرعاية.
الأمين العام للجمعية الشرعية مصطفى إسماعيل، قال في تصريح خاص لـ "الميدان"، إن التنمية المستدامة هي القاطرة التي تقود مشروعات الجمعية الشرعية خلال الفترة المقبلة، من خلال محوري التركيز والتنمية؛ لتوفير الحماية، والوقاية للأهالي، والأسر التي تكفلها الجمعية، وتوفير احتياجاتها الضرورية، بل وتحويل تلك الأسر إلى أسر منتجة لا تحتاج الإعانة.
وحول رؤية الجمعية الشرعية، وعملها على تقديم الخدمات والرعاية للفقراء، قال إسماعيل،: "نحن لا نقوم بتوزيع لحوم، أو إعانات، أو العمل عند حدوث أزمات بالمجتمع فقط؛ فهناك محاور متعددة، حيث تعمل الجمعية وفق رؤية وإستراتيجية، وليس عملًا عشوائيًا، وهذه الرؤية يترتب عليها هدف، وفرق عمل، ومتابعات، وإنجازات، وكذلك إخفاقات فنحن نعلم أنه لا يوجد عملً متكاملًا في تحقيق الأهداف أو نسبة من تلك الأهداف، ورؤيتنا قائمة وفق التنمية المستدامة على محورين هما،: التركيز والتنمية".
التنمية المستدامة
وأشار الأمين العام، إلى أن محور التركيز يأتي بمعنى تطوير وتحسين وتجويد الأصول التي تحت أيدينا لأصل المنطلقات، فليس هناك روتين نسير عليه؛ بل نطور مشروعاتنا وفق الأصول، فمثلا رعاية اليتيم، عملنا ليس تقديم إعانة مالية وفقط؛ بل نعمل على خلق مجتمع بالكامل يرعى اليتيم، رعاية كاملة لليتيم معيشيًا، وصحيًا، وفي المرحلة التعليمية وما بعدها، وهذا الفكر ضمان أساسي للاستمرارية، والمحور الثاني وهو التنمية، حيث نهدف إلى أن تكون مستدامة، وهذه التنمية المستدامة وفق تعريف الأمم المتحدة، هي: «تلبية حاجات الناس في الحاضر، وتمكين الأجيال المقبلة من الحصول على حقوقهم، واحتياجاتهم المختلفة».
وأكمل،: " تلك التنمية المستدامة تتضمن توفير مسكن، ملبس، مطعم، ورعاية صحية لأفراد المجتمع، وللأسف هناك البعض يعمل على توفير الاحتياج المادي فقط، وهو أمر مشروع، ولكن نظرة الإسلام للتنمية المستدامة، تضع عنصر مهم جدًا إلى جوار مطلب توفير الاحتياجات المادية، هذه العنصر هو الجانب الروحي، وفي نظرة الإسلام التنمية المستدامة تعرف بأنها،: «الارتقاء بحياة الناس، ماديًا وروحيًا، بما يسعدهم في الدنيا، والآخرة، وفق قوانين الله في الحياة»؛ فشرح تعريف التنمية المستدامة في وجهة نظر الإسلام هي: تلبية احتياجات الإنسان المادية والروحية وصون كرامة الإنسان، بأربعة أمور، الأولى توفير الاحتياجات الأساسية للإنسان، مادية ومعنوية، كما يقول الله "أو إطعام في يوم ذي مصغبة" وهو الجوع في وقت الصعاب والمرض وكأنه ذاهب للموت، "وأطعمهم من جوع" وهو الجوع العادي، "وقوله "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" وهي درجة الجوع لمدة أسابيع، الأمر الثاني وصول الإنسان لدرجة الكفاية، وليس الكفاف، الأمر الثالث، الاستمرارية في توفير تلك الاحتياجات، والأمر الرابع هو أن يحصل على هذه الاحتياجات بسهولة ويسر وليس بالعمل الشاق، وهذه الشروط تأتي تحت قول الله تعالى،: "ولقد كرمنا بني آدم".
وشدد، على أن المسؤولية الشرعية في التنمية المستدامة تقع على الفرد بحسب موضعه، والدولة بمؤسساتها، وثالثًا المجتمع الخارجي؛ فالفرد عليه أن يشارك في التنمية المستدامة حتى وإن لم يكن يملك أي مال للمشاركة في التنمية المستدامة؛ فمثلا حفاظ الفرد على البيئة، وعدم تلويثها مشاركة في التنمية، وعدم ارتكابه مخالفة للنظام العام مشاركة، ومحبته الخير للناس مشاركة، وبثه روح التفاؤل مشاركة، وعدم إلحاق الضرر بغيره مشاركة، ودور الدولة بمؤسساتها، وموازناتها تذهب لتحقيق التنمية المستدامة، ودور المجتمع الخارجي، يشارك في التنمية المستدامة من خلال تنوع العمل الخيري بين العيني، والإنساني، وهو ما نسميه مأسسة العمل الخيري، وتحويل العمل الخيري لنظام مؤسسي وليس فرديًا، والاستمرارية في العمل الخيري، تحقيق الأولوية في العمل الخيري، تحديد مواطن الإنفاق الأولية، وبهذا نصل إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي للأسر الفقيرة فلا تحتاج إلى أي دعم وتخرج من دائرة الفقر".
رؤية دينية
ومضى الأمين العام،: "التنمية في الإسلام لها تصور، ورؤية القرآن والسنة، لها من خلال سمات وطبيعة الحياة التي يرتضيها الخالق للأمة؛ فينشد للناس حياة الرغد، تحت قوله تعالى،: "فقلت استغفروا ربكم غنه كان غفارًا يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا"، هذه الحياة المعيشية التي ينشدها الإسلام للناس، هذه هي سمات وطبيعة الحياة، ومن خلال تصحيح مفاهيم عن الحياة الدنيا التي نفهمها خطأ، لافتًا إلى أن القرآن والسنة ليس فيهما لفظ التنمية المستدامة، ولكن محتوى التعريف موجود في ثلاثة قواعد إسلامية هي،: الاستخلاف، والعمارة للأرض، والإصلاح؛ فبزكاة المال أحيا الإسلام البيوت، ونورها بالعمارة، وحافظ على مقدراتها، وأرشدنا للحفاظ على البيئة".
واختتم إسماعيل، بقوله،: "نحن نذهب للتنمية المستدامة بخطوات أولية، وستزداد وتتضاعف، وإذا انتبهت الدولة لهذه التنمية؛ ازداد الخير، وإذا انتبهت الأمة للتنمية المستدامة؛ ما انكسرت من ضعف، حول هذا نتحرك، نبسط المواضيع بالتأصيل الشرعي، ونركز في تميز النظرة الإسلامية نحو تحقيق التنمية المستدامة، ونرتقي بحياة الناس من الحسن إلى الأحسن، ماديًا وروحيًا؛ ستتضاعف الجهود وتتحقق التنمية المستدامة، حتى تكون تجربة نصدرها للعالم".
مشروعات وتجارب رائدة
المستشار حسن أبو صليب نائب الأمين العام للجمعية الشرعية، أكد تحقيق النموذج التطبيقي للنظر الإسلامية حول رؤية التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن أي شيء تقوم الجمعية بتنفيذه يدور حول تحقيق التنمية المستدامة على مستوى الفرد والمجتمع.
وأوضح نائب الأمين العام، أن الجمعية الشرعية تتحول إلى مسار مهم جدًا في حياة الأمة الإسلامية؛ من خلال تبنيها لمنهج التنمية المستدامة وتسخير، وتفعيل كل ملفات العمل داخل الجمعية ودفعها في هذا الاتجاه، خاصة أننا نمتلك قناعة بأن كل ملفات العمل الصالح داخل الجمعية تخدم على ملف التنمية المستدامة، ومنها: حماية الطفل اليتيم، طالب العلم، مشروع المياه، ومشروعات الصغيرة، والرعاية الصحية، كلها ملفات تحقق رؤية التنمية المستدامة، وعليه نوجه بتبني هذا الفكر لدي القيادات والعاملين بالجمعية.
وأكمل،: "عملنا السابق كان قائمًا على رعاية الأسر الفقيرة، الآن نعمل على تحويل هذه الأسرة إلى أسرة منتجة تخرج خارج مشروع الرعاية، وتقف على قدميها، فمعدلات الإنجاز مع المشرفين على المحافظات تتغير، وتزيد الرعاية للفقراء، مثلا كان عدد رعاية الأيتام 1000 يتيم، أصبح 1500 يتيم؛ ولكن هدفنا أن يقل هذا العدد بعد أن نوفر لهذا اليتيم مشروعاً يحقق له الكفاية والتنمية لهؤلاء الأيتام فلا يحتاجون إلى تلقي الدعم بعد ذلك".
ومضى،: "لدينا معدلات ونماذج نجاح، في قرية الأشراف بأسوان، وفي قرى درب الأربعين في الوادي الجديد، والنموذج الآخر نموذج النخيل في الوادي الجديد، فمثلًا نموذج قرية الأشراف كان تحولًا للجمعية الشرعية من تنمية الإنسان كفرد إلى تنميته كمجتمع، فتم توفير الاحتياجات لكل أفراد المجتمع بعد رصدها، فوفرنا الرعاية الصحية لأهالي القرية، من خلال رفع كفاءة الوحدة الصحية بالقرية، وتوفير القوافل الطبية بالقرية، وتوفير طبيب مقيم 24 ساعة، وتوفير محطات مياه لتوفير المياه لكل المنازل بالقرية، مشروع طالب العلم، توفير احتياجات الطلاب بالقرية كاملة من ملابس وأدوات مدرسية، وتوفير مكاتب تعليم القرآن الكريم، وتطوير منازل القرية بشكل حضاري، باكورة العمل في القرية، هي مشروع المواشي من خلال استهداف 60 أسرة وتوفير 5 رؤوس ماشية لكل أسرة، وبيع مواليد الماشية بعد مرور 6 أشهر على ولادتها، وتوفير تغذية للمواشي حتى لا تكون هناك تكلفة وعبء على تلك الأسر، إلى جانب زراعة 20 فدان نخيل بالقرية تدر دخلًا يقدر بمليوني جنيه سنويًا يخدم ويوفر الرعاية المستمرة لأهالي القرية".
«الأشراف» أنموذج عالمي
ولفت نائب الأمين العام، إلى أن قرية الأشراف تعد أنموذجًا عمليًا للتنمية المستدامة؛ لم نر في العالم نموذجًا عمليًا مثل قرية الأشراف، فرؤية التنمية المستدامة ومطالبات الأمم المتحدة والدول بتحقيقها لا تزال مجرد توصيات لم تطبق على أرض الواقع؛ نجحت الجمعية الشرعية في تحقيق هذه الرؤية وضمان نجاحها مستقبلًا وجعلها أنموذجا يحتذى"، مشيرًا إلى أن محافظ الوادي الجديد أصر على عمل بروتوكول تعاون مع الجمعية الشرعية لتطوير 4 قرى في المحافظة لعمل نموذج مماثل لقرية الأشراف بمحافظة أسوان، ورصدنا بالفعل الاحتياجات لتلك القرى وسنقوم بالتنفيذ بعد عيد الأضحى المبارك، وندرس كل قرية وفق تميز أهلها في العمل الخاص بهم، فمثلا يعتمدون على الزراعة نوفر مشروعات زراعية، قرية تعتمد على الأعمال الخشبية نوفر لهم مشروعات تعتمد على تلك الصناعة لضمان نجاح التجربة، وكل هذا تحت هدف تحويل الأسر من فقيرة إلى أسر منتجة تستغني عن الرعاية والكفالة.
واختتم المستشار حسن أبو صليب، حديثه بالتأكيد أن النموذج الثاني حول رؤية الجمعية لتحقيق التنمية المستدامة، هو نموذج مشروع النخيل في الوادي الجديد، من خلال زراعة 3000 آلاف فدان بالنخيل، وتوزيع 100 فدان على كل محافظة، لتكون العوائد دخل ثابت للصرف على أنشطة الجمعية في المحافظات، وبهذا تتحقق التنمية المستدامة.